لم يقدر وزير الخارجية الفرنسي جورج بيدو على إخفاء انزعاجه وتوتره من الأخبار السيئة التي تصل من جبهة "ديان بيان فو" المستعرة خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي في باريس يوم 22 أبريل/نيسان 1954. بدا زميله الأميركي جون فوستر دالاس على دراية كاملة بورطة الجيش الفرنسي ومحنة مضيفه، فبادره قائلا: ماذا لو أعطيناك قنبلتين ذريتين؟".

كان موقف الجيش الفرنسي شديد التعقيد في معركة "ديان بيان فو" بمرتفعات شمال غربي فيتنام. بدأت قوات "الفيت منه" (رابطة تحرير فيتنام) المعركة في 13 مارس/آذار 1954، وانتهت بعد 56 يوما من القتال الدامي باستيلاء الثوار الفيتناميين على حامية وتحصينات القاعدة التي يديرها الجنرال الفرنسي كريستيان دي كاستريس. كانت هزيمة ساحقة للقوات الفرنسية وقائدها العام الجنرال هنري نافارفي مجمل الهند الصينية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4سرّب أسرارا خطيرة عن التدخل الأميركي في فيتنام.. ما قصة إلسبيرغ مع أوراق البنتاغون؟ وماذا كان عقابه؟list 2 of 4لوبوان: القنبلة الذرية.. 10 أزمات كادت تقود إلى نهاية العالمlist 3 of 4معركة ديان بيان فو.. هزيمة فرنسا التي أنهت الاستعمار بفيتنامlist 4 of 4وفاة الجنرال الفيتنامي جيابend of list

فوجئ الوزير الفرنسي بالعرض الأميركي السخي، ولم يأخذه على محمل الجد، لم تكن فرنسا ولا قواتها مهيأة للسيناريو النووي، كانت تحتاج إلى دعم جوي أميركي قوي ومؤثر، ولم يشط بهم الخيال آنذاك إلى اللجوء للخيار النووي.

لاحقا أوضح "بيدو" أن سبب رفضه جاء لكون القنبلة الذرية التي من المفترض أن تقضي على قوات فيت منه، كانت ستفعل الشيء نفسه مع الجنود الفرنسيين. كما أن الاقتراح لم يكن جادا.

آخر صورة معروفة لقادة عسكريين فرنسيين داخل معسكر ديان بيان فو قبل سقوطه بفترة قصيرة (غيتي) مهمة إنقاذ فرنسا

لم يتحدث وزير الخارجية عن هذا العرض، من المؤكد أنه لم يكن مخولا بتقديم مثل هذا الاقتراح أو تنفيذه، لكن إمكانية استخدام القنبلة النووية في ديان بيان كانت قد أثيرت أمامه من قبل العسكريين الأميركيين، وكان أيضا يخشى ضعفا دبلوماسيا من جانب فرنسا في مفاوضات جنيف للسلام مع الفيتناميين، فجاء اقتراحه لرفع المعنويات.

أثيرت الكثير من الشكوك حول هذا العرض الأميركي، لكن مؤرخين وسياسيين في ذلك الوقت كانوا واضحين في تأكيدها. ففي مقال بعنوان "سوء الفهم عبر الأطلسي: الولايات المتحدة ومعركة ديان بيان فو"، يؤكد المؤرخ الفرنسي لوران سيزاري أن العرض الأميركي ورد في مذكرات كل من الوزير جورج بيدو والسفير جان شوفيل، قائد الوفد الفرنسي في مؤتمر جنيف لإنهاء حرب الهند الصينية.

ويشير سيزاري إلى أن وزير الخارجية جورج بيدو أكد في كتابه "من مقاومة إلى أخرى" (منشورات مطبعة القرن باريس 1965 ص 198) أنه أبلغ المعلومة على الفور لـ3 من معاونيه المقربين (وهم رولاند دي مارجيري، وموريس شومان، وغي دو لا تورنيل)، كما سجّل رئيس هيئة الأركان الفرنسية المشتركة (آنذاك) الجنرال بول إيلي هذا العرض في يومياته.

جندي فرنسي خلال المواجهات في معركة ديان بيان فو (أسوشيتد برس)

من جهته، يشير موريس شومان -وزير الدولة للشؤون الخارجية الفرنسي من 1969 إلى 1973- إلى أن "جون فوستر دالاس لم يقدّم القنابل الذرية بالفعل، لكنه قدم اقتراحا وطرح سؤالا تضمن كلمتي قنبلة نووية". وجاء رد فعل بيدو الفوري -بحسبه- هو التصرف كما لو أنه لم يأخذ الاقتراح على محمل الجد.

كانت الولايات المتحدة تمول عمليا نحو 78% من تكلفة حرب الهند الصينية -وفق أوراق البنتاغون المنشورة عام 1971- وتقدم فعليا مساعدات عسكرية ولوجستية لفرنسا خوفا من التمدد الشيوعي وسيطرة الصين على المنطقة إذا هزمت القوات الفرنسية.

وبالإضافة إلى ذلك، ناقش المسؤولون الأميركيون دعما إضافيا ضمن ما عرف بـ"عملية النسر" (Operation Vulture)، وهي مقترح خطة عسكرية كبيرة، من أجل إسناد الفرنسيين في معركة ديان بيان فو، وضعها الرئيس دوايت آيزنهاور (بين 1953 و1961) ومستشاروه.

آلاف الجنود الفرنسيين سقطوا قتلى وجرحى في معركة ديان بيان فو (أسوشيتد برس) إيقاظ الشبح النووي

وفق الكاتب والمؤرخ الأميركي جون برادوس تضمنت الخطة عمليات قصف مركزة ومكثفة مع احتمال استخدام قنابل ذرية وتدخل بري قد ينزلق إلى حرب مع الصين. ويؤكد برادوس ذلك في كتابه "السماء سوف تسقط: عملية النسر: مهمة القصف الأميركية السرية في فيتنام عام 1954" اعتمادا على وثائق رفعت عنها السرية ومحاضر اجتماعات ضمت الرئيس دوايت آيزنهاور ونائبه آنذاك ريتشارد نيكسون وشخصيات سياسية وعسكرية أخرى رفيعة المستوى.

وفقا لبرادوس، اشتملت الخطة على خيار استخدام 3 أسلحة ذرية صغيرة (تكتيكية) على الأقل على مواقع "فيت منه" لدعم الفرنسيين. كما وضع رؤساء الأركان المشتركة خططًا لنشر أسلحة ذرية تكتيكية، وأبحرت حاملات الطائرات الأميركية إلى خليج تونكين (الواقع بين الصين وفيتنام) وأجريت رحلات استطلاعية فوق منطقة ديان بيان فو.

وفقا للمناقشات، أعطى الأدميرال آرثر ويليام رادفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة دعمه لهذا الخيار النووي. وكان بإمكان قاذفات "بي "29 و"بي 36″ و"بي 47" الأميركية تنفيذ ضربة نووية، إضافة إلى حاملات الطائرات من الأسطول السابع المتمركز آنذاك في مدينة يوكوسوكا كاناغاوا اليابانية.

كان الأدميرال المخضرم آرثر رادفورد الرافض للثورة الشيوعية الصينية والحانق على سياسات ماو تسي تونغ هو صوت التأييد الأعلى لتنفيذ "عملية النسر"، وقد اعتمد في ذلك على دراسة مؤداها أن "3 قنابل ذرية تكتيكية مستخدمة بشكل صحيح ستسحق بشكل حاسم قوات فيتنام التي تحاصر الفرنسيين في ديان بيان فو"، وبالتالي تحول الهزيمة التي كانت شبه مؤكدة إلى نصر.

بدوره أيد قائد القوات الجوية الأميركية الجنرال "ناثان. ف. توينينغ" العملية، لكن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال ماثيو ريدجواي عارض الأمر بشدة.

كانت وجهة نظر الجنرال ريدجواي أن القوة الجوية وحدها لا تستطيع إنقاذ القوات الفرنسية في ديان بيان فو، وأن الزج بـ7 فرق (نحو 100 ألف جندي) من الجيش الأميركي هو وحده الذي يمكن أن ينقذ الفرنسيين من الهزيمة.

الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور يتوسط كلا من نائبه ريتشارد نيكسون (يسار) ووزير الخارجية جون فوستر دلاس (غيتي)

ورأى ريدجواي- الذي كان يعارض بشدة خوض حرب برية أخرى في آسيا- أنه إذا تدخلت الولايات المتحدة في فيتنام، فمن المؤكد أن الصين ستتدخل بحكم موقع ديان بيان فو على مقربة منها في الجزء الشمالي من فيتنام، وبنى ذلك على سابقة تدخل الصين في الحرب الكورية بين عام 1950 و1953، معتبرة أن تقدم الولايات المتحدة إلى كوريا الشمالية كان يشكل تهديدا لأمنها.

ووفقا لمبررات الجنرال ريدجواي، فإنه إذا تدخلت الصين في فيتنام سيحتاج الجيش الأميركي حينئذ إلى 12 فرقة للحصول على فرصة للنصر (نحو 180 ألف جندي). وخلص إلى أن "الهند الصينية خالية في النهاية من الأهداف العسكرية الحاسمة، وأن خوض حرب برية أخرى ضد الصين سيكون بمثابة تحويل خطير للقدرات الأميركية المحدودة".

اعتقد الجنرل ريدجواي أن الأدميرال رادفورد كان منساقا بعواطفه الرافضة للدور الصيني في المنطقة وغفل بذلك عن المخاطر السياسية التي قد تنجر عن محاربة الولايات المتحدة للصين مرة أخرى في أقل من عام بعد نهاية الحرب الكورية، وتسبب هذا الرأي في الكثير من الخلاف داخل أركان القوات المشتركة الأميركية.

وفي المقابل، كان نائب الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير الخارجية جون فوستر دالاس وقادة آخرون، مؤيدين لعملية النسر ومارسوا ضغوطًا شديدة على الرئيس آيزنهاور لقبولها، بحجة أنه من الضروري وقف المد الشيوعي في فيتنام.

كان الرئيس آيزنهاور يشعر بالكثير من الذنب بسبب القصف الذرّي على هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945، وخلال أحد الاجتماعات قال -وفق محاضر الجلسات- للأدميرال رادفورد والجنرال توينينغ:

"لا بد أنكم مجانين يا رفاق.. لا يمكننا استخدام تلك الأشياء الفظيعة ضد الآسيويين للمرة الثانية في أقل من عشر سنوات

بواسطة الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور

وافق آيزنهاور يوم 4 أبريل/نيسان 1954 بشكل حذر على تنفيذ عملية النسر بشرط موافقة الكونغرس بمجلسيه، وعلى أن تكون العملية أيضا في شكل تحالف يضم قوات من بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا، والفلبين وتايلند إن أمكن، كما يجب على فرنسا أن تلتزم بدورها الكامل في القتال حتى نهاية العمليات، إذ  كانت باريس في خضم مفاوضات جنيف مع الفيتناميين، التي لم تؤيدها الولايات المتحدة.

من جهته عارض الكونغرس "عملية النسر" كتحرك أميركي منفرد، لكنه كان على استعداد لقبولها كعملية مشتركة أميركية بريطانية، كما رفض زعماء الكونغرس ضغوط ريتشارد نيكسون لتمرير قرار يمنح الرئيس السلطة التقديرية لاستخدام الأسلحة النووية في فيتنام، لكنهم كانوا على استعداد لإعادة النظر في ذلك إذا انضم البريطانيون إلى العملية، وفق المؤرخ آلان سيزاري.

وفي نهاية الأمر رفض البريطانيون الموافقة أو المشاركة واختلف العسكريون والسياسيون الأميركيون، فبقيت عملية النسر النووية بخططها التقليدية والنووية حبيسة الأدراج، وفي المقابل حصلت فرنسا على دعم أميركي ضخم، بما في ذلك جسر جوي للإمدادات من أوروبا.

في 30 أبريل/نيسان 1954 ناقش الرئيس آيزنهاور ونائبه ريتشارد نيكسون مجددا إمكانية تقديم بضع قنابل ذرية على الفور لفرنسا، لكنهما خلصا إلى استخدام النابالم بدا أكثر فعالية بالنسبة لهم، ففضلوا الاحتفاظ بالتهديد النووي لردع الصين عن الدخول علنا في حرب الهند الصينية.

مئات  الجنود الفرنسيين خلال أسرهم  في معركة ديان بيان فو (غيتي) ورطة تلد أخرى

إثر استسلام اليابان عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية استعادت فرنسا مستعمراتها في الهند الصينية. وعلى مدى 8 سنوات بين عامي 1946 و1954، كان عليها أن تخوض حربا دامية للحفاظ على نفوذها في تلك المنطقة الواقعة شرق الهند وجنوب الصين والمتأثرة بثقافة البلدين معا، إذ تأثرت فيتنام بشكل كبير بالثقافة الصينية، فيما تأثرت كمبوديا ولاوس وتايلند أيضا بالثقافة الهندية.

ومع تصاعد المقاومة الفيتنامية بقيادة هوتشي منه لا سيما في الريف بدعم صيني، قامت فرنسا عام 1953 بإقرار خطة نافار (نسبة إلى القائد العام الجنرال هنري نافار) التي ركزت على تحويل وادي ديان بيان فو إلى أقوى قاعدة عسكرية في الهند الصينية من أجل السيطرة على كامل شمال غرب فيتنام ولاوس وتدمير القوات النظامية الفيتنامية، وهو ما يمهد الطريق للسيطرة على كل الأراضي الفيتنامية وإخضاع جنوب الهند الصينية وفق الخطة.

واختير لهذا المعسكر سهل أو حوض ديان بيان فو الذي تحيط به تلال صغيرة بنيت عليها نقاط دعم حصينة. وبحلول عام 1954، بلغ إجمالي القوات الفرنسية في الهند الصينية أكثر من 55 ألف جندي، بينهم نحو 16 ألف جندي بمنطقة ديان بيان فو تم تقسيمهم على 21 كتيبة بمناطق شمالية ووسطى وجنوبية، و49 معسكرا محصنا بالقرب من طرق إمدادات قوات فيت منه، منها 8 نقاط شديدة التحصين حملت أسماء نساء فرنسيات، مثل غابرييل وبياتريس ودومينيك وإليان وكلودين.

بالغ الجنرالات الفرنسيون في ذلك الوقت في الإشادة بهذه القاعدة التي أطلق عليها اسم "القنفذ" نظرا لتحصيناتها الخرسانية المتينة ذات الاتجاهات الـ4 في وادي "مونغ ثانه"، حيث أكد  قائد القوات البرية في شمال فيتنام الجنرال رينيه كوجني بأن "لدى القوات الفرنسية قوة نيران تكفي للقضاء على عدو أكبر منهم بـ4 إلى 6 أضعاف".

الزعيم الفيتنامي هوشي منه (وسط) وإلى يساره الجنرال فو نجوين جياب وأمامهما مخططات الجبهة في ديان بيان فو (غيتي)

وفي المقابل، أشارت التقديرات إلى أن الجيش الفرنسي كان يعتمد على تمويل وإمداد قاعدة ديان بيان فو من الجو، ولم يكن يملك ما يكفي من القوة الجوية لتعطيل تكتيكات قوات فيت منه التي كانت تحيط  بالمعسكر (القاعدة) وكان الفرنسيون يلحون دائما على الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات جوية ضخمة بالقاذفات الثقيلة لتدمير خطوط قوات فيت منه وفتح خطوط إمداد لهم.

في يناير/كانون الثاني 1954، قرر المكتب السياسي لحزب العمال الفيتنامي (الحزب الشيوعي الفيتنامي الآن) إطلاق حملة للسيطرة على ديان بيان فو وفق إستراتيجية "هجوم سريع.. نصر سريع"، لكن خسائر البدايات والتفاوت في موازين القوى جعلت الجنرال فو نجوين جياب يتخذ قرارا بوقف الهجوم وتغيير الإستراتيجية القتالية إلى "هجوم ثابت.. تقدم ثابت".

كان الجنرال جياب يؤمن بالحرب الشعبية في مواجهة قوة أكثر تدريبا وعديدا، حيث قال في مذكراته إن "كل واحد من السكان هو جندي، وكل قرية هي حصن"، وكانت نظريته التي أثبتت جدواها أن

حرب العصابات هي حرب الجماهير العريضة في بلد متخلف اقتصاديا ضد جيش عدواني جيد التدريب

بواسطة الجنرال فو نجوين جياب

 

وفي 13 مارس/آذار 1954، شنت قوات الفيت منه بقيادة الجنرال جياب هجومها وفق الإستراتيجية الجديدة بدعم واسع من سكان الأرياف، حيث تم توسيع وإطالة المسارات عبر جبال وغابات ديان بيان فو، وبناء تحصينات أقوى. وحفرت خنادق أعمق للاقتراب من القاعدة الفرنسية وتحصيناتها، وشقت الطرق لتسهيل حركة المدفعية، كما تم توفير المزيد من المؤونة والأسلحة والإمدادات الأخرى من الخلف إلى الجبهة للاستعداد لمعركة طويلة.

خلال الهجوم، دمّر مقاتلو الفيت منه التحصينات الشمالية لقاعدة ديان بيان فو، وفي شهر أبريل/نيسان هوجمت معظم التحصينات الأخرى بشكل متزامن، وشدد الحصار على البقية وتم السيطرة على مطار مونغ ثانه، وبدأت القوات الفرنسية في التداعي مع فقدان السيطرة على المطارات وخطوط الإمداد، فيما لم تثمر عمليات الإمداد بالمظلات والضربات الجوية.

مقاتلون من فيت منه خلال التصدي لطائرات فرنسية في جبهة ديان بيان فو (غيتي)

فوجئ الفرنسيون تماما بقدرات قوات الجنرال جياب، وخصوصا ضربات المدفعية الثقيلة المكثفة التي كان تنهال على النقاط الحصينة من التلال والتي لم يحسبوا لها حسابا. وفي الفترة من 1 إلى 7 مايو/أيار 1954، سيطرت قوات "فيت منه" على معظم التحصينات في الشرق، وشنت هجوما عاما لتدمير قاعدة ديان بيان فو العسكرية بأكملها، وتم رفع العلم الفيتنامي على آخر النقاط، حيث مقر قيادة الجنرال كريستيان دي كاستريس في 7 مايو/أيار 1954.

بلغت الحصيلة النهائية لقتلى الجنود الفرنسيين في ديان بيان فو- وفق بعض التقديرات- ألفين و229 قتيلا و5 آلاف و195 جريحا و10 آلاف و998 أسيرا، معظمهم من جنود المستعمرات الفرنسية (السنغال، الجزائر المغرب، تونس)، في حين بلغت حصيلة قتلى قوات "فيت منه" 23 ألف مقاتل.

الجنرال جياب (واقفا) خلال استعراض لمخططات المعركة (غيتي)

كانت تلك هي المرة الأولى التي يُمنى فيها جيش أوروبي محترف بهزيمة حاسمة في المستعمرات، وانجر عنها نهاية النفوذ الفرنسي في الشرق الأقصى، كما مثلت  تلك الهزيمة مصدر إلهام لحركات المقاومة والتحرر الأخرى، حيث اندلعت المقاومة المسلحة في مستعمرات فرنسا الأفريقية، بينها الجزائر.

ومثلت هزيمة ديان بيان فو خط النهاية لحرب الهند الصينية الأولى، وسرّعت اتفاقية جنيف للسلام في يوليو/تموز 1954، والتي قسمت البلاد، وأنشأت دولة شيوعية في الشمال (عاصمتها هانوي) ودولة تابعة للغرب في الجنوب (عاصمتها سايغون) وكان هذا التقسيم وقودا للحرب الباردة في المنطقة.

بالنسبة للفيتناميين، كانت تلك الجولة الأولى الرابحة فقط. فبعد أن أحجم الأميركيون عن "عملية النسر" عام 1954، سرعان ما انغمسوا تدريجيا في حرب فيتنام الثانية بدعمهم النظام الموالي للغرب في فيتنام الجنوبية، ثم التدخل المباشر بداية الستينيات ليقعوا في ورطة عسكرية كبرى استمرت حتى عام 1973 فقدوا فيها أكثر من 58 ألف جندي، وكانت الهزيمة الأميركية بمفاعيل الحرب الباردة أكبر بكثير من نظيرتها الفرنسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الولایات المتحدة الجنود الفرنسیین القوات الفرنسیة وزیر الخارجیة أبریل نیسان فی فیتنام ألف جندی إلى أن فی ذلک

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: لماذا أعلن ترامب فجأة النصر على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)

عندما وافق الرئيس ترامب على حملة لإعادة فتح حركة الملاحة في البحر الأحمر من خلال قصف جماعة الحوثي المسلحة لإخضاعها، كان يريد رؤية النتائج في غضون 30 يوما من الضربات الأولية قبل شهرين.

 

بحلول اليوم الحادي والثلاثين، طالب ترامب، الذي يخشى باستمرار من التورط العسكري الطويل الأمد في الشرق الأوسط، بتقرير عن التقدم المحرز، وفقا لمسؤولين في الإدارة.

 

ولكن النتائج لم تكن موجودة. ولم تكن الولايات المتحدة قد نجحت حتى في تحقيق التفوق الجوي على الحوثيين. وبدلاً من ذلك، فإن ما ظهر بعد 30 يوماً من تصعيد الحملة ضد الجماعة اليمنية كان مشاركة عسكرية أميركية أخرى باهظة الثمن ولكنها غير حاسمة في المنطقة.

 

وأسقط الحوثيون عدة طائرات مسيرة أميركية من طراز "إم كيو-9 ريبر"، وواصلوا إطلاق النار على السفن الحربية في البحر الأحمر، بما في ذلك حاملة طائرات أميركية. وقد أدت الضربات الأميركية إلى إتلاف الأسلحة والذخائر بمعدل بلغ نحو مليار دولار في الشهر الأول وحده.

 

ولم يكن من المفيد أن تسقط طائرتان من طراز إف/إيه-18 سوبر هورنيت، تبلغ قيمتها 67 مليون دولار، عن طريق الخطأ من على حاملة الطائرات الرئيسية الأميركية المكلفة بتنفيذ الضربات ضد الحوثيين، في البحر.

 

وبحلول ذلك الوقت، كان السيد ترامب قد سئم.

 

وأفاد ستيف ويتكوف، مبعوثه إلى الشرق الأوسط، والذي كان بالفعل منخرطا في محادثات نووية بوساطة عمانية مع إيران، بأن المسؤولين العمانيين اقترحوا ما يمكن أن يكون عرضا مثاليا للسيد ترامب بشأن قضية الحوثيين المنفصلة، ​​وفقا لمسؤولين أميركيين وعرب. وكان من المقرر أن توقف الولايات المتحدة حملة القصف وأن تتوقف الميليشيات عن استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، ولكن من دون أي اتفاق لوقف تعطيل الشحن الذي تعتبره الجماعة مفيداً لإسرائيل.

 

وفي الخامس من مايو/أيار، تلقى مسؤولون في القيادة المركزية الأميركية أمراً مفاجئاً من البيت الأبيض بـ"إيقاف" العمليات الهجومية.

 

وعند إعلانه وقف الأعمال العدائية، بدا الرئيس وكأنه معجب بالجماعة الإسلامية المسلحة، على الرغم من تعهده في وقت سابق بـ"القضاء عليها تماما".

 

وقال ترامب "لقد ضربناهم بقوة وكان لديهم قدرة كبيرة على تحمل العقاب". "يمكنك القول أن هناك قدرًا كبيرًا من الشجاعة هناك." وأضاف "لقد أعطونا كلمتهم بأنهم لن يطلقوا النار على السفن بعد الآن، ونحن نحترم ذلك".

 

يبقى أن نرى ما إذا كان هذا صحيحا. أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا على إسرائيل، الجمعة، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار الجوية ودفع الناس إلى مغادرة الشواطئ في تل أبيب. وتم اعتراض الصاروخ من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

 

ويوضح الإعلان المفاجئ عن النصر على الحوثيين كيف أن بعض أعضاء فريق الأمن القومي للرئيس قللوا من شأن جماعة معروفة بقدرتها على الصمود. وكان الجنرال مايكل كوريللا، رئيس القيادة المركزية، قد ضغط من أجل حملة قوية، والتي أيدها في البداية وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، وفقًا لعدة مسؤولين مطلعين على المناقشات. لكن الحوثيين عززوا العديد من مخابئهم ومخازن الأسلحة خلال القصف المكثف.

 

ومن الجدير بالذكر أن الرجال أساءوا أيضاً تقدير مدى تسامح رئيسهم مع الصراع العسكري في المنطقة، التي يزورها هذا الأسبوع، وتشمل زيارته المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. ولم يتقبل السيد ترامب مطلقا التورط العسكري طويل الأمد في الشرق الأوسط، وقضى فترة ولايته الأولى في محاولة إعادة القوات إلى الوطن من سوريا وأفغانستان والعراق.

 

وعلاوة على ذلك، أبدى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجديد في إدارة ترامب، الجنرال دان كين، قلقه من أن تؤدي الحملة الموسعة ضد الحوثيين إلى استنزاف الموارد العسكرية بعيداً عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وكان سلفه، الجنرال تشارلز كيو براون الابن، يشاركه هذا الرأي قبل إقالته في فبراير/شباط.

 

وبحلول الخامس من مايو/أيار، كان ترامب مستعدا للمضي قدما، وفقا لمقابلات مع أكثر من اثني عشر مسؤولا حاليا وسابقا مطلعين على المناقشات في دائرة الأمن القومي المحيطة بالرئيس. وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف المناقشات الداخلية.

 

وقال ترامب في تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض يوم الأربعاء: "نحن نحترم التزامهم وكلمتهم".

 

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي في بيان لصحيفة نيويورك تايمز إن "الرئيس ترامب نجح في تحقيق وقف لإطلاق النار، وهو اتفاق جيد آخر لأمريكا وأمننا". وأضافت أن الجيش الأميركي نفذ أكثر من 1100 ضربة، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين وتدمير أسلحتهم ومعداتهم.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن العملية كان من المفترض دائما أن تكون محدودة. وقال في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: "تم تنسيق كل جانب من جوانب الحملة على أعلى مستويات القيادة المدنية والعسكرية".

 

دافع مسؤول كبير سابق مطلع على المحادثات بشأن اليمن عن مايكل والتز، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، قائلا إنه تولى دورا تنسيقيا ولم يكن يدفع نحو أي سياسة تتجاوز الرغبة في رؤية هدف الرئيس يتحقق.

 

وكان الجنرال كوريلا يهاجم الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عندما بدأت المجموعة بمهاجمة السفن المارة عبر البحر الأحمر كوسيلة لاستهداف إسرائيل لغزوها غزة.

 

لكن الرئيس جوزيف بايدن الابن اعتقد أن إشراك الحوثيين في حملة قوية من شأنه أن يرفع مكانتهم على الساحة العالمية. وبدلاً من ذلك، أصدر أمرًا بشن ضربات محدودة ضد المجموعة. لكن ذلك لم ينجح في إيقاف الحوثيين.

 

والآن أصبح لدى الجنرال كوريللا قائد أعلى جديد.

 

واقترح حملة تستمر من ثمانية إلى عشرة أشهر تقوم فيها طائرات القوات الجوية والبحرية بتدمير أنظمة الدفاع الجوي الحوثية. وقال بعد ذلك إن القوات الأميركية ستنفذ عمليات اغتيال مستهدفة على غرار العملية الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله، بحسب ثلاثة مسؤولين أميركيين.

 

وقد دعم المسؤولون السعوديون خطة الجنرال كوريلا وقدموا قائمة مستهدفة تضم 12 من كبار القادة الحوثيين الذين قالوا إن مقتلهم سيؤدي إلى شلل الحركة. ولكن الإمارات العربية المتحدة، وهي حليف قوي آخر للولايات المتحدة في المنطقة، لم تكن على يقين من ذلك. لقد تمكن الحوثيون من الصمود لسنوات من خلال القصف السعودي والإماراتي.

 

وبحلول أوائل شهر مارس/آذار، وافق ترامب على جزء من خطة الجنرال كوريلا، والتي تتضمن شن غارات جوية ضد أنظمة الدفاع الجوي الحوثية، وتوجيه ضربات ضد قادة الجماعة. أطلق وزير الدفاع بيت هيجسيث على الحملة اسم "عملية الفارس الخشن".

 

في مرحلة ما، تم منح حملة الجنرال كوريللا الممتدة من ثمانية إلى عشرة أشهر، 30 يوماً فقط لإظهار نتائجها.

 

وفي تلك الأيام الثلاثين الأولى، أسقط الحوثيون سبع طائرات أميركية بدون طيار من طراز MQ-9 (تبلغ تكلفة كل منها نحو 30 مليون دولار)، مما أعاق قدرة القيادة المركزية على تعقب الجماعة المسلحة وضربها. وقال مسؤولون أمريكيون متعددون إن عدة طائرات أمريكية من طراز إف-16 وطائرة مقاتلة من طراز إف-35 تعرضت لضربات دفاعية جوية حوثية، مما يجعل احتمال وقوع خسائر بشرية في صفوف الأمريكيين حقيقيا.

 

لقد أصبح هذا الاحتمال واقعاً عندما أصيب طياران وعضو من طاقم الطائرة في الحادثتين اللتين تضمنتا طائرتي إف/إيه-18 سوبر هورنت، اللتين سقطتا في البحر الأحمر من حاملة الطائرات هاري إس ترومان خلال عشرة أيام من الحادثتين.

 

في هذه الأثناء، كان العديد من أعضاء فريق الأمن القومي للسيد ترامب يتصارعون مع الكشف عن أن السيد هيجسيث قد عرض حياة الطيارين الأميركيين للخطر من خلال وضع الخطط التشغيلية للضربات في دردشة على تطبيق سيجنال. لقد بدأ السيد والتز المحادثة، وأدرج صحفيًا عن غير قصد.

 

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن الضربات الأميركية أصابت أكثر من ألف هدف، بما في ذلك منشآت متعددة للقيادة والسيطرة، وأنظمة دفاع جوي، ومرافق لتصنيع الأسلحة المتقدمة، ومواقع لتخزين الأسلحة المتقدمة. وأضاف الجيش أن أكثر من عشرة من كبار القادة الحوثيين قتلوا.

 

ولكن تكلفة العملية كانت مذهلة. واعترف مسؤولون بشكل خاص بأن البنتاغون نشر حاملتي طائرات وقاذفات بي-2 إضافية وطائرات مقاتلة، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت وثاد، في الشرق الأوسط. وقال المسؤولون إنه بحلول نهاية الثلاثين يوما الأولى من الحملة، تجاوزت التكلفة مليار دولار.

 

كان يتم استخدام الكثير من الذخائر الدقيقة، وخاصة الذخائر المتقدمة بعيدة المدى، لدرجة أن بعض مخططي الطوارئ في البنتاغون كانوا يشعرون بقلق متزايد بشأن المخزونات الإجمالية والعواقب المترتبة على أي موقف قد تضطر فيه الولايات المتحدة إلى صد محاولة غزو الصين لتايوان.

 

وعلى الرغم من كل ذلك، كان الحوثيون لا يزالون يطلقون النار على السفن والطائرات بدون طيار، ويعززون مخابئهم وينقلون مخزونات الأسلحة إلى تحت الأرض.

 

وبدأ البيت الأبيض بالضغط على القيادة المركزية لمعرفة مقاييس النجاح في الحملة. وردت القيادة بتقديم بيانات توضح عدد الذخائر التي تم إسقاطها. وقال مسؤولون إن مجتمع الاستخبارات قال إن هناك "بعض التدهور" في قدرات الحوثيين، لكنه زعم أن الجماعة يمكنها إعادة تشكيل نفسها بسهولة.

 

وقد نظر كبار المسؤولين في الأمن القومي في مسارين. ويمكن أن تكثف القوات الأميركية عملياتها لمدة شهر آخر ثم تجري تدريبات "حرية الملاحة" في البحر الأحمر باستخدام مجموعتين من حاملات الطائرات، كارل فينسون وترومان. لو لم يطلق الحوثيون النار على السفن، لكانت إدارة ترامب أعلنت النصر.

 

وقال مسؤولون إن الحملة قد يتم تمديدها لإعطاء القوات الحكومية اليمنية الوقت لاستئناف حملة طرد الحوثيين من العاصمة والموانئ الرئيسية.

 

وفي أواخر أبريل/نيسان، نظم السيد هيجسيث مكالمة فيديو مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين ومسؤولين كبار من وزارة الخارجية والبيت الأبيض في محاولة للتوصل إلى طريقة مستدامة للمضي قدمًا ووضع قابل للتحقيق للحملة يمكنهم تقديمه إلى الرئيس.

 

وقال مسؤولون أميركيون إن المجموعة لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء.

والآن انضم إلى المناقشات حول عملية الحوثيين الجنرال كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجديد للسيد ترامب، والذي كان متشككًا في حملة موسعة. وقال مساعدون للجنرال كين إنه كان يشعر بالقلق بشأن إمدادات الأصول التي يعتقد أنها ضرورية لمنطقة المحيط الهادئ.

 

كما أبدى نائب الرئيس جيه دي فانس تشككه في إطالة أمد الحملة؛ مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد؛ وزير الخارجية ماركو روبيو؛ ورئيسة موظفي ترامب، سوزي ويلز. السيد هيجسيث، الأشخاص الذين لديهم معرفة بالمناقشات المذكورة، ذهبوا ذهابًا وإيابًا، وناقشوا كلا الجانبين.

 

لكن السيد ترامب أصبح المتشكك الأكثر أهمية.

 

وفي 28 أبريل/نيسان، اضطرت حاملة الطائرات هاري ترومان إلى القيام بمنعطف حاد في البحر لتجنب نيران الحوثيين القادمة، بحسب عدد من المسؤولين الأميركيين. وساهمت هذه الخطوة في خسارة إحدى طائرات سوبر هورنت التي كانت قيد السحب في ذلك الوقت وسقطت في البحر. وفي اليوم نفسه، قُتل العشرات من الأشخاص في هجوم أمريكي أصاب منشأة للمهاجرين تسيطر عليها جماعة الحوثي، وفقًا للجماعة ومسؤولي الإغاثة.

 

ثم في الرابع من مايو/أيار، تمكن صاروخ باليستي حوثي من الإفلات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب بالقرب من مطار بن جوريون الدولي خارج تل أبيب.

 

وفي يوم الثلاثاء، اضطر طياران على متن طائرة سوبر هورنت أخرى، على متن حاملة الطائرات هاري ترومان أيضا، إلى القفز بالمظلة بعد أن فشلت طائرتهما المقاتلة في الإمساك بالكابل الفولاذي على سطح حاملة الطائرات، مما أدى إلى سقوط الطائرة في البحر الأحمر.

 

وبحلول ذلك الوقت، قرر السيد ترامب إعلان نجاح العملية.

 

وأعلن مسؤولون حوثيون وأنصارهم النصر سريعا، ونشروا على وسائل التواصل الاجتماعي وسم "اليمن يهزم أميركا".

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا


مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود : غزة أصبح جحيمًا على الأرض للفلسطينيين
  • "جزار سوريا" يظهر في الجزائر بعد سنتين من اختفائه
  • إيران: لن نفكك أي منشأة نووية
  • هروبا من جحيم فرانكفورت.. شايبي يستعد لتجربة جديدة !
  • واشنطن تخنق موارد الحوثي بضربة جديدة من العقوبات
  • حاكم غينيا الجنرال دومبوييا يسحب تراخيص شركتين للتعدين
  • متري اطلع الرئيس عون على نتائج اللقاءات التي عقدها في فرنسا وقطر
  • ترامب: أنا مع إيران تمامًا.. لن تكون قوة نووية
  • نيويورك تايمز: لماذا أعلن ترامب فجأة النصر على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • اليمن في عمق المواجهة.. خطوات عملية وسريعة لإعادة البنى التحتية التي دمرها العدو الصهيوني والأمريكي