وزير التعليم: نخطط لاستحداث مادة جديدة في المرحلة الثانوية
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
قال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إنه من المُخطط وفقا لاستراتيجة الوزارة "٢٠٢٤/٢٠٢٩"، أن يتم استحداث مادة متخصصة في المرحلة الثانوية تحت مسمى "الوعي الوطني".
وأضاف وزير التربية والتعليم، أن الوزارة بتضمين مفاهيم وتطبيقات القيم والأخلاق في المناهج الدراسية لجميع المراحل الدراسية بالإضافة إلى بناء مناهج منفصلة للقيم واحترام الآخر في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية.
وأوضح الدكتور رضا حجازي، أن وزارة التربية والتعليم اهتمت أيضا بتضمين قضية المواطنة في المناهج المطورة بدءًا من رياض الأطفال إلى الصف السادس الابتدائي، مع التخطيط للتوسع في معالجة قضية المواطنة عند تطوير مناهج المرحلة الإعدادية.
وأشار وزير التعليم إلى أن إجراءات الوزارة شملت الاستعانة بالأساتذة والخبراء التربويين من المعاهد البحثية المختصة والجامعات المصرية في بناء المناهج الدراسية وتطويرها لجميع المراحل التعليمية، بدءًا من مرحلة تصميم الإطار العام لكل مرحلة دراسية، مرورًا بوضع الأطر الخاصة بكل مادة دراسية، وانتهاءً بتأليف ومراجعة المناهج وأساليب التقويم الخاصة بكل منهج دراسي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزير التربية والتعليم رضا حجازي المرحلة الثانوية الوعي الوطني المناهج الدراسية
إقرأ أيضاً:
مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ (نحن والآخر).
فجوة الواقع مع اللغة والمناهج التعليمية لدينا تمتل فجوة الإنسان بين تاريخه والزمن الذي يعيش فيه.
في التعليم العربي يدرس الطالب أمجاد صلاح الدين وبطولات خالد ابن الوليد لكنه عندما يخرج في الشارع فإنه يرى الملك السارق والخانع والرئيس المنبطح والشيخ المدلس.. تناقض بين التاريخ والواقع.
تتحدث المناهج عن الشورى والديمقراطية فيجد الطالب في الواقع الحاكم المزمن الذي لا يتغير.
هذا لا يحدث في تعليم الغرب لأن التلميذ يدرس لأبطال الموسيقى الجاز والروك والرياضين الذين يجدهم في الشارع أمامه.
وهذا أيضا ينطبق على بعض دروس اللغة، فالتلميذ الذي يدرس الشعر العربي يحفظ التلميذ (مُكِرٍ، مفر، مقبل، مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علِ)، لكن التلميذ لا يعرف ولا يجد في الشارع كلمات مثل: مكر. مفر. جلمود.
اللغة مهمة وجزء من هوية شاملة ولكن طريقة تدريسها بالشكل الحالي أدى إلى فقدانها.
فمن منا اليوم يجيد اللغة العربية وهي لغة ديننا الحنيف ( لغة القرآن الكريم ) بسبب تأخر المناهج وصعوبتها.
التلميذ في ألمانيا يدرس تاريخ المرسيدس والفرنسي تاريخ البيجو والأمريكي تاريخ الفورد والكاتربيلير.. ويجدها أمام بيته ويركبها في الوصول للمدرسة.
بينما التلميذ العربي يقرأ (الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم) لكنه يجد أمام بيته سيارة تويوتا وأخرى هونداي ولا يقرأ تاريخها في المدرسة.
ويدخل إلى الأسواق يجد أنواع عديدة من الجبن والشكولاتة لا يتعلم صناعتها وأسمائها في المدارس.
بل يدرس لغة منفصلة عن الواقع، العشرات والمئات من الكلمات التي لم تعد متداولة اليوم والتاريخ الذي لا يجده التلميذ في الحياة حوله، لذلك الفجوة بين الواقع والتاريخ اليوم هي العمر الذي يفصلنا عن مواكبتنا للعصر خاصة بعد تجدد المناهج في العالم من الذكاء الاصطناعي والروبوت والبيانات الضخمة والتجارة الإلكترونية.. وغيرها من مظاهر حياة يومية لا يجدها التلميذ في المنهج الذي يدرسه اليوم.
وما لم نردم هذه الفجوة بمناهج حديثة سنظل كمن يطيل النظر إلى الماضي ولكنه ينسى المستقبل ويهين الحاضر.
ليس المطلوب إلغاء دراسة صلاح الدين أو عمر بن الخطاب، بل تحويل دراستهم من بطولات مجردة تُحفظ إلى دروس في القيادة، وإدارة الدولة، والعدل الاجتماعي، والابتكار العسكري والإداري في زمانهم.
إن سد الفجوة بين مناهج التعليم والواقع ليس ترفاً فكرياً، بل هو شرطٌ أساسيٌّ للبقاء والمنافسة في عالمٍ يتسارع بلا هوادة.
ولذلك وجب اليوم تطوير المناهج وربط التعليم بالواقع وتطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين وإصلاح مناهج التاريخ بدل التمجيد إلى الانتماء الفاعل وتقييم المناهج بانتظام لضمان أنها تتوافق مع احتياجات المجتمع.
الأجيال القادمة لا تحتاج أن تعيش في متحفٍ من الماضي المجيد، بل تحتاج إلى جذورٍ راسخةٍ في تراثها تُغذيها،
وأجنحةً قويةً من المعرفة والمهارات المعاصرة تحلق بها نحو آفاق المستقبل.
آن الأوان لأن نقدم لتلاميذنا تاريخاً يتنفس في حاضرهم، ولغةً تتحدث عن عالمهم، ومعرفةً تمكنهم من تشكيل غدهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.