تكثف اللجنة العُمانية للرجبي جهودها لتطوير اللعبة ونشرها من خلال إطلاق مركزين لتدريب الناشئين في مسقط وشمال الشرقية بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بهدف استقطاب المواهب الناشئة من مختلف المحافظات وتدريبها لبناء فرق الرجبي.

وفي هذا الجانب، أوضح محمد الهشامي، مساعد مدرب المنتخب الوطني، عضو مشروع تطوير الرجبي، أن اللجنة العُمانية لرياضة الرجبي تسعى لنشر اللعبة وتدريب الناشئة على مهاراتها، وذلك من خلال إطلاق مركزين لتدريب اللاعبين الصغار، يمثلان خطوة نوعية في مسيرة تطوير اللعبة ونشرها على المستوى المحلي، مضيفًا إن المركزين تم إطلاقهما في كل من ولاية بوشر بمحافظة مسقط، وولاية دماء والطائيين في محافظة شمال الشرقية، وبإشراف مساعد المدرب علي الذخري، ضمن خطة تهدف إلى نشر ثقافة الرجبي بين الطلبة وصقل مهاراتهم منذ سن مبكرة، موضحًا أن المركزين مخصصان لتدريب الطلبة العُمانيين بنسبة 100%، ويقودهم مدربون عُمانيون تم إعدادهم وتأهيلهم لهذه المهمة.

وأضاف: بدأنا العمل الميداني بخطة دقيقة، حيث قمنا بالتعاون مع عدد من المدارس لاكتشاف المواهب، ففي مسقط شاركت أربع مدارس، وأربع أخرى من شمال الشرقية، تم خلالها إخضاع 299 طالبًا لتجارب الأداء والفحوصات البدنية والفنية، وجرى اختيار 100 طالب، تم تقسيمهم إلى فئتين عمريتين من 9 إلى 13 عامًا، ومن 14 إلى 16 عامًا، ممن أظهروا إمكانات واعدة في المهارات الأساسية للعبة مثل الجري، والتمرير، والتعاون الجماعي، والتحمل البدني.

وتابع حديثه بالقول: بلغ عدد الطلبة الذين يواصلون التمرينات حاليًا بشكل منتظم نحو 60 لاعبًا موزعين بين المركزين، يتلقون تدريبات بواقع حصتين أسبوعيًا لكل مركز، حيث تُقام في أوقات ما بعد الدوام المدرسي، مما يعكس التزام اللاعبين وأسرهم تجاه هذه التجربة الرياضية الجديدة، موضحًا أن البرنامج التدريبي لا يقتصر فقط على المهارات الفنية، بل يشمل أيضًا جوانب تثقيفية حول قوانين اللعبة، وأُسس التغذية الرياضية، وأهمية الانضباط والعمل الجماعي، ونحاول من خلالها غرس عقلية اللاعب المحترف، ليكبروا وهم يمتلكون فهمًا متكاملًا للعبة وأسلوب حياة رياضي حقيقي.

وأوضح الهشامي أن المرحلة القادمة من العمل تتضمن إقامة أول فعالية مشتركة تجمع لاعبي المركزين في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وذلك بتاريخ ٢٧ يونيو الجاري، وتتضمن الفعالية عدة مباريات ودية تُعد بمثابة اختبار عملي لما تم إنجازه خلال الأسابيع الستة الماضية من التدريب، وسيكون التجمع فرصة رائعة لتقييم المستويات الفنية للاعبين في أجواء تنافسية واقعية، كما ستمنح المدربين فرصة لتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تطوير قبل الانتقال إلى مراحل أكثر تقدمًا من البرنامج، وتأمل اللجنة العُمانية للرجبي والقائمون على هذا المشروع أن تكون هذه المراكز نواة لمراكز أخرى في ولايات ومحافظات جديدة، مؤكدين أن الإقبال الكبير من الطلبة وأولياء الأمور منذ الأيام الأولى يعكس اهتمام المجتمع العُماني بخوض تجارب رياضية جديدة ومختلفة، مؤكدًا أن المبادرة لا تستهدف فقط تخريج لاعبين، بل تهدف إلى بناء جيل من الشباب العُماني يتسم باللياقة، والانضباط، والقدرة على العمل الجماعي، كون الرياضة هي أحد أعمدة بناء الإنسان العُماني في "رؤية عُمان 2040"، والرجبي سيكون جزءًا من هذا البناء.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مجموعة الأزمات: غزة تقترب من الجوع الجماعي وشروط إعلان المجاعة متحققة

حذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن ملامح المجاعة الكاملة بدأت تتجسد على الأرض في قطاع غزة، وسط تصاعد خطر الجوع الجماعي ووصول الأوضاع الإنسانية إلى مرحلة حرجة غير مسبوقة، نتيجة فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا مطبقا على غزة منذ مارس/آذار الماضي.

وقال الخبيران في مجموعة الأزمات روبرت بليتشر وكريس نيوتن إن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن المجاعة أصبحت شبه حتمية ما لم يحدث تدخل فوري وشامل، معتبرين أن السياسات الإسرائيلية المفروضة على القطاع قد تكون بلغت نهايتها المأساوية، بعد أن تحوّلت سياسة تقييد الإمدادات إلى كارثة إنسانية فعلية.

وجاء في تقرير للمجموعة -نشر اليوم الخميس على موقعها، بعنوان "غزة تواجه أسوأ مراحل المجاعة"- أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن قطاع غزة تجاوز اثنين من أصل 3 معايير أساسية تعتمدها الأمم المتحدة لإعلان المجاعة، مما يؤكد أن الكارثة لم تعد مجرد احتمال، بل واقع يتفاقم يوما بعد آخر.

محاولات محفوفة بالمخاطر يخوضها آلاف المجوعين بغزة يوميا للحصول على مساعدات غذائية (الجزيرة)خطر الجوع الجماعي

وأكد الخبيران أن سياسة تقييد الإمدادات المفروضة على غزة أوصلت القطاع إلى نقطة النهاية المأساوية، وأن المجاعة لم تعد احتمالا بعيدا بل صارت واقعا يتكشف مع ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع.

ونقلت المجموعة عن نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) التابع للأمم المتحدة تحذيرا صريحا في 29 يوليو/تموز الجاري، يشير إلى أن غزة تسير بسرعة نحو المجاعة، وأن لجنة مراجعة المجاعة (FRC) التابعة للأمم المتحدة اعتبرت وقوع المجاعة "حتميا" في حال لم يتم التدخل فورا.

وبيّن تقرير المجموعة -استنادا إلى تقييمات رسمية صدرت في مايو/أيار الماضي- أن نظام توزيع المساعدات القائم على التنسيق الأميركي-الإسرائيلي من خلال ما يعرف بمؤسسة غزة الإنسانية لم ينجح في حماية السكان من الجوع الجماعي، بل كان من شأنه أن يزيد تفاقم الكارثة.

إعلان

وأكد محللا المجموعة أن هذا النظام لم يُجرب مسبقا، وجاء في وقت ذروة التدهور الإنساني، مما حوّل نقاط توزيع المساعدات إلى بؤر للفوضى والعنف ومصائد للموت تحت أنظار القوات الإسرائيلية، بينما تُرك شمال قطاع غزة يواجه الانهيار الكامل بسبب تركيز المساعدات في الجنوب.

ومؤسسة غزة الإنسانية شركة أميركية يقع مقرها في جنيف بسويسرا، وتأسست في فبراير/شباط 2025، وهدفها المعلن هو ضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة من دون وقوعها في أيدي عناصر المقاومة، لكنها منذ بدء عملها تعرضت لانتقادات كثيرة من قبل الأمم المتحدة وغيرها بسبب الفوضى والعنف وعمليات التدافع الناتجة عن قلة الإمدادات ووجود القوات الإسرائيلية التي تطلق النار على الناس.

مؤشرات إعلان المجاعة

وتوضح التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن قطاع غزة تجاوز 2 من أصل 3 مؤشرات أساسية لإعلان المجاعة رسميا، وحسب محللي مجموعة الأزمات الدولية فإن الكارثة أصبحت واقعا يعيشه الفلسطينيون في غزة.

وتقول مجموعة الأزمات إنه وفق أحدث بيانات نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن ربع أسر غزة تعاني من فجوات حادة في استهلاك الغذاء، في حين لم تتعد النسبة 4% في أبريل/نيسان الماضي، وهو ما يفوق العتبة الأممية المحددة بـ20%.

كما بلغ معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال في غزة 16.5% حسب قياس محيط منتصف الذراع مطلع يوليو/تموز الجاري، متجاوزا المستويات المعتمدة عالميا لتصنيف المجاعة.

أما المؤشر الثالث، المتعلق بعدد الوفيات اليومية غير العنيفة، فلا يزال من الصعب توثيقه رسميا نتيجة القيود الإسرائيلية على جمع البيانات، إلا أن تقارير المستشفيات المحلية أظهرت بوضوح وفاة عشرات من سكان القطاع بسبب الجوع، وارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه وانتشار الإسهال، مما يجعل التدهور متسارعا وخطيرا للغاية.

جذور الأزمة الإنسانية

وترجع مجموعة الأزمات الدولية جذور الكارثة الراهنة إلى سياسات ممنهجة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي، حيث أبقت أكثر من 2.1 مليون فلسطيني رهن الجوع المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر فرض 3 موجات متتالية من الحصار المشدد.

وأشارت المجموعة إلى أن التخفيفات الجزئية للقيود لم تتحقق إلا للرد على تحذيرات منظمات الأمم المتحدة مع تكرار المشهد في مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، ثم في مايو/أيار 2025، إلا أن كل دورة إغلاق جديدة كانت تدفع السكان نحو مزيد من الإنهاك والهشاشة.

كما لفت المحللان إلى تصريحات رسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تؤكد أن المساعدات الإنسانية كانت مجرد أداة ضغط لأجل نقل السكان نحو الجنوب، حيث يظهر الواقع أن وعود الإغاثة الشاملة لم تترجم فعليا على الأرض، وأن معظم ما حصل عليه السكان في الشمال هو الجوع والموت عند نقاط التوزيع القليلة تحت التهديد والفوضى.

ويخلص تقرير مجموعة الأزمات إلى أن كارثة الجوع الجماعي في غزة أصبحت حقيقة تتفاقم يوميا، وأن التعاطي الدولي مع الأزمة لم يرقَ بعد إلى مستوى خطورة الوضع. محذرا من أن أعداد الضحايا قد ترتفع بشكل مأساوي في الأسابيع المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

إعلان

يذكر أن نتنياهو أعلن في 27 يوليو/تموز الجاري عن تخفيف بعض القيود المتعلقة بوصول المساعدات للقطاع، وهو بذلك يعيد السيناريو المتكرر: استجابة شكلية للضغوط الدولية التي سرعان ما تتضح محدوديتها فعليا.

ولذلك يؤكد مراقبون أن غزة اليوم تقف على حافة الانهيار الكامل، ولا سبيل لوقف هذا الانحدار الكارثي سوى باستجابة إنسانية عاجلة وشاملة، تقودها الأمم المتحدة وتترافق مع وقف فوري للعمليات القتالية.

مقالات مشابهة

  • مجموعة الأزمات: غزة تقترب من الجوع الجماعي وشروط إعلان المجاعة متحققة
  • بعد التتويج بمونديال الأندية.. تشيلسي يطيح بـ 17 لاعبا
  • الزين عرضت تقدم خطة العمل خلال مئة يوم
  • البروفة الأخيرة للمونديال.. منتخب ناشئي اليد يواجه تونس وديا اليوم
  • 46 مركزًا لتعديل البرامج الدراسية للطلبة في القبول الموحد
  • 46 مركزًا متخصّصًا لتعديل البرامج الدراسية للطلبة في القبول الموحد
  • 33 لاعبا في معسكر منتخب 20 سنة
  • القبول الموحد: استمرار مرحلة تعديل الرغبات وبدء التسجيل في البرنامج العُماني للتعاون الثقافي والعلمي
  • «الأبيض» يرفع «القائمة الموسعة» إلى 38 لاعباً
  • السنباطي: إعداد سياسات حماية الطفل لتطبيقها بالمنشآت المتعاملة مع الأطفال