تحذير من تطبيق إسرائيلي مثبت سرا في هواتف سامسونج Galaxy A وM
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
أطلقت منظمة "التبادل الاجتماعي للإعلام" SMEX، وهي منظمة غير ربحية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي في غرب آسيا وشمال إفريقيا، تحذيرا شديد اللهجة بشأن برمجيات مرتبطة بإسرائيل تم دمجها خلسة داخل هواتف سامسونج المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى تلك البرمجيات الإسرائيلية الخبيثة تمثل تهديدا خطيرا على الخصوصية والأمن الرقمي للمستخدمين.
ووفقا لـ SMEX، فإن هواتف سامسونج من سلسلتي A وM تحتوي إما بشكل مسبق على تطبيق يدعى "Aura" أو يتم تثبيته تلقائيا من خلال تحديثات النظام، دون علم أو موافقة المستخدم.
ويقوم هذا التطبيق بجمع كمية كبيرة من البيانات الشخصية والفنية، مثل عناوين IP، وبصمات الأجهزة، ومواصفات العتاد، ومعلومات الشبكة.
وتؤكد المنظمة، أن هذه البيانات يمكن استخدامها بسهولة لتحديد هوية المستخدمين وتتبع تحركاتهم، خصوصا عند تفعيل الموقع الجغرافي من خلال التطبيقات التي يثبتها "Aura"، ما يشكل خطرا جسيما في منطقة يعرف فيها عن إسرائيل استخدام التكنولوجيا كأداة للتجسس والاعتداءات الأمنية.
ورغم أن إعدادات الخصوصية في التطبيق تتيح تعطيل جمع البيانات من خلال إيقاف ميزة "AppCloud"، إلا أن حذف التطبيق بالكامل يتطلب ملء نموذج غير متوفر أصلا، مما يجعل التخلص منه مستحيلا بالنسبة للمستخدم العادي دون مهارات تقنية متقدمة.
ويعود أصل هذه الأزمة إلى شراكة وقعتها شركة سامسونج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع شركة "IronSource" الإسرائيلية في عام 2022، حيث تم دمج تطبيق "Aura" ضمن أجهزة Galaxy A وM، وجرى الترويج لها باعتبارها وسيلة "لتحسين تجربة المستخدم" من خلال اقتراحات ذكية للمحتوى والتطبيقات.
لكن هذا الخطاب التسويقي سرعان ما انقلب إلى قلق واسع مع تصاعد التقارير حول الطبيعة الخفية والواسعة النطاق لجمع البيانات.
وتجسد هذا القلق بشكل مرعب في سبتمبر 2024، عندما نفذت إسرائيل هجوما إرهابيا في لبنان باستخدام أجهزة تنصت مفخخة مثل البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي، قيل إنها كانت بحوزة عناصر من حزب الله.
وتم تفجير هذه الأجهزة عن بعد في أماكن عامة، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا، بينهم أطفال وعاملون في المجال الصحي، وإصابة أكثر من 3500 آخرين، العديد منهم تعرضوا لإصابات جسدية دائمة وصدمات نفسية حادة.
وما يزيد من قسوة الحادث أن الهجوم قوبل بتأييد من سياسيين مؤيدين لإسرائيل وبعض وسائل الإعلام الغربية، في تجاهل تام للتداعيات المرعبة لهذا النوع من الهجمات على حياة المدنيين، حيث تشير الحادثة إلى أن الاقتراب الرقمي من شخص مستهدف قد يكون كافيا لتعرضك للقتل، وهو ما يسلط الضوء على خطر التقنيات الأمنية الإسرائيلية إذا ما استخدمت ضد المدنيين بشكل تعسفي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: برمجيات إسرائيلية هواتف سامسونج إسرائيل تجسس هواتف سامسونج من خلال
إقرأ أيضاً:
تحذير عالمي: حملة تجسس إسرائيلية تستهدف هواتف المستخدمين في أكثر من 150 دولة
وأوضحت الشركتان أن التحذيرات تأتي بعد رصد هجمات سيبرانية مدعومة من جهات حكومية تستهدف مئات الحسابات في دول متعددة، بهدف اختراق الهواتف عبر ثغرات أمنية متقدمة.
وقالت غوغل في بيان صدر في 3 ديسمبر إنها أرسلت إشعارات إلى مئات المستخدمين في باكستان، كازاخستان، أنغولا، مصر، أوزبكستان، السعودية وطاجيكستان، مؤكدة أن أغلب الهجمات اعتمدت على أدوات تجسس تابعة لـ"إنتليكسا"، من بينها برنامج "بريدا تور" المعروف.
كما كشفت تقارير إعلامية أن آبل أرسلت تحذيرات إلى مستخدمي آيفون في أكثر من 80 دولة خلال الجولة الأخيرة من التنبيهات، ليصل العدد الإجمالي للدول التي طالتها التحذيرات إلى 150 دولة.
وتتضمن الإشعارات رسائل نصية تنبه المستخدمين من "هجمات مدعومة من دولة"، وتوصي بتحديث النظام وتفعيل خيارات الحماية.
وتعد شركة "إنتليكسا"، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في 2024، واحدة من أبرز مزودي برامج التجسس التجاري، وتواصل نشاطها رغم الضغوط الدولية، معتمدة على ثغرات «صفرية النقر» التي تسمح باختراق الهواتف دون أي تفاعل من المستخدم.
وأشار الباحث جون سكوت رايلتون من مجموعة "سيتزن لاب" إلى أن مثل هذه التحذيرات تُكبّد جهات التجسس خسائر كبيرة، وغالباً ما تفتح باب التحقيقات الرسمية، كما حدث سابقاً داخل الاتحاد الأوروبي.
وكانت تقارير حقوقية قد كشفت في 2023 عن استخدام "بريدا تور" في مصر لاستهداف هواتف نشطاء، تزامناً مع انتقادات دولية لتورط شركات تجسس تجارية في مراقبة معارضين وصحفيين حول العالم.
وتأتي هذه التحذيرات ضمن حملة مستمرة منذ عام 2016، حيث أرسلت غوغل أكثر من 50 ألف إنذار، بينما تجاوزت تحذيرات آبل 100 ألف، رداً على تهديدات سيبرانية من دول مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية، إضافة إلى شركات التجسس الخاصة.
وشهدت دول الشرق الأوسط، خصوصاً مصر والسعودية، حالات سابقة من استهداف الهواتف ببرمجيات تجسس إسرائيلية مثل بيغاسوس، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيقات واسعة في 2024 وأدى إلى تعليق بعض صفقات التجسس مع حكومات مختلفة.