الأحزاب المناهضة للعدوان تقيم أمسية رمضانية بعنوان”القدس بوصلة الأحرار”
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
الثورة نت|
أقامت الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، أمسية رمضانية بعنوان “القدس بوصلة الأحرار” بمناسبة الذكرى التاسعة للصمود الوطني ويوم القدس العالمي.
وفي الأمسية اعتبر رئيس تحالف الأحزاب المهندس لطف الجرموزي، يوم القدس العالمي مناسبة إسلامية جامعة تصوب خلالها بوصلة الأمة نحو القضية المصيرية الكبرى القضية الفلسطينية.
ولفت إلى تزامن الأمسية مع إحياء الشعب اليمني لفعاليات الذكرى التاسعة للصمود الوطني التي تمثل محطة مهمة لاستذكار نضال وصمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان والحصار منذ العام ٢٠١٥م.
وأفاد المهندس الجرموزي بأن الأمسية تأتي لتدارس المستجدات والتطورات للأحداث على الساحة المحلية والإقليمية والدولية واتخاذ المواقف حيالها.
تخللت الأمسية مداخلات حول مختلف القضايا، أكدت في مجملها وحدة مواقف الأحزاب إلى جانب القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وأشارت المداخلات إلى الفشل الأمريكي البريطاني الذي عجز عن ثني اليمن عن أداء دوره المساند للشعب الفلسطيني خلال مدة العدوان على غزة، مؤكدة أهمية تعزيز الموقف بالمزيد من الجهود من قبل القوى السياسية والمجتمعية.
وبارك بيان صادر عن تحالف الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، الخروج المليوني الجماهيري للشعب اليمني احياءً ليوم القدس العالمي واستمراراً في مساندة مظلومية الشعب الفلسطيني على كافة المجالات.
وجدّد التحالف مباركته وتأييده للعمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي والعمليات التي تستهدف كيان العدو في الأرضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً الوقوف والاصطفاف مع الخيارات المقبلة التي ستقدم عليها القيادة الثورية سياسياً وعسكرياً في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن سيادة واستقلال اليمن.
وندد بيان التحالف بالإجراءات التي تقوم بها أمريكا وأدواتها في المناطق اليمنية المحتلة، هدفها إغراق الاقتصاد الوطني، كمحاولة لتقويض المسار السياسي، خدمة لأجندتها في المنطقة، محذراً من كافة التداعيات على مختلف المستويات.
واستهجن البيان استمرار الصمت العربي والدولي أمام ما يُرتكب من مجازر إبادة وجرائم قتل وتدمير وتهجير وتجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما تعرضت له القنصلية الايرانية في سوريا من اعتداء صهيوني غادر وكذا استمرار الاعتداءات الصهيونية على سوريا.
وأشاد بالملاحم البطولية التي تسطرها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والعمليات المساندة لمحور المقاومة، مجدداّ التأكيد على أهمية استمرار جهود التحشيد والتعبئة وتعزيز التماسك المجتمعي والوطني واستمرار وتعزيز حملة التوعية والمقاطعة للبضائع الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأحزاب المناهضة للعدوان صنعاء
إقرأ أيضاً:
كيف أعادت إيران الاعـتبار للقضية الفلسطينية؟
يمانيون بقلم/ السفير عبدالله عـلي صبري
منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، أعادت طهران تشكيل أولويات الصراع في المنطقة، وجعلت من القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا في سياستها الخارجية وخطابها الديني والسياسي والإعلامي، على خلاف ما اتجهت إليه بعض الأنظمة العربية نحو التسويات والانكفاء، خاصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت مصر من دائرة الصراع المباشر مع إسرائيل، وهنا برزت إيران كفاعل جديد حمل راية المواجهة، واحتضن الحركات الفلسطينية المقاومة، وقدم نفسه بديلًا استراتيجيًا في زمن التراجع العربي.
قطعت إيران الثورة العلاقة مع تل أبيب، التي كانت في أفضل حالاتها زمن الشاه، وحوّلت سفارة الكيان إلى مقر للبعثة الفلسطينية، واستقبل الإمام الخميني القيادات الفلسطينية في الأيام الأولى للثورة وفي المقدمة منهم الراحل ياسر عرفات. وأعلن الإمام الخميني في الأيام الأولى لانتصار الثورة عن ” يوم القدس العالمي ” كمناسبة سنوية للتذكير بمظلومية الشعب الفلسطيني، ودعم حركات المقاومة. وفي عام 1988 تأسس فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ليغدو الجهاز المسؤول عن دعم حركات المقاومة والتنسيق فيما بينها.
كذلك اتجهت إيران إلى لبنان وساعدت في تأسيس ” حزب الله ” كحركة مقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأمكن للحزب تحقيق انتصارات استراتيجية بين عامي 2000 و2006، وغدا الحزب الرقم الأهم في الداخل اللبناني، وعلى صعيد المحور بشكل عام.
واستثمرت إيران علاقاتها الجيدة بسوريا وبحزب الله، في دعم حركات المقاومة الفلسطينية وبناء قدراتها عسكريًا ولوجستيًا، ووفرت لها الدعم السياسي والمالي، وساهمت في كسر الحصار الإقليمي المفروض عليها.
من جانبها تأثرت المقاومة الفلسطينية بالثورة الإسلامية الإيرانية، التي أنعشت الآمال مجددا بعد توالي الخيبات والنكسات العربية والإسلامية، وكان الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي من أبرز الشخصيات الفلسطينية تأثراً بالثورة الإيرانية وقائدها الخميني.
رأى الشقاقي في الثورة الإسلامية تجربة ملهمة للثورة والمقاومة، وفي كتابه “الخميني: الحل الإسلامي والبديل”، عبّر بوضوح عن قناعته بأن النموذج الإيراني يمثل الطريق الأمثل لمقاومة الاحتلال وتحرير الأرض. ومن رحم هذه القناعة، وُلدت حركة الجهاد الإسلامي في مطلع الثمانينيات، لتكون تيارًا جديدًا يجمع بين العقيدة الإسلامية والجهاد المسلح.
لم يقتصر الدعم الإيراني على حركة الجهاد، بل امتد ليشمل حركة حماس، خصوصا في جناحها العسكري، كتائب القسام، وكان الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس حتى اغتياله في 2020، هو المهندس الرئيس لهذه العلاقة.
تولى سليماني، الذي وصفته قيادات فلسطينية بـ ” شهيد القدس “، التنسيق المباشر مع قيادات المقاومة، وساهم في نقل التكنولوجيا العسكرية، وتوفير الموارد، وتدريب الكوادر، وتطوير القدرات الصاروخية والأنفاق الدفاعية والهجومية داخل قطاع غزة. كما لعب دورًا بارزا في تعزيز التنسيق بين فصائل المقاومة، وتشكيل غرف عمليات مشتركة لإدارة المواجهة مع العدوان الإسرائيلي.
وهكذا مثلت إيران، من خلال ثورتها ودعمها المتواصل، نقطة تحول استراتيجية في مسار القضية الفلسطينية، إذ أعادت الاعتبار لخيار المقاومة، وتحولت من دولة هامشية في الصراع إلى ركيزة أساسية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، في مختلف الظروف والمحطات، ورفضت طوال هذه الفترة كل أنواع الضغوط الغربية، والعقوبات الاقتصادية، فلم تساوم أو تهادن.
ولا شك أن الحرب الدائرة التي شنها العدوان الصهيوني قبل أيام على إيران ذات صلة عميقة بالموقف الثابت والمبدأي للجمهورية الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، كما لا شك أيضا أن مستقبل القضية الفلسطينية رهن نتائج هذه المواجهة بعد أن أدار العرب ظهورهم لجريمة الإبادة المتواصلة في غزة على مدى 20 شهرا.