6 أشهر من الحرب.. كيف يتدبر سكان غزة معيشتهم؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
غزة- بعد أن انتظرت دورها داخل أحد متاجر الذهب، خلعت مريم خاتمها وقدمته للصائغ سائلة إياه عن ثمنه، ليخبرها بأنه يقبل شراءه بـ220 شيكل (61 دولارا)، وهو ما ردت عليه السيدة بالقبول، وقالت إنها قررت بيع الخاتم بغرض شراء مستلزمات لأسرتها النازحة من مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، إلى مدينة رفح جنوب القطاع.
وذكرت مريم (اسم مستعار) أنها اشترت الخاتم بـ280 شيكلا، وهي مضطرة لبيعه الآن بسبب استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها النازحون منذ 6 شهور على بدء الحرب الوحشية الإسرائيلية، والتي راح ضحيتها قرابة 33 ألف شخص، وأسفرت عن هدم نحو 70% من منازل القطاع بحسب بيانات أممية.
وهذه هي المرة الأولى التي تقرر فيها مريم بيع شيء من مصاغها، لكن العديد من معارفها وقريباتها سبق أن بِعن بعض ذهبن، ومنهن شقيقتها التي باعت سلسالا لشراء خيمة، وتُكمل مريم للجزيرة نت "أغلب الناس تبيع ذهبها، لأن تكلفة الحياة غالية، ولأننا لا نعرف متى ستنتهي الحرب".
ووصل هذا الحال بسكان القطاع بعد أن فقد غالبيتهم أعمالهم بسبب الحرب، كما توقفت الحكومة عن دفع رواتب موظفيها، وهو ما فاقم نسبة الفقر المدقع الذي يعاني منه السكان، كما تمارس إسرائيل، بحسب تقارير الأمم المتحدة، سياسة تجويع متعمدة بحق سكان قطاع غزة، وهو ما دفع محكمة العدل الدولية، الخميس، إلى إصدار أمر لتل أبيب باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى غزة لتجنب المجاعة.
تسبب هذا الوضع بإشكالية لمتاجر الذهب، التي باتت تمتلك مخزونا كبيرا في ظل زيادة العرض وقلة الطلب، وعدم امتلاكها السيولة المالية الكافية للشراء، ويقول مالك المتجر الذي فضل عدم ذكره اسمه "نحن لا نعمل سوى في شراء الذهب من الناس ولا أحد يشتري، بات لدينا كميات ضخمة، هناك عرض كبير جدا وطلب قليل، وبتنا غير قادرين على تصريفه، وحتى لا نملك السيولة الكافية للشراء بسبب إغلاق البنوك".
ولا يعد قرار بيع الذهب سهلا على السيدات، بحسب الصائغ الذي يضيف "تأتي السيدة بدموع عينيها لتبيع ذهبها، قبل قليل سيدة باعت قطعة ذهب وقالت لي: سنتين وأنا أحوّش (أدخر) المبلغ لشراء هذه القطعة ثم أبيعها لشراء خيمة".
أما راوية جرادة فتعتمد على ما يتحصل عليه ابنها نور من بيع حلوى القطائف، بالإضافة إلى ما يصلها من مساعدات إغاثية، وكان عدد من أبنائها يعملون في بيع المعلبات الغذائية والحلويات للأطفال، وهو ما وفّر للأسرة دخلا محدودا، لكنهم لم يتمكنوا من الاستمرار، وتقول للجزيرة نت: "معاناة أسرتنا كبيرة فنحن 10 أفراد، ونواجه صعوبة في توفير اللبس والأكل والشرب".
وتؤكد جرادة ما ذهب إليه من سبقها حول اتجاه النساء إلى بيع مصاغهن من الذهب للإنفاق على أسرهن، وتضيف موضحة "أعرف عروسا باعت سلسالا ثم خاتما ثم الدبلة، وبقي معها خاتم، وسألتها لماذا لم تبعه، فأجابت إنه هدية من أبيها الشهيد، ويعز عليها بيعه"، وتكمل "وسألت جارة لي: كيف تعيشون، فأجابت: أبيع من ذهبي، فقلت لها: حرام عليكِ، فقالت: أنا مضطرة، فكيف نعيش ونأكل ونشرب؟".
لا تملك منى الأعرج أي مصاغ ذهبي لتبيعه، لذلك تعتمد هي وأسرتها على ما توفره تِكية خيرية مجاورة من وجبات طعام، حيث تقدم التكايا وجبة واحدة في اليوم للأسرة، وتتكون غالبا من العدس، أو الفاصولياء، أو المعكرونة، أو الأرز بدون لحم.
وتحصل الأعرج التي تعيش في خيمة بعد نزوحها من شمال القطاع إلى مدينة دير البلح في وسطه على سلة غذائية بمعدل مرة في الشهر من مؤسسات خيرية، تعينها على قضاء بعض حوائجها، أما الخبز فتصنعه بنفسها باستخدام فرن يعمل على الحطب، مستعينة بطحين تحصل عليه من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
لكنّ الأعرج تواجه مشكلة كبيرة في توفير بقية متطلبات الأسرة، التي تحتاج إلى مال نقدي لشرائها مثل الطعام والأحذية، وتضيف للجزيرة نت "لا نشتري أي مستلزمات، لا نشترى ملابس ولا أحذية أنظر إليهم (وتشير إلى أطفالها)".
وقبل الحرب، كان صبحي أبو مرعي يعمل في بيع المنظفات في مخيم البريج وسط القطاع، لكنّ جيش الاحتلال دمّر منزله بالكامل، ما اضطره للنزوح وأسرته بملابسهم الشخصية فقط إلى مدينة دير البلح.
ومنذ بداية الحرب، يعيش أبو مرعي مع أسرته على ما تقدمه مؤسسات إغاثية من سلال غذائية وأكياس طحين، كما يحصل على وجبات الطعام من التكايا الخيرية في المنطقة، وهو ما يعينه على الإنفاق على أسرته، ويقول إنه يضطر لبيع بعض السلال الغذائية التي يحصل عليها لشراء مستلزمات أخرى تحتاج إلى مال نقدي.
بدوره، طلب موسى أبو معيلق من أشقائه المقيمين في الخارج مساعدته كي ينفق على نفسه وأسرته المكونة من 8 أفراد، ويقول أبو معيلق الذي يقطن في منزله بمدينة دير البلح "أنا لا أعمل، والحرب طالت والغلاء فاحش، أدبر أموري من هنا وهناك، اتصلت بإخوتي في الخارج كي يرسلوا لنا مالا"، ويضيف "ندبر حالنا بصعوبة، أحيانا لا نجد الماء ولا الأكل، خاصة في ظل الغلاء وعدم توفر السلع".
وكانت "سحر مِزيد" تحصل من والدها على مساعدات نقدية تساعدها على الإنفاق على أسرتها المكونة من 5 أطفال، لكنه استشهد قبل أسبوعين، كما كانت تمتلك خاتما خفيف الوزن، لكنها باعته للإنفاق على أسرتها، وتقول للجزيرة نت إن غالبية الأسر تبيع الذهب الذي تمتلكه كي تدبر أمورها المالية، وتضيف "ابنة عمي باعت سلسال ذهب لشراء الطعام لأسرتها، لأنها لا تعرف متى ستنتهي الحرب".
وكسابقيها، تُعتبر التكية هي العائل الأول للأسر النازحة، حيث تعتمد مِزيد عليها بشكل رئيسي في الحصول على وجبة طعام يومية لأسرتها، وتقول للجزيرة نت "زوجي لا يعمل منذ 7 شهور، أنا أعيش من التكية، أُمشّي (أُدبر) يومي، كان أبي يساعدني لكنه استشهد قبل أسبوعين"، وتعتمد مِزيد في الطعام الذي تقدمه لأسرتها على الخبز الذي تصنعه بنفسها على فرن الحطب، وغالبا ما تصنع لهم ساندويشات مكونة من الخبز والدقّة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات للجزیرة نت وهو ما على ما
إقرأ أيضاً:
ما الذي يخفيه وقف النار بين طهران وتل أبيب؟
بعد اثني عشر يومًا من شنّها، وضعت الحرب الإيرانية الإسرائيلية أوزارها، وكل طرف يحاول أن يقدم لجمهوره سردية انتصار حقق بها أهدافه السياسية والعسكرية للحفاظ على شرعيته السياسية واستمراره في السلطة.
ففيما أعلن الكيان الصهيوني أنه أنهى بنك أهدافه العسكرية في إيران، أعلنت إيران أنها انتصرت في التصدي للهجوم الإسرائيلي – الأميركي، وأنها حققت نصرًا في ردع اعتداء أميركا وإسرائيل، وضرب الكيان بشكل موجع لم يعرفه منذ تأسيسه.
1- مكاسب وخسائر طرفي الحرببعد أن وجّه الكيان الصهيوني في المرحلة الماضية ضربات موجعة إلى أذرع إيران وشركائها التابعين لها في المنطقة، وحقق الكثير من المكتسبات العسكرية والسياسية، وجدت إسرائيل أن الفرصة أصبحت سانحة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه ضربات لإيران وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية تعيد ترتيب المنطقة لصالح الكيان الصهيوني لعقود قادمة.
حققت إسرائيل هدفًا كبيرًا في إنهاء البرنامج النووي الإيراني أو تأخيره لسنوات طويلة، من خلال ضرب المنشآت النووية الإيرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم وتصنيع أجهزة الطرد المركزي، بعد التدخل الأميركي الحاسم الذي مهّد لإنهاء الحرب.
كما قامت إسرائيل بحملة اغتيالات لكبار القادة العسكريين شملت رؤوس كل الأجهزة العسكرية والأمنية، واستهدفت علماء التصنيع النووي الإيراني، إذ وصل عدد من تم اغتيالهم إلى أكثر من عشرة علماء، كما أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني.
كان من بين الأهداف الإسرائيلية الأهم مهاجمة الدفاعات الجوية الإيرانية روسية الصنع المعروفة بـ "إس-300″، إذ كانت تملك إيران أربعة أنظمة منها، إلا أن إسرائيل استطاعت تدمير واحدة منها في أبريل/ نيسان الماضي، وفي هذه الحرب استطاعت تدمير كل تلك الأنظمة وإخراجها من الخدمة، وفقًا لما أعلنه الكيان الصهيوني.
هذا، رغم عدم معرفة العدد الذي تملكه إيران من الصواريخ الباليستية التي أحدثت فرقًا في تلك الحرب، إذ تشير تقديرات القوات الجوية الأميركية إلى أن إيران تمتلك 3000 صاروخ باليستي، وتزعم إسرائيل أنها استطاعت تدمير 40٪ من منصات إطلاق الصواريخ في حربها الأخيرة.
إعلانكما استطاعت الولايات المتحدة، باستخدام القنبلة الأميركية GBU-57 المحمولة على الطائرة الأميركية B-2H، أن تحسم الحرب من ناحية عسكرية فيما يخص البرنامج النووي، وحققت ما عجزت عنه إسرائيل في استهداف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية في مواقع: فوردو شديد التحصين، ونطنز وأصفهان.
وحققت إسرائيل مجموعة من الأهداف السياسية التكتيكية، تمثلت في منح المفاوض الأميركي مساحة من الوقت لإدارة مفاوضات أميركية – إيرانية تحقق بها أميركا أعلى درجات المكاسب السياسية والعسكرية بما يخدم مشروعها ومشروع إسرائيل، ويعيد ترتيب المنطقة بأكملها، مع إظهار التفوق النوعي العسكري والتكنولوجي، والتفوق الاستخباراتي، وقدرة إسرائيل على الوصول إلى أي هدف عسكري وسياسي داخل إيران بأعلى درجات الدقة، وتعميق حالة قوة الردع الإسرائيلي لدى أعدائها.
لكن إسرائيل عجزت عن إنهاء البنية التحتية لصناعات الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تشكل التهديد الحقيقي والمباشر لأمنها، كما عجزت عن إقناع أميركا بإسقاط النظام الإيراني.
وهذا ما عقّب عليه بعض قادة إسرائيل الذين حذّروا من إعلان "نصر مغرور غير حقيقي"، وأن إيران ونظامها السياسي بقيا "كأسد جريح" سوف يعود لينتقم بشكل أكبر بعد أن يرمم خسائره ويستعيد بناء قوته وبرنامجه النووي.
أما إيران، فقد استطاعت أن تطلق أكثر من 500 صاروخ متعدد القدرات على تل أبيب، وهي حالة تتشكل لأول مرة منذ تأسيس دولة إسرائيل. إذ استطاعت تلك الصواريخ أن تخترق جميع الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تبلغ أكثر من ستة أنظمة، أشهرها مقلاع داود، القبة الحديدية، باتريوت، بالإضافة إلى نظام "ثاد" الذي نشرته الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل.
وتمكنت المنظومة الصاروخية الإيرانية من اختراق تلك الدفاعات الجوية بأكثر من 25 صاروخًا مدمرًا، ضربت تل أبيب ومناطق إسرائيلية مختلفة، وأصابت منشآت عسكرية واستخباراتية وأمنية ومستشفيات ومبانيَ سكنية ومنشآت حيوية مثل محطات توليد الكهرباء.
وإن كانت الهجرة العكسية من إسرائيل قد بدأت تنشط منذ أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فإن المراقبين يتوقعون مزيدًا من تلك الهجرات بعد الحرب الأخيرة، مع إظهار قدرة إيران على اختراق الأمن الإسرائيلي وضرب مناطق كانت تتفاخر إسرائيل بتحصينها. فالهجرة إلى إسرائيل مرتبطة بالأمن، وكلما شعر السكان الإسرائيليون بانخفاض الأمن زادت الهجرة من إسرائيل.
2- وقف إطلاق النار وشرعية استمرار السلطة السياسيةفيما يبدو أن حكومة اليمين الإسرائيلي تنتقل من ساحة حرب إلى أخرى لتستمر في السلطة وتحسن فرص عودتها في الانتخابات القادمة.
وإن بنك الأهداف العسكرية المتاحة أمام حكومة اليمين الإسرائيلية يبدو مليئًا، ويمكنها أن تصعد في الساحة العراقية أو في الضفة الغربية، أو حتى باتجاه تركيا التي تتحسس الخطر والأطماع الصهيونية، وعدم الثقة بالحليف الأميركي غير المنضبط، والذي يمكن جره من قبل حكومة اليمين الصهيونية بسهولة إلى ساحات حرب غير متوقعة وكارثية على استقرار المنطقة.
كل ذلك قد يمنح حكومة اليمين الإسرائيلي مزيدًا من الوقت للاستمرار في السلطة حتى الانتخابات المقبلة في خريف العام القادم.
إعلانأما استقرار السلطة في إيران، فلن يكون بتلك السهولة. فالفجوة بين الرئاسة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني آخذة في الاتساع، وشرعية البقاء في السلطة القائمة على الشرعية الدينية تتآكل منذ سنوات، وشهدنا تلك الاحتجاجات الشعبية الكبيرة في وجه السلطة الدينية.
فيما شرعية العداء والمقاومة لإسرائيل وأميركا والتصدي لها قد كشفت الحرب الأخيرة ضعف السلطة في هذا الملف، والخسائر الكبيرة التي لحقت بإيران، رغم محاولات إظهار الأمر وكأنه نصر حققته إيران بعد أن نجحت في ضرب تل أبيب ومهاجمة القوات الأميركية في قطر والعراق، لإظهار قدرتها على الرد وحفظ ماء الوجه.
صحيح أن أميركا أعلنت أنها لا تسعى لإسقاط النظام، لكن الخسائر الظاهرة التي تعرضت لها إيران في حربها الأخيرة، مع وجود معارضة خارجية متحفزة، ومعارضة داخلية واسعة، حتى من داخل النظام، قد يكون لها ما بعدها.
وقد نشهد تطورات سياسية كبيرة في داخل النظام الإيراني خلال المرحلة القادمة، ليس بالضرورة تغيير النظام الديني بالكامل، بل قد يكون في تغيير البنية وشكل النظام السياسي القائم بما يقلص من السلطة الدينية لصالح الحكم المدني. فإيران قد تكون مقبلة على استحقاقات داخلية كبيرة، وقد تصل إلى مرحلة الاضطرابات السياسية والأمنية.
3- ما بعد الحرب.. كيف يبدو وجه المنطقة؟لا شك أن السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كان منعطفًا سياسيًا كبيرًا، لكن الحرب الإيرانية- الإسرائيلية وما تمخضت عنه من نتائج قد تكون أهم حدث سياسي في المنطقة منذ مطلع القرن، إذ سيترتب عليها نتائج سياسية كبيرة تتشكل ملامحها كالتالي:
انكفاء إيراني داخلي: إذ ستعود إيران إلى الحالة التي كانت عليها قبل عام 2003. فالتمدد الإيراني في المنطقة الذي انطلق منذ سقوط النظام العراقي السابق، والسماح الأميركي في عهد باراك أوباما لإيران بالتمدد، قد انتهى مع نهاية هذه الحرب.وبدأ العد العكسي، إذ سنشهد تراجعًا إيرانيًا كبيرًا في لبنان، مع ما يترتب عليه من نتائج كبيرة على حزب الله، الذراع العسكري لإيران في لبنان، مما سيدفع الساحة اللبنانية إلى صراعات سياسية كبيرة، عنوانها نزع سلاح حزب الله وتحوله إلى حزب سياسي.
في الساحة العراقية: ستصبح استمرارية المليشيات العراقية على المحك، وسوف نشهد تراجعًا ملحوظًا لأحزاب الإسلام السياسي الشيعي، وقد يُستثنى من ذلك التيار الصدري، الأقل قربًا من الخط الإيراني.وسنشهد تحولات في التحالفات السياسية المدنية العراقية، وبداية تحولات في العملية السياسية قد تغيّر شكل النظام السياسي في الزمن المتوسط أو البعيد، ليصبح العراق دولة مدنية متحررة من الهيمنة الإيرانية وأذرعها داخل الدولة العراقية.
في اليمن: يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة سياسية جديدة ومضطربة قد تعيد الحالة إلى ما قبل الربيع العربي. فحالة الاستعصاء الحوثي في اليمن قد تبدأ في التحلل، مما قد يساهم في تحولات عسكرية وأمنية وسياسية كبيرة في المرحلة القادمة، خاصة بعد حالة التقارب التي أبداها الرئيس الإيراني مباشرة بعد انتهاء الحرب، مع دول خليجية لها خلافات تاريخية مع إيران، مما قد يفتح الباب لإعادة ترسيم العلاقة بين إيران وجاراتها العربية ونفوذها في المنطقة. الساحة السورية: ستصبح أكثر استقرارًا، خاصة في ملف محاولات انفصال مدن الساحل التي دعمتها إيران. فتراجع الدور الإيراني وانحساره في المنطقة يعني قطع الطريق بالكامل على محاولات الانفصال في الساحل السوري. في الأراضي الفلسطينية: المشكلة الكبرى ستكون في صعود حكومة اليمين الإسرائيلي، مما يعني أننا سنشهد تصعيدًا كبيرًا في الضفة الغربية. وسيتم السعي الإسرائيلي الحثيث لضم المنطقة (ج)، التي تشمل غور الأردن وتشكل 61٪ من مساحة الضفة الغربية، إلى دولة إسرائيل. إعلانوسيعود الحديث عن التهجير من غزة إلى الواجهة، وسيكون الأردن في عين العاصفة، وسيشهد الصراع مع حكومة اليمين الإسرائيلي تصعيدًا كبيرًا.
وستشهد القضية الفلسطينية تطورات كبيرة ضد مصالح الشعب والدولة الفلسطينية، في وقت تسعى فيه إسرائيل لبدء مرحلة تطبيع جديدة مع الدول العربية، رغم ظهور ملامح موقف عربي موحد من ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية.
ويعتمد هذا على قدرة الدبلوماسية والعلاقات الخارجية العربية في إحداث خرق سياسي ودبلوماسي مع أميركا، لوقف الأطماع المجنونة لحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة. في ذات الوقت، سنشهد احتكاكات سياسية متوسطة الحدة بين تركيا وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline