صنعاء تختنق بالمتسولين قبيل عيد الفطر
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
على أبواب عيد الفطر المبارك اضطرت أم محمد -ربة بيت في الأربعين- لبيع خزانة (دولاب) ملابسها وملابس أطفالها لتوفير قيمة ما تيسّر من حلويات العيد وكسوة أطفالها الثلاثة.
تقول أم محمد إنها لجأت لبيع "دولاب عُرسها" في سوق للحراج بمدينة صنعاء، لتغطية نفقات ملابس العيد لأطفالها وقيمة بعض الحلويات، وذلك بعد أن تعذّر عليها الحصول على سلفة مالية من صديقة لها باتت هي الأخرى تحتاج لمن يساعدها.
"ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت" تقول أمّ محمد وقد اقترب موعد عيد الفطر لهذا العام، وما يزال أطفالها بدون كسوة، في ظل انقطاع مرتبها كموظفة حكومية في صنعاء منذ 6 سنوات ماضية، وانتقال زوجها للعمل في الأعمال الحرّة كأعمال محدودة (قطاع البناء) يومية لا يغطي عائدها إيجار السكن وقيمة المواد الغذائية الأساسية ومياه الشرب.
كساد بضائع وسلع العيد
ووسط كساد تجاري غير مسبوق في سوق البضائع والسلع الاستهلاكية العيدية، تكاد أسواق مدينة صنعاء تختنق بالمتسولين/ ات من كل الفئات العمرية، قبيل أيام قليلة على حلول عيد الفطر المبارك للعام 2024.
ينتشر المتسولون بكثاقة على مداخل ووسط الأسواق العامة وأبواب ومخارج المحال والمولات التجارية، وخاصة أسواق الملابس والأحذية، ومحال بيع المكسرات وحلويات العيد، فيما يتجمع المئات من الرجال والنساء في طوابير طويلة أمام ابواب شركات تجارية ورجال أعمال عرف عنهم توزيع صدقات رمضانية.
ويعيش الموظفون في صنعاء والمحافظات المجاورة لها أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة تصل إلى حد المجاعة، في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية -المصنفة منظمة إرهابية- جمع الإيرادات الحكومية وتسخيرها لمصالحها بعيداً عن رفع معاناة الأسر المحتاجة والفقيرة التي تواجه صعوبة في توفير الغذاء والدواء.
ويشتكي تجار الملابس والحلويات والمكسرات في صنعاء كساد بضائعهم في ظل تدني القدرة الشرائية للمستهلكين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها إلى أدنى مستوى لها، ويرى علي الريمي -بائع ملابس- أن ازدحام الأسواق لا يعبر عن انتعاش حركة المبيعات، معتقداً أن أغلب المتسوقين من الرجال والنساء هم متفرجون أو باحثون عن عروضات مغرية وأسعار رخيصة.
"يدخل المحل 3 إلى 5 أشخاص لشراء قطعة واحدة"، ويضيف تاجر الملابس الريمي، إن أغلب الملابس التي ما يزال الإقبال عليها معقولاً هي ملابس الأطفال، متوقعاً إذا استمر توقف صرف مرتبات موظفي الدولة واستمرت الأزمة، أن تصبح ملابس الكبار "من الكماليات غير الضرورية".
اتساع حجم الطبقة الفقيرة
ويعتقد الريمي أن ما وصفها بالطبقة الوسطى في المجتمع اليمني، وهي الميسورة ماليا، تكاد تتلاشى من عام لآخر، وتتحول إلى طبقة فقيرة، معتبراً هذه الطبقة هي الطبقة الكبيرة في المجتمع "وهم غالبية الموظفين والعمالة الحرة والباعة الجائلون وأصحاب البسطات والمحال التجارية الصغيرة والحرفيون".
وفي سوق لبيع المكسرات وحلويات العيد بمدينة صنعاء القديمة، يروي لـ( نيوزيمن) الشاب عبدالله الأرحبي، سائق دراجة نارية، أنه باع في رمضان هذا العام آخر قطعة ذهبية من حُليّ زوجته، لمساعدته في إكمال مصاريف رمضان والعيد، وقال: "هذا العام بعنا الخاتم الأخير حق الزوجة والعام القادم ماذا نبيع؟"، مطالباً بصرف مرتبات الموظفين لمعالجة المشكلة من جذورها، حسب تعبيره.
ويؤكد برلمانيون في صنعاء إمكانية توفير وصرف رواتب الموظفين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها بسهولة من الجبايات وإيرادات المشتقات النفطية والغاز المنزلي وفوارق الأسعار، خلافا لإيرادات الجمارك والضرائب والزكاة والرسوم والإتاوات المختلفة.
وخلال السنوات الأولى من الحرب؛ ظلت المليشيا الحوثية تبرر عدم صرف المرتبات باستمرار ما تصفه بـ(الحصار والعدوان)، غير أن الهدنة الأممية التي انتهت في أكتوبر 2022، وعودة نشاط موانئ الحديدة، أسقط هذه الذريعة وتضاعفت إيرادات الضرائب والجمارك التي تجنيها مليشيا الحوثي عما كانت عليه قبل الهدنة والتي بلغت حينها نحو أربعة ترليونات و620 مليار ريال، وفقاً للحكومة الشرعية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: عید الفطر فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
ناقدة فنية:أفلام عيد الأضحى لا تختلف كثيرًا عما كان معروضا في عيد الفطر
صرّحت الدكتورة والناقدة السينمائية نسرين عبد العظيم أن أفلام عيد الأضحى لهذا العام لا تختلف كثيرًا عن تلك التي طُرحت في موسم عيد الفطر، مشيرة إلى أن بعض الأعمال التي كان من المفترض طرحها في عيد الفطر تأجلت لتُعرض في عيد الأضحى، في خطوة تعكس توجّهًا إنتاجيًا جديدًا.
وأوضحت عبد العظيم في تصريحات لصباح البلد المذاع على قناة صدي البلد أن "طبيعة أفلام عيد الفطر كانت استثنائية، نظرًا لتواجد عناصر شابة جديدة بجانب نجوم كبار، ما أعطى الموسم تنوعًا لافتًا في الطرح الفني والجماهيري."
"ليلة العيد".. توقيت العرض يؤثر في الإيراداتوتساءلت عبد العظيم حول توقيت عرض بعض الأفلام قائلة: "ليه فيلم زي ليلة العيد ما ينزلش قبل العيد بأسبوع أو أسبوعين؟ ده ممكن يدي مساحة أكبر للإيرادات"، مؤكدة أهمية التوقيت في نجاح العمل سينمائيًا وتحقيقه العائد المطلوب.
ذكاء إنتاجي في جدولة العروضوأضافت الناقدة أن هناك تطورًا ملحوظًا في طريقة عرض الأفلام، واصفة إياه بـ"الذكاء الإنتاجي"، حيث أصبح من النادر أن تُطرح كل الأفلام الكبيرة لنجوم الصف الأول في نفس الوقت، وذلك لإعطاء كل فيلم فرصته كاملة في شباك التذاكر.
وختمت عبد العظيم حديثها بالإشارة إلى أن هذا التنوع في توقيتات العرض يسهم في تنشيط الحركة السينمائية ويمنح الجمهور مساحة لمتابعة مختلف الأعمال دون ازدحام أو تكرار.