صحيفة المرصد الليبية:
2025-05-10@06:52:28 GMT

ما سبب اعتماد البعض على اليد اليسرى؟

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

ما سبب اعتماد البعض على اليد اليسرى؟

هولندا – يتقاسم نحو 10% من البشر سمة واحدة، هي استخدام اليد اليسرى، فيما ركزت دراسة حديثة على السبب الذي يجعل الإنسان أعسر.

وتُلقي دراسة جديدة الضوء على المكون الوراثي المسؤول عن استخدام بعض الأشخاص اليد اليسرى.

وحدد باحثون طفرات نادرة من جين له دور في تحديد شكل الخلايا، ووجدوا أنها أكثر شيوعا بنحو 2.

7 مرة في الذين يستخدمون اليد اليسرى، بحسب وكالة “رويترز”.

وفي حين أن هذه الطفرات الجينية لا تمثل سوى جزء صغير، ربما 0.1%، من الأسباب المسؤولة عن استخدام اليد اليسرى، قال الباحثون إن الدراسة تظهر أن هذا الجين المسمى (تي.يو.بي.بي4بي) قد يلعب دورا في تطور ما يُعرف بعدم تناظر الدماغ، وهو الأمر المسؤول عن تحديد اليد المهيمنة.

عدم تناظر الدماغ
ويكون لشطري الدماغ عند معظم البشر تركيب تشريحي متباين قليلا، وهما مسؤولان عن وظائف مختلفة.

وقال كلايد فرانكس، العالِم المتخصص في علم الأعصاب الحيوي ب‍معهد ماكس بلانك لعلم النفس اللغوي في هولندا، ومن المعدين الرئيسيين للدراسة التي نشرت الثلاثاء الماضي في دورية نيتشر كوميونيكيشنز: “على سبيل المثال، يهيمن الفص الأيسر من الدماغ على اللغة عند معظم البشر، بينما يتولى الفص الأيمن المهام التي تتطلب توجيه الاهتمام البصري إلى مكان ما”.

وأضاف: “عند معظم الناس أيضا، يتحكم نصف الدماغ الأيسر في اليد اليمنى المهيمنة. وتعبر الألياف العصبية ذات الصلة من اليسار إلى اليمين في الجزء السفلي من الدماغ. وفي الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى، يتحكم النصف الأيمن في اليد المسيطرة”.

والسؤال: ما الذي يجعل عدم تناظر الدماغ يتطور بشكل مختلف عند مستخدمي اليد اليسرى؟”.

ويتحكم الجين (تي.يو.بي.بي4بي) في بروتين يندمج في خيوط تسمى الأنابيب الدقيقة، توفر البنية الداخلية للخلايا.

وقال فرانكس إن تحديد الطفرات النادرة في هذا الجين، التي تكون أكثر شيوعا في أصحاب اليد اليسرى، يشير إلى أن الأنابيب الدقيقة تشارك في تكوين عدم التناظر الطبيعي للدماغ.

طفرات جينية نادرة
يبدأ نصفا الدماغ التطور بشكل مختلف في الأجنة، ولكن تبقى آلية تطورهما غير واضحة.

وأضاف فرانكس: “يمكن للطفرات الجينية النادرة لدى عدد قليل من الأشخاص تحديد الجينات الدالة على آليات تطور عدم تناظر الدماغ لدى جميع البشر. ويمكن أن يكون الجين (تي.يو.بي.بي.فور.بي) مثالا جيدا على ذلك”.

واستندت النتائج إلى بيانات وراثية تغطي أكثر من 350 ألف شخص في منتصف العمر وكبار السن في بريطانيا، 11% منهم عُسْر.

وقد يكون تحديد اليد المهيمنة عند معظم الأشخاص نتيجة الصدفة.

وقال فرانكس: “نعتقد أن معظم حالات العُسر تحدث ببساطة نتيجة الاختلاف العشوائي في أثناء نمو دماغ الجنين، من دون تأثيرات وراثية أو تأثر بالمجتمع المحيط. على سبيل المثال، التقلبات العشوائية في تركيزات جزيئات معينة خلال المراحل الرئيسية لتكوين الدماغ”.

واستخفت ثقافات على مر القرون بالعُسر، وحاولت إجبار مستخدمي اليد اليسرى على استخدام أيديهم اليمنى.

وفي اللغة الإنجليزية، كلمة “يمين (رايت)” تعني أيضا “صحيح” أو “مناسب”، وكلمة “شرير” مشتقة من كلمة لاتينية تعني “على الجانب الأيسر”.

التأثيرات الثقافية والنفسية
وذكر فرانكس أن انتشار استخدام اليد اليسرى يختلف في أجزاء متباينة من العالم، مع انخفاض المعدلات في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط مقارنة بأوروبا وأمريكا الشمالية.

وأضاف: “يعكس هذا على الأرجح قمع استخدام اليد اليسرى في بعض الثقافات؛ ما يجعل الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى يتحولون إلى استخدام اليمنى، وهو ما كان يحدث أيضا في أوروبا وأمريكا الشمالية”.

وقد تكون للنتائج الجديدة استخدامات في مجال الطب النفسي.

وقال فرانكس إنه “في حين أن الغالبية العظمى من العُسر لا يعانون من مشكلات نفسية، فإن المصابين بالفصام هم أكثر عرضة بنحو الضعف لأن يستخدموا اليد اليسرى أو يجيدون استخدام كلتا اليدين، كما أن المصابين بالتوحد هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبا”.

وأضاف فرانكس: “بعض الجينات التي لها دور في تطور الدماغ خلال المراحل المبكرة قد يكون لها دور في عدم تناظره وفي السمات النفسية. وجدت دراستنا أدلة توحي بذلك، وقد رأينا ذلك أيضا في دراسات سابقة، إذ نظرنا إلى الطفرات الجينية الأكثر شيوعا”.

وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: استخدام الید الیسرى

إقرأ أيضاً:

علم النفس يكشف: 5 طرق مثبتة علمياً لتدريب الدماغ على السعادة

من المؤكد أنك سمعت مراراً أن السعادة حالة عابرة أو حظ مرتبط بالظروف، لكن الحقيقة العلمية تقول غير ذلك تماماً، إذ تشير الأبحاث النفسية إلى أن السعادة ليست مجرد شعور، بل مهارة يمكن تنميتها والتدريب عليها، تماماً كما تُبنى العضلات في صالة الألعاب الرياضية، ووفقاً لتقرير حديث نشرته صحيفة Times of India، فإن هناك تقنيات نفسية مثبتة علمياً يمكن أن تساعدك على بناء “لياقة عاطفية” تعزز من سعادتك ورفاهيتك النفسية، حتى في أصعب الأوقات.

الامتنان: يُعد الامتنان أحد أقوى الأدوات في علم النفس الإيجابي، وتشير الدراسات إلى أن كتابة ثلاث أشياء يومياً يشعر الشخص بالامتنان لها ترفع مستويات السعادة وتقلل أعراض الاكتئاب. التركيز على ما هو موجود بدلاً من ما هو مفقود يساعد على برمجة الدماغ باتجاه مشاعر الوفرة والامتنان.

إعادة صياغة التفكير السلبي:الدماغ مهيأ طبيعياً لاكتشاف التهديدات بسبب “التحيز السلبي”، وهي خاصية تطورية تُمكّن الإنسان من البقاء على قيد الحياة. إلا أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يساعد الأفراد في تحدي هذا الميل من خلال استبدال الأفكار السلبية بتفسيرات أكثر واقعية ومتزنة. فبدلاً من رؤية الفشل كإخفاق، يمكن اعتباره فرصة للتعلم، مما يعزز الثقة بالنفس ويقلل من القلق.

تأثير الطبيعة في خفض التوتر: حتى قضاء 20 دقيقة يومياً في بيئة طبيعية –مثل الحدائق أو الأماكن المفتوحة– يمكن أن يخفض مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) ويحسن الانتباه والمزاج، الجلوس قرب الأشجار أو التأمل في مناظر الطبيعة يساهم في تهدئة الجهاز العصبي ويعزز الحضور الذهني.

العلاقات الاجتماعية: العلاقات الاجتماعية القوية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز السعادة. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون روابط اجتماعية صحية أقل عرضة للاكتئاب وأكثر قدرة على مقاومة الضغوط النفسية، كما أن هذه العلاقات تحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ مثل الأوكسيتوسين والسيروتونين، مما يزيد من مشاعر السعادة والرفاهية.

اليقظة الذهنية: تشير الأبحاث إلى أن ممارسة اليقظة، سواء من خلال التأمل أو التنفس الواعي أو التركيز على اللحظة أثناء الأنشطة اليومية، تؤدي إلى تقليل النشاط في اللوزة الدماغية المرتبطة بالقلق، وتقوية المناطق المسؤولة عن الوعي بالذات والسعادة، ومع مرور الوقت، تساعد هذه الممارسات في خلق اتزان داخلي وتعزز القدرة على التعامل الهادئ مع ضغوط الحياة.

وفي ظل التحديات التي يواجهها الجميع في عالمنا اليوم، أصبحت السعادة هدفاً يسعى الكثيرون لتحقيقه، حيث أظهرت الأبحاث أن السعادة ليست نتيجة حظ أو حالة عابرة، بل يمكن تطويرها من خلال مجموعة من العادات اليومية التي تساهم في تعزيز الرفاهية النفسية، من الامتنان إلى اليقظة الذهنية، أصبحت هذه الأدوات العلمية هي الطريق إلى بناء حياة مليئة بالفرح الداخلي والاستقرار العاطفي.


آخر تحديث: 9 مايو 2025 - 16:26

مقالات مشابهة

  • الجيش الباكستاني: اختراق معظم المواقع الإلكترونية الهندية
  • خلافات الجيرة.. إصابة عشريني بطلق ناري بالساق اليسرى بمركز دار السلام بسوهاج
  • أليشا ليمان تثير الجدل بسبب مظهرها.. صور
  • سيد عبد الحفيظ: البعض يفضل البيانات.. والأهلي يركز في الملعب فقط
  • تحديد موعد أول مؤتمر صحفي لأرنولد في بغداد
  • علم النفس يكشف: 5 طرق مثبتة علمياً لتدريب الدماغ على السعادة
  • منسق زهور يكشف الفرق في تقدير الورود بين النساء والرجال
  • بطولة لاأدعيها واتهام لاأنكره
  • حتى الأحد.. استمرار الأمطار الرعدية على معظم المناطق
  • مرشحو الأهلي لتدعيم الجبهة اليسرى من أمم إفريقيا للشباب.. دوبالي بالصدارة