لجريدة عمان:
2025-08-13@19:13:57 GMT

موسم خريف ظفار والتسويق المسؤول

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

بدأ رسميًا موسم خريف ظفار الاستثنائي في محافظة ظفار، وهو أحد المواسم السياحية التي يترقّبها السيّاح والزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها. ويتزامن انطلاق هذا الموسم مع بداية فصل الصيف الذي يشهد هذا العام درجات حرارة مرتفعة، اقتربت من 50 درجة سيليزية في بعض الولايات.

ويُعد موسم الخريف متنفسًا لكثير من أفراد المجتمع، وخيارًا سياحيًا مثاليًا هذا العام، خصوصًا في ظل استمرار التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع عددًا من مخططي السفر العُمانيين إلى إعادة النظر في وجهاتهم وتغيير خططهم نحو محافظة ظفار، بالإضافة إلى عامل ضيق الوقت المتاح للتخطيط لوجهات سياحية أخرى.

وقد أصبحت ظفار بذلك وجهة مفضلة ومحط أنظار السيّاح والزوار خلال الفترة المقبلة، على الأقل حتى نهاية موسم الخريف.

ومن المتوقع أن يشهد الموسم تدفقًا كبيرًا في أعداد الزوار، حتى مع دخول موسم الصرب الذي يُعد من العلامات البارزة في مناخ المحافظة، نظرًا لما تتميز به من أجواء معتدلة، واكتساء الأرض بالبساط الأخضر، وتلاعب نسمات الهواء العليل في أجواء لطيفة تشجّع على قضاء أوقات ممتعة بعيدًا عن الزحام وكثافة السياح.

لقد ساءنا ما رصدناه خلال الأيام القليلة الماضية من مزايدات على موسم خريف ظفار، الذي تعوّدنا على بدء تأثيراته السنوية حتى قبل انطلاقه رسميًا. فالنهج الذي يتّبعه البعض في الترويج لهذا الموسم لا يُسهم في تشجيع السياح على القدوم إلى المحافظة، ولا يضيف قيمة حقيقية لدى أفراد المجتمع؛ فالمجتمع في سلطنة عُمان بات أكثر وعيًا، وأكثر حزمًا في رفض مثل هذه السلوكيات التي أصبحت تُمارس سنويًا من قِبل البعض.

ومع أن موسم خريف ظفار بات بحد ذاته هوية تسويقية عالمية، يرتاده السياح من داخل السلطنة وخارجها، إلا أن الاعتماد على من يُسمّون بـ«المشاهير» للترويج له لا يُعدّ ضرورة، خصوصًا مع ما يرافق بعض تلك الحملات من مبالغات أو محتوى لا يرقى إلى قيمة الموسم ومكانته.

وبات من الضروري اليوم أن يُنظم العمل التسويقي والترويجي عبر المنصات الإلكترونية، وأن يُجوَّد أداؤه، بما يعكس صورة حقيقية وإيجابية عن موسم الخريف، ويُبرز نوعية النخب والأدوات التسويقية المستخدمة، لتكون أيقونة عالمية تضاهي ما تقدمه الدول الأخرى من تجارب ناجحة في الترويج السياحي.

إن حكومة سلطنة عُمان، بمختلف مؤسساتها وأجهزتها، تبذل جهودًا كبيرة منذ سنوات لاستقبال موسم خريف ظفار، ولا سيّما وزارة الإعلام التي كرّست طاقاتها الترويجية والإعلامية والاتصالية، عبر مختلف أذرعها وأدواتها، لنقل الصورة الحقيقية لأفراد المجتمع عن استعدادات السلطنة لهذا الموسم، بعيدًا عن أي تشويش أو مبالغات.

ومن غير الحكمة أن يعمد البعض، سنويًا، إلى إثارة أفراد المجتمع ومرتادي المنصات الإلكترونية عبر سلوكيات وممارسات اعتدنا على رؤيتها، والتي تهدف في ظاهرها إلى جذب أكبر قدر من التفاعل والمتابعة، لكنها في جوهرها تُضعف من قيمة الموسم ومكانته الوطنية والسياحية. وحتى إن لم يتفق البعض مع هذا الرأي، مستندين إلى ما يسمّى بـ«سيكولوجية المشاهير»، فإن ذلك لا يُبرّر بأي حال من الأحوال الإساءة إلى موسم الخريف، سواء عن قصد أو من باب ما يراه البعض «عفوية».

ومن المثير للدهشة أن يُروَّج لمواقف تفتقر إلى الحس المسؤول، وكأنّها تتجاهل المبادئ التي نادى بها الدين الحنيف، ومنها حديث النبي: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله...»، وهو تذكير بأن الظواهر الطبيعية لا ينبغي أن تُحمَّل بأبعاد غير علمية أو تسويقية سطحية.

وفي ضوء ذلك، نقترح تجويد العمل الترويجي للفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال

إلحاق الفاعلين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لدورات مكثفة؛ بهدف إتقان العمل الترويجي والتسويقي من حيث المحتوى والأداء.

تضمين بند مراجعة النص الترويجي للحصول على تصريح القيام بالإعلانات الترويجية والتسويقية.

ضرورة تنظيم الجهود الترويجية للفاعلين في المنصات الإلكترونية، بحيث ألا تطغى العفوية في الإعلان على مغزاه وهدفه.

أرى من الجيد الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في كيفية التعامل مع الفاعلين أو المؤثرين في المنصات الإلكترونية؛ لأن انتشار المنصات على نطاق واسع، ربما تعكس تفاعلا سلبيا عن أداء الفاعلين والمؤثرين خارج سلطنة عُمان.

من الضروري تكامل الجهود المؤسسية والتنسيق فيما بينها من حيث مركزية التواصل والتفاعل مع الفاعلين والمؤثرين، حتى يتم نقل الرسالة المراد إيصالها للمجتمع الداخلي والخارجي دون ضجة أو تشويش.

إن الجهود الإعلامية والاتصالية المبذولة لاستقبال موسم الخريف لهذا العام، لا يمكن اختزالها في مقطع مرئي قصير المدة لفاعل في منصة إلكترونية حتى وإن كان انتشاره على نطاق واسع، وحتى لا نكون غير منصفين لجهودهم الترويجية سواءً في موسم الخريف أو لأحداث مستقبلية، أقترح تأهيلهم وتمكينهم بحيث يتم تعزيز التكامل مع القنوات الرسمية لإيصال الرسالة الصحيحة بطريقة مبتكرة لأفراد المجتمع والاستفادة من مهاراتهم ورغبتهم للترويج من خلال تبني أفضل الطرق لإيصال الرسالة الترويجية لأفراد المجتمع سواءً داخل سلطنة عُمان أو خارجها بالاستفادة من أدوات التسويق والترويج الرقمي، بعيدا عن السلوكيات غير المحبذة مجتمعيا والانتقادات التي يتعرضوا إليها بين الحين والآخر في وسائل التواصل الاجتماعي ومجتمعيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنصات الإلکترونیة موسم خریف ظفار موسم الخریف

إقرأ أيضاً:

مطار صلالة يسجل نموًّا في حركة الطائرات وأعداد المسافرين خلال موسم الخريف

صلالة- العمانية

سجّل مطار صلالة نموًّا في حركة الطائرات وأعداد المسافرين خلال موسم خريف ظفار 2025، وذلك في الفترة من 21 يونيو إلى 3 أغسطس الجاري، مقارنةً بالمدة نفسها من العام الماضي.

وأوضحت البيانات الصادرة عن "مطارات عُمان" أن حركة الطائرات الإجمالية ارتفعت بنسبة 16 بالمائة لتصل إلى 1849 رحلة، مقابل 1592 رحلة في موسم 2024، فيما ارتفع عدد المسافرين الإجمالي بنسبة 5 بالمائة ليصل إلى 288 ألفًا و110 مسافرين مقارنةً بـ 274 ألفًا و30 مسافرًا في العام الماضي.

وشهدت حركة القادمين ارتفاعًا في عدد الرحلات من 795 رحلة في 2024 إلى 925 رحلة في 2025 بنسبة نمو 16 بالمائة، بينما ارتفع عدد المسافرين القادمين بنسبة 3 بالمائة ليصل إلى 158 ألفًا و301 مسافر، مقارنةً بـ 153 ألفًا و378 مسافرًا في العام الماضي.

أما حركة المغادرين، فقد سجّلت بدورها ارتفاعًا بنسبة 16 بالمائة في عدد الرحلات من 797 رحلة إلى 924 رحلة، في حين ارتفع عدد المسافرين المغادرين بنسبة 8 بالمائة ليصل إلى 129 ألفًا و809 مسافرين، مقارنةً بـ 120 ألفًا و652 مسافرًا في الموسم الماضي.

وعملت "مطارات عُمان" على توفير تجربة سفر سلسة ومريحة للمسافرين، عبر تطبيق أحدث التقنيات في إنهاء الإجراءات، وتوسيع الطاقة الاستيعابية لصالات المطار، وتوفير خدمات ضيافة وتجارية متنوعة، إلى جانب إطلاق مبادرة "سافر أسهل" التي تمكّن المسافرين من إنهاء إجراءات السفر من سياراتهم مباشرةً، مما يوفر الوقت ويعزز مستوى الراحة.

ويعكس النمو في حركة الطائرات وأعداد المسافرين الإقبال السياحي المتزايد على محافظة ظفار خلال موسم الخريف، بفضل ما تتميز به من أجواء معتدلة وأمطار موسمية، إضافةً إلى الفعاليات التراثية والثقافية والأنشطة الترفيهية التي تسهم في تعزيز مكانة المحافظة كوجهة سياحية متكاملة في ظل توقعات باستمرار الزخم السياحي في الأيام المقبلة، تزامنًا مع تواصل الفعاليات وارتفاع أعداد الزوار إلى محافظة ظفار.

مقالات مشابهة

  • موسم الخريف العقاري.. فرص مرنة للتملك في مشروعات المدن المستقبلية
  • "منتجع سمهرم".. وجهة سياحية متميزة وخدمات متكاملة في موسم "خريف ظفار"
  • منتجع سمهرم.. وجهة سياحية متكاملة في موسم خريف ظفار
  • مطار صلالة يسجل نموًّا في حركة الطائرات وأعداد المسافرين خلال موسم الخريف
  • تجربة سياحية وترفيهية متكاملة في "خريف ظفار".. وعروض دولية لأول مرة في عُمان والعالم
  • "صُنع في عُمان" تشارك في معرض الأمن الغذائي ضمن فعاليات "خريف ظفار"
  • خريف الذكريات
  • زيادة الرحلات وتثبيت أسعار التذاكر لدعم "موسم الخريف"
  • فعاليات موسم الخريف.. تنوع وعروض عالمية وتجارب تفاعلية مبتكرة
  • مهرجان خريف ظفار بولاية طاقة يجمع بين الموروث والطبيعة