قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن بمقدور المسلم أن يفعل في غير رمضان ما فعل فيه من الخير والعبادة كذلك، كما أمسك المسلم في رمضان عن المفطرات، واجتنب كل ما يفسد الصوم من الأقوال والأفعال، وابتعد عن الوقوع في مواطن الإثم، وراقب الله تعالى في السر والعلانية، فخرج من مدرسة الصيام طيِّبَ النفس، حسنَ الخُلُق.

وأضاف مفتي الجمهورية، ردًّا على سؤال يقول ماذا بعد رمضان من طاعات وهل ينبغي الاستمرار في كل طاعات رمضان؟ أنه يمكنه أن يمسك ويجتنب ويبتعد في غير رمضان ما أمكنه فيه، وكذلك استوى عنده السر والعلن في رمضان، فيمكنه الثبات على ذلك بعده؛ بدليل حصوله في رمضان، ولا يخفى أن ترسيخ هذه المعاني يحقِّقُ صلاح الأمة والمجتمع، وهي من مقاصد عبادة الصوم التي تقوم بغرس هذه الأخلاق النبيلة في أفراد الأمة فردًا فردًا.

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنه ينبغي للمسلم أن يتَّخذَ من هذه المناسباتِ المباركة، والمواسم الكريمة منطلقًا لقوَّة يقينه، ورسوخ إيمانه، والمداومة على التَّزكية لنفسه، وتهذيب حاجاته، وضبط رغباته وشهواته، وإعلاء شأن الأخلاق والقيم؛ لأنَّ ذلك كما هو مطلوبٌ في شهر رمضان مطلوبٌ أيضًا في غيره من الشهور، وعلى مَرِّ الأوقاتِ عبرَ العُمُر، حتى يتحقَّقَ المقصد الأعلى بتقوى ومراقبة الله تعالى، وهجر ما نهى الله عنه.

وتابع المفتي: فضلًا عن أن الأعمال الصالحات مطلوبة على الدوام ولن ينتهي ثوابها بعد انقضاء رمضان، فالجزاء على غالب الحسنات مضاعف بعشرة أضعاف؛ كما في قوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 160].

وأشار إلى أن انقطاع الهمة في مراعاة محاسن القيم ومكارم الأخلاق، هو أمر ليس غريبًا على طبيعة الإنسان وأحواله؛ لأنها لا تسير على نمط واحد؛ فتارة يكون الإنسان في همة ونشاط، وتارة أخرى يكون في ركود وتكاسل؛ ولهذا فمن منن الله تعالى أنه وَالَى بين مواسم البركة والخير؛ فهي متعاقبة ومتكررة مع اختصاص كلٍّ منها بفضل خاص ومزية، فبعد رمضان يأتي شهر شوال وفيه يستحب للمسلم أن يصوم ستة أيام منه، ثم يأتي بعده موسم الحج وهو موسم مبارك تنشر فيه الرحمة والمغفرة على الحجاج وأهل الموقف، ثم تتوالى مواسم الطاعة التي لا تنقطع أبدًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية رمضان الصيام طاعات رمضان مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

مفتي عام المملكة يحث الراغبين في أداء فريضة الحج على تلقي اللقاحات

الجزيرة-وهيب الوهيبي
أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على ضرورة تقيد الحجاج بتعليمات وزارة الصحة، وأهمها أخذ التطعيمات، والحرص على الاشتراطات والإرشادات الصحية التي حددتها “الصحة” قبل الوصول للمشاعر المقدسة، ما سيساعده -بإذن الله- على الحماية من الإصابة بالأمراض المختلفة التي يمكن أن تعيق استكمال مناسك الحج، ويحمي من حوله من الحجاج والعاملين على خدمته، إضافة إلى أداء واستكمال المناسك بطريقة آمنة بمشيئة الله تعالى.
جاء ذلك بعد تلقي سماحته وأعضاء اللجنة الدائمة ومنسوبي الرئاسة من المشاركين في حج هذا العام ١٤٤٥ لقاحات الحج وفق التدابير الصحية.
يذكر أن وزارة الصحة شددت على ضرورة تلقي اللقاحات، والحرص على مبادرة واستكمال جرعات التطعيمات قبل الحج بفترة كافية، مع توثيقها في تطبيق “صحتي”.
وقد وفرت الوزارة اللقاحات في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وطالبت بالاطلاع على الاشتراطات الصحية على موقعها الإلكتروني.

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني اسقاط طائرة MQ9 ؟واي مستوى متطور وصلت له الدفاعات الجوية اليمنية؟
  • قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي: نرجو من الله تعالى أن يحفظ رئيس الجمهورية ومرافقيه ويعيدهم سالمين إلى الشعب، وعلى الشعب الإيراني ألا يقلق ولن يكون هناك أي اضطراب في عمل البلاد
  • حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح
  • أثر سماع الفحش من القول على أجر الصوم.. مفتي الديار يجيب
  • مفتي الجمهورية يوضح مشروعية التبرع لمؤسسة حياة كريمة
  • ما الفرق بين المقاصد الشرعية والوطنية؟ المفتي يُوضح (فيديو)
  • مفتي الجمهورية يكشف حكم التبرع للمشروعات الوطنية (فيديو)
  • مفتي الجمهورية: مشروع حياة كريمة فريد من نوعه.. ويجوز التبرع له بالزكاة والصدقات
  • مفتي الجمهورية : التشريع ربط كثيرًا من الأحكام بالوطن
  • مفتي عام المملكة يحث الراغبين في أداء فريضة الحج على تلقي اللقاحات