الاقتصاد والتضخم.. هل يؤثران على حظوظ بايدن في انتخابات الرئاسة؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
"النمو الاقتصادي والتضخم" عاملان ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنهما قد يتسببان في إلحاق الضرر بالرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال سباق الانتخابات الرئاسية.
وسلطت الصحيفة الضوء على أن الاقتصاد قد يُفاقم نقطة الضعف الرئيسية لبايدن مع اقتراب ذروة موسم الحملات الانتخابية، حيث يمكن أن تظل معدلات التضخم وأسعار الفائدة مرتفعة حتى الأسابيع الأخيرة من الانتخابات الرئاسية.
ووفقا للصحيفة، تُظهر البيانات الجديدة، الأسبوع الجاري، أن التضخم ارتفع مرة أخرى، في مارس، في أحدث علامة على أن الاقتصاد محموم، إذ يعد النمو القوي غير المتوقع في الوظائف والأجور والإنفاق الاستهلاكي أمرًا إيجابيًا لمعظم الأميركيين لكنه سيئ بالنسبة للتضخم.
وأوضحت الصحيفة أن ارتفاع التضخم يجعل من المرجح أن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة، وأسعار الرهن العقاري، مرتفعة حتى وقت متأخر من العام الجاري، وربما حتى أيام بعد الانتخابات، الأمر الذي يطغى على الكثير من المكاسب السياسية لبايدن.
وحاولت الصحيفة توضيح العلاقة بين النمو الاقتصادي والتضخم، وأشارت إلى أن الاقتصاد المزدهر من الممكن أن يغذي التضخم إذا كان الإنفاق قوياً إلى الحد الذي يجعل المستهلكين على استعداد لدفع أسعار مرتفعة في مقابل السلع والخدمات.
ويشكل الإنفاق الاستهلاكي ثلثي الاقتصاد الأميركي، وحتى الآن كان الأميركيون سعداء بالإنفاق على الخدمات مثل تناول الطعام خارج المنزل والسفر والإقامة في الفنادق، رغم التضخم. وقد أجبر ذلك الشركات على زيادة التوظيف ورفع الأجور، وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار.
وكانت أسعار البنزين، على وجه الخصوص، تلعب دائما دورا كبيرا في كيفية شعور الأميركيين تجاه الاقتصاد، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن متوسط غالون الغاز ارتفع في الشهرين الماضيين إلى 3.63 دولارًا للغالون، الجمعة.
ووفقا للصحيفة، انخفض التضخم بشكل كبير منذ أن بلغ ذروته عند 9.1% في يونيو 2022، مع انخفاضات كبيرة في كل فئة من السلع والخدمات تقريبًا. وفي بعض الحالات، أصبحت السلع باهظة الثمن مثل السيارات والأثاث والأجهزة المنزلية أرخص في العام الماضي.
لكن هذا التقدم تضاءل في الأشهر الأخيرة، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن معدل التضخم ارتفع في مارس، وزادت الأسعار بنسبة 3.5% مقارنة بالعام السابق، مقارنة بزيادة قدرها 3.2% في الشهر السابق.
وزادت تكلفة مجموعة من السلع الخدمات الأساسية، بما في ذلك التأمين على السيارات، والمعاطف النسائية، واللحوم، وزيارات الطبيب البيطري، بنسبة 3 في المائة عما كانت عليه في فبراير.
وترى الصحيفة أنه قد تكون المخاوف من ارتفاع الأسعار قد أثرت بالفعل على الأميركيين من جديد، إذ انخفضت معنويات المستهلكين بشكل غير متوقع في أبريل، وفقًا لمسح أجرته جامعة ميشيغان ونُشر، الجمعة.
ونقلت الصحيفة عن الأستاذة في جامعة هارفارد وكبيرة الاقتصاديين السابقة في وزارة الخزانة، كارين دينان، قولها "إنها حقا حالة من الحظ السيئ. لقد خطت إدارة بايدن بعض الخطوات الكبيرة لكنها تواجه أحد أكثر الاقتصادات اضطرابًا منذ عقود. سيكون تخفيض أسعار الفائدة موضع ترحيب لكثير من الناس، لكن هذا الأمر تغير بالفعل نظرًا لما يحدث مع التضخم".
وخلال معظم فترة رئاسته، ذكرت "واشنطن بوست" أن بايدن سعى لإيصال رسالته المتعلقة بالاقتصاد، وعندما بدأ التضخم يضرب البلاد لأول مرة في الأشهر التي أعقبت وباء كورونا، استقر الرئيس وفريقه على وصف الأمر بأنه "مؤقت"، في محاولة للإشارة إلى الناخبين بأن الارتفاع مؤقت وسيهدأ. وعندما غزت روسيا أوكرانيا، بدأ البيت الأبيض في استخدام عبارة "ارتفاع أسعار بوتين"، محملاً الحرب المسؤولية عن ارتفاع أسعار الغاز.
ويشعر الرئيس ومساعدوه بالإحباط، كما أوضحت الصحيفة، لعدم الحصول على التقدير الكافي مقابل محاولاتهم لتجنب الركود وتمرير تشريعات ضخمة، خاصة قانون البنية التحتية وقانون تشيبس، الذي سيحول الطرق والجسور في الولايات المتحدة ويحفز صناعة أشباه الموصلات المحلية. وانقسم المساعدون حول كيفية الترويج لإنجازات بايدن التشريعية بينما يقول العديد من الأميركيين إنهم يواجهون صعوبة في شراء البقالة والأدوات المنزلية الأخرى.
وترى الصحيفة أنه مع عودة التضخم إلى الارتفاع، يتعرض البيت الأبيض الآن لضغوط متجددة لتهدئة المخاوف الاقتصادية لدى الأميركيين. وتراجعت أسواق الأسهم هذا الأسبوع، حيث أدرك المستثمرون أن خفض أسعار الفائدة لم يعد وشيكًا.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس الأميركي اتخذ، الأسبوع الجاري، موقفا غير عادي بالتعليق على الخطوة التالية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، قائلاً إنه متمسك بتوقعاته بأن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة بحلول نهاية العام.
وذكرت "واشنطن بوست" أن الانتخابات قد تؤدي نفسها إلى تأخير خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة. ويتوقع المستثمرون عمومًا أن يبتعد البنك المركزي عن تغييرات السياسة في الفترة التي تسبق السباق الرئاسي، بسبب القلق من أنه قد يُنظر إليه على أنه يفضل مرشحًا على آخر.
وحقق استحداث الوظائف في الولايات المتحدة، مارس الماضي، نموا تخطى بأشواط التوقعات، وفق بيانات حكومية نُشرت، الجمعة، ما يعزز احتمالات إبقاء الاحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي الأميركي) فائدة الاقتراض على حالها لفترة أطول، بحسب ما جاء في تقرير سابق للحرة، في 6 أبريل.
واستحدث أكبر اقتصاد في العالم 303 آلاف وظيفة في مارس، بزيادة تتخطى 50 ألف وظيفة مقارنة بـ270 ألف وظيفة تم استحداثها الشهر السابق، وفق ما أعلنت وزارة العمل.
والزيادة التي تأتي قبل سبعة أشهر من انتخابات سيتواجه فيها بايدن، والرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، في نوفمبر، هي أعلى بكثير من توقعات السوق بزيادة قدرها 200 ألف وظيفة، وفق موقع بريفينغ الإلكتروني.
وتراجع معدل البطالة إلى 3,8 بالمئة من3,9 بالمئة في فبراير، تماشيا مع التوقعات، لمواصلة سلسلة معدل بطالة أدنى من 4 بالمئة، هي الأطول منذ عقود.
وجاء في بيان للرئيس الأميركي أن "التقرير الصادر اليوم يمثل علامة فارقة في عودة (تعافي) الولايات المتحدة".
وأضاف بايدن "قبل ثلاث سنوات، ورثت اقتصادا على حافة الهاوية. بالتقرير الصادر اليوم والذي يفيد باستحداث 303 آلاف وظيفة في مارس، نكون قد تخطينا عتبة 15 مليون وظيفة تم استحداثها منذ توليت المنصب".
إلى ذلك، ارتفع معدل نمو الأجور بنسبة 0,3 بالمئة على أساس شهري، في حين ارتفع متوسط الدخل في الساعة بنسبة 4,1 في المئة عن العام السابق، وفق أرقام وزارة العمل.
أما معدّل المشاركة في القوى العاملة فبقي شبه مستقر عند 62,7 بالمئة.
وكانت الحصة الأكبر من الوظائف التي تم استحداثها للرعاية الصحية والقطاعات الحكومية، وفي شكل أقل لقطاعي الترفيه والضيافة.
وتعكس الأرقام تراجعا طفيفا لمعدل البطالة عموما، رغم ارتفاعه لدى الأميركيين السود، علما بأن هذا الارتفاع قابله انخفاض لدى ذوي الأصول الآسيوية واللاتينية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أسعار الفائدة فی مارس
إقرأ أيضاً:
التضخم في مدن مصر يصل إلى 16.8% خلال مايو 2025
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن ارتفاع معدل التضخم العام في مدن مصر إلى 16.8% على أساس سنوي خلال مايو 2025، مقابل 13.9% نسبة التضخم في أبريل الماضي.
وقال جهاز التعبئة والإحصاء إن معدل التضخم لإجمالي الجمهورية سجل 16.5% خلال شهر مايو 2025، فيما بلغ معدل التضخم في ريف مصر نحو 16.2%
وذكر أن معدل التضخم على أساس شهري سجل في الشهر الماضي في مدن مصر نسبة 1.9%، مقابل 1.3% في أبريل الماضي.
جاءت الزيادة في معدل التضخم مدفوعة بارتفاع ملحوظ في أسعار عدد من السلع والخدمات الأساسية، كان أبرزها مجموعة الفاكهة التي سجلت ارتفاعًا حادًا بنسبة 13.4%، ومجموعة المنتجات والأجهزة والمعدات الطبية التي ارتفعت بنسبة 6.9%، إلى جانب مجموعة النقل الخاص بنسبة 6.6%، والرحلات السياحية المنظمة بنسبة 22.6%
كما شهدت أسعار اللحوم والدواجن ارتفاعًا بنسبة 1.2%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 2.4%، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة (2.9%)، والأحذية (1.2%)، والإيجار الفعلي للمسكن (1.2%)، والكهرباء والغاز ومواد الوقود الأخرى (2.1%).
في المقابل، شهدت بعض السلع والخدمات انخفاضًا في أسعارها، أبرزها مجموعة الألبان والجبن والبيض التي تراجعت بنسبة 2.7%، ومجموعة خدمات البريد بنسبة 4.1%، إلى جانب تراجع في أسعار معدات الصوت والصورة بنسبة 1.6%، والدخان بنسبة 0.1%.
أما على أساس سنوي، فقد ارتفع معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية ليبلغ 16.5% في مايو 2025، مقارنة بـ 13.5% في أبريل من نفس العام، وهو ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية التي تؤثر على مستويات المعيشة للمواطنين.
وبالنسبة للطعام والمشروبات: ارتفع بنسبة 1.5% مدفوعًا بزيادات في الفاكهة، اللحوم، الأسماك، الزيوت، الخضروات، والعصائر، رغم انخفاض منتجات الألبان.
- الملابس والأحذية: سجل ارتفاعًا بنسبة 2.5% نتيجة زيادة أسعار الأقمشة والملابس الجاهزة والأحذية.
- السكن والمرافق: ارتفع بنسبة 1.4% مع زيادات في الإيجارات، وصيانة المسكن، والطاقة.
- الرعاية الصحية: سجل أعلى ارتفاع بين الأقسام بنسبة 4.8%.
- النقل: ارتفع بنسبة 2.7% مدفوعًا بزيادة في النقل الخاص وخدمات النقل.
- الثقافة والترفيه: شهد ارتفاعًا بنسبة 7.1%، مدفوعًا بشكل رئيسي بارتفاع أسعار الرحلات السياحية.
اقرأ أيضاًشهادات بنك مصر.. أعلى عائد على شهادات الادخار بسعر فائدة يصل لـ 27% (تفاصيل)
محافظ المركزي يبحث مع رئيس البنك الصناعي والتجاري الصيني سبل التعاون المشترك
بنك مصر والبنك الأهلي يتيحان إصدار شهادات الادخار بأنواعها خلال إجازة عيد الأضحى