تشييع شهيد فلسطيني في رام الله وإصابة مجنّدة في عملية
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
#سواليف
شيّعت حشود كبيرة من أبناء محافظة رام الله جثمان الشهيد الفتى عمر أحمد عبد الغني حامد (17 عاما) الذي استشهد برصاص مستوطنين خلال هجمات قاتلة على بلدة بيتين شرق مدينة رام الله، وهو الشهيد الثاني الذي يسقط بفعل هجمات المستوطنين خلال يومين من الهجمات المميتة.
وتواصلت هجمات مجموعات المستوطنين المتطرفين لليوم السادس على التوالي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وسط تصاعد دعوات فلسطينية للتصدي لهجمات المستوطنين.
واستشهد حامد في ساعات متأخرة، من مساء أمس الأول، متأثرا بإصابته بجروحٍ حرجة جراء عدوان المستوطنين على القرية المجاورة لمستوطنة بيت إيل.
وفي سياق هجمات المقاومة، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة مجندة بجراح خطيرة في عملية للمقاومة على مدخل بلدة سنجل شمال شرق رام الله.
وفور عملية إطلاق النار نفذ جيش الاحتلال حملة مداهمة وتفتيش لعدد من منازل بلدة المزرعة الشرقية، شرق مدينة رام الله. ونقل شهود عيان أن عملية إطلاق نار وقعت في ساعات متأخرة بعد هجمات المستوطنين على بلدة بيتين، عند مدخل بلدة سنجل الشمالي، حيث استهدفت تجمعا لجنود الاحتلال كانوا قد أقاموا حاجزًا على مدخل البلدة.
وأفادت مصادر من البلدة أن جيش الاحتلال رد بإطلاق النار على الجبل المطل على مدخل سنجل، والذي يؤدي إلى بلدة المزرعة الشرقية.
وفي سياق متصل، أغلق جيش الاحتلال مدخل بلدة سنجل الشمالي بواسطة بوابة حديدية، وهو المدخل الوحيد الذي ظل مفتوح منذ السابع من أكتوبر، ما أدى لإحكام الإغلاق على كامل مداخل البلدة.
واقتحمت قوات الاحتلال القرية وأطلقت القنابل الضوئية والصوتية و أغلقت مدخلها الرئيسي ومنعت مرور المواطنين.
كما اقتحمت بلدة ترمسعيا، وقريتي المزرعة الشرقية وأبو فلاح شمال شرق رام الله دون أن يبلغ عن أي اعتقالات.
وأصيب مواطن برضوض واختطف آخر في هجوم للمستوطنين على قرية كفر مالك، شرق رام الله.
وقالت مصادر محلية إن مستوطنين بحماية جيش الاحتلال اقتحموا منطقة عين سامية شرق قرية كفر مالك، واعتدوا بالضرب على عدد من العمال في أحد المحاجر، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح ورضوض، كما اختطفوا العامل ماهر الدرباني (22 عاما).
هجمات واسعة وعنيفة للمستوطنين تحاصر شرق رام الله
كما أصيب مواطن بالرصاص خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية المغير شرق رام الله.
وقالت وزارة الصحة في بيان صحافي إن مواطنا أصيب بجروح حرجة برصاص الاحتلال في البطن ونقل إلى مجمع فلسطين الطبي في المغير، وأُدخل إلى غرف العمليات.
وكانت ميليشيات المستوطنين قد جددت هجماتها على قريتي المغير ودوما، يوم أمس، ما أدى لإصابة 9 أشخاص ونقلهم إلى المستشفى، إضافة إلى إشعال النيران في منازل ومركبات، وهو الهجوم الثاني خلال 24 ساعة، حيث كان مئات الإرهابيين اليهود يحميهم الجيش الإسرائيلي قد هاجموا المغير لساعات، يوم الجمعة، وأسفر ذلك عن استشهاد الشاب جهاد أبو عليا.
وأكدت وزارة الصحة وصول ثلاث إصابات من قرية المغير إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، أحدهم حالته حرجة. بينما أفادت جمعية الهلال الأحمر لاحقًا بنقل مصاب رابع إلى المستشفى، وقالت إنه حالته خطيرة نتيجة إصابته بالرصاص في الرقبة.
وأغلقت قوات الاحتلال مدخلي قرية المغير الرئيسيين للقرية، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج منها.
وقال نائب رئيس مجلس قروي المغير مرزوق أبو نعيم إن شهيدا ارتقى برصاص مستعمرين، وأصيب 45 آخرون بالرصاص الحي بينهم 5 في حالة الخطر، خلال عدوان المستعمرين المتواصل على القرية لليوم الثالث على التوالي.
وأضاف: «المستعمرون أحرقوا 16 منزلا، بينها 10 بشكل كامل، كما أحرقوا أكثر من 60 مركبة».
وتابع أن المستوطنين سرقوا 120 رأس غنم إضافة إلى سرقة 25 رأس غنم للمواطن سامي شوما، وخلال عدوانهم أحرقوا 15 حظيرة أغنام، وذبحوا 31 رأس غنم تعود للمواطن صالح سليمان نصر.
ومنذ يوم الجمعة الماضي، يواصل المستعمرون هجماتهم الإرهابية بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة قرى وبلدات جنوب نابلس (دوما، بورين، قريوت، قصرة، وبيت فوريك) وشمال وشرق رام الله (المغير، بيتين، دير جرير، سلواد، عين سينيا، أبو فلاح، برقة، عطارة، والمزرعة الغربية).
وفي دوما، أفادت جمعية الهلال الأحمر بنقل 5 مصابين إلى المستشفيات إثر هجوم ميليشيات المستوطنين.
وقال رئيس مجلس قروي دوما سليمان دوابشة إن جنود الاحتلال أغلقوا كافة مداخل القرية ومنعوا دخول سيارات الإسعاف والدفاع المدني، واعتلوا أسطح المنازل، وأطلقوا الرصاص وقنابل الغاز، ما أدى الى عشرات الإصابات بالاختناق، إضافة إلى المصابين الخمسة. وأفاد بأن جنود الاحتلال احتجزوا المصابين عند مدخل القرية لنحو ساعتين، قبل السماح بنقلهم الى المستشفى.
وأكد أن الحصيلة الأولية للهجوم الإرهابي الكبير على دوما هي حرق 15 إلى 20 منزلاً بشكل جزئي أو كلي، وحرق عشرات المركبات بينها جرارات زراعية ومركبات نقل عمومي، وعدد من المزارع.
ويواصل مستوطنون هجماتهم الإرهابية، منذ يوم الجمعة الماضي، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة قرى شمال وشرق رام الله (المغير، بيتين، دير جرير، سلواد، عين سينيا، أبو فلاح، برقة، عطارة، والمزرعة الغربية) ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة العشرات، إضافة إلى إحراق عشرات المنازل والمركبات، فيما تصاعدت الهجمات مع أول أيام عيد الفطر المبارك.
ووسع المستوطنون هجماتهم حيث أحرقوا مركبة لأحد المواطنين، ودمروا خلايا طاقة كهربائية تغذي التجمع السكاني «عين غزال» في الفارسية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف قوات الاحتلال جیش الاحتلال شرق رام الله إضافة إلى ما أدى
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يحوّل بلدة سنجل في الضفة إلى سجن كبير
يشق سياج معدني بارتفاع خمسة أمتار الحافة الشرقية لبلدة سنجل الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، حيث أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع الطرق المؤدية إليها عبر بوابات فولاذية ثقيلة وحواجز، باستثناء طريق واحد يخضع لحراسة مشددة من جنود إسرائيليين.
قال موسى شبانة (52 عامًا)، وهو أب لسبعة أطفال، بينما كان يراقب العمال يقيمون السياج وسط مشتل كان مصدر رزقه الوحيد: "سنجل الآن سجن كبير.. بالطبع، نحن الآن ممنوعون من الذهاب إلى المشتل. جميع الأشجار التي كنت أملكها أُحرقت وفُقدت. في النهاية، قطعوا سبل عيشنا".
لطالما اعتاد نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية على الجدران ونقاط التفتيش التي أقامتها قوات الاحتلال، لكن كثيرين يقولون إن الحصار ازداد شدة منذ بداية الحرب ضد قطاع غزة، إذ تحولت القرى والبلدات إلى مناطق مغلقة.
ويُعد السياج حول سنجل مثالًا واضحًا على هذه السياسة التي يعتبر جيش الاحتلال إنها تهدف إلى "حماية طريق رام الله – نابلس السريع القريب"، بحسب ما ذكر تقرير لوكالة "رويترز".
وجاء في بيان للجيش: "في ضوء الحوادث المتكررة في هذه المنطقة، تقرر إقامة سياج لمنع إلقاء الحجارة على الطريق وتكرار الإخلال بالنظام العام، وبالتالي ضمان أمن المدنيين". وأضاف البيان أن السكان ما زال بإمكانهم الدخول والخروج عبر المدخل الوحيد، معتبرًا ذلك بمثابة "وصول حر".
عزل السكان
يضطر سكان سنجل الآن للسير أو القيادة عبر طرق ضيقة ومتعرجة للوصول إلى نقطة الدخول الوحيدة. وأغلقت بعض الطرق الداخلية بحيث بات على الأهالي عبور مسافات طويلة للوصول إلى سياراتهم المتوقفة على الجانب الآخر.
وقال بهاء فقاع، نائب رئيس البلدية، إن 8 آلاف نسمة أصبحوا محاصرين داخل مساحة لا تتجاوز عشرة أفدنة، معزولين عن ألفي فدان من الأراضي التي يملكونها. وأضاف: "هذه هي السياسة التي يتبعها جيش الاحتلال لترهيب الناس وكسر إرادة الشعب الفلسطيني".
وتعتبر "إسرائيل" أن الحواجز ضرورية لحماية المستوطنين اليهود الذين انتقلوا للعيش في الضفة الغربية منذ احتلالها عام 1967.
وقال إسرائيل غانتس، رئيس مجلس بنيامين الإقليمي الذي يشرف على 47 مستوطنة إسرائيلية في المنطقة التي تقع فيها سنجل: "إن رفع القيود المفروضة على العرب الفلسطينيين على نحو مطلق سيشجع على القتل الجماعي لليهود"، متهماً سكان البلدة بإلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف لمجرد أن المارة يهود.
ويعيش الآن نحو 700 ألف إسرائيلي في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وتعتبر معظم دول العالم هذه المستوطنات انتهاكًا لاتفاقيات جنيف التي تحظر نقل السكان إلى أراضٍ محتلة، في حين تقول "إسرائيل" إنها قانونية ومبررة بسبب الروابط التاريخية والدينية.
وبعد عقود من الحديث عن قيام دولة فلسطينية، تضم الحكومة اليمينية الحالية في "إسرائيل" نشطاء استيطان يعلنون صراحة نيتهم ضم الضفة الغربية بأكملها.
تشديد القيود
عززت إسرائيل وجودها العسكري في الضفة الغربية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والحرب المدمرة في قطاع غزة، وفي ليلة واحدة أغلقت الطرق بأكوام التراب والصخور، ثم نصبت بوابات معدنية ثقيلة، عادةً باللون الأصفر أو البرتقالي، على مداخل القرى الفلسطينية.
كما أقام الجيش نقاط تفتيش دائمة جديدة، إضافة إلى "حواجز متنقلة" تظهر فجأة وبدون إنذار.
وقالت سناء علوان (52 عامًا)، وهي مدربة شخصية تقيم في سنجل، إن الطريق إلى رام الله كان يستغرق 20 دقيقة بالسيارة، لكنه الآن قد يصل إلى ثلاث ساعات في الاتجاه الواحد، دون أي ضمانة لعدم البقاء عالقة لساعات عند نقاط التفتيش. وأضافت: "نصف حياتنا على الطرق".
قال محمد جاموس (34 عامًا)، المقيم في رام الله، إنه كان يزور عائلته في أريحا أسبوعيًا، لكن مع طول الطريق صار لا يستطيع زيارتهم إلا مرة واحدة في الشهر.
واعتبر جيش الاحتلال إن قواته تعمل في "واقع أمني معقد"، وإنها تضطر لتغيير مواقع نقاط التفتيش باستمرار لمراقبة الحركة والتصدي للتهديدات.
لكن مسؤولين في السلطة الفلسطينية التي تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا يتهمون "إسرائيل" باستخدام هذه الإجراءات لخنق الاقتصاد وكسر إرادة الناس، ويحذرون من أن ذلك قد يدفع المزيد من الشباب إلى التعاطف مع المسلحين.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الشهر الماضي: "إنهم يبذلون قصارى جهدهم لجعل الحياة صعبة للغاية على شعبنا".