بوابة الوفد:
2025-05-13@03:57:31 GMT

الإفتاء توضح ضابط التناجي المنهي عنه شرعًا

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن المحافظة على ترك ما يؤذي الإنسان ويُحزِنه مطلوبة شرعًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، والنسائي في "السنن".

حكم قضاء الصلاة الفائتة؟ الإفتاء توضح

أضافت الإفتاء، أن هذا الحديث أصل عام في تقرير وجوب ابتعاد الإنسان عن الأمور التي قد تؤذي غيره، ويندرج تحتها " التناجي أو النجوى"، وذلك بالكلام الخفيُّ الذي يناجِي به المرء صاحبه كأنه يرفعُه عن غيرِه، ويظهر تأذي الغير خاصة إذا كان الحاضرون ثلاثة من قصر الكلام الخاص على اثنين منهم بأحد معنيين: "أحدهما: أنه ربَّما يتوهم أن نجواهما إنما هو لتبييت رأي فيه أو دسيس غائلة له، والمعنى الآخر: أن ذلك من أجل الاختصاص بالكرامة وهو محزِنٌ صاحبه" كما قاله أبو سليمان الخطابي في "معالم السنن".

أوضحت الإفتاء، أنه لذا جاء النهي عن هذا الفعل، فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يُحزِنه» متفقٌ عليه، ووجه الدلالة مِنه: أن هذا النَّهي ظاهِرٌ في التحريم، بدليل ترتُّب التعليل -وهو الإحزان- عليه بالفاء، كما في "دليل الفالحين" لابن علَّان الصدِّيقي.

وبينت أن الأصل في التناجي: الكراهة والقُبح، كالمكر والخديعة، إذا لم يُقصد به أمرٌ حسن في الشرع، وقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ أن النجوى لا تحسنُ إلا في وجوه مستثناة، فقال تعالى: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114].

وقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [المجادلة: 9].

قال ابنُ عطية الأندلسي في "تفسيره": [وصَّى الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بأن لا يكون لهم تناجٍ في مكروه، وذلك عام في جميع الناس إلى يوم القيامة، وخصَّ الإثم بالذكر لعمومه، والعدوان لعظمته في نفسه، إذ هي ظلاماتُ العباد، وكذلك معصية الرسول ذكرها؛ طعنًا على المنافقين؛ إذ كان تناجيهم في ذلك].

ضابط التناجي المنهي عنه شرعًادار الإفتاء المصرية

يتحصل من هذه المعاني أن ضابط التناجي المنهي عنه شرعًا -وهو المسؤول عنه- يتحقق بجملةٍ من الأمور:

أولًا: أن يترك المتناجِيان واحِدًا منهم، ولو كانوا جماعة، فلو أبقوا أكثرَ مِن واحدٍ فلا مانِع اتفاقًا، فيجوز تناجي اثنين دون اثنين أو جماعة؛ لأن الثالث قد شاركه الباقون فيما يُستر عنه مِن الحديث، فيزول عنه سوء الظن، والحُكم يدور مع عِلَّته وجودًا وعدمًا، كما أفاده الإمام ابنُ بطال في "شرح صحيح البخاري".

فقد جاء في "موطأ الإمام مالك" عن عبد الله بن دينار، قال: كنتُ أنا وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما عند دار خالد بن عقبة التي بالسوق، فجاء رجلٌ يريد أن يناجيه، وليس مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أحدٌ غيري، وغير الرجل الذي يريد أن يناجيه، فدعا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلًا آخر حتى كنا أربعة، فقال لي وللرجل الذي دعاه: استأخِرَا شيئًا، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يَتَنَاجى اثنان دون واحدٍ».

ثانيًا: أن تقلَّ الجماعة الحاضرة في مكان المحادثة، فإذا كان التناجي بحضرة جماعة كثيرة لم يُمنع؛ لأن ذلك أنفى للتهمة والرِّيبة؛ وذلك لما ورد في حديث جابرٍ رضي الله عنه أنه لما رأى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جوعًا شديدًا في غزوة الخندق ذهب إلى زوجته، ثم قال: فجِئتُه فسارَرْتُه، فقلت: يا رسول الله، إنَّا قد ذبحنا بُهَيْمَةً لنا، وطحنَّا صاعًا من شعير كان عندنا، فتعال أنت في نفر معك. متفقٌ عليه.

ثالثًا: أن يكون التناجي بينهما بغير إذنٍ من بقيَّة الحاضرين سواء كان واحدًا منفردًا أو أكثر، فإن أذِن المنفرد أو الباقي في التناجي دونه أو دونهم: زال المانِع؛ لكون الحقِّ له، فإن أسقطه سقط، ولا يكون بذلك من التناجي المنهي عنه، كما في "الفواكه الدواني" للنفراوي.

والأصلُ فيه: ما أخرجه أحمد في "المسند" عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا تَنَاجى اثنان فلا تجلِسْ إليهما حتى تستأذِنَهما».

رابعًا: ألَّا يكون الثالثُ هو الداخِل على المتناجَيين في حال حديثهما وكلامهما سِرًّا، فلو تكلم اثنان في السِّر ابتداء، ثم أتى ثالثٌ ليستمع إليهما، فلا يجوز ما لم يُؤذن له، كما لو لم يكن حاضِرًا معهما أصلًا، كما في "فتح الباري" للحافظ ابن حجر العسقلاني.

ويدلُّ على هذا: ما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" عن سعيد المقبري، قال: مررت على ابن عمر، ومعه رجل يتحدث، فقمتُ إليهما، فلَطَمَ في صدري فقال: إذا وجدت اثنين يتحدَّثان فلا تقم معهما، ولا تجلس معهما، حتى تستأذنهما، فقلت: أصلحك الله يا أبا عبد الرحمن، إنما رجوتُ أن أسمع منكما خيرًا.

خامسًا: أن يخشى المتناجيان أن يظن ثالثُهما أنهما يتحدثان في أمرٍ يكرهه، أو كان لا يعرِفُهما ولا يثق بهما، فيكون التناجي في هذه الحالة حرامًا، فإن أمِنَا من ظنِّه ذلك كُرِه تناجيهما؛ لأنه يغمُّ المنفرد مِن حيث الجملة، كما في "البيان والتحصيل" للإمام ابن رشد الجد.

واختتمت الإفتاء قائلة: "وبناء على ذلك: فلا مانع شرعًا مِن الكلام الخاصِّ مع شخصٍ في حضور ثالث، ولا يُعدُّ هذا من التناجي الممنوع إذا رُوعِيت الضوابط السَّابِقة، بأن يكون هذا الثالث على معرفةٍ وثقة بالمتناجِيَين، وأن يأذن لهما في هذا الحديث الخاص بينهما دونه، وألا يكون هو الداخلَ عليهما حال حديثهما سِرًّا".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم عبد الله بن ا یکون کما فی

إقرأ أيضاً:

هل يجوز صيام 15 ذي القعدة فقط غدا الثلاثاء منفردا؟.. الإفتاء توضح

لعل ما يطرح السؤال عن هل يجوز صيام 15 ذي القعدة فقط غدا الثلاثاء منفردا ؟ هو أن شهر ذي القعدة يعد أحد الأشهر الحرم ، التي يعظُم فيها الأجر والثواب، وهذا ما يبين فضل الأيام البيض الثلاثة وأهمية اغتنامهم بالصيام والدعاء، وقد بدأت أمس الأحد  واليوم الإثنين وحتى يوم غد الثلاثاء ، ولعل هذا ما يطرح السؤال عن هل يجوز صيام 15 ذي القعدة فقط يوم الثلاثاء منفردًا، خاصة وأنه من المعروف كراهية صيام كل من هذه الأيام منفردًا ، ولأن في الأشهر الحُرم يعظم الإثم كذلك ، من هنا ينبغي الحرص واجتناب كل ما فيه شبهة، وهذا ما يطرح السؤال عن هل يجوز صيام 15 ذي القعدة فقط يوم الثلاثاء منفردًا؟.

لماذا نصوم يوم الإثنين في ذي القعدة؟.. اغتنمه من الآن لـ10 أسبابدعاء 12 ذي القعدة.. 8 كلمات تدفع المصائب وتجلب لك الخيرماذا كان يفعل الرسول في شهر ذي القعدة؟.. 5 أعمال تحقق السعادةهل تأخير صلاة الفجر في ذي القعدة يضيق الرزق؟.. احذر 27 عقوبةدعاء اليوم 5 ذي القعدة باسم الله الأعظم.. يضمن لك سرعة الاستجابةهل يجوز صيام 15 ذي القعدة فقط

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام يوم الثلاثاء منفرداً هو أمر جائز شرعاً غير أنه مكروه كما في السبت أو الجمعة بإفراد هذه الأيام على حدة، منوهة بأن النصوص الشرعية تنص على صيام هذه الأيام بالكراهة، فعليه أن يضيف يوم قبله أو يوم بعده.

ونبه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أنه لا مانع أن تصوم الثلاثاء ويوم بعده، كذلك لا يوجد مانع من إفراد يوم الثلاثاء بالصيام لو وافق مناسبة أو كان لقضاء يوم على الإنسان، يوافق يوم غد الثلاثاء يوم 15 من ذي القعدة وهو آخر الأيام البيض الثلاثة من الشهر الحُرم، ومن ثم فصيامه له فضل عظيم.

وبين أن الفقهاء اشترطوا في صيام يوم الأحد أن يكون قبله يوم أو بعده يوم، من قبيل الاستحباب وليس الوجوب، ومن ثم فما يقال في هذا الاستحباب يطبق عليه صيام النفل فقط وليس الفريضة، و صيام الفريضة له أحكام أخرى ويجوز قضاؤه في أي وقت دون أي شروط.

صيام 15 ذي القعدة

حددت دار الإفتاء المصرية، موعد بصيام الأيام البيض الثلاثة من شهر ذي القعدة التي بدأت من أمس الأحد الموافق 13 من ذي القعدة لعام 1446 هجرية و11 من مايو 2025م.

واستشهدت “ الإفتاء”  بقوله تعالى (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ))، تذكرة لمن شاء صيام الأيام البيض من شهر ذي القعدة التي بدأت من أمس الأحد ، قائلة:" احرصوا على صيام الأيام الثلاثة البيض من شهر ذي القعدة لعام 1446".

وأوضحت أن الأيام البيض من شهر ذي القعدة ، هي (الأحد والإثنين والثلاثاء)، أمس الأحد 13 ذي القعدة الموافق 11 مايو 2025م، والإثنين 14 ذي القعدة الموافق 12 مايو 2025م، والثلاثاء 15 ذي القعدة الموافق 13 مايو 2025 م.

هل يجوز صيام يوم الثلاثاء منفردا

وأفاد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن صيام يوم الأحد منفردا ليس حرامًا ولكنه مكروه إذا كان بغير سبب.

وأضاف “عثمان” ، في إجابته عن سؤال « هل يجوز صيام يوم الأحد منفردًا ؟»، أن هناك حديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض العلماء حكموا عليه بالاضطراب والبعض صححه وهو (لا تصوموا يوم السبت إلا ما افترض عليكم) هذا الحديث احتج به بعض العلماء أو من ذكر كراهة صوم يوم السبت منفردًا، وعليه فالإنسان لو صام يوم السبت منفردًا فإنه يجوز ولو أراد ان يخرج من الخلاف فصام يومًا قبله أو يومًا بعده فيكون أفضل.

وأشار إلى أن صيام الفريضة لا يقال فيه يسبقه يوم وبعده يوم، فله أحكام مختلفة، لأنه أيام مقضية من رمضان تقضى في أي يوم سبت أو أحد أو جمعة وجائز لا شيء فيه.

حكم صيام الأيام البيض

أكدت دار الإفتاء، أنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه يُستحب صيام الأيام البيض، وهي ثلاثة من كل شهرٍ هجري؛ منوهة بأن الأمر ليس بواجب، فيثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.

وأوضحت الإفتاء، أن الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، وسُمِّيَت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه.

واستشهدت بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» (رواه البخاري ومسلم).

ونوهت بأنه ثبتت أحاديث في الصحيح بصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ من غير تعيينٍ لوقتها وظاهرها أنه متى صامها حصلت الفضيلة، وثبت في صحيح مسلمٍ عنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ».

طباعة شارك هل يجوز صيام 15 ذي القعدة فقط هل يجوز صيام 15 ذي القعدة هل يجوز صيام 15 ذي القعدة الثلاثاء هل يجوز صيام 15 ذي القعدة الثلاثاء فقط صيام 15 ذي القعدة فقط غدا الثلاثاء صيام 15 ذي القعدة غدا الثلاثاء منفردا صيام 15 ذي القعدة فقط صيام 15 ذي القعدة هل يجوز صيام يوم الثلاثاء منفردا حكم صيام الأيام البيض

مقالات مشابهة

  • قصة ضابط إسرائيليّ دمر أنفاق حزب الله.. تقرير يكشفها!
  • هل يجوز صيام 15 ذي القعدة فقط غدا الثلاثاء منفردا؟.. الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح كيفية تسوية الصف في الصلاة بالنسبة للجالس على الكرسي
  • هل يجوز قصر الصلاة في الحج؟.. الإفتاء توضح الحالات
  • الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج
  • التصرّف الصحيح لمن انتقض وضوؤه أثناء السعي أو الطواف.. دار الإفتاء توضح
  • هل لبس الأسود على الميت يجعل الملائكة تسحبه إلى النار؟.. الإفتاء توضح
  • حكم من نسي السعي بين الصفا والمروة في الحج.. الإفتاء توضح الموقف الشرعي
  • حكم صيام العشر الأول من ذي الحجة .. الإفتاء توضح
  • حكم زيارة قبور أولياء الله الصالحين .. الإفتاء توضح