وقف العالم متأهبا ليلة الثالث عشر من أبريل، يترصّد ماذا قد تفضي إليه من تصعيد وخسائر، إلا بنيامين نتنياهو، كانت عيناه شاخصتين صوب المنافع والمكاسب، وهو يترقّب اللحظة التي صنعها بنفسه، جارّا إيران إليها جرّا.

هدية "الفرصة الثانية"

دعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وحلفاء إسرائيل الأوروبيون والإقليميون جميعا إلى ضبط النفس في أعقاب الهجوم الإيراني، الذي تم التخطيط له ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا، وتسبب في أضرار محدودة بعد أن صده تحالف دولي يضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وعكس هذا التعاون الأمني حالة مناقضة لما عاشته إسرئيل من عزلة دولية بسبب الخسائر البشرية الكبيرة الناجمة عن حربها مع حركة حماس.

وقال أودي سومر، أستاذ السياسة في جامعة تل أبيب وجامعة مدينة نيويورك: "على الرغم من أن هذه الأوقات عصيبة، إلا أنها فرصة هائلة، في بعض الأحيان تحصل على فرصة ثانية في الحياة، وإسرائيل حصلت على واحدة للتو".

وأضاف سومر أن الرد العسكري المنضبط سيجني مكافآت لإسرائيل على المسرح العالمي، مما يساعد في إصلاح علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة وجيرانها العرب، إسرائيل لديها القدرة على تشكيل هذا التحالف الدولي، والحفاظ عليه.

مكاسب نتنياهو

المكسب الأول، شخصي صرف، فالتصعيد حليف نتنياهو الأول، وهو الذي لم يعد ثمة ما يخسره، شعبيته التهمتها نداءات ذوي المحتجزين، وهاجس المساءلة يتهددّ مستقبله السياسي، إن لم يكن في قضايا فساد كامنة في أدراج الادعاء العام، فلتهمة أشدّ وطأة، "التفريط في قوة الردع".

وهو إذّاك يبحث عن أي مكسب يمكن أن ينتزعه بالنيران والرصاص، إن لم يكن في غزة، فجبهات القتال كثيرة، والوكلاء والأذرع كثر، ويا حبّذا لو كانت من إيران، الأصل والرأس المدبر.

ثم إن التصعيد هو حرفة معسكر اليمين الإسرائيلي، التي لا يكاد يجيد غيرها، ولا يؤمن بجدوى التهدئة، إلا إذا كانت فرصة للتحضير لتصعيد جديد.

أما الجائزة الكبرى فكانت العودة إلى الحضن الأميركي الدافئ.

وهنا تراود نتنياهو المغريات، ضوء أخضر لاجتياح رفح، أم الإمعان في تفريغ حلّ الدولتين من مضمونه، وربما الأجدى هنا حرمان إيران من اتفاق نووي يلائمها.

قائمة الأهداف

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طلب من الجيش الإسرئيلي تقديم "قائمة أهداف" في إطار مناقشات الرد على هجوم إيران غير المسبوق الذي جعل المنطقة في حالة تأهب قصوى.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على الناقشات، تشمل الخيارات ضربة محتملة على منشأة في طهران أو هجوما إلكترونيا.

وقال المسؤول: "الجميع متفق على أنه يجب على إسرائيل الرد، كيف ترد ومتى ترد هو السؤال."

وأطلقت طهران مئات الصواريخ والمسيّرات ليل السبت على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل الجاري.

وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، من اعتراض القسم الأكبر من هذه الصواريخ والمسيّرات.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القنصلية الإيرانية إسرائيل نتنياهو نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إسرائيل إسرائيل إيران أميركا القنصلية الإيرانية إسرائيل نتنياهو نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إسرائيل شرق أوسط الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل| الولايات المتحدة تُمسك بخيوط التهدئة.. وخبير يعلق

وسط الركام والدخان والدموع، بدأت إيران في لملمة جراحها بعد 12 يوماً من القصف الإسرائيلي الذي خلف خسائر بشرية ومادية فادحة. وبينما يحاول الجانبان الترويج لانتصارات إعلامية، تظل المشاهد من المستشفيات والأحياء المدمرة أبلغ تعبير عن فداحة ما جرى.

أرقام مفزعة من وزارة الصحة الإيرانية
أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن حصيلة القصف الإسرائيلي على إيران بلغت 606 قتلى منذ اندلاع الهجمات وحتى إعلان وقف إطلاق النار. وأوضح في تصريح متلفز أن نحو 95% من الضحايا لقوا حتفهم تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف، في حين توفي الباقون متأثرين بجراحهم بعد وصولهم إلى المستشفيات.

وأضاف أن عدد الجرحى تجاوز 4700 مصاب، وفق ما أعلن المتحدث باسم الوزارة حسين كرمانبور، الذي وصف الوضع داخل المستشفيات خلال الأيام الماضية بأنه "مروّع إلى حد لا يُحتمل"، مؤكداً أن الأرقام تتعلق بالمدنيين فقط.

ضحايا من الأطفال والطواقم الطبية
ومن بين القتلى، هناك 13 طفلاً، أصغرهم رضيع لا يتجاوز عمره شهرين، إضافة إلى خمسة من أفراد الطواقم الطبية، من أطباء ومسعفين، لقوا حتفهم أثناء تأدية مهامهم الإنسانية خلال الغارات. كما أُبلغ عن تضرر سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف بفعل القصف، ما يزيد من تعقيد جهود الإنقاذ والإغاثة.

قراءة في الموقف الاستراتيجي
من جانبه، علّق اللواء سمير فرج, الخبير الاستراتيجي والعسكري، على المشهد بالقول إن الأطراف المعنية ستجلس أخيراً علي طاولة التفاوض، مما يُعد مؤشراً على إدراك الجميع لخطورة الاستمرار في التصعيد. وأشار إلى غموض الصورة بشأن الطرف الذي خرج منتصراً، فبينما تعلن إيران أنها ردت بقوة، تؤكد إسرائيل أن امريكا ضربت المنشآت النووية في إيران دمرتها.

وأشار فرج إلى أن إسرائيل كانت تعتزم توجيه ضربات جديدة لإيران بعد وقف إطلاق النار، لكن الرئيس الأمريكي تدخل لمنع هذا التطور الخطير، في خطوة عكست حرص واشنطن على تجنب حرب شاملة في المنطقة.

إيران وإسرائيل... رسائل متبادلة
برأي فرج، فإن إيران نجحت في إثبات قدرتها العسكرية وتوسيع رقعة الاشتباك، موجِّهة رسالة قوية بأنها تملك أدوات الردع الإقليمي. أما إسرائيل، فقد أظهرت قدراتها الدفاعية في صد بعض الهجمات، لكنها تلقت ضربات كشفت عن ثغرات في منظومتها، وهو ما يضعها أمام مراجعة أمنية ضرورية.

أميركا المستفيد الأكبر؟
وفي ختام تحليله، أكد فرج أن الولايات المتحدة تُعد الرابح الأكبر، إذ نجحت في لعب دور الوسيط الفعّال الذي أعاد ضبط الإيقاع، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب كارثية كانت ستضر بمصالح واشنطن وحلفائها في الخليج.


رغم توقف أصوات القصف، فإن صدى المآسي لا يزال يتردد في أرجاء إيران. فالبيوت المدمرة، والضحايا من الأطفال، والكوادر الطبية التي دفعت حياتها ثمناً للواجب، ستبقى شاهدة على لحظة تاريخية دامية. وما لم يتحول وقف إطلاق النار إلى سلام حقيقي، ستظل المنطقة مرشحة لانفجار جديد، ربما يكون أشدّ قسوة.

طباعة شارك القصف المستشفيات امريكا إسرائيل إيران المنشآت النووية

مقالات مشابهة

  • خامنئي: الولايات المتحدة تدخلت لإنقاذ إسرائيل من التدمير الكامل
  • خامنئي: المواقع بالكامل في إسرائيل كانت تحت مرمى صواريخنا
  • فرنسا: اعترضنا مسيّرات كانت تستهدف إسرائيل قبل وقف إطلاق النار مع إيران
  • إيران: خسائر إسرائيل في الحرب كانت كبيرة
  • ترامب يتعهد بإنقاذ نتنياهو من محاكمته كما أنقذ إسرائيل في حرب إيران
  • ترامب يبلغ نتنياهو: الولايات المتحدة انتهت من استخدام القوة العسكرية ضد إيران
  • بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل| الولايات المتحدة تُمسك بخيوط التهدئة.. وخبير يعلق
  • لافروف: لا دليل على أن إيران كانت تعد لهجوم ضد إسرائيل
  • سيناريوهات رد الولايات المتحدة على إيران بعد استهداف القواعد الأمريكية
  • إيران تعلن بدء الرد على الولايات المتحدة بقصف قواعدها في قطر والعراق