عربي21:
2024-06-03@00:17:18 GMT

بانتظار فُسحة تُبدد عُقدة عافية الفلسطينيين

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، ومواجهته للعدوان على غزة، وتصديه المستمر لإرهاب المستعمرين في مدن وقرى الضفة، هما العقدة المفصلية التي سيتقرر في ضوء حسمها مستقبل هذا الشعب وقضيته الوطنية سنوات إلى الأمام، وخط التعاطي العربي والفلسطيني والدولي مع هذه المعركة، ومع سياسات المستعمر الصهيوني فضحت جل الأوهام والنفاق والغدر والتآمر على الفلسطينيين وقضيتهم أولاً ثم على قضايا العرب المختلفة تالياً، وهو ما يلقي أعباء مضاعفة على عاتق الفلسطينيين وحركتهم التحررية من احتلال استعماري استيطاني، اضطلعت بها منذ زمن بعيد فصائل وقوى وأحزاب وحركات ثورية فلسطينية، ثم نزح عنها جزء من سلطة الفلسطينيين والعرب، واغتًصبت شعاراتها وفًتت قدراتها وشًيطنت مقاومتها لصالح وهم "السلام" والتطبيع مع المستعمر لتطويع الفلسطينيين ومحاولة كي وعيهم بإحكام القبضة على ما تبقى من الأرض، باستمرار شن المؤسسة الصهيونية حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم وصمته.



وفي هذه المعركة المستمرة، كان استخلاص معظم النظام العربي السعي السيئ نحو الارتباط النهائي بالمصلحة الغربية الأمريكية المشكلة مظلة حماية دائمة للمشروع الصهيوني، وليس السعي لاستخلاص عبر الانتكاسات الواسعة التي تعرضت لها مصالح تلك الأنظمة بالنزوح المستمر عن قضايا شعوبها وقضيتها المركزية "فلسطين" التي تفشل في شحذ الهمم وبلورة سياسة عربية مشتركة بحدودها الدنيا أي من منطلق تحسين الارتباط العربي بالغرب والولايات المتحدة لصالح القضية الفلسطينية، أو للدفاع عن مصالحها الوطنية والعربية بلجم شهية العدوان الصهيوني.

لكن مسألة الجمع بين القمع والتطويع واستخدام كافة أساليب التضليل وتزييف الوعي العربي وربط كل تحرك وتعبير بـ "الإرهاب" من أجل إجهاض معظم تطلعات الشوارع العربية كان له دور مخزٍ ومغزى غير مختلف عما شهدته فترة الثورات العربية والإنقلاب عليها، وكان من "الطبيعي" اليوم أن تلقي المؤسسة الصهيونية بكل ثقلها الإجرامي والوحشي على الشعب الفلسطيني لصالح هذا الاستخلاص العربي والفلسطيني الرديء الذي أثبت فشله وانهياره الكلي لحظة وقوع جرائم الإبادة الجماعية في غزة، والمستمرة على نفس النسق الصهيوني الذي لا يخفي تمحوره حول نزعته وسمته الفاشية اتجاه الفلسطينيين والعرب.

المشكلة كانت وما زالت تكمن في وجود الاحتلال وفي مشروعه الاستعماري وتطبيقه لنظام الفصل العنصري، والمشكلة العربية عدم قراءتها لجوهر هذا المشروع، وقراءته من زاوية مهينة يًصعب على ضحايا هذا المشروع من الفلسطينيين امتلاك مقومات التعافي لتحديد المصير والمستقبللذلك إن غياب تضامن عربي وإسناد حقيقي للشعب الفلسطيني يقوم على الحاجات الفعلية لتمكينه من الصمود فوق أرضه ومواجهة سياسات إبادته وطمس حقوقه، قادت في هذه المرحلة إلى مزيد من التفكك العربي والتبعية لمصالح بعيدة عن مصلحة الشارع العربي والفلسطيني، ومن خلال تبديل بوصلة العداء للمشروع الصهيوني وسياساته العدوانية وصولاً للتخندق والتحالف معه ، مما يفاقم التناقضات والمشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية  وينذر باعادة الانفجار الثاني بمجتمعات عربية  التي يقع في صلب قضاياها مسألتين هامتين : قضية الديمقراطية والمواطنة والحريات المختلفة، وقضية التعبير بالإطار العام بمسألة اسناد قضية فلسطين والدفاع عنها.

فلا يعقل أبداً، أن يكون التغني العربي محصوراً بالإشادة بشعوب غربية تناصر عدالة القضية الفلسطينية، وتقف بوجه سياسات حكوماتها المنافقة لجرائم الإبادة الصهيونية في غزة، وتضغط شعوب أخرى على حكوماتها لقطع العلاقة مع اسرائيل وسحب سفرائها ووقف تزويدها بالسلاح، بينما السياسات العربية متفرجة على ما يجري، حتى في المواجهة الأخيرة بين الاحتلال وإيران التي ردت على استهداف مصالحها التي ازدهرت واتسعت بالمنطقة  نتيجة رداءة المواقف الرسمية العربية بالتعاطي مع المسائل الهامة ومن ضمنها قضية التخلي عن مظهر الحليف الحقيقي للضحايا الفلسطينيين والاستعلاء على قضايا عربية مهمة، وتجنب طرح البرامج والسياسات وتنفيذها على أرض الواقع جعل منها تكتفي بتوجيه المخاطر بعيداً عن العقدة المفصلية التي تحوم حولها معظم القضايا.

إن المشكلة كانت وما زالت تكمن في وجود الاحتلال وفي مشروعه الاستعماري وتطبيقه لنظام الفصل العنصري، والمشكلة العربية عدم قراءتها لجوهر هذا المشروع، وقراءته من زاوية مهينة  يًصعب على ضحايا هذا المشروع من الفلسطينيين امتلاك مقومات التعافي لتحديد المصير والمستقبل، وعليه، مفترض أن تقود جميع التطورات والمتغيرات الحاصلة بالمواجهة التي يخوضها الشعب الفلسطيني إلى إحداث حالة تقارب كبير بين القوى الفلسطينية أولاً، وحسم الجدل أين تكمن مشكلتنا واستغلال التحولات العالمية العاصفة بشوارع وعواصم حول الأرض تندد بجرائم الإبادة وتناصر عدالة الحقوق الفلسطينية، و بإعادة النظر إزاء أوهام كثيرة حول " السلام " وبالاتجاه نحو إعلاء شأن الشارع الفلسطيني والعربي، والذي بدونهما لن يكون هناك فسحة تسمح بتبديد عقدة استعادة عافية فلسطينية وعربية ترد على همجية صهيونية وتفكك سردية النفاق والتزوير، و بشروط تجعل العربي والفلسطيني حراً  بأثرٍ محدد وملموس على الأرض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة احتلال حرب احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في أمانة العاصمة

يمانيون../
أقيمت في صنعاء، اليوم، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق سكان غزة؛ نظمتها جامعة العلوم والتكنولوجيا؛ تحت شعار “لستم وحدكم”.

ورفع المشاركون في الوقفة، التي ضمت قيادات وكوادر ومنتسبي الجامعة، اللافتات والشعارات المنددة بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أطفال ونساء غزة بدعم ومساندة أمريكية وأوربية، وتواطؤ وخدلان عربي.

وعبّروا، في البيان الصادر عن الوقفة، عن تضامنهم الكامل مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية، الذين يتعرضون للقمع والاعتداء والتعسف جراء تعبيرهم السلمي الرافض للمجازر الوحشية والتهجير القسري والتطهير العرقي بحق سكان غزة.

وحيا البيان صمود وصبر واستبسال وثبات المقاومة الفلسطينية في مواجهة ألة القتل الصهيونية على مدى ثمانية اشهر.. مشيدا بعمليات الردع التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد سفن العدو الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي، ودخول المرحلة الرابعة من التصعيد.

وعبّر المشاركون عن التضامن الكامل مع الشعب المصري إزاء العدوان الصهيوني على الجنود المصريين في معبر رفح، والتأكيد على الوقوف مع حق مصر حكومة وشعباً في الرد الحازم على هذا الاعتداء الأرعن.

وأكد البيان استمرار الشعب اليمني في التعبئة والاستنفار ومواصلة الفعاليات الجماهيرية والمسيرات المليونية لدعم أهلنا في غزة، ونصرة للقضية الفلسطينية حتى تحقيق النصر -بإذن الله تعالى.

مقالات مشابهة

  • وصول الطائرة السعودية الـ 51 لإغاثة الفلسطينيين
  • وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في أمانة العاصمة
  • مؤتمر الأحزاب العربية يدين العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن
  • الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية تدين العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن
  • برلماني تونسي: نؤكد على دعم الشعب الفلسطيني وحقه في الاستقلال الكامل وإقامة دولة مستقلة
  • مسيرات جماهيرية في تسع ساحات بتعز تأكيداً على استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني
  • ثمان مسيرات حاشدة في مأرب تحت شعار” مع غزة.. مهما كانت التحديات”
  •  مسيرة حاشدة في لحج دعما لفلسطين
  • الضالع تشهد مسيرات حاشدة بعنوان “مع غزة..تصعيد مهما كانت التحديات “
  • كلمة إسماعيل هنية في المؤتمر القومي العربي