عربي21:
2025-06-01@13:14:52 GMT

بانتظار فُسحة تُبدد عُقدة عافية الفلسطينيين

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، ومواجهته للعدوان على غزة، وتصديه المستمر لإرهاب المستعمرين في مدن وقرى الضفة، هما العقدة المفصلية التي سيتقرر في ضوء حسمها مستقبل هذا الشعب وقضيته الوطنية سنوات إلى الأمام، وخط التعاطي العربي والفلسطيني والدولي مع هذه المعركة، ومع سياسات المستعمر الصهيوني فضحت جل الأوهام والنفاق والغدر والتآمر على الفلسطينيين وقضيتهم أولاً ثم على قضايا العرب المختلفة تالياً، وهو ما يلقي أعباء مضاعفة على عاتق الفلسطينيين وحركتهم التحررية من احتلال استعماري استيطاني، اضطلعت بها منذ زمن بعيد فصائل وقوى وأحزاب وحركات ثورية فلسطينية، ثم نزح عنها جزء من سلطة الفلسطينيين والعرب، واغتًصبت شعاراتها وفًتت قدراتها وشًيطنت مقاومتها لصالح وهم "السلام" والتطبيع مع المستعمر لتطويع الفلسطينيين ومحاولة كي وعيهم بإحكام القبضة على ما تبقى من الأرض، باستمرار شن المؤسسة الصهيونية حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم وصمته.



وفي هذه المعركة المستمرة، كان استخلاص معظم النظام العربي السعي السيئ نحو الارتباط النهائي بالمصلحة الغربية الأمريكية المشكلة مظلة حماية دائمة للمشروع الصهيوني، وليس السعي لاستخلاص عبر الانتكاسات الواسعة التي تعرضت لها مصالح تلك الأنظمة بالنزوح المستمر عن قضايا شعوبها وقضيتها المركزية "فلسطين" التي تفشل في شحذ الهمم وبلورة سياسة عربية مشتركة بحدودها الدنيا أي من منطلق تحسين الارتباط العربي بالغرب والولايات المتحدة لصالح القضية الفلسطينية، أو للدفاع عن مصالحها الوطنية والعربية بلجم شهية العدوان الصهيوني.

لكن مسألة الجمع بين القمع والتطويع واستخدام كافة أساليب التضليل وتزييف الوعي العربي وربط كل تحرك وتعبير بـ "الإرهاب" من أجل إجهاض معظم تطلعات الشوارع العربية كان له دور مخزٍ ومغزى غير مختلف عما شهدته فترة الثورات العربية والإنقلاب عليها، وكان من "الطبيعي" اليوم أن تلقي المؤسسة الصهيونية بكل ثقلها الإجرامي والوحشي على الشعب الفلسطيني لصالح هذا الاستخلاص العربي والفلسطيني الرديء الذي أثبت فشله وانهياره الكلي لحظة وقوع جرائم الإبادة الجماعية في غزة، والمستمرة على نفس النسق الصهيوني الذي لا يخفي تمحوره حول نزعته وسمته الفاشية اتجاه الفلسطينيين والعرب.

المشكلة كانت وما زالت تكمن في وجود الاحتلال وفي مشروعه الاستعماري وتطبيقه لنظام الفصل العنصري، والمشكلة العربية عدم قراءتها لجوهر هذا المشروع، وقراءته من زاوية مهينة يًصعب على ضحايا هذا المشروع من الفلسطينيين امتلاك مقومات التعافي لتحديد المصير والمستقبللذلك إن غياب تضامن عربي وإسناد حقيقي للشعب الفلسطيني يقوم على الحاجات الفعلية لتمكينه من الصمود فوق أرضه ومواجهة سياسات إبادته وطمس حقوقه، قادت في هذه المرحلة إلى مزيد من التفكك العربي والتبعية لمصالح بعيدة عن مصلحة الشارع العربي والفلسطيني، ومن خلال تبديل بوصلة العداء للمشروع الصهيوني وسياساته العدوانية وصولاً للتخندق والتحالف معه ، مما يفاقم التناقضات والمشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية  وينذر باعادة الانفجار الثاني بمجتمعات عربية  التي يقع في صلب قضاياها مسألتين هامتين : قضية الديمقراطية والمواطنة والحريات المختلفة، وقضية التعبير بالإطار العام بمسألة اسناد قضية فلسطين والدفاع عنها.

فلا يعقل أبداً، أن يكون التغني العربي محصوراً بالإشادة بشعوب غربية تناصر عدالة القضية الفلسطينية، وتقف بوجه سياسات حكوماتها المنافقة لجرائم الإبادة الصهيونية في غزة، وتضغط شعوب أخرى على حكوماتها لقطع العلاقة مع اسرائيل وسحب سفرائها ووقف تزويدها بالسلاح، بينما السياسات العربية متفرجة على ما يجري، حتى في المواجهة الأخيرة بين الاحتلال وإيران التي ردت على استهداف مصالحها التي ازدهرت واتسعت بالمنطقة  نتيجة رداءة المواقف الرسمية العربية بالتعاطي مع المسائل الهامة ومن ضمنها قضية التخلي عن مظهر الحليف الحقيقي للضحايا الفلسطينيين والاستعلاء على قضايا عربية مهمة، وتجنب طرح البرامج والسياسات وتنفيذها على أرض الواقع جعل منها تكتفي بتوجيه المخاطر بعيداً عن العقدة المفصلية التي تحوم حولها معظم القضايا.

إن المشكلة كانت وما زالت تكمن في وجود الاحتلال وفي مشروعه الاستعماري وتطبيقه لنظام الفصل العنصري، والمشكلة العربية عدم قراءتها لجوهر هذا المشروع، وقراءته من زاوية مهينة  يًصعب على ضحايا هذا المشروع من الفلسطينيين امتلاك مقومات التعافي لتحديد المصير والمستقبل، وعليه، مفترض أن تقود جميع التطورات والمتغيرات الحاصلة بالمواجهة التي يخوضها الشعب الفلسطيني إلى إحداث حالة تقارب كبير بين القوى الفلسطينية أولاً، وحسم الجدل أين تكمن مشكلتنا واستغلال التحولات العالمية العاصفة بشوارع وعواصم حول الأرض تندد بجرائم الإبادة وتناصر عدالة الحقوق الفلسطينية، و بإعادة النظر إزاء أوهام كثيرة حول " السلام " وبالاتجاه نحو إعلاء شأن الشارع الفلسطيني والعربي، والذي بدونهما لن يكون هناك فسحة تسمح بتبديد عقدة استعادة عافية فلسطينية وعربية ترد على همجية صهيونية وتفكك سردية النفاق والتزوير، و بشروط تجعل العربي والفلسطيني حراً  بأثرٍ محدد وملموس على الأرض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة احتلال حرب احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

16 مسيرة حاشدة في مأرب تأكيدا على النفير لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني

الثورة نت/..

شهدت محافظة مأرب  نصرة ووفاءً لرسول الله صلوات الله عليه وآله ونصرة للأقصى وغزة، تحت شعار “لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان”.

وأُقيمت بساحة الجوبة مسيرة حاشدة لأبناء المربع الجنوبي، ردد المشاركون خلالها هتافات منددة باستمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتدنيس الأقصى الشريف من قبل قطعان الصهاينة المستوطنين.

وفي مديرية مجزر خرج أبناء المربع الشمالي في مسيرة حاشدة، أكد المشاركون فيها الجاهزية القتالية والنفير العام والتعبئة الشاملة لمواجهة العدو الصهيوني، واستهدافه بالمسيرات والصواريخ المجنحة وكل أشكال الاستهداف لإجباره على وقف عدوانه على غزة.

كما خرج أبناء مديرية صرواح في مسيرتين بساحتي سوق صرواح والمحجزة، جددّوا خلالها العهد والولاء والوفاء لرسول الله محمد صلوات الله عليه وآله بالسير على نهجه في نصرة المستضعفين والمقدسات الإسلامية، دون تراجع أو تخاذل أو تهاون مهما كانت التضحيات.

ونظم أبناء مديرية حريب القراميش، مسيرات بساحات باب حرة وشجاع والحزم وحرة واللواء وساحة الإمام علي، حثوا أبناء الشعب الفلسطيني على الصبر والثبات على الحق والجهاد في سبيل الله.

وخرج أبناء مديرية بدبدة في مسيرتين بساحتي التضامن والجريداء، دعوا فيها شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك نصرة للشعب الفلسطيني والدين والمقدسات الإسلامية ووقف المأساة الإنسانية في قطاع غزة.

وباركت الجماهير المحتشدة في ساحات قانية والعمود وجبل مراد ورحبة، العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية ونجاحها في فرض حصار جوي وبحري على كيان العدو.

وأكدت أن استهداف العدو الصهيوني للمرافق والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية لن يثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت في نصرة غزة.

وجدّد بيان صادر عن المسيرات الحاشدة، العهد والوفاء والولاء لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله، بأن الشعب اليمني لن يكتفي أمام إساءة اليهود المتكررة للنبي الكريم ولمسراه الأقصى الشريف ببيانات الإدانة، بل الرد بالنفير والخروج المليوني.

ودعا الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك مع أحفاد الأنصار في ذلك كلاً بما يستطيع، فلا أحد منهم أقل قدرة وأسوأ حالاً من غزة التي تقاوم أعتى إمبراطوريات الشر مدعومة بلا حدود من أمريكا والغرب الكافر وصهاينة العالم ولم تستسلم.

وخاطب البيان، العدو الصهيوني المجرم “إن أفشل فكرة خطرت أو تخطر على بالك هو أنك ستتمكن من دفعنا للتراجع أو التوقف أو التنصل عن موقفنا الإنساني والإيماني والجهادي المساند لغزة مهما فعلت ولك في الأمريكي وهزيمته درس وعبرة”.

ودعا أبطال القوات المسلحة إلى تصعيد عملياتها ضد الكيان الصهيوني ما دامت غزة تحت العدوان والحصار .. مضيفًا “اضربوهم دون رحمة، واعملوا على تطوير قدراتكم، وتوسيع عملياتكم، والله معكم، ويعلمكم، وينصركم، ويسدد ضرباتكم، ونحن معكم بكل ما نملك”.

كما خاطب البيان الأشقاء في غزة وفلسطين بالقول “اصبروا وصابروا فأنتم تجاهدون في سبيل الله، ولن يضيع الله صبركم وجهادكم؛ بل سيمن عليكم بالنصر القريب بإذنه تعالى ونحن معكم، ولن نترككم فجراحكم جراحنا، ودمكم دمنا، وأطفالكم أطفالنا، وبيوتكم بيوتنا، ونصركم المحتوم نصرنا، وما النصر إلا من عند الله”.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: الشعب الفلسطيني يتعرض لأسوأ إبادة جماعية وتطهير عرقي
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • الهيئة النسائية في حجة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • «الوطني الفلسطيني» يثمن موقف مصر في التصدي لمخطط التهجير
  • مظاهرات في المغرب ترفض المخطط الصهيوني لتهجير الفلسطينيين
  • مسيرة مليونية بالعاصمة صنعاء في يوم النفير والنصرة للمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني
  • 16 مسيرة حاشدة في مأرب تأكيدا على النفير لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني
  • تظاهرات في المغرب ترفض المخطط الصهيوني لتهجير الفلسطينيين
  • وقفة نسائية في الحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين