إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط.. ومرحلة ما بعد أمريكا
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
غيرت حرب غزة، منطقة الشرق الأوسط، وعصفت بأدوار دول إقليمية وغربية، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما أدخل المنطقة في مرحلة ما بعد أمريكا. فمنذ ما قبل طوفان الأقصى، وتداعياته الإقليمية والعالمية، تواجه الولايات المتحدة، تحديات واسعة في منطقة الشرق الأوسط. تفرض عليها اجتراح صيغة تحفظ نفوذها بأقل قدر من الخسائر.
قراءة مجلة الشئون الخارجية الأمريكية، "فورين أفيرز"، من بين قراءات عالمية، تري أن حرب غزة كشفت عن حدود قوة واشنطن، وربما تعكس انهيارا إقليميا خطرا ومخاطر يفرضها التواجد الأمريكي الضخم والدائم في المنطقة. صحيح أن لأمريكا نفوذ وقوة في الشرق الأوسط، إلا أن القوي الوازنة فيه، بدأت تمسك بإدارة شئونها ومشكلاتها. بينما تتعاظم قوي دول وفصائل محور المقاومة، لتطويق وإضعاف التواجد الأمريكي، وإفقاده أوراقه الإستراتيجية تباعا.
غزة بمقاومتها والزلزال الذي أطلقته في كل عواصم العالم، ولا سيما في أمريكا، فرضت موازين قوي جديدة، وحددت أحجام وادوار المرتبطين بالأزمة الحالية. وبمجرد انتهاء الحرب في غزة. تقول: "فورين أفيرز"، إن قدرة واشنطن، في التأثير في الأحداث في المنطقة باتت محدودة جدا. حيث تواجه الإدارة تحديات إستراتيجية كبري، ليس في منطقة أسيا والمحيط الهادي فحسب. ولكن في أوروبا أيضا.
أما فيما يخص واشنطن، في المنطقة فإن عنوان الوهم الكبير، "قيام وانهيار الطموح الأمريكي في الشرق الأوسط"، وهو من تأليف ستيفن سيمون، خبير السياسة الخارجية الأمريكية المخضرم، والعضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي. يؤكد تراجع الطموح الأمريكي في إدارة الشرق الأوسط، وانهيار العلاقة بالحلفاء، فضلا عن الفضيحة الأخلاقية والإنسانية، لكل إدعاءات التوازن والحرص علي السلم والازدهار. وبحسب سيمون فإن قصة واشنطن، في الشرق الأوسط، هي عبارة عن سوء فهم كبير وأخطاء مروعة، وموت ودمار علي نطاق تاريخي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، أنها قدمت احتجاجًا رسميًا إلى الولايات المتحدة، على خلفية تصريحات وصفتها بـ"المسيئة" أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، خلال كلمته أمس في منتدى حوار شانجري-لا في سنغافورة، والتي اعتبرت أنها تتجاهل دعوات دول المنطقة إلى السلام وتروج لصدام القوى.
وقالت الوزارة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن هيجسيث شوه سمعة الصين بادعاءات تشهيرية، واصفًا إياها زورًا بأنها تمثل "خطرًا حقيقيًا ووشيكًا" في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهو ما اعتبرته بكين ترويجًا لعقلية الحرب الباردة والسعي لإشعال التوتر في المنطقة.
نشر أسلحة هجوميةواتهم البيان الجانب الأمريكي بـ"نشر أسلحة هجومية في بحر الصين الجنوبي"، محذرًا من أن هذه السياسات تدفع منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى شفا صراع مسلح، في وقت تطالب فيه شعوب المنطقة بـ"السلام والتنمية".
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة توسعية عسكرية، مشيرًا إلى نشر قاذفات "تايفون" القادرة على ضرب أهداف داخل الصين وروسيا من جزيرة لوزون الفلبينية، في إطار التعاون الدفاعي المتزايد بين واشنطن ومانيلا، الأمر الذي تعتبره بكين تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وجددت الخارجية الصينية تحذيرها لواشنطن من "اللعب بالنار" في ملف تايوان، معتبرة أن تصريحات هيجسيث التي حذّر فيها من "عواقب وخيمة" لأي محاولة صينية لغزو تايوان، تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين.
وكان هيجسيث قد أكد خلال كلمته أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما قررت الصين التحرك عسكريًا ضد تايوان، وهو ما ردت عليه بكين بالتأكيد على أن "إعادة التوحيد" مع الجزيرة أمر لا مفر منه، وبالقوة إذا لزم الأمر، مجددة رفضها التام لأي دعم أمريكي لـ"الانفصاليين" في تايبيه.
صراع النفوذ في بحر الصين الجنوبيوتشهد مياه بحر الصين الجنوبي توترًا متزايدًا، مع تصاعد المناوشات بين الصين والفلبين حول عدد من الجزر والجزر المرجانية المتنازع عليها، حيث كثف الطرفان من دوريات خفر السواحل خلال الأشهر الأخيرة، وسط تنامي النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة.
وتختم بكين بيانها بتأكيد رفضها الكامل لما وصفته بـ"السياسات العدائية الأمريكية"، داعية واشنطن إلى "الكف عن إثارة الفتن"، والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.