تحركات حكومية لتنظيم الوجود السوري بالتوازي مع المعالجة الشاملة بدعم اوروبي
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
برزت في الأيام الماضية تحرّكات محلية وغربية من أجل حل أزمة النازحين السوريين، بعد الصرخة اللبنانيّة التي حذّرت من خطر استمرار النزوح. وتقول أوساط حكومية إن هناك حراكًا لبنانيًّا رسميًّا يعمل من أجل تنظيم الوجود السوري في المرحلة الأولى بالتوازي مع الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع المجتمع الدولي ومع قبرص من أجل إيجاد معالجة هذه المعضلة.
داخليا، باشر سفراء "اللجنة الخماسية" تحركا جديدا لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، عبر لقاءات مع كتل نيابية، مؤيدة او متباعدة مع المرشحين المعلنين للرئاسة، سواء النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من "الثنائي الشيعي" وقوى 8 آذار، او الوزير السابق جهاد ازعور او سواه من المرشحين المقترحين او المنتظرين.
وتفيد المعلومات "أن أعضاء "الخماسية" لم يقدموا أفكارًا جديدة إنما اللقاءات خصصت لاستمرار تبادل الآراء والتحاور، والدفع من أجل تفاهم اللبنانيين على انتخاب رئيس.
ويقول السفير المصري علاء موسى في سلسلة تصاريح "نحن نبحث عن سبل الوصول إلى عناوين رئيسية يتّفق عليها الجميع لأنه عند الوصول إليها يمكن التغلّب على التفاصيل. وإذا ما توافرت الإرادة والرغبة الحقيقية والالتزام يمكن التغلّب على الإشكاليات، والرغبة التي نلمسها من الجميع أمامنا هي رغبة جيدة وحقيقية، امّا صدقها فيترجمه الالتزام والتنفيذ على الأرض، أننا في الحقيقة في مرحلة التأكد من الرغبة وعندما يُعبّر الجميع عن هذه الرغبة ننتظر منهم الالتزام، لأنّ الالتزام هو ترجمة الأمور وعندها سيظهر كل فريق موقفه الحقيقي".
ويضيف "إحدى المشكلات الموجودة بين الكتل السياسية هي أنّ مساحة الثقة ليست كبيرة، ودورنا هو العمل على توسيع هذه المساحة، فإذا كانت أي كتلة لديها شكوك نحن كخماسية يمكن أن نتدخّل لتأمين الضمان بشكل أو بآخر... انّ خمس دول وازنة بحجم مصر والسعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية يجب ان تكون لديها القدرة على تأمين ضمانات عالية".
نيابيا، برز الحديث عن الجلسة النيابية المتوقعة للبحث في اقتراح قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، والتي سيتحدد موعدها اليوم في اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي في عين التينة بدعوة من الرئيس نبيه بري.
واستبق بري الاجتماع باطلاق مواقف حاسمة بوجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في ما خص الانتخابات البلدية، فقال: لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع: "مش مستعد افصل الجنوب عن لبنان" مضيفاً: الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية، وهذا يعني اننا ما نزال "في حالات حتماً".
ميدانيا، شهد الوضع في الجنوب ارتفاعا في عدد الغارات الاسرائيلية على القرى الحدودية والبعيدة نسبياً عن الحدود باستهدافات سيارات المدنيين والمنازل الآمنة من عين بعال الى الشهابية وياطر والمنصوري، مما استدعى ضربات انقضاضية عبر المسيّرات على مواقع الاحتلال ومراكزه العسكرية وقواعده الجوية واللوجستية من كريات شمونة الى ميرون وهلل وغيرها.
وعلّق مرجع عسكريّ على قيام "حزب الله" قبل يومين بتفجير عبوات ناسفة بجنود من لواء "غولاني" الإسرائيليّ: وقال إنّ عمليّة "المقاومة الإسلاميّة" لافتة ومهمّة، وتأتي بالتزامن مع قصف العدوّ العنيف للمناطق الجنوبيّة، وخصوصاً الحدوديّة.
وأشار المرجع العسكريّ إلى أنّه على الرغم من أنّ إسرائيل تُسيطر على الأجواء اللبنانيّة عبر الطائرات المسيّرة والإستطلاعيّة والحربيّة، ما يُمكّنها من فرض سيطرتها على الميدان، أثبتت العمليّة أنّ عناصر "حزب الله" لا يزالون يستطيعون التنقل ومراقبة جنود العدوّ، وزرع العبوات الناسفة، ومتابعة تحرّكات الإسرائيليين. ومن خلال هذه العمليّة، يكون "الحزب" أكّد لإسرائيل أنّه لا يزال في الخطوط الأماميّة، وأنّه يستطيع على الرغم من إشتداد القصف المدفعيّ والغارات الجويّة، أنّ يخوض المعارك، وأنّه حاضرٌ لصدّ أيّ توغّل إسرائيليّ داخل الأراضي اللبنانيّة، بحسب المرجع العسكريّ.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
«رئيس جامعة الأزهر»: واذكروه كما هداكم دعوة لدوام الشكر على نعمة الهداية التي لا تُقدّر بثمن
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾ يمثل دعوة إيمانية عميقة لتقدير نعمة الهداية التي أنعم الله بها على عباده، وهي نعمة لا يمكن للإنسان أن يوفي حقها أو يجازيها شكرًا مهما طال عمره أو اجتهد في عبادته.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الكاف في "كما هداكم" هي للتسوية، أي أن على العبد أن يذكر الله بقدر ما أنعم عليه به من الهداية، وهو أمر يستحيل إدراكه في الحقيقة، لأن الهداية هي أعظم النعم على الإطلاق، ومن أعظم دلائل رحمة الله بعباده.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن القرآن الكريم حذف متعلق الهداية في الآية، فلم يقيّدها بمناسك الحج وحدها، بل جاء النص عامًا ليشمل كل أبواب الهداية: إلى التوحيد، والصلاة، والزكاة، والحج، والأخلاق، ليعيش المؤمن دائمًا في ظلال هذا الفضل الإلهي الواسع.
وأضاف أن قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ يعبر بلغة القرآن عن عِظم النقلة من حال الضلال إلى نور الهداية، حيث استخدم القرآن "من" للدلالة على الاندماج السابق في زمرة الضالين قبل الهداية، وهو أسلوب قرآني بليغ يجعل المؤمن دائم التذكر لحالته السابقة ويقدّر نعمة الإيمان التي يعيش فيها.
وقال الدكتور سلامة داود: "لا تسأل عن من عطب وهلك، ولكن سل من نجا: كيف نجا؟ فالهداية تحتاج إلى توفيق وسعي، وتحتاج إلى أن يعيش الإنسان في كنف رعاية الله وهداه، ولا ينبغي أن نحصر الشكر في موسم الحج وحده، بل علينا أن نوسّع دائرة النظر لنرى نعم الله في كل جوانب حياتنا، وفي كل لحظة من لحظات الإيمان والعمل الصالح".