خبير يؤكد: الفيضان في سمد الشأن ليس الأول ولن يكون الأخير، ويشرح السبب
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
أثير – ريما الشيخ
أكد الدكتور علي بن سعيد البلوشي أستاذ مشارك في الجغرافيا الطبيعية والدراسات البيئية والتصحر بجامعة السلطان قابوس بأن الفيضان الذي حدث في سمد الشأن ليس هو الأول، قائلا بأنه لا يتوقع بأن يكون الأخير، موضحًا في حوار مع “أثير” السبب الذي يجعل نيابة سمد الشأن عرضة للفيضانات؛ فإلى تفاصيل الحوار:
– دكتور، ما سبب جريان الأودية بهذه الغزارة، وهل الحالات المناخية التي حدثت مؤخرًا لها علاقة بمدى تأثير المنخفض الحالي؟
طبيعة المنخفض وكمية الأمطار الهاطلة والفترة الزمنية وشدة التركز كلها عوامل تحتم نوعية الفيضان القادم، فكلما كانت كميات الأمطار غزيرة جدا في فترة قصيرة جدا يؤدي ذلك إلى سرعة الجريان، أضف إلى ذلك طبيعة السطح في المنطقة التي تتعرض لها هذه الأمطار، فهناك بعض المناطق تتميز بقدرتها على عملية تسرب المياه بصورة كبيرة جدا وهذا يقلل من عملية جريان الأودية، وهناك أيضا عامل آخر متعلق بالانحدار ففي المناطق السهلية تعمل على أن المياه تكون منتشرة بين المناطق الجبلية عادة ما تحدد مجاري خاصة لهذه الأودية، وأيضا العامل الجيولوجي ونوعية الصخور ومجموعة من العوامل التي تحدد سرعة الجريان أو شدة الجريان في تلك المناطق، وهناك عوامل أخرى مثل العوائق التي تعيق جريان الأودية سواء كانت عوائق بشرية، وطرق، ومبانٍ أو حتى عوائق طبيعية مثل النباتات وأيضا وجود الحفر، إضافة إلى سعة المجرى المائي نفسه، فكلما كان المجرى واسعا قلل ذلك من عملية الفيضان واستوعب كميات كبيرة من المياه، بينما إذا كان المجرى ضيقا يؤدي ذلك إلى فيضان المجرى على جوانب وبالتالي تأثر جميع المناطق الموجودة على ضفاف هذه المجرى.
-كيف يُمكن أن يساعدنا فهم طبيعة الأرض على التنبؤ بمدى خطورة المنخفض الجوي أو الحالة الجوية؟
كل منطقة أو كل محافظة لها طبيعتها الخاصة، ففي سهل الباطنة عادة الفيضانات تتأثر بها المناطق المنخفضة؛ وذلك لأن معظم الأودية تتجه باتجاه البحر للدخول إليه، لكن بعض الأودية لا تستطيع الوصول إلى البحر؛ فلذلك تتكدس المياه في المناطق المنخفضة مما يؤدي إلى غرقها، أما نيابة سمد الشأن فهي عبارة عن مجرى مائي مكتظ بكثافة سكانية ومناطق زراعية تحيط بها سلاسل جبلية، وهذا النوع من السلاسل الجبلية قليل التسرب، والأودية عادة تكون قصيرة كلها تصب في مجرى واحد رئيسي، فإذا كانت شدة العاصفة قوية والأمطار مركزة والفترة قصيرة سيكون هناك ارتفاع في مستوى الوادي ولا يمكن للمجاري المائية استيعاب هذا الكم الهائل من المياه، وأيضا مجرى الوادي يكون غير قادر على استيعاب هذا المجرى، إضافة إلى مئات المجاري القصيرة التي تأتي من السلسلة الجبلية لتصب كلها في المجرى نفسه باتجاه الصحراء، وبالتالي طبيعي جدا أن تخرج المياه عن مساراتها وتؤدي إلى فيضان يجتاح بعض المناطق، وهذا ليس بالفيضان الأول في سمد الشأن، حيث سبق أن تعرضت النيابة لفيضانات عديدة من هذا النوع، ولا أتوقع بأن يكون الأخير وذلك بسبب خصائص المنطقة الطبيعية فيها.
-إذًا؛ ما الدور الذي يُمكن أن تقوم الجهات المعنية لتفادي حدوث مثل هذه الكوارث؟
العلم والدراسة الطبيعية لا يمكن لها منع الكارثة أساسًا، فلا يمكن منع الفيضان أو الزلزال، لكن بإمكاننا أن نتخذ إجراءات للتخفيف منها، والأهم هو الوعي الجماهيري بهذا الخطر، فعبور الأودية في حالة الفيضانات ليس بتلك السهولة التي يعتقدها الفرد، وهنا نذكر بأن الأعمدة الموجودة في المناطق المنخفضة الملونة باللون الأبيض والأحمر لا توضع اعتباطا وليست للزينة في الشارع، إنما هي لتحديد الخطر، فإذا بلغ الماء مستوى معينا يجب عدم العبور فيه، لماذا؟ لأن المواطن العادي يرى سطح الماء لكنه لا يرى ما تحت الماء، فيجب عدم المخاطرة بعبور الأودية مهما كان؛ ولهذا نحرص بصورة كبيرة جدا على زيادة الوعي الجماهيري لدى السكان بخطورة الفيضانات، والأمطار في سلطنة عمان هي استثناء والجفاف هو السائد، ونسبة الأيام الماطرة لا تتعدى ١٠ إلى ١٢ يوما، ولذلك فإن هذه الحالات تحدث بصورة مفاجئة وفترتها قصيرة جدا وتحتاج إلى مراقبة دائمة. أما بخصوص الإجراءات، فطبعا أعول على التوعية الجماهيرية مثلما أسلفت سابقا، بعد ذلك تأتي بقية الإجراءات وهي عملية التنسيق بين الدوائر المعنية لتحذير السكان من الخطر في الفيضان، وهذا يأتي من ناحية المراقبة الجوية للحالات المطيرة سواء كانت مدارية أم منخفضات، مثل المراقبة الدقيقة وإعطاء المعلومات بشفافية عالية وتقدير كميات الهطول، وكذلك عمل اجتماعات دورية تستطيع أن تنبئ الجمهور بالخطر القادم، إضافة إلى إجراءات متعلقة بالتخطيط والابتعاد عن مجاري الأودية لإخلاء السكان إذا كان هناك ضرورة لعمليات الإخلاء، وأيضًا بعض الإجراءات المتعلقة بتشديد العقوبات والقوانين المتعلقة باختراق عبور الأودية وما شابه ذلك.
-وما هو دور المختصين في مجال التكنولوجيا للمساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة؟
الجيومورفولوجيا فرع من فروع الجغرافيا الطبيعية يوضح الدراسات المتعلقة بسطح الأرض والأشكال التي تحتويها، وفي مثل هذه الحالات، يجب على الجيومورفولوجيا أن يقوم بدراسات تفصيلية في الأحواض المائية وتقدير الشبكات المائية وأيضا تكرار العواصف المطرية واتساع الحوض والفيضانات التي تحدث في هذا الحوض المائي، فهناك دراسات عديدة يستطيع أن يتحدث عنها الجيومورفولوجيا وتحديد مكان الخطر وتحديد نوعية التربة ونوعية الصخور، وتقدير كمية الفيضانات التي يمكن أن تحدث وتكرارها.
*صورة الموضوع من تصوير : ماجد الفرعي
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: سمد الشأن
إقرأ أيضاً:
وزير الري يؤكد أهمية تعزيز الفهم الشامل وتحسين أداء منظومة محطات رفع المياه
أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، أهمية تعزيز الفهم الشامل لمنظومة محطات رفع المياه وتحسين أداء هذه المنظومة من خلال إعداد خطة استراتيجية لمحطات الرفع في مصر، بما يمكن متخذي القرار من تحديد أولويات التأهيل والإحلال والصيانة، طبقاً لمعايير فنية واضحة.. مشيراً إلى دور البحث العلمي في التعامل مع مثل هذه المتطلبات من خلال تقديم مقترحات قابلة للتطبيق العملي على الأرض.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير الري مع عدد من قيادات الوزارة، لمتابعة أعمال مصلحة الميكانيكا والكهرباء، وموقف إعداد خطة استراتيجية لإدارة وصيانة محطات الرفع في مصر.
وشهد الاجتماع، عرضا لحالة المحطات على مستوى الجمهورية من حيث الحالة الفنية للمحطات والكوادر البشرية المتوفرة بها، وعرض مقترحات التطوير المستقبلية من أعمال الصيانة والإحلال والتجديد أو إنشاء محطات جديدة في النقاط الساخنة بشبكة الري والصرف.
ووجه الدكتور سويلم، بقيام قطاع التخطيط بمشاركة مصلحة الميكانيكا والكهرباء في وضع رؤية متكاملة للخطة الاستراتيجية لمحطات رفع المياه بناء على التقييم الذي تم إعداده بمعرفة مصلحة الميكانيكا والكهرباء، مع إعداد خطة عاجلة وخطة أخرى قصيرة المدى لأعمال التشغيل والصيانة وتقليل الأعطال بوحدات رفع المياه.
كما أكد الوزير، أهمية إدماج التكنولوجيا في أعمال مصلحة الميكانيكا والكهرباء كجزء من توجه الوزارة لتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في كافة أعمالها تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري (2.0)، مثل الاعتماد على الأدوات التكنولوجية الحديثة التي تقلل من استهلاك الطاقة الكهربائية بالمحطات، بما ينعكس على المساهمة في تقليل الانبعاثات الكربونية المسببة لتغير المناخ.
ووجه سويلم أيضا، بدراسة إجراء تطوير هيكلي ومؤسسي لمصلحة الميكانيكا والكهرباء، وتحديد أعداد العمالة المطلوبة بالتخصصات المختلفة لتشغيل وصيانة محطات الرفع- حاليا ومستقبلا- لحصر العجز في أعداد العاملين واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع هذا العجز، بالإضافة إلى توفير التدريب اللازم للعاملين بمصلحة الميكانيكا والكهرباء، بما ينعكس على تطوير منظومة الأداء بالمصلحة.
كما وجه بإعداد خطة متكاملة لتعزيز محطات رفع المياه بماكينات رفع الأعشاب والمخلفات أمام المحطات بالترع والمصارف، نظرا للتأثير السلبي الكبير على وحدات الرفع حال دخول هذه المخلفات للوحدات.
اقرأ أيضاًوزير الري يبحث أعمال تطوير الكورنيش وحدائق الري بالقليوبية
وزير الري: تأهيل 297 بوابة أفمام ترع و96 بدالة و45 صاولة بالجهود الذاتية
وزير الري: نعتمد على البيانات الدقيقة والأدوات التكنولوجية الحديثة في إدارة المنظومة المائية