طيور الفلامنغو في خطر بأفريقيا.. بسبب ارتفاع منسوب المياه
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
أظهرت دراسة حديثة أنّ طيور النحام -المعروفة بطيور الفلامنغو- باتت معرّضة للخطر في القارة الأفريقية، وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه البحيرات، وهو ما يدفعها للرحيل إلى مسطحات مائية أخرى أكثر استقرارا للحصول على غذائها.
ويوضّح "إيدان بيرن" الباحث الرئيسي في الدراسة التي أجرتها كلية كينغز بلندن، أنّ تغير المناخ وهطول الأمطار الكثيف على البحيرات التي تستوطنها طيور النحام الصغيرة في شرقي أفريقيا، رفع مستويات المياه فيها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُستخدم فيها بيانات الأقمار الصناعية لمراقبة طيور النحام التي تنتشر في البحيرات الواقعة بتنزانيا وكينيا وإثيوبيا في حوض الأخدود الأفريقي العظيم، على مدى عقدين من الزمان. وشوهد أنّ انحسار مصادر الغذاء لطيور النحام مرتبط بشكل وثيق بارتفاع منسوب البحيرات.
وعليه فإن العلماء يحذرون من أنّ هذه الطيور الرمزية ذات البريق الوردي قد يدفعها الأمر إلى الهجرة إلى مستوطنات جديدة بحثا عن الطعام، ودعت الدراسة إلى أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على استقرار الأماكن التي توجد فيها الطيور بمراقبة وإدارة الأراضي المحيطة بأشهر البحيرات.
ويشير بيرن إلى أن تلك المنطقة تضم أكثر من ثلاثة أرباع عدد طيور النحام حول العالم، علمًا بأنّ أعدادها تقلص كثيرا خلال السنوات الماضية.
وتُعد الدراسة التي تحمل عنوان "انخفاض الإنتاجية تهدد البحيرات القلوية في شرق أفريقيا وطائر النحام الشهير"؛ هي الدراسة الأولى التي تستخدم بيانات مراقبة الأرض عبر الأقمار الصناعية لفحص جميع البحيرات القلوية الرئيسية التي تغذي طيور النحام والبالغ عددها 22 بحيرة شرقي أفريقيا.
ويُطلق على البحيرات القلوية كذلك بحيرات الصودا، وتكون شديدة الملوحة وتتميّز بتركيز عالٍ من أملاح الكربونات (وعادة ما تكون كربونات الصوديوم وهو سبب قلويتها)، ويتراوح مؤشر الحموضة فيها بين 9 و12 درجة.
وبتحليل البيانات، تمكن العلماء من ملاحظة اختلال موارد الغذاء للطيور وزيادة مساحات أسطح البحيرات، كما حدد الباحثون البحيرات التي يمكن أن تهاجر إليها طيور النحام في المستقبل.
توضح الباحثة المشاركة في الدراسة الدكتورة "إيما تيبس"، أنّه من الطبيعي رؤية الهجرة الموسمية لجميع الطيور حول العالم بحثا عن الطعام، إلا أنّ اختلال وتدهور حال المستوطنات التاريخية للطيور يُعد مؤشرا خطيرا.
وقد يشهد الكوكب هجرة كبيرة لطيور النحام الموجودة في شرق أفريقيا إما إلى شمال أو إلى جنوب خط الاستواء، وربّما تنعكس تلك الهجرات بالسلب عليها بسبب وجودها في مناطق خارج المحميات الطبيعية.
وكشفت الدراسة كذلك أنّ ارتفاع منسوب المياه في البحيرات القلوية أدّى إلى انخفاض حاد في طبيعتها القلوية والمالحة، وبالتالي انخفاض كميات العوالق النباتية التي تقاس بكميات "الكلوروفيل إيه" أو اليخضور الموجودة في الماء.
كما لوحظ أنّ أكبر الخسائر في العوالق النباتية تمثّلت في "إليمنتايتا" و"بوغوريا"و"ناكورو"، وهي أهم البحيرات المغذّية لطيور النحام في شرق أفريقيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قطر تسجل تقدما في مكافحة طيور المينا الغازية
أكدت وزارة البيئة وتغير المناخ عن ارتفاع ملحوظ في أعداد طيور المينا الغازية، التي تم اصطيادها ضمن البرنامج الوطني لمكافحة الطيور الغازية بين يناير/كانون الأول وأبريل/نيسان 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، باعتبار تكاثرها خطرا على التنوع البيئي.
ووفقا لبيان الوزارة، تم اصطياد 5 آلاف و936 طائر مينا خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، مقارنةً بألفين و791 طائرا في الفترة نفسها من عام 2024، مما يُظهر فعالية إجراءات المكافحة الحالية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المينا الهندي.. طائر عدواني شرس يغزو العالم العربيlist 2 of 4مصلهب الجناح.. طائر صيني أكل الفاكهة قبل 120 مليون سنةlist 3 of 4دراسة تظهر تراجعا لأعداد الطيور بمنطقة الأمازونlist 4 of 4دراسة: تغير المناخ يهدد بانقراض آلاف الأنواعend of listكما ارتفع عدد الأقفاص المستخدمة في الصيد إلى 1934 قفصا بحلول عام 2025، مقارنة بـ600 قفص عام 2024، وتوسّع البرنامج جغرافيا ليشمل 33 موقعا في أنحاء قطر، مقارنة بـ16 موقعا العام الماضي، مما يعكس تعزيز الرصد البيئي والعمليات الميدانية.
وأكدت الوزارة أن هذه المبادرة تتماشى مع الإستراتيجية الوطنية الشاملة لدولة قطر لمكافحة الأنواع الغازية، مع التركيز على أساليب استباقية ومستدامة وفقا لأفضل الممارسات البيئية لحماية التنوع البيولوجي.
الرومنسية الخطرة
رغم أن طيور المينا بشكلها الجميل وأصواتها ترمز في الثقافة الهندية إلى الرومانسية، كونها تعيش أزواجا، ويحرس الزوجان البيض ويهاجمان سويا دفاعا عن عشهما وصغارهما، فإنها تشكّل خطرا بيئيا حقيقيا مع كثرة أعدادها.
ويعد انتشار طيور المينا، المعروفة أيضا بـ"المينا الهندي"، من أكبر التحديات التي تواجه العديد من دول العالم، حيث أدرجها الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة ضمن أسوأ 100 نوع من الأنواع الغازية في العالم، وذلك لتهديدها التنوع البيولوجي في البيئة المحلية التي تدخل عليها، ما يؤثر سلبا على تكاثر الطيور والأنواع المحلية.
وطيور المينا من فصيلة الزرازير، وتتميز بالذكاء الحاد وعدوانيتها وقدرتها على محاكاة الأصوات، بما في ذلك أصوات الطيور الأخرى لجذبها واصطيادها، كما يمكنها التغلب على طيور أكبر منها، والتكيف في مختلف البيئات، والتغذية على كل شيء من نباتات وطيور وبيض الطيور وفراخ الطيور والحشرات، ما يجعلها آفة خطيرة تهدد المحاصيل والتنوع في الطبيعة.
ويقول الخبراء إن هذا النوع من الطيور، آكلة للحوم، يعد دخيلا على البيئة القطرية، ودول الخليج والعالم العربي، وأن موطنه الأصلي الهند ودول جنوب آسيا، مثل: الهند والنيبال وسريلانكا وإندونيسيا، لكنه بدأ يتكاثر بشكل كبير ويستوطن مناطق أخرى بما فيها شمال أفريقيا، حيث تم رصده هناك أيضا.