تهديدات ذراع إيران باستهداف مطار المخا يُذكر بتراخي الرئاسي بملف النفط
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
جددت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تهديداتها باستهداف مطار المخا الدولي غربي تعز، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع في الوقت الذي يترقب فيه اليمنيون تدشين الرحالات الجوية من وإلى المطار.
وكرر القيادي بمليشيا الحوثي المدعو حسين العزي تهديدات المليشيا باستهداف مطار المخا في تغريدة له نشرها الأربعاء، على منصة إكس، زعم فيها دخول عناصر من الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي) إلى مدينة المخا عبر رحلة جوية سابقة.
وكان العزي قد هدد باستهداف مطار المخا في تغريدة سابقة له على منصة "إكس" نشرها السبت، هدد فيها بمنع العمل في المطار، تحت ذات الذرائع التي ساقها في تغريدته الأخيرة.
هذه التهديدات الحوثية تلقت رداً حاسماً من المقاومة الوطنية في الساحل الغربي عبر ناطقها العميد صادق دويد، الذي توعد برد موجع في حال أي هجوم قد تنفذه ميليشيا الحوثي الإيرانية ضد مطار المخا الدولي، مؤكداً أن المطار مدني وجرى إنشاؤه لخدمة المواطنين وليس لأغراض عسكرية كما تحاول الميليشيات الترويج له.
وجاءت تهديدات المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بعد إعلان وزارة النقل وهيئة الطيران المدنية جاهزية مطار المخا لاستقبال وتشغيل الرحلات الجوية، في الخامس من أبريل الجاري.
وسبق وأن هاجمت مليشيات الحوثي الإرهابية مطار عدن الدولي في 30 ديسمبر من عام 2020م، تزامنًا مع هبوط طائرة تقل رئيس وأعضاء الحكومة للمطار، حيث قصفت المليشيا المطار بعدد من الصواريخ مما أسفر عن مقتل 25 مدنياً وإصابة نحو 110 آخرين.
وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بأن مليشيات الحوثي لن تردد في ضرب أي مشروع تنموي بالمناطق المحررة، مستشهداً بقيامها بقصف موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة أواخر عام 2022م على الرغم من سريان الهدنة الأممية التي تم إعلانها في أبريل من نفس العام.
وجاء حديث العليمي أثناء حوار تلفزيوني أجراه مع عدد من الإعلاميين المصريين على قناة "TeN" المصرية من داخل قصر المعاشيق بالعاصمة عدن وبُث الأربعاء، أشار فيه إلى المخاطر التي يعمل بها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في المناطق المحررة.
وقال العليمي بأن عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من داخل العاصمة عدن والمحافظات المحررة على الرغم من حجم المخاطر والتهديدات، وأن هذا النشاط كله "تحت رحمة القصف بالصواريخ والطائرات المُسيرة" من قبل مليشيات الحوثي.
وجدد العليمي الحديث حول الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها الحكومة والمناطق المحررة منذ توقف عملية تصدير النفط جراء استهداف مليشيا الحوثي موانئ تصدير النفط في حضرموت وشبوة أواخر عام 2022م، وهو ما أفقد الحكومة 70% من الإيرادات العامة.
اللافت في هذا السياق كان التعليق الصادر عن القيادي الحوثي / حسين العزي والذي يشغل منصب نائب وزير خارجية حكومة الحوثي، على تصريح رئيس وزراء أحمد عوض بن مبارك خلال زيارته الأخيرة إلى محافظة حضرموت وأشار فيه إلى أن وقف تصدير النفط من ميناء الضبة جراء الاستهداف الحوثي أفقد الدولة أكثر من ملياري دولار.
حيث علق العزي في تغريدة له في منصة "إكس" على حديث بن مبارك ، بالقول بأن استهداف موانئ تصدير النفط كان "واحدا من أفضل القرارات" التي اتخذتها جماعته، معيداً طرح شروطها بتقاسم عائدات النفط مقابل السماح بإعادة تصدير النفط، مجدداً تهديدات جماعته بمنع أي محاولة لاستئناف تصدير النفط دون الاستجابة لذلك.
ويرى مراقبون بأن التراخي الذي يبديه مجلس القيادة الرئاسي منذ أكثر من عام ونصف على توقف تصدير النفط وعدم الرد على تهديدات مليشيات الحوثي وردعها في ملف النفط هو ما يدفعها اليوم إلى التهديد باستهداف مصالح اليمنيين بالمناطق المحررة ومنها مطار المخا الدولي، كسلوك إرهابي تسعى من خلاله لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرتها.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی ملیشیات الحوثی تصدیر النفط
إقرأ أيضاً:
ناقلات نفط تختفي قبالة ماليزيا مع تزايد الرقابة على شحنات إيران
الاقتصاد نيوز - متابعة
تختفي الناقلات المشاركة في محور حيوي من تجارة النفط بين إيران والصين من أنظمة التتبع الرقمي، في وقت يدفع فيه التهديد بفرض عقوبات أميركية إلى تغييرات تكتيكية تهدف إلى الحفاظ على تدفق شحنات النفط الخام.
خلال الأشهر الأخيرة، بات عدد متزايد من السفن يُطفئ أجهزة الإرسال والاستقبال عند الاقتراب من المياه الواقعة قبالة شرق ماليزيا، والتي تُعد نقطة محورية لعمليات نقل النفط الإيراني من سفينة إلى أخرى تمهيداً لشحنه إلى الصين. في السابق، كانت هذه الأجهزة نادراً ما تُعطل، ما يسمح برصد السفن وهي ترسو بجانب بعضها البعض.
رغم أن تكتيك الاختفاء الرقمي ليس جديداً، إلا أنه يُستخدم الآن بشكل أكثر انتظاماً قبالة سواحل ماليزيا لتفادي التدقيق. ويقول البيت الأبيض إن تجارة النفط الإيرانية تدر إيرادات تُستخدم في دعم ميليشيات مدعومة من طهران، من بينها حماس، وتسعى واشنطن للحد من هذه التدفقات عبر فرض عقوبات على السفن والموانئ ومصافي التكرير.
تحايل لإخفاء مصدر شحنات النفط قالت مويو شو، كبيرة محللي النفط الخام لدى شركة “كبلر” (Kpler) بسنغافورة، إن “عمليات النقل من سفينة إلى أخرى استُخدمت كوسيلة لإخفاء مصدر الشحنات”. وأضافت: “اليوم، تُعطل السفن إشارات التتبع لفترات أطول، مما يُصعب تتبع هذه التدفقات وربطها بمصدرها الأصلي، وهو إيران”.
من الأمثلة الحديثة على هذه الممارسات، ناقلة النفط العملاقة “فاني” (Vani)، وهي سفينة غير خاضعة للعقوبات، بُنيت عام 2004 وتبلغ سعتها مليوني برميل. في 15 مايو، أرسلت “فاني” وهي فارغة إشارة بموقعها قبالة شرق ماليزيا، ثم اختفت تماماً من أنظمة التتبع قبل أن تعاود الظهور بعد خمسة أيام وهي محملة بالكامل في نفس المنطقة، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبرغ”.
وخلال فترة اختفائها، أجرت “فاني” عملية نقل شحنة نفط في 18 مايو مع السفينة “نورا” (Nora)، وهي ناقلة خاضعة لعقوبات أميركية سبق أن شحنت نفطاً إيرانياً من محطة تصدير جزيرة خرج، بحسب شركتي “كبلر” و”فورتيكسا” (Vortexa). وتشير بيانات الشركتين إلى أن “فاني” ترسل الآن إشارات تفيد بأنها تتجه إلى ميناء تشينغداو في الصين.
طرق ملتوية لتجارة النفط شركة “أفاني لاينز” (Avani Lines)، التي تتخذ من جزر مارشال مقراً لها والمالكة المسجلة لناقلة “فاني”، ليس لديها رقم هاتف أو بريد إلكتروني مدرج على بوابة الشحن البحري التابعة لشركة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
تُعد المصافي المستقلة في الصين أكبر مشتري للنفط الخام الإيراني، إذ تجذبها البراميل ذات الأسعار المخفضة لما توفره من حماية لهوامش أرباحها الضئيلة عادةً. ورغم أن البيانات الرسمية الصينية تُظهر أن البلاد لم تستورد أي نفط من الدولة العضو في “أوبك” منذ عام 2022، إلا أن أرقاماً صادرة عن جهات مستقلة توضح استمرار تدفقات قوية.
استوردت الصين نحو 1.46 مليون برميل يومياً من إيران الشهر الماضي، بانخفاض عن مستوى مارس، الذي كان الأعلى خلال خمسة أشهر، بحسب شركة “كبلر”. وكانت التدفقات قد بدأت بالتراجع أواخر العام الماضي لكنها تعافت لاحقاً.
ومن بين الحيل المستخدمة للحفاظ على استمرارية التجارة بين طهران وبكين، برزت ظاهرة “ناقلات الزومبي”، وهي ناقلات تتبنى هويات سفن تم تخريدها سابقاً لتبدو وكأنها تعمل بشكل قانوني.
مناورات لإخفاء مسارات السفن في أبريل، جرى تنفيذ ما لا يقل عن ست عمليات نقل شحنات نفط من سفينة لأخرى قبالة سواحل ماليزيا باستخدام ناقلات عطلت أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها، بما في ذلك عملية واحدة تمت مع “سيلين” (Celine)، وهي ناقلة خاضعة للعقوبات الأميركية سبق أن حملت نفطاً إيرانياً من جزيرة خرج، بحسب بيانات “كبلر”. وفي نفس الشهر من العام الماضي، لم تُسجل سوى حالة واحدة لسفينة أوقفت إشاراتها.
يمكن تحديد السفن التي تُجري عمليات نقل النفط عبر تحليل صور الأقمار الصناعية، لكن هذه العملية تتطلب جهداً كبيراً وتعتمد جودة الصور على الأحوال الجوية. كما أنها تستلزم مطابقة الناقلات المرصودة مع صور لسفن معروفة الهوية، وهي عملية تستغرق وقتاً أطول وتبقى عرضة للأخطاء البشرية.
وخلال عرض قدمته للعملاء في سنغافورة مطلع أبريل وحضرته “بلومبرغ نيوز”، قالت إيما لي، كبيرة محللي السوق في شركة الاستخبارات “فورتيكسا”: “بات من الصعب بشكل متزايد تتبع هذه التدفقات الخاضعة للعقوبات”.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام