أكد محللون وخبراء على أهمية وحيوية الدور القطري في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بعد إعلان الدوحة عزمها إجراء تقييم شامل لوساطتها بعد الإساءة إلى دورها.

وبحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن قطر ترفض استخدام وساطتها للتغطية عما تقوم به إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وشركاؤه في اليمين المتطرف من جرائم في غزة.

ويعتقد البرغوثي خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟، أن الهجوم على قطر يعود إلى 4 أسباب: وهي دور الدوحة في تقديم المساعدات للفلسطينيين، ورفض العدوان، وكذلك رفضها الضغوط التي تمارس عليها لكي تكون جزءا من حملة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته.

أما السبب الرابع للهجوم على الدوحة -حسب رأي البرغوثي- فهو رفضها الضغوط لإبعاد قيادة حماس من أراضيها، "علاوة على أن الدور القطري في المفاوضات إيجابي وبنّاء، ويرفض الألاعيب الإسرائيلية والأميركية".

ويلفت البرغوثي إلى أن قطر أكدت أنها لا تقبل أن يقال لها كلام بالعلن مخالف لما يجري بالغرف المغلقة، حيث يتم الحديث عن استعداد للتوصل إلى صفقة، ثم يهاجمونها بالعلن، لافتا إلى أن نتنياهو يريد استمرار العدوان وتوسيع نطاقه، ويقبل فقط وقف إطلاق نار مؤقتا.

واستهجن البرغوثي "النفاق الأميركي في ازدواجية المعايير بالتعامل مع ملفي أوكرانيا وغزة"، محذرا من توتر أكبر في حال اقتحام إسرائيل لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وحدوث انفجار إقليمي شامل.

وخلص في ختام حديثه إلى أن "واشنطن تستطيع لجم إسرائيل بوقف المساعدات العسكرية، وكذلك لجم نتنياهو الذي يبحث عن مصلحته الشخصية بإطالة أمد الحرب".

"عنصر معطل"

من جانبه يرى رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي، أن تصريحات رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حول الوساطة ليست لتقييم سياسات دول، وإنما للقول إن ثمة من يعمل على تعطيل الجهد القطري مع الشركاء الآخرين.

واتهم الحرمي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعطيل المسار التفاوضي وعرقلته، وقال إنه "عنصر معطل"، مستدلا ببعض التصريحات الأميركية التي تصب في هذا الاتجاه، وسط مخاوف من توسيع رقعة الصراع.

وأشار إلى أن بلاده تبذل جهودا جبارة وكل ما في وسعها منذ بداية العدوان على غزة، ونجحت بالتوصل إلى هدنة إنسانية تضمنت صفقة تبادل أسرى، إضافة إلى مضاعفة المساعدات الإنسانية وإدخالها إلى القطاع.

وشدد على أن قطر تريد التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت لوضع حد للمأساة الإنسانية في غزة، متطرقا إلى "سجلها النزيه والموثوق في الوساطات وتفكيك الأزمات".

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته بالضغط على إسرائيل وعدم السماح لها بارتكاب مزيد من الجرائم عبر كسب مزيد من الوقت، مضيفا أن قطر "لن تكون أداة ضغط على أي طرف بل تسعى لحل يرضي كافة الأطراف".

إحباط وطريق مسدود

بدوره شدد الدبلوماسي الأميركي السابق تشارلز دان، على أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "لا تقلل من دور قطر في المفاوضات بل تنظر إليه بشكل إيجابي"، مشددا على أن الدوحة تستضيف الجناح السياسي لا العسكري لحركة حماس.

ورأى تشارلز دان، أن الأطراف المعنية في الأزمة تتحدث في الإعلام لوضع الضغوط على الآخر، قبل أن يخلص إلى أن تعثر المفاوضات في غزة ينعكس على كل المنطقة وتوسع رقعة الصراع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

عشرات الآلاف يتظاهرون في عواصم أوروبية احتجاجا على خروقات العدو الصهيوني بغزة

الثورة نت /..

تظاهر عشرات الآلاف من المؤيدين لفلسطين في العاصمة البريطانية لندن، السبت، احتجاجًا على استمرار الهجمات الصهيونية على قطاع غزة رغم وقف إطلاق النار، ومواصلة الحكومة البريطانية بيع الأسلحة لكيان العدو الصهيوني.

وتجمع المتظاهرون عند مدخل حديقة “غرين بارك” الشهيرة، قبل أن يتوجهوا في مسيرة حاشدة نحو مدخل شارع “داونينغ” الذي يضم مكتب رئيس الوزراء.

وردّد المتظاهرون شعارات داعمة لفلسطين، معربين عن رفضهم لاستمرار بريطانيا في بيع الأسلحة لكيان العدو الصهيوني، واستمرار هجمات الأخيرة على غزة رغم توقيعها اتفاق وقف إطلاق النار.

كما انتقد المحتجون توقيف بعض النشطاء المشاركين في فعاليات مناهضة الكيان الصهيوني، وحظر بعض المجموعات، مطالبين بإسقاط الدعاوى بحقهم.

وأشرف على تنظيم المظاهرة عدد كبير من منظمات المجتمع المدني تحت اسم “التحالف من أجل فلسطين”.

وفي كلمة خلال المظاهرة، أوضح ممثل المنتدى الفلسطيني في بريطانيا فارس علي، أن الحكومة اتخذت خطوات لوقف المظاهرات المؤيدة لفلسطين.

وقال “تعتقد هذه الحكومة أننا لن ننظم مسيرات إذا اتخذت خطوات من أجل إيقاف المظاهرات، لكننا هنا مجددًا، و”إسرائيل” تقتل الناس يوميًا ولا تكتفي بفعل ذلك في غزة وحدها بل تواصل ذلك في لبنان وسوريا والضفة الغربية، فإسرائيل لن تتوقف ما لم نوقفها”.

بدورها، أوضحت النائبة عن حزب العمال الحاكم أبسانا بيغوم، أن الجوع والعطش والهجمات أصبحت روتينًا يوميا في غزة.

وأعربت بيغوم، عن استيائها من قرار الكيان الصهيوني حظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قائلة “يظهر هذا الوضع لامبالاة إسرائيل بالحياة البشرية، فحياة الفلسطينيين مستهدفة عمدًا”.

وأكدت أن آلاف الفلسطينيين سيموتون من الجوع والمرض إذا لم تتمكن “الأونروا”، من تقديم المساعدات التي ستؤمنها إلى الفلسطينيين.

ستوكهولم

وشهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، احتجاجات على انتهاك العدو الصهيوني اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومواصلتها استهداف الفلسطينيين سواء في القطاع أو الضفة الغربية المحتلة.

وتجمع مئات المتظاهرين في ميدان “أودنبلان” بستوكهولم، تلبية لدعوة العديد من منظمات المجتمع المدني.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات تطالب بـ”إنهاء الاحتلال الصهيوني فورا” و”إنهاء الإبادة والحصار” و”تأمين وصول المساعدات الإنسانية” و”إعادة إعمار غزة”.

كما دعا المحتجون الحكومة السويدية إلى فرض حظر عسكري شامل على العدو الصهيوني.

وقال الناشط السويدي فريدريك إريكسون، إنهم خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على “إسرائيل” لانتهاكها اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف إريكسون، أن “السلام ليس موجودا لا في غزة ولا خارجها”.

وأوضح أن قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وحتى في الأماكن التي لا تتواجد فيها حركة حماس، تشهد تسجيل انتهاكات يومية لحقوق الإنسان.

واستشهد إريكسون، بما يقوم به المستوطنون وبمساعدة “جيش” العدو الصهيوني، بتهجير المدنيين الفلسطينيين قسرا وبشكل يومي في الضفة الغربية.

وأكد أنهم سيواصلون الاحتجاجات في الميادين “حتى تتحرر فلسطين”.

واختتم إريكسون، حديثه بالقول “إذا لم تكن فلسطين حرة، فنحن أيضا لسنا أحرارا. لذلك نرفض الصمت، لأنه إذا صمتنا، فنحن نشارك في الإبادة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل”.

باريس

وتظاهر آلاف الأشخاص في باريس، أمس السبت، دعما للفلسطينيين في قطاع غزة. وسار حشد كثيف قدّر المنظمون عدده بنحو 50 ألف شخص، في حين قدرت شرطة باريس عدده بنحو 8400 شخص، مردّدين شعارات من بينها “غزة، غزة، باريس معك”، و”من باريس إلى غزة، المقاومة”، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها “فلسطين، لن نسكت” و”أوقفوا الإبادة الجماعية”.

وشارك في المسيرة العديد من الشخصيات السياسية اليسارية، من أبرزها زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون.

وقالت رئيسة جمعية التضامن فرنسا-فلسطين، آن تواييون “يجب أن نتذكر أن لا شيء سويّ حتى الآن” بعد سبعة أسابيع من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر. والجمعية هي واحدة من 80 منظمة وحزب ونقابة دعت إلى التظاهرة.

وأضافت “وقف إطلاق النار مجرد ستار دخاني… “إسرائيل” تنتهكه يوميا، وتواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتواصل تدمير البنية التحتية والمنازل في غزة. نطالب بوقف إطلاق نار نهائي وإنهاء الإبادة الجماعية”.

واعتبرت آن تواييون أنه “يجب فرض عقوبات، فهي السبيل الوحيد لتطبّق “إسرائيل” القانون الدولي”، منددة بـ”التسارع المذهل للاستيطان” في الضفة الغربية المحتلة، حيث وصل عنف المستوطنين “إلى أبعاد غير مسبوقة”.

وقالت صالحة (72 عاما) التي لم ترغب في الكشف عن هويتها، إنها جاءت للمشاركة في مسيرة ضد “الإبادة الجماعية” في غزة.

وأضافت “البشرية جمعاء تراقب في عجز، إنه إفلات تام من العقاب”، مردفة “إنه لأمر صادم للغاية أن يرى البشر هذا ولا يستطيعون فعل شيء. الأمر الوحيد الذي يمكننا فعله هو التعبئة”.

بدوره، قال برتران (42 عاما) الذي فضل أيضا عدم كشف هويته، إن “المجزرة والإبادة الجماعية مستمرة” كما يتضح، على قوله، من مقاطع فيديو لشابين استشهدا الخميس خلال عملية مشتركة للشرطة و”جيش” العدو الصهيوني في جنين بالضفة الغربية المحتلة. وقد دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في أعقاب جريمة إعدامهما التي “تبدو عملية إعدام جديدة بإجراءات موجزة”.

وفي غياب العقوبات الاقتصادية والمالية، رأى المتظاهر أنه “يتعين علينا أن نواصل ممارسة الضغط في الشوارع ومن خلال المسؤولين المنتخبين”.

إسبانيا

شهدت إسبانيا، السبت، مظاهرات ومسيرات للتضامن مع فلسطين، في أكثر من 40 مدينة بينها العاصمة مدريد وبرشلونة.

وخرج العديد من الإسبان إلى الميادين في المدن، معبرين عن إدانتهم واحتجاجهم ضد العدو الصهيوني، وذلك بمناسبة “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، الموافق 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وتصدرت مدريد وبرشلونة، قائمة أكبر المدن من حيث عدد المشاركين في هذه الاحتجاجات.

وحمل المشاركون في الاحتجاجات لافتات كتب عليها عبارات من قبيل “أوقفوا الإبادة الجماعية” و”حظر شامل على مبيعات الأسلحة للكيان الصهيوني”.

كما ردد المتظاهرون شعارات مثل “فلسطين حرة” و”إسرائيل القاتلة”.

وعبر بيان مشترك لمنظمات المجتمع المدني الداعمة لفلسطين في إسبانيا، عن إدانتها “الاستعمار الإسرائيلي والاحتلال العسكري ونظام الفصل العنصري والتطهير العرقي المستمر في فلسطين منذ 78 عاما”.

واستنكر البيان عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في قطاع غزة، وانتهاكها له بشكل ممنهج، فضلا عن منعها دخول المساعدات الإنسانية.

ودعا حكومات دول العالم إلى قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والرياضية والثقافية والأكاديمية مع الكيان الصهيوني وتطبيق عقوبات دولية عليها، ودعم المطالبات القانونية في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

وفي سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عن تقديره للشعب الفلسطيني “الذي لم يفقد الأمل أبدا”.

وأضاف سانشيز، في تدوينة على منصة شركة “إكس” بمناسبة “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، أن إسبانيا ستقف إلى جانب الإنسانية، وستواصل تمسكها بـ”إيمانها الراسخ بأن الحل القائم على حل الدولتين ضروري لتحقيق السلام واستمراره”.

وفي 29 تشرين الأول/ نوفمبر من كل عام، تُقام في عدد من دول العالم فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المنتهكة من قبل العدو الصهيوني، لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977.

وخلفت الإبادة الصهيونية في غزة، التي استمرت عامين وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • شاحنات قافلة «زاد العزة» الـ 84 تدخل إلى الفلسطينيين في قطاع غزة
  • القافلة الـ 84 من زاد العزة تدخل إلى قطاع غزة
  • "أمنستي" تحذر العالم من خدعة وقف إطلاق النار بغزة
  • شهيد بنيران مسيّرة إسرائيلية في حي الزيتون بمدينة غزة
  • عشرات الآلاف يتظاهرون في عواصم أوروبية احتجاجا على خروقات العدو الصهيوني بغزة
  • خلال 50 يومًا.. 591 خرقاً إسرائيلياً و 357 شهيداً و903 مصابين بغزة
  • ستوكهولم.. المئات يحتجون على انتهاك "إسرائيل" وقف النار بغزة
  • احتجاجات في العاصمة السويدية على انتهاك “إسرائيل” لاتفاق وقف النار بغزة
  • الصحة بغزة : أكثر من 70 ألف شهيد منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس
  • الخروقات الإسرائيلية لا تتوقف.. قصف عنيف شهداء وجرحى بغزة