ماذا وراء إعلان قطر تقييم وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة؟
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
أكد محللون وخبراء على أهمية وحيوية الدور القطري في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بعد إعلان الدوحة عزمها إجراء تقييم شامل لوساطتها بعد الإساءة إلى دورها.
وبحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن قطر ترفض استخدام وساطتها للتغطية عما تقوم به إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وشركاؤه في اليمين المتطرف من جرائم في غزة.
ويعتقد البرغوثي خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟، أن الهجوم على قطر يعود إلى 4 أسباب: وهي دور الدوحة في تقديم المساعدات للفلسطينيين، ورفض العدوان، وكذلك رفضها الضغوط التي تمارس عليها لكي تكون جزءا من حملة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته.
أما السبب الرابع للهجوم على الدوحة -حسب رأي البرغوثي- فهو رفضها الضغوط لإبعاد قيادة حماس من أراضيها، "علاوة على أن الدور القطري في المفاوضات إيجابي وبنّاء، ويرفض الألاعيب الإسرائيلية والأميركية".
ويلفت البرغوثي إلى أن قطر أكدت أنها لا تقبل أن يقال لها كلام بالعلن مخالف لما يجري بالغرف المغلقة، حيث يتم الحديث عن استعداد للتوصل إلى صفقة، ثم يهاجمونها بالعلن، لافتا إلى أن نتنياهو يريد استمرار العدوان وتوسيع نطاقه، ويقبل فقط وقف إطلاق نار مؤقتا.
واستهجن البرغوثي "النفاق الأميركي في ازدواجية المعايير بالتعامل مع ملفي أوكرانيا وغزة"، محذرا من توتر أكبر في حال اقتحام إسرائيل لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وحدوث انفجار إقليمي شامل.
وخلص في ختام حديثه إلى أن "واشنطن تستطيع لجم إسرائيل بوقف المساعدات العسكرية، وكذلك لجم نتنياهو الذي يبحث عن مصلحته الشخصية بإطالة أمد الحرب".
"عنصر معطل"
من جانبه يرى رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية جابر الحرمي، أن تصريحات رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حول الوساطة ليست لتقييم سياسات دول، وإنما للقول إن ثمة من يعمل على تعطيل الجهد القطري مع الشركاء الآخرين.
واتهم الحرمي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعطيل المسار التفاوضي وعرقلته، وقال إنه "عنصر معطل"، مستدلا ببعض التصريحات الأميركية التي تصب في هذا الاتجاه، وسط مخاوف من توسيع رقعة الصراع.
وأشار إلى أن بلاده تبذل جهودا جبارة وكل ما في وسعها منذ بداية العدوان على غزة، ونجحت بالتوصل إلى هدنة إنسانية تضمنت صفقة تبادل أسرى، إضافة إلى مضاعفة المساعدات الإنسانية وإدخالها إلى القطاع.
وشدد على أن قطر تريد التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت لوضع حد للمأساة الإنسانية في غزة، متطرقا إلى "سجلها النزيه والموثوق في الوساطات وتفكيك الأزمات".
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته بالضغط على إسرائيل وعدم السماح لها بارتكاب مزيد من الجرائم عبر كسب مزيد من الوقت، مضيفا أن قطر "لن تكون أداة ضغط على أي طرف بل تسعى لحل يرضي كافة الأطراف".
إحباط وطريق مسدود
بدوره شدد الدبلوماسي الأميركي السابق تشارلز دان، على أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "لا تقلل من دور قطر في المفاوضات بل تنظر إليه بشكل إيجابي"، مشددا على أن الدوحة تستضيف الجناح السياسي لا العسكري لحركة حماس.
ورأى تشارلز دان، أن الأطراف المعنية في الأزمة تتحدث في الإعلام لوضع الضغوط على الآخر، قبل أن يخلص إلى أن تعثر المفاوضات في غزة ينعكس على كل المنطقة وتوسع رقعة الصراع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
تقارير أمريكية تحذر من حرب أبدية فى الشرق الأوسط
حذرت تقارير أمريكية من استمرار حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى المفتوحة بقطاع غزة والضفة المحتلة على الرغم من توقيع اتفاق سلام غزة بدعم مصرى وأمريكى ودولى، وأكدت تقارير سياسية نشرتها مجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية أن خطط حكومة الاحتلال الإسرائيلى بترسيخ «الخط الأصفر» فى القطاع هى وصفة لحرب أبدية ولن تؤدى إلى إحلال السلام فى الشرق الأوسط، منتقدة السياسة الأمريكية التى تسمح لإسرائيل بتقويض وقف إطلاق النار ومزيد من تدهور الوضع الإنسانى فى القطاع المدمر.
وأوضحت التقارير أن ما تعلنه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن خطط إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية المعيبة فى غزة، تؤدى إلى إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلى على حساب الفلسطينيين.
وأضافت أنه «إذا كانت واشنطن تأمل حقًا فى حل هذه الأزمة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى الأوسع، فعليها إعادة توجيه نهجها ليأخذ فى الاعتبار احتياجات الفلسطينيين ودور إسرائيل المفسد، ومواءمة مصلحتها فى تقليل وجودها فى الشرق الأوسط مع جهود وقف إطلاق النار والسلام».
تأتى التحذيرات تزامنا مع الحرب الإسرائيلية المفتوحة فى سوريا ولبنان. وتصريحات السفير الأمريكى الجديد إلى لبنان الذى أكد خلالها أن واشنطن منحت الحرية لحكومة الاحتلال
قائلا «إسرائيل لا تحتاج لإذن من الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها، وتستطيع أن تقدر احتياجاتها الأمنية وتعمل للدفاع عنها. نزع سلاح حزب الله ضرورى لضمان سلام لبنان والمنطقة».
وفى سياق متصل أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبى للمساواة وإدارة الأزمات، أمس «حاجة لحبيب»؛ خلال زيارتها لمعبر رفح على الجانب المصرى المفتوح أنها كانت تعتزم زيارة قطاع غزة خلال زيارتها لمصر، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى رفضت منحها تصريح العبور.
وأوضحت لحبيب، أن الفلسطينيين ما زالوا يُقتلون يومياً على يد الاحتلال الإسرائيلى، مشيرة إلى أن 347 فلسطينياً استشهدوا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بينهم 67 طفلاً. وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق بدأت فى 10 أكتوبر الماضى، عقب حرب استمرت عامين شنتها إسرائيل بدعم أمريكى على غزة منذ أكتوبر 2023.
وقالت المفوضة الأوروبية إنها كانت تخطط لمعاينة الأوضاع فى غزة بنفسها، لكنها لم تحصل على تصريح الدخول، معربة عن حزنها العميق تجاه ما آلت إليه الأوضاع فى القطاع، ووصفته بأنه أصبح «مقبرة لآلاف المدنيين»، بمن فيهم العاملون فى مجال الإغاثة.
وأضافت أن نحو 600 من طواقم المساعدات قُتلوا أثناء محاولتهم إنقاذ الأرواح، فيما تعيش آلاف العائلات بين الركام بلا مأوى أو حماية من برد الشتاء، محذرة من شتاء كارثي بحسب توقعات الخبراء.
وجددت لحبيب التأكيد على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار والالتزام بالقانون الدولى كسبيل وحيد لحماية المدنيين، مشددة على أهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية التى تشمل نزع سلاح حركة حماس وإعادة من تبقى من الأسرى.
وأشارت إلى بدء إيصال جزء من المساعدات إلى الفلسطينيين فى غزة، لكنها شددت على أن الكميات الحالية غير كافية، داعية إلى فتح كافة المعابر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.