يمن مونيتور:
2025-07-04@08:57:46 GMT

الزمن لم يمنح المسّاح لحظة إضافية

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

الزمن لم يمنح المسّاح لحظة إضافية

‏تغص حسابات الإعلاميين والصحفيين والمثقفين اليمنيين على منصتي إكس وفيسبوك بصورة محمد المَسّاح فقيد الصحافة والأدب اليمنيين الذي غادر دنيانا أمس.

‏عرفنا المساح بعموده الدائم في صحيفة الثورة بعنوان “لحظة يا زمن”.

‏كان هذا العمود يحمل لقطات بسيطة من الواقع الذي يراه المساح ويكتبه في سطور محدودة وبكلمات معدودة هي هواجس وهلوسات الواقع العبثي والمجنون قلما يطول العمود.

‏نصوص حياتية بنسق قصصي فاخر يحمل عناصر القصة القصيرة : حكاية، موقف، حدث، شخصيات، وحبكة وبالطبع سؤال ومفاجئة وصورة حية مفعمة بالحركة.

‏لم أكن اعرف عنه سوى انه صحفي من الجيل الاول ويساري عتيق بالكلمة والموقف ونمط الحياة.

‏وكان أحد أولاده صديق الشِلة التي انتمي إليها من عشاق القات الصوتي ورواد مطاعم الجامعة القديمة ورفاق الصحف المحلية وفلسفة الذي لا يفلسَف.

‏ثم قرأتُ ما كتب عنه رثاءً الاستاذ العَلم عبد الباري طاهر فزاد حزني أكثر فأكثر عندما أدركت مكانة ودور المساح في الحياة الصحفية اليمنية كأحد مؤسسي هذا الفن وهذا العالم.

وقرأت ما كتبه الأديب والصحفي محمد الشيباني عن المساح ومأساة فقدانه لاحد أبنائه بسبب الحرب والغياب ومجهولية المصير  فأحسست بغصة في الحلق.

‏كان أبي يطرب لقراءة عموده في صحيفة الثورة وكنت أطرب لطرب أبي وعنايته لهذه السطور وابي الذي بالكاد تعلم فك شفرات الحروف والقراءة.

‏اتذكر واحدة من نصوصه الخاطفة تلك في ومضاته في العمود المذكور وهي حكاية شخص أدمن فحص أقفاص السجائر الفارغة الملقية على الأرصفة على امل ان يجد داخلها ورقة مالية مطوية يهديا له النسيان والحرص الخاذل للمدخن المجهول إنقاذا من عبء الحاجة وحمل السؤال.

‏كان عالم المساح عالما واقعيا بلا رتوش، فيه الفرد المسحوق في العالم المنسي امام تلهف الناس على الحياة ومطامعها. وكان عالم القرية الصغير  هو مجرته الواسعة.

‏أما “لحظة يا زمن” فكانت اختزالا مكثفا لعبارة تناسب مزاج الفرد العادي قبل الصحفي والكاتب والأديب. واتذكر وانا في سنوات الجامعة كان هناك عامل في بوفيه السامعي/الصلوي في كلية الآداب وهو صبي مراهق لتوه صعد من القرية. وعندما ناداه “معلّمه” صادق  – وهو يستشهدني لما تربطني بتلك البوفيه وعمالها من صداقة وأكثر – يحثه ممازحاً له للعمل، ألتفت الصغير نوي مستنكرا الأمر وقال بحسرة الممازح : لحظة يا زمن. وانفجرنا ضاحكين.

‏يموت الآباء المؤسسون لعناصر الحداثة اليمنية دون تأريخ لحياتهم ولا جمع لإعمالهم.

‏لعل ما يخفف من الحسرة التي صاغها المساح هو أن الأديبة انتصار السري والباحث فوزي الحرازي كانا قد  اعداد ونشرا كتابا يحمل العنوان ذاته يجمع بعض أشتات حكاية الفقيد محمد المساح ونصوصه.

‏لكن هناك وجه إبداعي آخر للمساح وهو كتاباته الشعرية والقصصية التي إن جُمعت ونُشرت ستكون أجمل تكريم لرجل كثير في عالم الصحافة والأدب وقبل هذا في الكفاح والنزاهة وهدية للذاكرة الثقافية اليمنية. فمن يبادر!

‏السلام لروحه والعزاء الصادق لأهله وصحبه ومحبيه.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المساح كتابات مصطفى ناجي يمن مونيتور

إقرأ أيضاً:

يحمل "5 رسائل".. ماذا يعني شعار سوريا الجديد؟

الرئيس في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قال إن الهوية الجديدة "تجسّد سوريا الواحدة الموحدة، وترمز إلى التنوع الحضاري، وتعكس طموح الدولة نحو بناء إنسان حرّ ومجتمع عادل". اعلان

أعلنت دمشق، الخميس، عن إطلاق "هوية بصرية جديدة" تمثل وفقاً للقيادة الانتقالية في البلاد، "انطلاقة رمزية لمرحلة سياسية واجتماعية مختلفة، تؤكد وحدة الأراضي السورية وتنوّعها الثقافي، وتعبّر عن قطيعة مع عقود من الاستبداد".

وخلال احتفالية أقيمت في قصر الشعب بعاصمة البلاد، قال رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن الهوية الجديدة "تجسّد سوريا الواحدة الموحّدة، وترمز إلى التنوع الحضاري، وتعكس طموح الدولة نحو بناء إنسان حرّ ومجتمع عادل". وأضاف أن هذه الهوية تعبّر عن "بداية جديدة لدولة كريمة، لا تخضع لمنظومات القهر، وتضع المواطن في صلب عقدها السياسي والاجتماعي".

ووصف الشرع الشعار الجديد، المتمثل في طائر "العقاب الذهبي"، بأنه استلهام لقيم القوة والسرعة والدقة والابتكار، قائلاً: "هو ليس مجرد رمز، بل تمثيل بصري لمواصفات السوري في مرحلته الجديدة: الشجاع، الحاد البصيرة، الحامي لأهله، والمتجذر في أرضه كما يتجذر هذا الطائر في تاريخنا وهويتنا".

Relatedتحولات في المشهد بين سوريا وإسرائيل.. الشرع سيلتقي نتنياهو على هامش الأمم المتحدة!من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم؟الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ "عملية خاصة" في سوريا: اعتقال خلية مرتبطة بإيران

ووفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن "العقاب الذهبي" تم تحريره من شكله السابق، ليأخذ طابعاً عصرياً، ويُعيد وصل الماضي بالحاضر والمستقبل. وترى الوكالة أن الطائر "يعيد إحياء رمزية تعود إلى معركة "ثنية العقاب" في صدر الإسلام، وإلى تصميم الشعار الوطني الذي وضعه الفنان السوري خالد العسلي عام 1945".

وتشير سانا إلى أن "ثورة عام 2011 مثلت تحولاً جذرياً في علاقة الشعب السوري بالحياة السياسية، ما استدعى إعادة تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن". وفي هذا السياق، اعتبر الشرع أن "الحكومة الجديدة يجب أن تكون منبثقة من إرادة الشعب وخادمة له"، مشدداً على أن "تصميم الهوية يكرّس نهاية الصهر القسري بين الدولة والشعب، ويعيد ترتيب العلاقة على أسس المساواة والمواطنة".

وبحسب التصميم، تمثل النجوم الثلاث في العلم السوري القديم "تحرر الشعب"، وقد تم رفعها فوق العقاب – الذي يرمز للدولة – في إشارة إلى سيادة الإرادة الشعبية. أما ذيل العقاب فيتكوّن من خمس ريشات، ترمز إلى المناطق الجغرافية الخمس: الشمالية، الجنوبية، الوسطى، الشرقية والغربية، فيما يتألّف كل جناح من سبع ريشات، مجموعها 14، تمثل المحافظات السورية كافة، بحالة توازن لا تميل إلى الهجوم أو الدفاع، بل إلى الاستقرار والشراكة.

وأكدت "سانا" أن هذه الرمزية الجديدة تجعل من الشعار "عقداً سياسياً بصرياً" يربط بين وحدة الأرض ووحدة القرار، ويحمل خمس رسائل رئيسية:

- الاستمرارية التاريخية: تأكيد على امتداد الهوية الوطنية منذ تأسيس الجمهورية.

- تمثيل الدولة الجديدة: سوريا الحديثة المنبثقة من إرادة الشعب.

- تحرر وتمكين الشعب: عبر الرمزية البصرية لتحرر النجوم.

- وحدة الأراضي السورية: ذيل العقاب يرمز لتكامل المناطق بلا تمييز.

- عقد وطني جديد: يحدد العلاقة بين الدولة والمجتمع على أسس المواطنة والكرامة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • يحمل "5 رسائل".. ماذا يعني شعار سوريا الجديد؟
  • حظك اليوم 4 يوليو 2025.. يوم يحمل مفاجآت فلكية لكل الأبراج!
  • نومة الأطفال في الزمن الجميل
  • حكاية الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية
  • المصرف المركزي ومؤسسة النفط يبحثان خطة لزيادة الإنتاج وتحقيق 6 مليارات دولار إضافية
  • محمد بن زايد يمنح الفريق الركن إبراهيم ناصر العلوي «درجة وزير»
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • تركيا تبدأ ضخ مياه إضافية إلى دجلة والفرات بقرار من أردوغان
  • الأمن العام يعلن تسهيلات إضافية لعودة السوريين والفلسطينيين إلى سوريا
  • وداعًا يا مريم.. قصة الفراشة التي اختطفها البحر في تونس