ترتيب الأعداء لا إنهاء العداوات
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
لا يمكن غسل جرائم إيران وضررها الذي الحقته بدول المنطقة العربية ورفع شعار التطبيع والتسامح معها لأنها فقط داعم ومساند للمقاومة الفلسطينية، أو لأنها تقف في مواجهة إسرائيل ولو بالقول ولو بضربات غير مجدية كما يراها البعض او حتى بضربات مهيبة لم تسبق كما يراها آخرون، إيران ستبقى إيران دولة من دول المنطقة لها منهجها وعقيدتها المختلفة، ولها طموحها التوسعي المتلفع بالدين والمشبوب بآمال استعادة مجد فارس الغابر .
وفي نفس الوقت لا يمكن بحال أن يقارن الضرر الإيراني والكوارث التي اجترتها على المنطقة وطموحها التوسعي بحقيقة أن مشكلة العرب والمنطقة _ بما فيها إيران _ تكمن في المشروع الغربي الاستعماري، فالضرر الإيراني ضرر محلي من داخل الأمة ويستخدم منطلقات من داخل الأمة حتى لو كانت منحرفة أو ضالة مثله او قريب منه أفكار وأيدولوجيات سفكت الدماء وحاربت الدين وقمعت الحريات في العالم الإسلامي ثم زالت، وهو تهديد ليس متفوقاً بدرجة كبيرة أو فارقة عن دولنا العربية بل يمكن لو خاضت الدول العربية حربا معها أن تنتصر أو تتكافئ، بينما المشروع الغربي هو القوة العظمى في العالم عسكريا واقتصاديا وفكريا وسياسيا ويهيمن على أغلب دول العالم ومنها دول غربية لها حضارتها وتاريخها العريق.
إن مجرد المقارنة بين إيران وإسرائيل ليدل على عمق المشكلة وعلى إمكانية الغرب الاستعماري في تسويق فكرة الفزاعات الداخلية بين الدول والأمم التي يهيمن على قرارها وإرادة أنظمتها، وإضافة إلى خطأ هذه الفكرة دينياً من حيث عقيدة المسلمين فهي خاطئة واقعا مادياً بحتاً فلا مقارنة بين طموح توسعي وضرر وإجرام دولة مثلنا وبين هيمنة واستبداد واستعلاء من يملك كل أسباب القوة المادية وضرره الفادح ماتزال تجتره الأمة طوال قرنين في حريتها وهويتها وسيادتها ومستقبلها ومقدساتها.
حتى كل ما عملته إيران في دولنا العربية بجنون التوسع ونزق الطائفية ما هو الا إرادة غربية استخدمت إيران كأداة لتدمير استقرار الدول التي قد تضر بأمن الصهاينة القومي !
تعالوا لننظر هل كانت إيران تملك القدرة على إسقاط نظام صدام حسين مع أنه كان في غاية الضعف؟ الجواب لا ولم تدخل إيران إلى العراق إلا بعد فشل الأمريكان ومجابهتم بمقاومة سنية كانت تمثل خطراً لابد من قمعه وخير وسيلة لذلك هو تسليم البلد لإيران، فهي هنا مستلمة ومنفذة للغرب ما يريده ومحققة لنفسها ما تراه مصالح .
ولننظر أيضاً إلى بلادنا اليمنية ومع الإقرار بأن هناك خيوط إيرانية تبدأ منذ الثمانينات ومع فكرة تصدير الثورة واستمرت وتطورت مع تأسيس الشباب المؤمن الذي تطور لاحقا ليشكل الحركة الحوثية، إلا أن كل هذا الدعم الفكري والمالي والسياسي لم يكن يستطيع إسقاط الدولة اليمنية أو يمكّن الحوثي من الاستيلاء على قرية صغيرة مثل قرية دماج !
إذاً ما الذي حصل وكيف تبجح الإيرانيون بأنهم أسقطوا رابع عاصمة عربية كما ينقل عنهم؟؟
الحقيقة أنه نفس السيناريو العراقي فمن أسقط صنعاء ليس إيران ولا الحوثي قدر ما هو فشل وتنازع ومكايدات النخبة السياسية اليمنية والإرادة الغربية في إيقاف مد الربيع العربي وتعطيل ما توصل له اليمنيون من حلول تكفل استقرار البلاد.
فرض إدخال الحوثي لمؤتمر الحوار بأكثر من ٣٠ مقعد وهو جماعة متمردة على الدولة وترفع السلاح وتحاصر القرى وتفجر المنازل لم يكن بإرادة إيرانية، وتسليم الحوثي مخازن سلاح الحرس الجمهوري لم يكن بطلب إيراني، وشرعنه دخوله لصنعاء وإشادة قوى سياسية بهذه الحركة الفتية وكون ما حصل مجرد عملية جراحية لاستئصال الفرقة أولى مدرع وجامعة الإيمان لم يكن بالتشاور مع إيران، وبقاء سفارات الدول الغربية بكامل طاقمها في صنعاء رغم وجود انقلاب لم يكن شيئا عابراً لامعنى له !
إيران خصم وعدو وأدواتها في المنطقة أدوات إفساد وتخريب للدول الوطنية العربية وسنظل نجابه الأدوات في بلادنا بما نستطيع وسنظل نواجه إيران كذلك، ولكن لن نغفل عن العدو الأصلي والمشكلة الأساس المستعمر الغربي ولن نستغفل الناس بترويج أنهم ليسوا المشكلة رقم واحد في الترتيب .
نقلاً من صفحة الكاتب على حسابه بفيسبوك
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: كتابات يمن مونيتور لم یکن
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط يشارك في الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية
شارك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية الذي يعقد تحت عنوان "جامعة الدول العربية ثمانون عاماً من العمل العربي المشترك والذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتنسيق مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف (عربيكا)، وحضر الاحتفال لفيف من كبار الشخصيات في المجال الوثائقي في الوطن العربي.
وصرح جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام أن أبو الغيط ألقى كلمة خلال الاحتفال أكد خلالها على أهمية تلك المبادرة التي تبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لإبراز أهمية الوثيقة العربية باعتبارها من الأسس الأصيلة التي ترتكز عليها هوية الأمم والشعوب.
كما أشار أبو الغيط في كلمته إلى أهمية الحفاظ على الإرث الوثائقي العربي، حيث دعا لتضافر الجهود لحمايته وصونه من خلال دعم كافة المبادرات وتبني الاستراتيجيات والقرارات اللازمة للتصدي للمحاولات المستترة لطمس تاريخ الأمة وتراثها.
وقد أشاد أبو الغيط في كلمته بافتتاح المعرض المتحفي لجامعة الدول العربية في شهر سبتمبر الماضي والذي تمثل مقتنياته سجلاً لتاريخ ومسيرة الأمة العربية وشهادة حية على ثمانية عقود من العمل العربي المشترك.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم افتتاح معرض وثائقي بعنوان جامعة الدول العربية في عيون مؤسسات الوثائق والأرشيف العربية وذلك على هامش الاحتفال يتضمن عرضاً لمستنسخات الوثائق المتاحة بدور الأرشيف العربية الأعضاء بـ ( عربيكا) حول جامعة الدول العربية.
وقد شهد الاحتفال بيوم الوثيقة العربية تكريم أبو الغيط من قبل لجنة التكريم الشخصية هذا العام"، نظراً لجهوده الكبيرة الداعمة في مجال الحفاظ على التراث الوثائقي العربي وصونه ولجهوده المقدرة في دعم الفرع الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف طوال السنوات العشر الماضية.