حاولوا «أخونة حرب أكتوبر» وفشلوا.. «مصريون» لا يحتفلون بذكرى النصر وتحرير سيناء!
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
في مطلع شهر أكتوبر عام 2012، زعم الإرهابي المتحالف مع جماعة الإخوان، صفوت حجازى، الذي يحاكم منذ سنوات، لتورطه في أنشطة إجرامية، أن «الإخوان، شاركوا فى نصر أكتوبر 1973، وأنهم كانوا من أكبر الأسباب التى حققت النصر».. تسببت تلك المزاعم، حينها، في عاصفة من السخرية، داخل مصر وخارجها، عبر تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، لاسيما أن سيناء - محور الحرب، وسببها المباشر، التي نحتفل، حاليا، بذكرى تحريرها، من إسرائيل، ولاحقا من البؤر الإرهابية- كانت وقت تصريحات، صفوت حجازي، تعيش أسوأ حالاتها، أمنيًا واجتماعيًا، نتيجة التوأمة الإرهابية بين جماعة الإخوان وكيانات متشددة، راحت تنشط بقوة في أرض الفيروز، تعكر صفوها، وتبدد استقرارها!
السخرية الكبيرة من مزاعم، صفوت حجازي، آنذاك، كانت متعددة الأسباب، كون جماعة الإخوان، التي حاول إقحامها في تحقيق مكاسب وطنية، لم تشارك في الحرب، أو أي جُهد وطني، منذ نشأتها عام 1928، كما أن الجماعة تشكك في «القرار العسكري» الصادر عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عام 1973، فضلًا عن جملة الفضائح التي تلاحق التنظيم، بدليل أنه عندما تحدث أحد قيادييها، صبحي صالح، عام 2012، عبر لقاء تليفزيوني، عن ذكرى النصر، فقد ورط جماعته في موجة أخرى من السخرية، بعدما قال: «يوم 6 أكتوبر 1973، كنت قاعد بتغدى مع صديق.
في ذكرى «تحرير سيناء» تتعدد التساؤلات: لماذا تواصل جماعة الإخوان ترويج مغالطات سياسية، على عكس الجموع الوطنية المصرية، التي تفخر ببطولات القوات المسلحة وجهود المؤسسات في الحرب والتحرير؟.. لماذا توظيف الجماعة وسائل الإعلام الجديدة، كالسوشيال ميديا، في مخطط التأثير السلبي و«الاغتيال المعنوي» لفرحة المصريين؟.. لماذا تتعقب الجماعة الذاكرة الوطنية المصرية؟ لماذا يزايد خطاب الجماعة على الدوائر المعادية لمصر، وعلى إسرائيل نفسها، التي اعترفت بالهزيمة العسكرية؟
مؤامرة سنوية
طرفان، يجمعهما العداء لحرب السادس من أكتوبر عام 1973: «إسرائيل» وجماعة «الإخوان».. الأولى، لأنها تجرعت الهزيمة النكراء، من واقع وثائق لجنة «أجرانات» الإسرائيلية، المكلفة في 21 نوفمبر 1973، بالتحقيق في فضيحة الإخفاق الإسرائيلي، عسكريًا، وأمنيًا، في توقُّع موعد الحرب، وبعد أكثر من 140 جلسة، استمعت خلالها اللجنة الإسرائيلية لعشرات الشهود، وتسلمت مئات الوثائق المكتوبة، أصدرت قرارها، في 30 يناير 1975، عبر 1500 صفحة، لاتزال 1458 صفحة منها محاطة بالسرية التامة، فيما كشفت التحقيقات عن براعة القوات المسلحة المصرية، وإجهاضها لنظرية الأمن الإسرائيلية، وحجم الخلل العسكري الكبير لجيش الاحتلال، وكوارث عدة تسببت قيادات جيش الاحتلال وأجهزة المعلومات الإسرائيلية، ومسئوليتها عن الهزيمة.
اللجنة المنسوبة لرئيسها «شمعون أجرانات»، حمَّلت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، ديفيد أليعازر، مسئولية الهزيمة، نتيجة دوره السلبي في تقييم الوضع واستعدادات الجيش، وأنه كان يجب أن يوصي بالاستنفار الجزئي مطلع شهر أكتوبر 1973، وألا يتأخر لليوم الخامس منه، مع إعفاء كل من رئيس الأركان، ورئيس قسم الاستخبارات، إلياهو زعيرا، من منصبه، وألا يُعهد للقائد العام لجبهة سيناء خلال حرب أكتوبر، شموئيل جونين، بأي دور فعّال في الجيش، مع إنهاء خدمات قيادات عسكرية أخرى، ولأن قرارات لجنة «أجرانات» لم تُرضِ الإسرائيليين، فقد انطلقت الاحتجاجات، آنذاك، انتهت باستقالة رئيسة الحكومة، جولدا مائير، القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسرائيلية، ووزير الدفاع، موشيه ديان.
العدو الثاني
هذا عن إسرائيل.. أما الإخوان، فلأن الجماعة تعيش حالة عداء دائمة مع محيطها، منذ تأسيسها بمعرفة الاحتلال البريطاني، لشق الصف الوطني بـ«ثنائية الانتماء: الوطني، والديني» قبل أن تبالغ في عدائها لمؤسسات الدولة المصرية، خاصة القوات المسلحة، منذ ثورة 23 يوليو عام 1952.. فشلت محاولات تآمر الإخوان على ثورة يوليو.. تبدّى عداء الجماعة خلال العدوان الثلاثي، الذي نفذته: بريطانيا، فرنسا، وإسرائيل ضد مصر، عام 1956، عندما وقفت الجماعة على الحياد، الأقرب لتمني الهزيمة لمصر.. رفض جناحهم المسلح، المشاركة في المقاومة الشعبية في بورسعيد ومدن القناة.. قبلها بعام، حاولت الجماعة اغتيال زعيم الثورة، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عبر حادثة إطلاق النار عليه، في 26 أكتوبر 1954، أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية.. خلال العدوان الإسرائيلي، 5 يونيو عام 1967، عبرت الجماعة عن فرحتها بما حدث.. بيانات الجماعة تؤكد هذا النهج: «كان انتقاما إلهيا، فعقب اعتقالات 54 كانت هزيمة 56، وبعد اعتقالات 65 كانت الهزيمة الساحقة في 67»!!
كانت الجماعة خارج المعادلة خلال حربي الاستنزاف، وأكتوبر عام 1973، وتحرير سيناء -بالحرب والتفاوض- خلال احتفال الشعب المصري والعالم العربي بما حققته القوات المسلحة المصرية، في حرب أكتوبر عام 1973، كانت الجماعة «استثناء»، حيث لم تشارك، ولم تصدر بيانا رسميا يعبر عن تقديرها للانتصار الأكبر على إسرائيل منذ نشأتها، أولا، للقناعات التنظيمية الواهية التي تربت عليها أجيال الجماعة، وثانيا، للأفكار والكتابات المتطرفة لمنظّرها، سيد قطب، التي تعادي المؤسسات الوطنية وتقلل من جهودها، وثالثا، حتى لا تغضب الجماعة إسرائيل وحلفاءها في الغرب، لاسيما الولايات المتحدة، وبريطانيا.
تناقض إخواني
عندما كانت الجماعة على «وفاق» مع الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، خلال النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، تحدثت بـ«تحفظ» عن النصر، مع ترويج «خطاب مغاير» بين أنصارها.. خطاب يزعم أن، السادات -الذي فتح كل الأبواب أمام الإخوان، وجماعات الإسلام السياسي- «سبب مصائب مصر والعرب، وأن إفساحه المجال أمام التيار الإسلامي، لم يكن لوجه الله، والوطن، بل لتلافي الخطر على نظامه، بسبب انتشار التيار، وأزمة الشرعية التي كان يعيشها، في ظل عدم تحرير سيناء وحاجته لمواصلة الصراع مع إسرائيل، وفي ظل صراعه مع الماركسيين والناصريين على الحكم، وانتشار قيادات جماعة الإخوان حول العالم، وضغطهم عليه إعلاميًا وسياسيًا، ومن ثم اتفق مع المرشد العام للإخوان، حينها، عمر التلمساني، على طبيعة المرحلة الجديدة» وبنفس لغة الإنكار، تروج الجماعة بين أعضائها أن «السادات، أجبر على الحرب، للوصول للتفاوض»!!
تسير الجماعة في الاتجاه المعاكس، ارتباطا بظروف «النشأة المشبوهة» التي تدفعها، على الدوام، للدخول في مواجهة مفتوحة مع المؤسسات الوطنية.. بعد 6 أشهر على انتصار أكتوبر عام 1973، نفذت مجموعة إرهابية محسوبة عليها، في 18 ابريل عام 1974، جريمة «الكلية الفنية العسكرية» بقيادة طلال الأنصاري، عضو جناحها المسلح.. لم تكد تمر 5 أعوام على الانتصار نفسه، حتى نفذ فرع الجماعة في سوريا مجزرة «كلية ضباط المدفعية» بمدينة، حلب، السورية.. تقاطعت مع عملية اغتيال الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، ولم تكن بعيدة عن الأحداث الإرهابية، الممتدة من 2004 حتى 2018 في شبه جزيرة سيناء.
تواصلت مؤامرات الجماعة، وتحالفاتها السياسية والحزبية، منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.. حاولت قبل «الثلاثية السوداء»، من شتاء 2011 إلى صيف 2013، «تبييض صورتها» وتقديم نفسها للعالم.. بادرت في ذكرى تحرير سيناء، أبريل عام 2010، بالحديث عن «فريضة السلام في الإسلام» وفق الرسالة الأسبوعية، لمرشدها، محمد بديع، وتأكيده على «احترام العهود» والاستشهاد بقوله تعالي «.. إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ.. ».. كانت رسالة طمأنة استباقية موجهة لإسرائيل، وللغرب الأوروبي- الأمريكي، قبل قيادة الجماعة لعملية الانفلات الشاملة في مصر، منذ 28 يناير 2011، وسنوات لاحقة.
تحولات إخوانية
خلال هيمنة الجماعة على المشهد العام في مصر، تحديدا، في ذكرى تحرير سيناء، أبريل 2012، اعتقد، مرشد الجماعة، أن بمقدروه تحييد القوات المسلحة المصرية، بقوله: «المصريون جندوا كل طاقاتهم المادية والمعنوية وقدموا آلاف الشهداء والضحايا من أجل تحرير هذه الأرض المقدسة، واستمروا سنين في حرب استنزاف لقوى العدو، حتى حان الوقت المحتوم لخوض أشرف حرب في العصر الحديث حرب أكتوبر- رمضان، حيث أبلى الجيش المصري العظيم أعظم البلاء، وقام بمعجزات عسكرية لعبور القناة وتدمير الحصون وأسر ضباط وجنود العدو الصهيوني بعد إلقاء الرعب في قلوبهم، فعل ذلك جنودنا وضباطنا العظام في ملحمة رائعة لا تزال تدرس في كثير من كليات الحرب وأكاديمياتها حول العالم، واستعدنا سيناء كاملة».
في العام نفسه، وفي الذكرى الـ39 لنصر السادس من أكتوبر عام 1973، كان المشهد غريبا.. مريبا، من واقع المنصة الرئيسية للاحتفال في استاد القاهرة الدولي، 6 أكتوبر 2012.. كان احتفال الإخوان بالذكرى أحد أشكال استعراض القوة التنظيمية للجماعة، وليس تخليدا لأكبر انتصار عسكري مصري، خلال العصر الحديث.. جلست قيادات إرهابية، متورطة في عمليات قتل واغتيال، على المنصة، على حساب قادة القوات المسلحة.. انتقل الشعور المريب من الاستاد إلى عموم المصررين، والجوار العربي، عبر شاشات القنوات التليفزيونية، التي راحت تنقل ما يحدث.. كان لسان حال الجميع يقول: هذا ليس احتفالا بالنصر، بل «تكريم إخواني» للقتلة والإرهابيين، حلفاء الجماعة في حكم مصر، آنذاك.
عودة السموم
في العام التالي، السادس من أكتوبر عام 2013، تعمدت الجماعة «تعبئة» الحشود للتظاهر ضد المؤسسات الوطنية، التي كانت تحتفل بالذكرى الـ40 للنصر، الممهد لتحرير سيناء، بدت الجماعة، كمن يتضامن، بشكل غير مباشر مع الحزن الإسرائيلي، عبر توسيع دائرة العنف في أحياء القاهرة لـ«العكننة» على المصريين، والوقوف خلف أحداث دامية، سقط خلالها العديد من شهداء القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، وأعداد مضاعفة من المصابين.. حينها، تعمدت الجماعة تشتيت جهود المؤسسات الأمنية عما يحدث في القاهرة، عبر فتح جبهات أخرى في سيناء، والوادي، ترتب عليها تنفيذ هجمات على أكمنة ومنشآت حيوية بجنوب سيناء، الإسماعيلية، منطقة الهرم بالجيزة، ومركز الأقمار الصناعية والاتصالات بالمعادي، أوقعت جميعها نحو 51 قتيلا و375 جريحا.
في التوقيت نفسه، كان الرئيس المصري، المؤقت، عدلي منصور، يزف عبر كلمة رسمية أخبارا سارة للمصريين، من بينها تدشين مشروعين قوميين عملاقين -بدء مشروع إنشاء المشروع النووي السلمي، بمنطقة الضبعة، والشروع في تنمية منطقة قناة السويس.. من واقع البيانات الرسمية للجماعة - في الذكرى الـ41 لحرب أكتوبر عام 2014، والـ42، عام 2015، والـ45 عام 2018- حاولت الجماعة -التي أطاح بها الشعب المصري من السلطة- الحط من قدر القوات المسلحة المصرية.. حاولت الوقيعة بين القوات المسلحة وقبائل وعواقل سيناء، لكنها فشلت بسبب العلاقة المتينة، التي كانت أحد أسباب القضاء على البؤر الإرهابية، المتعاونة مع جماعة الإخوان، في سيناء.
المعركة العميقة
لم تكن جماعة الإخوان جزءًا من الحركة الوطنية، ولا من الذاكرة الوطنية المصرية، في أي مرحلة، وعليه، تحاول تمييع المشتركات التاريخية، والبطولات الوطنية، والذكريات العامة، كحرب أكتوبر وتحرير سيناء، جزء من «الذاكرة الوطنية» التي تعزز عوامل قوة المجتمع، وقدرته على مواجهة التحديات.. على توحيد خطاب الأمة، من هنا، تتعدد المحاولات التآمرية على «الذاكرة الوطنية» خاصة عبر أدوات الإعلام الجديد - البديل- التي تمجد الشر، وتشوه الخير، التي تحتفي بالتخريب، وتسطح التنمية الشاملة، على النحو الذي تقوم به جماعة الإخوان، وحلفائها، في عموم منطقة الشرق الأوسط، من خلال تضخيم الأزمات، ترسيخ الانهزامية، تسويق الفشل، تحطيم الآمال.. والأهم، تفخيخ الهوية الوطنية، التي هي أحد أشكال الوعي بالذّات الثقافيّة والاجتماعيّة.. هي سمات تُميّز مجتمع عن غيره، عبر مكونات عدة: الموقع الجغرافي، الذاكرة التاريخيّة والوطنية المشتركة، الثقافة الشعبيّة الموحّدة، والحقوقٌ والواجبات المشتركة، والاقتصاد المشترك.
نهج جماعة الإخوان المتواصل لا ينفصل عن محاولات اختراق - أخونة- المؤسسات المصرية، وصناعة «مؤسسات موازية» خلال هيمنة الجماعة على السلطة، 2011-2013، خاصة الأجهزة الأمنية السيادية ومؤسسات الضبط الاجتماعي - القوات المسلحة، الشرطة المدنية، وزارة العدل-، لكنها فشلت، نتيجة المناعة الوطنية المصرية، التي تسهم في تماسك المجتمع، تبدد صراعاته وانقساماته، تحد من النزاعات الداخلية، والأجندات الفئوية.. فشل الجماعة، يعود أيضا، لتصدي الشعب ومؤسساته للإرهاب.. ترى الجماعة في القضاء على الإرهاب «نكسة تعيشها مصر» ومزاعم أخرى «معلبة» تروجها للتغرير بأعضائها، ومن يصدقون خطابها الإعلامي والسياسي، الذي يتعمد خلط الأوراق، داخليا وإقليميا.
حالة دائمة
توظف جماعة الإخوان، الإرهاب الفكرى، تستهدف «الذاكرة الوطنية» و«هوية الدولة» تمهيدا لخلخلة أركانها، مدعومة بالأدوار المشبوهة للتنظيم الدولي للجماعة، الذي ينتشر في نحو 72 دولة - وفق اعترافات قادة الجماعة في تحقيقات أمنية، سابقة- ودول وكيانات إقليمية وعالمية، تصطف فى خندق العداء للدولة المصرية، وشعبها.. .ما يقرب من 96 عاما، والإخوان في حالة «عداء دائم» للأنظمة المتعاقبة، ترفض الجماعة أن تكون جزءًا من المشهد العام.. تفضل احتكاره، تشوه التاريخ الوطني، كونها ليست جزءًا منه.. تتعمد شطب أي إنجاز تحقق - أو يتحقق- على أرض الواقع، كونه يظهر «هامشية» الجماعة وحلفائها.. وجدوا فرصتهم في مؤامرة «الربيع العربي» التي تم خلالها التغرير بشعوب مستهدفة، سقط معظمها في «فخ اللاعودة» قبل أن يتأكد الشعب المصري من حقيقة «الإخوان».. كانت تجربة «عملية- دموية» أسقطت أقنعة الجماعة، وأزالت أوهام التنظيم «المهوس بالسلطة» فقط.
من هنا، نفهم لماذا تستهدف جماعة الإخوان «الذاكرة الوطنية» المصرية، بمحاولات الدس، التزييف التشويه، والتحريف، التمييع، التخريب، والعبث بثوابت وهوية المجتمع، وتعمد طمس ذاكرة الأمة، إرثها التاريخي في مواجهة المتغيرات العاتية التي يشهدها الإقليم والعالم؟ تعرف الجماعة، جيدًا، أن للذاكرة الوطنية قيمة معنوية مهمة، يعززها تاريخ حافل بالبطولات الشخصية والجماعية، والانتصارات المؤزرة، ومجابهة التحديات.. ذاكرة، تخلد التضحيات، تنمي الشعور الوطني، يعزز الاصطفاف الشعبي، يجيش الطاقات لتفعيل خطط التنمية، ومن ثم، تكثف الجماعة مخططاتها، تعمل على كتابة تاريخ بديل- مشوه، يخدم المؤامرة الكبرى، التي تستهدف مناعة الوطن.
لا تتوقف الجماعة عن محاولات العبث بالهوية الوطنية، التآمر على استقرار المجتمع، واستهداف تماسكه، والمساس بوحدته، وتمزيق لُحمته، ضمن مخطط استنزاف وتفكيك وتفتيت المجتمع، يقوده الجناح القيادي المتشدد داخل الجماعة، الذي رفع، قبل سنوات، الشعار الهدام «الشعب يريد إسقاط النظام» على أمل إعادة بناء نظام جديد، على مقاييس الجماعة وتوجهاتها وتحالفاتها المشبوهة، لكن في المقابل، تبقى الملاحم الوطنية المصرية، المتعلقة بـ«تحرير سيناء»: حروب الاستنزاف، أكتوبر 1973، مكافحة الإرهاب، مرورًا بالماراثون التفاوضي، 1982-1989، حتى عودة طابا، تبقى راسخة في الذاكرة الوطنية، بتحدياتها الكبيرة، وبطولاتها المؤزّرة، وتضحياتها الخالدة!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تحرير سيناء حرب أكتوبر ذكرى النصر عيد تحرير سيناء القوات المسلحة المصریة الوطنیة المصریة الذاکرة الوطنیة الرئیس الراحل جماعة الإخوان أکتوبر عام 1973 تحریر سیناء الجماعة على حرب أکتوبر الجماعة فی أکتوبر 1973
إقرأ أيضاً:
قتلى وجرحى بين فلسطينيين حاولوا الحصول على مساعدات بغزة
المناطق-متابعات
أفاد مراسل “العربية” و”الحدث”، صباح الأحد، بسقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى بين فلسطينيين حاولوا الحصول على مساعدات في خان يونس، مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي استهدف الفلسطينيين قرب مركز مساعدات في رفح.
إلى ذلك قالت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة، إنها لم تتمكن من توزيع أي مساعدات غذائية، أمس السبت، واتهمت حركة حماس بتوجيه تهديدات “حالت دون مواصلة العمل” في القطاع، وهو ما نفته حماس.
أخبار قد تهمك الدفاعات الروسية تُسقط 4 مسيرات كانت تتجه نحو موسكو 8 يونيو 2025 - 8:25 صباحًا “عناية الحرمين الشريفين” تفعّل مبادرة “إحرام مستدام” 8 يونيو 2025 - 8:20 صباحًاوذكرت المؤسسة، التي تستخدم شركات أمن ولوجيستيات أميركية خاصة للقيام بعملياتها، إنها قامت بتكييف عملياتها للتغلب على هذه التهديدات التي لم تحددها. وقالت في وقت لاحق في منشور على “فيسبوك” إنه سيعاد فتح موقعي التوزيع التابعين لها اليوم الأحد. وقال مسؤول في حماس لـ”رويترز” إنه ليس على علم بمثل هذه التهديدات المزعومة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، الذي تديره حماس في غزة في وقت لاحق من أمس السبت، إن عمليات مؤسسة غزة الإنسانية “أثبتت فشلها الذريع على كل المستويات”، وأضاف: “نؤكد جهوزيتنا الكاملة لتأمين المساعدات الإغاثية من لحظة دخولها حتى وصولها إلى مستحقيها، وفق آليات ومعايير الأمم المتحدة بشكل كامل، وذلك في إطار منع أية محاولات للسرقة أو الفوضى أو الفلتان”. ودعت حماس جميع الفلسطينيين إلى حماية قوافل الإغاثة الإنسانية.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة حماس بسرقة المساعدات من عمليات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال مصدر في حماس إن الجناح المسلح للحركة، كتائب عز الدين القسام، سينشر بعض القناصة اعتبارا من اليوم الأحد قرب الطرق المستخدمة في عمليات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة لمنع العصابات المسلحة من نهب شحنات الأغذية.
وسمحت إسرائيل باستئناف عمليات محدودة تقودها الأمم المتحدة في 19 مايو (أيار ) بعد حصار استمر 11 أسبوعا للقطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة وحذر خبراء من أنهم يواجهون مجاعة وشيكة. وتصف الأمم المتحدة السماح بدخول المساعدات إلى غزة بأنه “قطرة في محيط”.
وتحث الولايات المتحدة وإسرائيل الأمم المتحدة على العمل عبر مؤسسة غزة الإنسانية، لكن الأمم المتحدة ترفض وتشكك في حيادها وتقول إن آلية التوزيع تحث على النزوح القسري. وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها في القطاع في 26 مايو (أيار)، وقالت يوم الجمعة إنها قامت بتوزيع ما يقرب من تسعة ملايين وجبة.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية إنه لم يجر تسجيل أي حوادث عند ما يطلق عليها مواقع التوزيع الآن، لكن الفلسطينيين الراغبين في الحصول على مساعدات أشاروا إلى حالة من الفوضى والعنف الذي يسفر عن سقوط قتلى على الطرق المؤدية إلى مواقع التوزيع.
وذكرت السلطات الصحية في غزة أن العشرات من الفلسطينيين قتلوا قرب مواقع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بين يومي الأحد والثلاثاء. وقالت إسرائيل إنها تحقق في الحوادث التي وقعت يومي الاثنين والثلاثاء، لكنها ذكرت أنها لا تتحمل مسؤولية العنف الذي وقع يوم الأحد.
لم توزع مؤسسة غزة الإنسانية المساعدات يوم الأربعاء، إذ ضغطت على إسرائيل لتعزيز سلامة المدنيين خارج مواقعها، ثم أوقفت يوم الجمعة توزيع بعض المساعدات “بسبب الازدحام المفرط”.
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، إن 350 شاحنة من المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى دخلت هذا الأسبوع عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة.
وتجبر إسرائيل الأمم المتحدة على تفريغ المساعدات على الجانب الفلسطيني من المعبر، حيث يتعين على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة في غزة أن تستلمها بعد ذلك. وتتهم الأمم المتحدة إسرائيل برفض طلبات دخول المساعدات باستمرار، واشتكت من تعرض قوافل المساعدات التابعة لها للنهب من قبل مسلحين مجهولين ومدنيين جائعين.
كثفت إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية هجومها على قطاع غزة مع تعثر الجهود التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر لتأمين وقف آخر لإطلاق النار. وقال مسعفون في غزة إن 55 شخصا قتلوا في غارات إسرائيلية على القطاع، أمس السبت.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس السبت، أن مستشفيات غزة لديها وقود يكفي لثلاثة أيام فقط، وأن إسرائيل تمنع وصول وكالات الإغاثة الدولية إلى المناطق التي توجد بها مخازن وقود مخصص للمستشفيات.
وشنت إسرائيل حربها على غزة ردا على هجوم حماس عليها والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 شخصاً في غزة.
وقالت السلطات الصحية في القطاع إن الحرب الإسرائيلية قتلت أكثر من 54 ألف فلسطيني، معظمهم مدنيون، وحولت جزءا كبيرا من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان إلى ركام.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 8 يونيو 2025 - 8:40 صباحًا شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد8 يونيو 2025 - 7:36 صباحًامنظمة الصحة العالمية: ارتفاع إصابات كوفيد-19 بسبب متحور جديد أبرز المواد8 يونيو 2025 - 7:33 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم أبرز المواد8 يونيو 2025 - 2:33 صباحًافي ثاني أيام التشريق.. اللواء عبدالله القريش: قوات أمن الحج هيأت جميع الإمكانات البشرية والآلية والتقنية للمحافظة على أمن وسلامة الحجاج أبرز المواد8 يونيو 2025 - 2:29 صباحًامنتخب إنجلترا يتغلّب على منتخب أندورا بهدف في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أبرز المواد8 يونيو 2025 - 2:28 صباحًاالأمير عبدالعزيز بن سعود يفتتح مقر القيادة العامة لمهام الحج والعمرة التابع للإدارة العامة للمجاهدين في مشعر مزدلفة8 يونيو 2025 - 7:36 صباحًامنظمة الصحة العالمية: ارتفاع إصابات كوفيد-19 بسبب متحور جديد8 يونيو 2025 - 7:33 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم8 يونيو 2025 - 2:33 صباحًافي ثاني أيام التشريق.. اللواء عبدالله القريش: قوات أمن الحج هيأت جميع الإمكانات البشرية والآلية والتقنية للمحافظة على أمن وسلامة الحجاج8 يونيو 2025 - 2:29 صباحًامنتخب إنجلترا يتغلّب على منتخب أندورا بهدف في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 20268 يونيو 2025 - 2:28 صباحًاالأمير عبدالعزيز بن سعود يفتتح مقر القيادة العامة لمهام الحج والعمرة التابع للإدارة العامة للمجاهدين في مشعر مزدلفة الدفاعات الروسية تُسقط 4 مسيرات كانت تتجه نحو موسكو الدفاعات الروسية تُسقط 4 مسيرات كانت تتجه نحو موسكو تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن