بغداد اليوم - بغداد 

اكد الخبير في الشؤون الامنية احمد التميمي، اليوم الاثنين (22 نيسان 2024)، بان الرئيس التركي سيناقش أمن 5 مناطق شكلت استنزافا لقواته شمال العراق.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "اولويات زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد لاول مرة منذ 13 سنة يتصدرها ملف حزب العمال الكردستاني والذي بدأ يشكل خنجرا في خاصرة حدود دولته الجنوبية مع نشاطاته التي باتت تتوسع وتنتقل الى مناطق اخرى بعدما كان لعقود محدد ضمن جبال قنديل على الحدود بين البلدين".

واضاف، ان "انقرة وصلت الى قناعة بأن ضعف بغداد المركزي لأي سبب كان وراء تمدد حزب العمال الكردستاني رغم توغل قوات انقرة بعمق قرابة 170كم في العراق وبناء قواعد شمال دهوك واكثر من 30 منطقة اخرى لكن رغم العسكرة الكبيرة وبقراءة موضوعية لحجم الخسائر البشرية للقوات التركية تدل على اننا امام حرب استنزاف مستمرة رغم محاولة انقرة التغطية على بعضها".

واشار الى ان "انقرة تريد تعاونا وثيقا مع العراق في ملف محاربة حزب العمال الكردستاني او على الاقل الحد من خطورته من خلال اتفاقيات تدفع الى استقرار المناطق الحدودية من اجل المضي بمشاريع طريق التنمية وغيرها من الاستثمارات الكبيرة"، لافتا الى ان "تركيا تدرك بان الحروب لن تقودها الى تحقيق الاستقرار في العمق العراقي في ظل استنزاف تعيشه حاليا في 5 مناطق شمال البلاد بسبب الاستهداف المتكرر لقواتها".

وتابع: "البعد الاستراتيجي التركي ادرك بان ضعف بغداد المركزي لن يحمل اي ايجابيات لامن انقرة والدليل بان حزب العمال توسع بشكل كبير بعد 1991 وصولا الى 2003 واحداث 2014 والتي دفعت الحزب لانتقال الى سنجار وغيرها على نحو مكنّه من توفير مصادر تمويل وفرض غطاء لانشطته ضمن مناطق الاقليم سواء بعلم او بدون علم السلطات هناك".

وتضع انقرة خطة تأمين حزام عزل بعمق 40 كيلومتر داخل الحدود العراقية مع سوريا، وهي خطة لقطع الطريق امام تدفق حزب العمال الكردستاني، فيما تشير التقارير الى امكانية الاتفاق على عمليات عسكرية واسعة لتأمين هذا الخط بمشاركة من القوات الامنية العراقية مع تركيا ضمن مذكرات التفاهم بين البلدين.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی

إقرأ أيضاً:

إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلان الكونغرس الأمريكي، في خطوة تاريخية، إلغاء التفويضات العسكرية للحرب في العراق، لم يكن مجرد إجراء برلماني روتيني، بل انعكاساً مباشراً لتحول جذري في ديناميكيات العلاقات الخارجية العراقية، حيث برز نهج دبلوماسي في السنتين الاخيرتين، يعيد رسم ملامح بغداد على الخارطة الدولية بألوان أكثر هدوءاً وثقة.

وشكّل هذا النهج، في حقبة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، نموذجاً لإدارة التوترات الإقليمية بعيداً عن صخب التصريحات الحادة، إذ اعتمد على توازن دقيق بين المصالح الوطنية والشراكات الدولية، مما أعاد بناء جسور انهارها عقود من النزاعات والعقوبات، ودفع اللاعبين الدوليين إلى إعادة تقييم صورة العراق كدولة ناشئة من رماد الحروب.

من جانب آخر، أدت حوارات الحكومة الهادئة، التي ركزت على قضايا الاستقرار الاقتصادي والأمني، إلى ترسيخ قناعة عالمية بأن بغداد لم تعد مجرد ملف أمني مشحون، بل شريكاً مسؤولاً يساهم في تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة في ظل التحديات المستمرة مع الجماعات المسلحة والضغوط الخارجية، حيث أصبحت الزيارات الدبلوماسية المحسوبة أداة لتعزيز الثقة المتبادلة مع واشنطن وجيرانها.

وقال تحليل ان إلغاء التفويضات الأمريكية لعامي 1991 و2002، الذي مرر بأغلبية ساحقة في مجلس النواب بنتيجة 261 صوتاً مقابل 167، وانتظاراً للمصادقة النهائية في السناتور، يُعد أولى الثمار الملموسة لهذا النهج، إذ يعترف به كإشارة إلى نضج العراق السياسي، ويفتح صفحة جديدة تعتمد على الشراكة المتكافئة بدلاً من إرث الغزوات والاحتلال، مع الحفاظ على التعاون الأمني ضد التهديدات المشتركة مثل داعش.

أما في السياق الأوسع، فإن هذه الدبلوماسية الناعمة، التي تجمع بين الثبات الداخلي والانفتاح الخارجي، غيّرت مواقف داخل الكونغرس نفسه، حيث أقنعت حتى بعض الجمهوريين المحافظين بأن العراق اليوم يمثل عنصراً من استقرار الشرق الأوسط، لا مصدراً للقلق الأبدي، مما يعزز مكانة بغداد كوسيط إقليمي فعال في قضايا الطاقة والأمن.

و يظل التحدي في ترجمة هذا النجاح إلى استثمارات اقتصادية مستدامة وإصلاحات داخلية، ليصبح العراق نموذجاً للانتقال السلمي في منطقة مليئة بالتوترات، حيث يُظهر هذا الإنجاز كيف يمكن للصبر الدبلوماسي أن يحوّل الإرث المرير إلى فرصة للتعاون المستقبلي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي:العراق يعاني من العجز المزمن في الميزان التجاري
  • غوتيريش يعلن من بغداد انتهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • غوتيريش: نغلق اليوم إحدى صفحات التعاون مع العراق ونفتح أخرى
  • قوات الاحتلال تقتحم عدة مناطق شمال وشرق رام الله
  • رئيس الوزراء العراقي: حققنا الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات
  • غوتيريش يصل بغداد للمشاركة في احتفال بانتهاء مهام بعثة يونامي
  • مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي