هل يكبد الأوكرانيين انتكاسات في ميدان القتال قبل وصول المساعدات الأمريكية ؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
لوس انجلوس"د. ب. ا": تنفس الأوكرانيون الصعداء بشكل جماعي أمس بعدما كسر مجلس النواب الأمريكي جمودا تشريعيا تسبب في زيادة الصعوبات على خطوط الجبهة في الحرب،وجعل من الصعب على القوات الأوكرانية التصدي للهجمات الروسية وحماية البنية التحتية المهمة.
وذكرت صحيفة "لوس انجلوس تايمز "الأمريكية في تقرير لها أن محللين يفولون إنه رغم الضخ الجديد للمساعدات الجاهزة للدفع بها بمجرد أن يوافق مجلس الشيوخ على مشروع القانون ويوقعه الرئيس جو بايدن ليصبح قانونا، وهما الأمران اللذان من المتوقع حدوثهما في وقت لاحق من هذا الاسبوع، ربما يستغرق تحديد ما إذا كان يمكن قلب مسار ما حدث في الأشهر الأخيرة بعض الوقت.
وكان الأوكرانيون يستعدون لمواجهة قصف شبه ليلي مضاعف على المدى القصير على الأقل للمدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد بالصواريخ والطائرات المسيرة، كان قد تفاقم في الأسابيع الأخيرة جراء استنزاف ونفاد مثير للقلق لذخيرة الدفاعات الجوية الأوكرانية. وقد تحاول روسيا الغاضبة أن تشن المزيد من الهجمات العقابية قبل أن يصل المزيد من المساعدات لتعزيز الدفاع الجوي.
وأصدر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بيان تقدير بعد التصويت مساء السبت.
وبنفس القدر من الأهمية في رد فعل زيلينسكي الأولي، كان ما لم يصرح به زيلينسكي ؛ حيث امتنع الزعيم الأوكراني بحرص شديد عن الإشارة إلى مشاعر الإحباط لدى الأوكرانيين بشأن المدى الطويل الذي استغرقه مشروع القانون الخاص بالمساعدات للمضى قدما حتى الموافقة عليه، أو نشر مخاوف بأن المساعدات الأمريكية قد تكون على وشك النضوب تماما،بصفة خاصة إذا عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في شهر نوفمبر المقبل. ولم يقدم مسؤولون دفاعيون أمريكيون تحليلا مفصلا بشأن نوعية الدفعة الأولي من المساعدات، ولكن من المرجح أن يكون الأمر الأول للعمل ملء مخازن الذخيرة التي تستخدمها القوات الأوكرانية على طول خط الجبهة التي تمتد لمئات الأميال، وتتخذ شكل قوس عبر جنوب وشرق البلاد.
وأفادت الوحدات الميدانية بترشيد استخدام قذائف المدفعية والصواريخ دقيقة التصويب حتى في الوقت الذي تشن فيه القوات الروسية هجوما شرسا في أماكن مثل بلدة شاسيف يار الرئيسية في الشرق.
وفي حديثه لبرنامج "واجه الأمة" الذي تبثه شبكة "سي بي إس"امس، قال السناتور مارك آر وارنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، إنه واثق من أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على استئناف شحنات المعدات بحلول نهاية الإسبوع.
وقال وارنر عن تصويت مجلس النواب بالموافقة على المساعدات: "كان ينبغي أن يحدث هذا قبل ستة أشهر". "أفضل وقت لاحق هو الآن. إذا لم يحصل الأوكرانيون على هذه المواد، فإنه لايمكنهم التصدي للروس".
وقال مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون أن جهود إعادة التزويد بالإمدادات يمكن أن تمضي قدما بسرعة نسبييا بسبب سلسلة الإمدادات والشبكات اللوجيستية التي تم تأسيسها في وقت مبكر من الصراع القائم منذ أكثر من عامين. وأضافوا أنه يمكن إعادة تفعيل بعض من هذه السلاسل والشبكات في غضون أيام.
وحتى إذا تم ذلك، أشار معهد دراسة الحرب،وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إلى أن القوات الأوكرانية ربما تتعرض لانتكاسات أخرى في الأسابيع المقبلة "بينما تنتظر وصول الأسلحة التي سوف تسمح لها بتحقيق الاستقرار في خطوط الجبهة.
وبينما لم تستطع روسيا تحقيق أي نجاحات كبيرة في ميدان القتال منذ الاستيلاء على بلدة افدييفكا الشرقية في شهر
فبراير الماضي، أشار محللون عسكريون مستقلون إلى اختراقات متزايدة مطردة، تصل إلى الأستيلاء على مئات اميال مربعة من الأراضي التي يمكن أن تكون قد وضعت الأوكرانيين تحت ضغط شديد لاحتواء هجوم روسي منسق.
و قال المعهد إنه مع الوصول الوشيك للمساعدات، من المرجح أن تتمكن القوات الأوكرانية من إحباط الهجوم الروسي الحالي مع افتراض أن تصل بسرعة المساعدات الأمريكية التي تم استئنافها ".
وكما هو متوقع، قالت روسيا أن المساعدات الأمريكية لن يكون لها سوي تأثير ضئيل وسوف تؤدي إلى إطالة أمد المواجهة الدموية. وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بييسكوف أيضا إلى أن الفكرة الرئيسية وراء حزمة المساعدات هى ضخ أموال لشركات الأسلحة الأمريكية.
وقال بيسكوف، وفقا لوسائل إعلام روسية رسمية، إن تصويت مجلس النواب "سوف يجعل الولايات المتحدة أكثر ثراء وسيؤدي لمزيد من التدمير لأوكرانيا وسوف يسفر عن وفاة المزيد من الأوكرانيين، وهذا خطأ نظام كييف ".
وقال بعض المشرعين الأمريكيين أن القيام بمساعدة أوكرانيا الآن قد ساعد على تجنب ارسال إشارة خطيرة عن ضعف الولايات المتحدة أمام موسكو.
وقال الجمهوري مايكل مكول (وهو جمهوري من ولاية تكساس) ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات للبرنامج الحواري "هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس" الذي تبثه شبكة "أيه بي سي" "إذا سلمنا أوكرانيا مثلما فعلنا مع أفغانستان، وهو الأمر الذي كان بمثابة كارثة، فهل سوف تكون الولايات المتحدة أضعف أم أقوى؟".
وأضاف " كان الوقت ينفد منا. أوكرانيا كانت على وشك السقوط".
وذكرت لوس انجلوس تايمز أن الحلفاء الأوروبيين من جانبهم تابعوا بقلق وغضب متزايد دراما المساعدات التي امتدت طويلا، ولكن معظمهم تحولوا بسرعة إلى التعبيرات العامة بالتفاؤل والوحدة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي"ناتو"، ينس ستولتنبرج، في منشور على منصة إكس "أوكرانيا تستخدم الأسلحة التي قدمها حلفاء الناتو لتدمير القدرات القتالية الروسية. وهذا يجعلنا جميعا أكثر أمانا، في أوروبا وأمريكا الشمالية".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الحلفاء في الناتو، الذين يشعرون بأنهم مهددون بشكل مباشر أكثر من جانب روسيا بما في ذلك دول البلطيق وبولندا، ياظرون منذ فترة طويلة إلى الصراع باحساس الأزمة والإلحاح وكان ينتابهم أحيانا الشك في الوقت الذي بدا فيه الدعم الأمريكي أنه يضعف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المساعدات الأمریکیة القوات الأوکرانیة الولایات المتحدة مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة
سلّط تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية الضوء على الفوضى والدماء التي رافقت النظام الجديد لتوزيع المساعدات في قطاع غزة ، والذي تديره شركة أميركية وسط اتهامات باستخدام المساعدات كأداة سياسية وتجاهل حقوق الإنسانية الأساسية.
وأورد التقرير، الذي أعده مراسل الصحيفة من القدس هنري بودكين، ورويدا عامر في خان يونس:، شهادات ميدانية من سكان قطاع غزة ومعاناتهم مع نظام التوزيع، الذي تديره ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب روسي: هذا هو الرجل الذي لم يستطع بوتين قتلهlist 2 of 2ميديا بارت: مرحبا بصحوة الضمير العالمية بشأن فلسطين رغم تأخرهاend of listأشار بودكين ورويدا إلى أن إسرائيل بدأت تطبيق هذا النظام أوائل الشهر المنصرم بهدف تجاوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكر التقرير أن النظام الجديد يتطلب من المدنيين السفر مسافات طويلة إلى أربعة مراكز للتوزيع في جنوب القطاع، حيث يُفترض أن يتم فحصهم باستخدام تقنيات بيومترية، رغم أن شهودا أكدوا غياب هذا الإجراء في الواقع.
مجازر
ووصف التقرير مراكز التوزيع بأنها "سجون مفتوحة"، حيث يُحشر آلاف الناس داخل ممرات ضيقة بين الأسوار وتحت شمس قاسية.
وقال إن مقاطع مصورة لأشخاص يركضون تحت إطلاق نار انتشرت، وسُجلت خلال أسبوعين فقط حالتان على الأقل لوقوع مجازر قرب المراكز، منها حادثة يوم الأحد قُتل فيها أكثر من 20 شخصا وأخرى يوم الثلاثاء قُتل فيها 24 على الأقل.
إعلانوأقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار "قرب" مدنيين انحرفوا عن المسار المحدد، في حين قالت الأمم المتحدة إن النظام الجديد "يمس بكرامة البشر" ويعرض المدنيين للخطر.
وصرح مفوض حقوق الإنسان الأممي فولكر تورك بأن الوضع يظهر "تجاهلا تاما" لحياة المدنيين، الذين يُجبرون على الركض خلف الطعام وسط ظروف مرعبة.
تسييسمن جهة أخرى، ترفض الأمم المتحدة وعدة منظمات إغاثية كبرى التعامل مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، متهمة إياها بتسييس المساعدات، واستخدامها كوسيلة ضغط على السكان، في وقت يفتقر فيه الناس للغذاء والدواء منذ أشهر.
وأورد التقرير شهادات من الغزيين تصف مشاهد الذعر والخوف في المراكز، إذ قال أحد المواطنين للصحيفة: "المكان مرعب، يشبه السجن، لكنني مضطر للذهاب إليه رغم بُعده عن منزلي المؤقت، خوفا من موت أطفالي جوعا"، ووصف آخر بأنه "مكان للقتل".
أماكن للقتلوقال عمر بركة (40 عاما) من خان يونس: "نذهب إلى مناطق حمراء خطِرة، والجيش يطلب منا السير كيلومترات. لا يوجد أي نظام. الآلاف يتجمعون هناك. في اليومين الأولين وُزّعت مساعدات، ثم تحولت المراكز إلى أماكن للقتل".
وذهب سالم الأحمد (18 عاما)، وهو طالب ثانوي، عدة مرات إلى مركز التوزيع للحصول على الطحين. يقول: "كنت أهرب راكضا لمسافة 3 كيلومترات مع الطحين، لأن الجيش يبدأ إطلاق النار لإخلاء المنطقة. وجدت كثيرا من الطعام مرميا على الأرض، لأن الناس لا يستطيعون حمله والركض في نفس الوقت. أنا أخذت أكياس طحين صغيرة تزن واحد كغ فقط حتى أستطيع الهرب".
ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، طريقة توزيع المساعدات بأنها "غير مقبولة" و"تمس بالكرامة الإنسانية"، وقال: "تخيلوا أناسا ينتظرون طعاما ودواء منذ 3 أشهر، ثم يُطلب منهم الركض وسط إطلاق النار".
عربات جدعونكما وُجهت اتهامات إلى الحكومة الإسرائيلية بأنها تستخدم هذا النظام لإجبار السكان على التوجه جنوبا، مما يُفسح المجال أمام تنفيذ عملية "عربات جدعون"، التي يتوقع أن تشمل تدميرا واسعا لممتلكات شمال القطاع.
إعلانوما يثير الجدل أيضا، هو هوية المؤسسة الأميركية التي تدير المشروع، وصلاتها المحتملة بـ الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
المدير الأمني للشركة الشريكة "سيف ريتش سوليوشنس" هو فيليب ريلي، الضابط السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، خدم سابقا في نيكاراغوا وأفغانستان.
ويُعتقد أن ريلي على صلة بشبكة غير رسمية داخل الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تُعرف باسم "منتدى ميكفيه يسرائيل"، كانت تسعى منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى إنشاء نظام مساعدات مواز يستبعد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وتفيد تقارير بأن مؤسسة التوزيع تأسست عبر محامٍ مشترك مع مؤسسات أمنية، وتلقّت تبرعا قيمته 100 مليون دولار، مما أثار تكهنات في إسرائيل بأن المشروع تموله الموساد.