"سيناء مابين ملحمة التحرير وجهود التعمير".. ندوة بمركز إعلام الداخلة بالوادي الجديد
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
نظم مركز إعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد اليوم إحتفالية شاملة تضمنت العديد من الفعاليات شملت ندوة تثقيفية تحت عنوان "سيناء ما بين ملحمة التحرير وجهود التعمير"، وأفلاما تسجيلية تعرضت للمرحلة التي سبقت التحرير وجهود القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف ثم نصر أكتوبر المجيد ، وجهود وحنكة الدبلوماسية المصرية بعد النصر حتى تم تحرير سيناء الغالية بالكامل ، ثم ما بذل ويبذل من أجل إعمار وتنمية أرض الفيروز والمشروعات العملاقة التي تشيد على هذه الأرض ، كما تضمنت الاحتفالية عروضا فنية وأغاني وطنية لطلبة المدارس .
شارك في الندوة التي استضافتها الوحدة المحلية لمركز ومدينة بلاط بمحافظة الوادي الجديد، محمد عبد المنعم حنفي رئيس جهاز المشروعات القومية بمحافظة الوادي الجديد، ورئيس مركز ومدينة بلاط المهندس سلامة محمد، والنائب الأول لرئيس مركز ومدينة بلاط المهندس ماهر حسين ، وحضرها لفيف من قيادات الجيش والشرطة السابقين بالمحافظة ، وقيادات تنفيذية وطبيعية وقيادات حزبية وأسر بعض الشهداء وأبناءهم، وعدد من طلاب المدارس والشباب .
وقال محمد عبد المنعم رئيس جهاز المشروعات القومية بالمحافظة، إن تحرير سيناء حدث تاريخي مهم في تاريخ مصر ، حيث استردت مصر أرض سيناء بعد صراع طويل مع إسرائيل ، مشيرا الى أن ٢٥ أبريل عيدا قوميا يحتفل به المصريون ويعتبرا رمزا للنضال والتضحية من أجل الوطن وإحياء لهذه الذكرى الخالدة والغالية على كل مصري .
وأضاف “تحتفل جمهورية مصر العربية هذا الأسبوع بالذكرى ٤٢ لتحرير سيناء والذي، يعد إحياء لذكرى لذكرى يوم ٢٥ أبريل من عام ١٩٨٢ الذي شهد رفع العلم المصري على سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل ما عدا طابا بعد احتلال دام ١٥عاما”.
وتابع “إكتمل تحرير سيناء بعد عودة طابا عام ١٩٨٨، حيث استطاعت الدبلوماسية المصريةتحقيق نجاحا كبيرا باستعادة طابا ورفع العلم المصري عليها”، مؤكد على أنه في الوقت الذي بذلت فيه القوات المسلحة المصرية جهودا وتضحيات كبيرة دفاعا عن تراب الوطن وحرصا على إسترداد كل شبر من أرضه ، فإن الدبلوماسية المصرية والعمل السياسي أظهرا حنكة كانت محط أنظار العالم أجمع بداية من المفاوضات والمباحثات التي أعقبت انتصار أكتوبر ١٩٧٣ المجيد والذي مهد الطريق لتوقيع إتفاقية كامب ديفيد عام ١٩٧٩ وبعدها بثلاث سنوات حققت الدولة المصرية هدفها وتم إنسحاب إسرائيل من سيناء .
وأكد اللواء محمد عبد المنعم أن سيناء تحظى بمكانة متميزة في قلب كل مصري مكانة صاغتها الجغرافيا وسجلها التاريخ وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر التاريخ فسيناء هي الموقع الاستراتيجي المهم وهي المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم .
وقال اللواء محمد عبد المنعم : تضع مصر وقيادتها السياسية سيناء على رأس أولوياتها ولم تدخر يوما جهدا في سبيل تنميتها وتحسين حياة سكانها ، مؤكدا في هذا الصدد على أن التنمية والإعمار خط الدفاع الأول عن سيناء ، مشيرا هنا إلى أن الدولة المصرية كما نجحت في تحرير سيناء من المحتل الاسرائيلي ، نجحت كذلك في تحويلها من بؤرة للإرهاب إلى واحة للتنمية على كافة المستويات حيث تبدي الدولة إهتماما كبيرا بتنفيذ المشروعات الاستثمارية الكبرى في مختلف القطاعات.
ياتي ذلك ضمن برنامج حافل للهيئة العامة للاستعلامات للاحتفال بالذكرى ٤٢ لتحرير سيناء ، تحت رعاية رئيس الهيئة الكاتب الصحفي ضياء رشوان وبتوجيهات رئيس قطاع الاعلام الداخلي الدكتور أحمد يحيى
أدار الندوة وأعدها للنشر مدير مركز اعلام الداخلة محسن محمد بمشاركة مروة محمد الاعلامية بالمركز .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: احتفالي احتفال استعادة طابا أركان حرب القوات المسلحة القوات المسلح المهندس اللواء أركان حرب المسلحة المصرية المحافظة بالوادي الجديد قطاع الاعلام قوات المسلحة المصرية محمد عبد المنعم الوادی الجدید تحریر سیناء
إقرأ أيضاً:
فجر التحرير إرادة المقاومة
إلهام الأبيض
في زمن تتلاطم فيه الأمواج، وتتصاعد فيه نيران التحديات، تتجلى حقائقُ عميقة، تعيد رسم خارطة المواجهة بين إرادة الشعوب الصامدة ومخططات القتل والتفتيت التي يشنها الأعداء. فالعدوان الصهيوني المستمر يتجاوز حدود الاحتمال، ويفضح هشاشة المؤسسات الدولية، ويكشف في الوقت ذاته عمق تحالف القوى الاستعمارية مع أدواتها في المنطقة. هنا تبدأ شرارة مرحلة جديدة من الصراع، تظهر فيها معانٍ أسمى من مجرد ردود الفعل، لتحول المواجهة إلى معركة إرادة، ووقفات بطولية تصوغ مستقبل أمة تتوق إلى النصر والكرامة، مدعومة بعزائم أبطالها، ومعززة وعيها، رافعةً من شأن قضيتها.
وفي ظل تصاعد العدوان الصهيوني المستمر، تتجلى علامات واضحة على مرحلة جديدة من المواجهة، حيث يتحول المشهد إلى ساحة معركة إرادة وصمود. بدايةً، يمكن ملاحظة أن الكيان المحتل بدأ يعوي ويتذمر، مظهرًا احتقاره للعجز المتواصل أمام صواريخ المقاومة التي تتجاوز دفاعاته، وتكشف عن خطوط حمره المزعومة، وتدمر تحصيناته المنهكة التي كان يظن أنها لا تُمس أو تُعرف.
هذه الموجات من الردع تشكل صفعة قوية للعدو، وتعيد رسم موازين القوى. في الوقت ذاته، يستمر في محاولة استدراج مواجهة أوسع، مستخدمًا الترسانة الإعلامية والدبلوماسية، مهددًا بحروبات لم يقترب منها بعد، وهو يتلقى ضربة تلو أخرى من مقاومة أبية تتصدى للأرض، وتختبر قدراتها، وتكرس مفاهيم جديدة للردع والتحدي.
وفي هذا السياق، تظهر قوة وثبات الجمهورية الإسلامية، التي ترد على التهديدات بثقة، وتُبرهن على قدراتها في صناعة الإنجازات، وإبهار العدو والمراقبين من خلال المناورة والابتكار في عملياتها، مع استمرار دعمها للمقاومة في فلسطين واليمن، اللتين تعتبران خطًا أحمر في مواجهة مشروع التفتيت والتقسيم.
أما الغرب، الذي يتخذ من دعم الكيان الإسرائيلي غطاءً استراتيجيًا، فإن حديثه عن تصاعد الدعم وتحميله مسؤولية استمرار العدوان يكتسي طابع الوقاحة، خاصة بعد أن انكشفت خيوط مؤامراته، وأصبح واضحًا أنه يشارك بشكل مباشر في صناعة الكارثة، من خلال توفير الغطاء السياسي والعسكري. وهناك حديث علني عن شراكته في تأسيس الكيان، واستمراره في العمل لصالحه، كما أشار أمس الأول مستشار ألماني، وهو تصعيد يعكس مدى الخبث والتآمر الذي يستهدف الأمة الإسلامية، ويهدف إلى إذكاء الفتنة وتأجيج الصراعات الداخلية.
على الجبهة الأخرى، يقف المقاومون في غزة واليمن، شامخين بموقفهم الثابت، ومصممين على الصمود والتصدي، رغم كل التحديات المريرة. ومعهم يقف قائد الأمة، الذي رسم خطوطًا واضحة، وحدد الرؤى الإستراتيجية، مُعبّرًا عن أن معركة الوعي والنهوض يجب أن تكون محورًا رئيسيًا للأمة، من أجل تحرير إرادتها من قبضة المحتل.
دعوتُه إلى كلمة السواء تتجاوز مجرد الخطاب؛ فهي دعوة لإعادة ترتيب الأولويات، والاستفادة من الحقائق الميدانية، والحقائق الواقعية التي تتجلى في أفعال المقاومة وانتصاراتها الصغيرة والمتنوعة. فالميدان لم يعد مجرد ساحة حرب، بل هو مدرسة للجهاد، وفلتر يميز بين من يعمل لرفعة الأمة، وبين من ينهش في جسدها.
وفي النهاية، يتهيأ الجميع لتحول نوعي، قد يغير موازين القوى، ويؤسس لنقطة فاصلة في المسيرة، حيث يُصبح التحرر من قيود الاستسلام، والتوحد خلف مشروع المقاومة، هو المخرج الوحيد من هذا النفق المظلم، الذي بدأت أرجاؤه تتلاشى. ليصبح العامُ القادم أمة على أعتاب معركة مصيرية، يقودها وعي الصحوة، ويقويها الإيمان بعدالة القضية، لتكتب أجيالٌ جديدةٌ تاريخًا يعبر عن عظمة إرادة الشعوب