العلاقات بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة علاقات تاريخية راسخة على الصعيد الرسمي والشعبي، وهناك جذور مشتركة على صعيد الروابط الاجتماعية والقبلية، والجوار الجغرافي والسمات المشتركة في العادات والتقاليد والتراث الإنساني، علاوة على رصيد كبير من الأخوة والتواصل على مدى عقود. ومن هنا فإن زيارة دولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ولقاءه المثمر مع أخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يعد على جانب كبير من الأهمية.

كما أن الاستقبال المميز لجلالته على الصعيد الرسمي والشعبي يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين في كل المجالات.

ولعل الكلمات المتبادلة بين جلالة السلطان المعظم وسمو الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء تعكس عمق تلك العلاقات، وعبرت عن الارتياح الكبير لما وصلت إليه العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين مسقط وأبو ظبي في المجالات المختلفة خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري حيث تتحدث الأرقام عن تنامي ملفات الاستثمار المشترك والذي يقدر بملياري ريال عماني، وهناك التجارة البينية، حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الأول لسلطنة عمان. كما أن هناك علاقات في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة، ولعل مشروع القطار الذي يربط مدينة أبو ظبي بولاية صحار هو من المشروعات الاستراتيجية والذي سوف يكون له انعكاس إيجابي على صعيد التجارة والنقل والسياحة وتنشيط الجوانب الاستثمارية واللوجستية. كما أن سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة تتمتعان بالأمن والاستقرار، وهناك تطلعات واعدة عكسها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أمس خلال انعقاد منتدى الاستثمار العماني الإماراتي في أبو ظبي، خاصة في مجال سكك الحديد والاستثمار والتكنولوجيا والمجالات الأخرى التي تسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين. ومن هنا فإن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ كانت ذات أبعاد استراتيجية مع دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في ظل أهمية منظومة المجلس السياسية والأمنية والاقتصادية على اعتبار أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست تعد ذات ثقل سياسي واقتصادي مهم على صعيد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، ولها أدوار حيوية على صعيد خفض التصعيد في مناطق التوتر.

إن المباحثات الرسمية بين جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع أخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين في البلدين الشقيقين سوف يكون لها انعكاس إيجابي في ظل التحديات الكبيرة والتي تتطلب الحوار والتشاور بين قيادات دول مجلس التعاون لصيانة المقدرات والدفع بالتعاون في كل المجالات إلى مستوى أكبر في ظل الرؤى التي تنفذ الآن ومنها رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠ والتي تنطلق منها النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والتي حققت خلال السنوات الأربع الأخيرة قفزات نوعية على الصعيد الاقتصادي بشكل خاص وبقية المجالات الأخرى بشكل عام.

ومن هنا فإن الاحتفاء الإعلامي المميز بزيارة الدولة لجلالته ـ حفظه الله ـ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من الإعلام العماني والإماراتي والعربي والدولي يعكس العلاقات التاريخية بينهما، والتي تعد أنموذجا للعلاقات العربية، وهذا يعود كما أشرت في بداية هذا المقال إلى عوامل موضوعية تنطلق من التاريخ المشترك والعلاقات الاجتماعية والقرب الجغرافي والسمات المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

إن الطموحات كبيرة بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة كما عكستها كلمات جلالته وسمو الشيخ محمد بن زايد ـ حفظهما الله ـ ، وهناك فرص واعدة للتعاون في كل المجالات علاوة على أن زيارات المسؤولين في البلدين متواصلة، وهناك تنسيق كبير على صعيد تعزيز التعاون والدفع بها نحو المزيد من النجاح والتقدم بما يخدم رؤى البلدين والشعبين الشقيقين.

إن سلطنة عمان بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ـ تنظر إلى أهمية استقرار المنطقة واستغلال المقدرات لصالح الشعوب وحل الخلافات والصراعات بالطرق السلمية من خلال الحوار، ومن هنا تأتي مثل هذه الزيارات الحيوية لجلالته لدول مجلس التعاون الخليجي وأيضا بقية الدول العربية ودول العالم انطلاقا من دور سلطنة عمان المحوري على الصعيد الدبلوماسي لخلق أجواء السلام بعيدا عن التوتر وعدم الاستقرار مع كل الأمنيات بمزيد من التقدم والازدهار للعلاقات بين بلادنا سلطنة عمان والشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة البلدین والشعبین الشقیقین الشیخ محمد بن زاید مجلس التعاون على الصعید على صعید ومن هنا

إقرأ أيضاً:

مقيمون: العيد في عمان دفء من المحبة وكرم الضيافة

يحمل عيد الأضحى نكهة خاصة تتجاوز الطقوس الدينية لتلامس مشاعر المحبة والدفء، خاصة لدى المقيمين بعيدًا عن أوطانهم، وشكّل العيد هذا العام تجربة استثنائية للعديد من المقيمين في سلطنة عمان، الذين لمسوا حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وروح المحبة.

وقال حسن عبد الحميد حبيب، أحد المقيمين من الجمهورية العراقية: إن أجواء عيد الأضحى هذا العام كانت مختلفة تمامًا عن الأعوام السابقة، لما لمسه من دفء الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى أن أجواء العيد في سلطنة عمان مختلفة كثيرًا عن أجواء العيد في العراق من حيث العادات والتقاليد، وقد لمس حبًا كبيرًا وترحيبًا دافئًا من العمانيين، وهو ما أشعره بأنه في وطنه.

وأشار حسن إلى مشاركته في صلاة العيد، موضحًا أن التنظيم كان ممتازًا، وأن خطبة العيد حملت رسائل جميلة عن المحبة والتكاتف والتسامح بين المسلمين، ليس فقط في العيد، بل في كل أيام العام.

كما احتفل حسن بالعيد مع أصدقاء عمانيين كُثر، موضحًا أن الجميع كان يُصر على دعوته إلى منازلهم، مختارًا قضاء العيد في بيت أحد أصدقائه العمانيين، واصفًا أنها كانت تجربة مميزة تعرّف فيها على العادات العمانية.

وفيما يتعلق بشعور الغربة والابتعاد عن العائلة، وأوضح أنه لم يشعر بالاشتياق الكبير، لأن الأجواء في سلطنة عمان كانت جميلة جدًا.

وشارك حسن أصدقاءه العمانيين تجربة الشواء العماني، واصفًا إياها بأنها من أفضل التجارب التي مر بها، وقال: إن طريقة التحضير والطعم كانا مثالين بكل المقاييس، وأوضح أن أجواء العيد في العراق مختلفة، ولكل بلد عاداته وتقاليده، لكن العيد هنا كان من أجمل الأعياد التي عاشها، لما حمله من دفء ومشاركة ومحبة، وأكد أنه على يقين لو زار المواطن العماني العراق فسيجد نفس الحب والتقدير من العراقيين، لأن ما يجمع البلدين هو الاحترام المتبادل.

وقال سعدو أحمد المحمد من الجمهورية العربية السورية أن أجواء عيد الأضحى في سلطنة عمان كانت جميلة ومميزة، وتملكه شعور مختلف تمامًا، لما لمسه منذ اللحظات الأولى للعيد، حيث شارك في صلاة العيد، وشعر بإحساس رائع، خاصة أن الصلاة أُقيمت في المصلى الخارجي، وليس في المساجد، ما أضفى أجواءً روحانية رائعة، وشارك أجواء العيد مع أحد الأسر العمانية، التي غمرته بالمحبة والود، رغم اشتياقه الكبير لعائلته وبلده سوريا، مؤكدًا أن مشاركته أجواء العيد مع العمانيين عوّضته عن الشعور بالغربة، وجعله يحس بأنه وسط أهله رغم تواصله مع أسرته في سوريا في يوم العيد، مشيرًا إلى أنه كانت لديهم أجواء احتفالية جميلة، وشاركهم فرحته هنا في سلطنة عمان.

أما بالنسبة للطقوس، حرص سعدو على تحضير أكلة تقليدية من بلده، وهي ‘المنسف الحوراني’، وهو شبيه بالمنسف الأردني، لكنه يحمل طابعًا خاصًا لمنطقته في درعا جنوب سوريا، وقد نال إعجاب من شاركوه المائدة.

وأوضح أن هناك فروقات واضحة بين أجواء العيد في سوريا وسلطنة عُمان، أبرزها تقاليد ‘هبطة العيد’ ومشاركات الخيل والهجن التي تشتهر بها سلطنة عمان، فكانت هذه العادات بالنسبة له شديدة التميز وتعكس تمسك العمانيين بحضارتهم وتقاليدهم.

ولم يستطع سعدو اختيار لحظة مميزة في هذا العيد لأن كل الأجواء بالنسبة له كانت مميزة مليئة بالبهجة والكرم، مؤكدًا بأن هذا ليس غريبًا على هذا البلد الكريم.

العيد في الوطن له طعم آخر

ووصف أيهم الزعبي من الجمهورية العربية السورية أن أجواء عيد الأضحى في سلطنة عُمان كانت جميلة لا بأس بها، وقد شارك في صلاة العيد، وكانت الأجواء الروحانية حاضرة، لكنه لاحظ غياب التكبيرات قبل الصلاة، وهو أمر أفتقده من عاداتهم في سوريا.

كما لم يتمكن أيهم من الاحتفال مع أحد بسبب قلة معارفه أو ضيق الوقت، موضحًا شوقه للأهل، الذي قال عنه إنه شوق دائم لا ينتهي، فالعيد لا يكتمل إلا بين الأقارب والأحبة، فلم يستطع أيهم تعويض هذا الشعور في الغربة.

وأكد أيهم أنه تواصل مع عائلته في سوريا خلال العيد، مشيرًا إلى أن أجواءهم كانت رائعة ومليئة بالفرح والطقوس والعادات التي كبر عليها، وهذا زاد ما زاد إحساسه بالحنين، موضحًا أن الفرق بين أجواء العيد في سوريا وهنا في سلطنة عُمان شاسع؛ فهناك يعيش العيد وسط العائلة والأقارب والزيارات المتبادلة، أما هنا فالمعارف قليلون، وإن وُجدوا، فقد صعب عليه لقاؤهم بسبب الالتزامات وضيق الوقت.

مقالات مشابهة

  • حجاج سلطنة عمان يشيدون بخدمات المملكة خلال موسم الحج
  • سفير أمريكا لدى إسرائيل: لم نعد ندعم قيام دولة فلسطينية ودولة إسلامية أخرى ستمنحهم أراضي
  • شراكة استراتيجية بين “ميداف” و”برينكس” لابتكار معايير جديدة في خدمات إدارة النقد وأجهزة الصراف الآلي في الدولة
  • تحليل يتناول تصاعد القمع ضد الإصلاح في الإمارات العربية المتحدة
  • مقيمون: العيد في عمان دفء من المحبة وكرم الضيافة
  • سلطنة عمان تفوز بجائزة "الالتزام بالاستطاعة الصحية"
  • سفير الهند: شراكة استراتيجية مع مصر.. واستثمارات مرتقبة بـ10 مليارات دولار
  • الرئيس الشرع يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • سفير الهند: شراكة استراتيجية مع مصر واستثمارات مرتقبة بـ 10 مليارات دولار
  • النعيمي يبحث التعاون مع البرلمانين البرازيلي والبيلاروسي