أكد ناشط بالمجتمع المدني في إيطاليا، اليوم الأربعاء، اعتقال 13 شرطيا في السجون الإيطالية وإيقاف 8 موظفين آخرين عن العمل، بتهمة تعذيب قاصرين داخل أحد السجون في ميلانو. وقال الناشط مجدي الكرباعي انّ "التحقيق في هذا الملف أوكل للنيابة العامة الإيطالية، مشيرا إلى أنه وبحسب الشهادات والتحريات الأولية، تبيّن وجود زنزانات للتعذيب وتعرض القصّر من المهاجرين لاعتداءات جسدية وجنسية".



واضاف: ''نتابع هذه القضية عن كثب ونحن على اتصال مباشر مع 4 قصّر تونسيين، يبدو أنّهم من بين ضحايا التعذيب في السجن المذكور وذلك بالتنسيق مع الملحقين الاجتماعيين، ورفعنا قضية في الحق المدني''.

ولفت الكرباعي إلى أن "الأبحاث في هذه القضية انطلقت بعد تقدّم إحدى الأمهات بدعوى لدى النيابة العمومية بهذا الصدد إثر اكتشافها لآثار تعذيب على وجه ابنها خلال اتصال جمعها به من داخل السجن عبر تقنية الفيديو".

وتابع: '' وبعد فتح التحقيق تم الاستماع إلى شهادات المهاجرين من جنسيات تونسية ومصرية ومغربية وجميعهم أكّدوا تعرّضهم للعنف اللفظي والاعتداء الجسدي والتعذيب ولممارسات عنصرية''.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

إيطاليا بين الأمن واكتظاظ السجون: هل تحمل خطة ميلوني الحل أم الأزمة؟

يخشى البعض أن يزيد المرسوم الأمني لحكومة ميلوني، بعد تحوله إلى قانون، من ازدحام السجون التي تعاني أساسًا من وضع مأساوي، بسبب تشدده في التعامل مع الجرائم البسيطة، وهو ما ترفضه الجمعيات والقضاة والرئيس ماتاريلا. اعلان

تؤكد الحكومة أن لدى إيطاليا مشكلة أمنية يجب حلها بمزيد من الصرامة وتغليظ عقوبات السجن، لكن نظرتها لا تتقاطع مع رؤية رئيس الجمهورية والمجتمع المدني، الذين يعتقدون أن المشكلة تكمن في النهج الأمني الذي تتبعه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وأغلبية يمين الوسط.

وقد انتقد القضاء العادي في إيطاليا، العديد من اللوائح التي يتضمنها المرسوم، بالإضافة إلى حقيقة أن مبادرة القانون تحولت إلى مرسوم وأُخرجت من النقاش في البرلمان.

على ماذا يحتوي مرسوم الأمن الذي تريده حكومة ميلوني؟

تمت الموافقة على مرسوم حكومة ميلوني بشكل نهائي وتحويله إلى قانون الشهر الماضي من قبل مجلس الشيوخ، بعد أن حظي بالثقة في مجلس النواب، وفي كلتا الحالتين منع من مناقشة مئات التعديلات التي تقدمت بها المعارضة.

يستحدث القرار 14 جريمة جديدة يعاقب عليها بالحبس، بالإضافة إلى العديد من الظروف المشددة للجرائم القائمة، وعدد من الظروف المخففة للشرطة في عملها.

وتشمل هذه الجرائم: جريمة الاحتلال التعسفي للممتلكات المخصصة للغير، وقطع الطريق من قبل المتظاهرين، وجريمة حيازة مواد بغرض الإرهاب، والظروف المشددة للعقوبة في حالة الإضرار بالممتلكات العامة، ومقاومة الموظفين العموميين، بما في ذلك المقاومة غير العنيفة في السجون أو مراكز احتجاز المهاجرين، والتي يعاقب عليها بالسجن لسنوات إضافية (من سنة إلى 5 سنوات).

ماتاريلا: التدخل في الحياة في السجون "حتمي

وقد تطرق رئيس الجمهورية، سيرجيو ماتاريلا، إلى الملف خلال استقباله وفدًا من إدارة السجون يوم الاثنين. ودعا إلى التدخل العاجل لحل المشكلة "المأساوية" المتمثلة في الظروف المعيشية للسجناء، الذين يعانون من "الاكتظاظ غير المحتمل" و"حالة الطوارئ الاجتماعية المتمثلة في حالات الانتحار التي يجب أن نسأل أنفسنا عنها" كما قال.

ووصف ماتاريلا الأمر بـ"الضرورة الدستورية"، مشيرًا إلى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد أدانت إيطاليا منذ أكثر من عشر سنوات بسبب الوضع في سجونها.

I soccorsi in attesa dopo una rivolta e un tentativo di fuga nel carcere minorile Beccaria di Milano (31 agosto 2024)AP Photoعواقب المرسوم على السجون في إيطاليا

ظهر الاكتظاظ المأساوي في السجون بوضوح خلال جائحة كوفيد-19. لكن الوضع لا يزال على حاله، إذ ارتفع عدد السجناء منذ أبريل الماضي إلى 62,445 نزيلًا، بينما تبلغ القدرة الاستيعابية التنظيمية فقط 51,280.

وقد سجل 58 سجناً من أصل 189 سجناً نسبة إشغال تجاوزت 150%، وفقًا لجمعية أنتيغون، وهي الجمعية الرئيسية المعنية بهذه القضية.

وفي تقرير أنتيغون الصادر في نهاية مايو الماضي، يبرز سجن سان فيتوري في ميلانو وسجن فوجيا من حيث الاكتظاظ، حيث يزيد عدد السجناء فيهما عن ضعف السعة المسموح بها.

وتشير المنظمة غير الحكومية إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة يدخل السجن حوالي 300 شخص كل ستين يومًا، وأن أكثر من نصف السجناء الذين صدرت بحقهم أحكام نهائية حتى الآن تقل مدة عقوبتهم عن ثلاث سنوات، مما يسمح لهم باللجوء إلى تدابير بديلة عن السجن.

وتوضح الجمعية أن الاكتظاظ وظروف المعيشة في السجون أدت إلى احتجاجات متعددة وحالات انتحار، حيث سجلت 33 حالة انتحار على الأقل منذ بداية العام الحالي، مقارنة بـ91 حالة انتحار في عام 2024.

كما تنتقد العديد من المنظمات غير الحكومية أن أكثر من خُمس النزلاء الحاليين محكوم عليهم بعقوبات تتعلق بالاتجار بالمخدرات.

ولحل المشكلة، منحت الحكومة العام الماضي الضوء الأخضر لإصدار مرسوم للإفراج المبكر وتوظيف المزيد من ضباط السجون، إلى جانب خطط واعدة لبناء منشآت جديدة للسجون.

وقد اشتكت نقابة أويلبا - شرطة السجون، في يناير، من أن عدد نزلاء السجون خلال عامين من حكم حكومة ميلوني قد زاد بمقدار 5,665 سجينا، في حين تم تخصيص 133 ضابطًا إضافيًا فقط للسجون.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • المركز الدولي للدراسات السياسية: آلاف المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون للتعذيب والإخفاء القسري في سجون الاحتلال
  • إيطاليا بين الأمن واكتظاظ السجون: هل تحمل خطة ميلوني الحل أم الأزمة؟
  • «حزام الأمان» كلمة السر.. «الأسبوع» ترصد أسباب القبض على يوسف البلايلي في فرنسا
  • نائب رئيس الوزراء وزير الصحة ووزير الطيران المدني يتفقدان عيادات الحجر الصحي وأجهزة إزالة الرجفان القلبي المستحدثة بمطار القاهرة الدولي
  • دون فقدان بالأرواح.. التحقيق في اندلاع حريق داخل عقار بمدينة نصر
  • رقم قياسي لعدد المهاجرين لبريطانيا عبر بحر المانش
  • السعودية تستضيف كأس السوبر الإيطالية في ديسمبر
  • افتتاح معرض "حدوتة مدينتين" في ميلانو الإيطالية
  • أمير نجران يقلّد مدير إدارة السجون بالمنطقة رتبته الجديدة
  • تعذيب وإهانة.. تقرير يفجر قصص الانتهاكات بحق معارضي نتنياهو