موسكو-سانا

حذر المدير العلمي لمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو الأكاديمي فيتالي ناؤومكين من أن مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط تبعث على القلق وتنذر بخطر الانفجار على الرغم من الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية، مؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو أصل جميع الشرور في المنطقة.

وقال ناؤومكين خلال مؤتمر صحفي اليوم في العاصمة الروسية موسكو مكرس لإطلاق موقع تحليلي وإعلامي جديد يسمى المنصة الشرقية: إن “شمال غزة تحول اليوم إلى مكان للمقابر الجماعية، حيث تجاوز عدد الضحايا 34 ألف قتيل واقترب عدد الجرحى من 80 ألفاً ونصف القتلى هم من الأطفال وجميعهم من السكان المدنيين”، مؤكداً أن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية مرفوض بالمطلق من وجهة نظر القيم الإنسانية والحياة الإنسانية ومن وجهة نظر الحضارة الإنسانية بوجه عام.

ولفت ناؤومكين إلى أن الولايات المتحدة هي العائق الأساسي أمام أي تسوية وإيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية لأنها تدعم الاحتلال الإسرائيلي بالكامل ودون قيد أو شرط في كل ما يقوم به واصفاً بعض الانتقادات الأمريكية للاحتلال بـ “المرائية”، لأنها تواصل دعمه بالأسلحة والأموال وتوفر الأساس لسياساته المعادية للإنسانية التي يمارسها ضد العرب والفلسطينيين.

ورأى الباحث الروسي أنه في حال نفذ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على مدينة رفح فسيؤجج التوتر في المنطقة وسيسفر عن تعقيدات دولية جديدة ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل العالمي أيضاً، مؤكداً أن كيان الاحتلال يستحق تطبيق عقوبات دولية عليه بعد كل جرائمه التي ارتكبها في قطاع غزة.

وجدد ناؤومكين التأكيد على مواقف روسيا المبدئية لإحلال السلام في المنطقة وتلبية المصالح المشروعة للشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بإيران قال ناؤومكين إن “إيران تدافع عن مصالحها الوطنية بكل ثبات ولكنها تبدي اليوم ضبط النفس ولا تريد إعطاء الذريعة ليشن الغرب حرباً كبيرة أو أن تكون شرارة اندلاع حرب عالمية قد تكون حرباً نووية واتهام إيران بها فيما بعد.

يذكر أن المنصة الشرقية التي يترأس الأكاديمي ناؤومكين مجلسها العلمي وتضم شخصيات سياسية وعلمية روسية معروفة ومنها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، تتيح الاطلاع على مواد تاريخية ودينية وفلسفية بما في ذلك مخطوطات من القرن العاشر وغيرها من جوانب الحياة في دول آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا، كما أنها مبادرة مكرسة لإلقاء الأضواء على

الأوضاع الراهنة في الشرق وبالدرجة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

اعتراف بخطأ قديم.. كيف تغير أميركا تعاملها مع الشرق الأوسط؟

طرحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤية مغايرة لنهج الولايات المتحدة في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط، وذلك في إطار استراتيجية الأمن القومي الجديدة الصادرة عن البيت الأبيض، والتي جاءت في وثيقة مؤلفة من 33 صفحة، لتشكل تفسيرًا رسميًا ومتكاملاً للرؤية العالمية التي تنطلق منها سياسة ترامب الخارجية.

وخصصت استراتيجية الأمن القومي الجديدة فصلًا كاملاً لرؤية واشنطن تجاه الشرق الأوسط، والتي شهدت تحولا واضحا عن النهج الأميركي التقليدي الذي هيمن على السياسة الخارجية لعقود.

كيف ينظر ترامب للشرق الأوسط؟

أشارت الاستراتيجية إلى أن الشرق الأوسط ظل، طوال ما لا يقل عن نصف قرن، في مقدمة أولويات الولايات المتحدة، باعتباره المزود الأهم للطاقة عالميا، ومسرحا رئيسيا للحرب الباردة، ومصدرًا لصراعات كانت تهدد بالامتداد إلى خارج الإقليم.
لكن الوثيقة لفتت إلى أن اثنين من هذه العوامل لم يعودا قائمين اليوم، مع تنوع مصادر الطاقة عالميًا وعودة الولايات المتحدة كمصدر صافي للطاقة، إضافة إلى تحول التنافس الدولي من صراع القطبين إلى منافسة بين القوى الكبرى، وهي منافسة تقول الإدارة إنها تحتفظ فيها بـ"أفضل موقع ممكن" بعد إعادة إحياء تحالفاتها في الخليج ومع شركائها العرب وإسرائيل.

وأبرزت الاستراتيجية أن الصراع يبقى السمة الأكثر تعقيدًا في المنطقة، لكن حجم التهديد -وفق الوثيقة- بات أقل مما تعكسه العناوين.

واعتبرت أن إيران، التي تصفها الإدارة بأنها "القوة الأكثر زعزعة للاستقرار"، تعرضت لضعف كبير نتيجة العمليات الإسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، ونتيجة عملية "مطرقة منتصف الليل" التي أطلقها ترامب في يونيو 2025، والتي سببت "تدهورًا واسعًا" في برنامج طهران النووي.

كما أشارت إلى تحقيق "تقدم ملموس" على مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بفضل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن الذي توسطت فيه واشنطن، مشيرة إلى تراجع داعمي حماس.

وفي السياق نفسه، تحدثت الاستراتيجية عن موقف سوريا، قائلة: "تبقى سوريا مصدرا محتملا للمشكلات، لكنها قد تستقر وتستعيد دورها الطبيعي كفاعل إيجابي وأساسي في المنطقة، بدعم أميركي وعربي وإسرائيلي وتركي".

وتؤكد الاستراتيجية الجديدة أن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة تاريخيًا إلى إعطاء الأولوية للمنطقة تتراجع مع توسع الإنتاج الأميركي من الطاقة، وبدلاً من ذلك، تتوقع واشنطن أن يتحول الشرق الأوسط إلى مركز جاذب للاستثمارات الدولية في قطاعات تتجاوز النفط والغاز، لتشمل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي والصناعات الدفاعية.

كما تربط الاستراتيجية بين التعاون مع دول المنطقة وتأمين سلاسل الإمداد وتعزيز أسواق "صديقة ومفتوحة" في مناطق أخرى مثل إفريقيا.

وقالت الاستراتيجية: "يُظهر شركاء الشرق الأوسط التزامًا واضحًا بمكافحة التطرف، وهي اتجاهات ينبغي للسياسة الأميركية أن تواصل تشجيعها، غير أن تحقيق ذلك يتطلب التخلي عن التجربة الأميركية الخاطئة للتعامل مع هذه الدول (...) إذ يجب أن نشجع الإصلاح ونرحب به عندما يظهر بشكل طبيعي من الداخل، دون محاولة فرضه من الخارج"، مؤكدة أن "مفتاح العلاقات الناجحة مع الشرق الأوسط هو قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، والعمل معًا في مجالات المصالح المشتركة".

وتحدد الوثيقة مجموعة من المصالح الدائمة للولايات المتحدة، أبرزها ضمان عدم وقوع إمدادات الطاقة في أيدي خصوم واشنطن، وحماية حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، ومنع تحول المنطقة إلى منصة تهدد المصالح أو الأراضي الأميركية، إضافة إلى ضمان أمن إسرائيل، كما دعت إلى توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل مزيدًا من دول المنطقة والعالم الإسلامي.

واختتمت الوثيقة النظر لمنطقة الشرق الأوسط بالقول إن "الأيام التي كان فيها الشرق الأوسط يهيمن على السياسة الخارجية الأميركية، سواء في التخطيط الطويل المدى أو في التنفيذ اليومي، قد ولت، ليس لأن الشرق الأوسط لم يعد مهمًا، بل لأنه لم يعد مصدرًا دائمًا للمنغصات أو سببًا محتملاً لكارثة وشيكة كما كان في السابق، بل إنه يبرز اليوم كمكان للشراكة والصداقة والاستثمار وهو اتجاه ينبغي الترحيب به وتشجيعه".

أولويات أمريكية.. واعتراف بـ"خطأ"
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موراي ستيت الأميركية وعضو الحزب الجمهوري، إحسان الخطيب، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ما تطرحه استراتيجية الأمن القومي الجديدة يمثل "وصفًا واقعيًا ودقيقًا لطبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط كما تراها إدارة ترامب".

وأوضح أن "جوهر المقاربة الأميركية لم يعد قائمًا على النفط وحده كما كان في العقود الماضية، بل انتقل إلى تشابك اقتصادي أوسع يقوم على المنفعة المتبادلة بين واشنطن ودول المنطقة".

وأضاف "الخطيب" أن "الاستراتيجية تتضمّن اعترافًا واضحًا بأن الإدارات الأميركية السابقة أخطأت حين لم تُبد احترامًا كافيًا للثقافة المحلية في الشرق الأوسط، وتدخلت في شؤون دوله الداخلية كما حدث خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما".

وأشار عضو الحزب الجمهوري إلى أن "إدارة ترامب ترى أن المنطقة أصبحت أكثر استقرارًا بعد الضربات التي وجهت إلى إيران وأذرعها، وتؤمن بأن السلام الإبراهيمي هو المسار الأكثر قابلية لمستقبل الشرق الأوسط"، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تعتبر الصين أو روسيا منافسين حقيقيين لها في الشرق الأوسط، والمشهد أقرب إلى "مناورات" بين الأطراف الكبرى".

وشدد الخطيب على أن "ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة لم يعد محصورًا في اعتبارات الطاقة، بل أصبح ارتباطًا اقتصاديًا واستثماريًا في المقام الأول، وتعامل الإدارة مع الشرق الأوسط، سيتركز على منع وقوع النفط في أيدي قوى معادية، وتأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، وضمان ألا تشكل المنطقة مصدر تهديد إرهابي للمصالح أو الأراضي الأميركية، إلى جانب الحفاظ على أمن إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى .. والاحتلال الإسرائيلي يعتقل 5 فلسطينيين
  • برّاك في جلسة حوارية بمنتدى الدوحة: جميع سياسات الغرب في الشرق الأوسط كانت خاطئة منذ سايكس بيكو
  • هل ينجح تخفيف عبء الشرق الأوسط في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي؟
  • اعتراف بخطأ قديم.. كيف تغير أميركا تعاملها مع الشرق الأوسط؟
  • رئيس اللجنة السعودية القحطاني يؤكد على ضرورة إخراج جميع القوات التي قدمت من خارج حضرموت
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال عمليّة "خمسة أحجار" شمال الضفة الغربية
  • ما هي استراتيجية ترامب للشرق الأوسط 2026
  • أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الجمعة
  • بوتين: روسيا تؤمن بضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين
  • موسكو تؤكد بقاء قواعدها في سوريا ودورها في استقرار المنطقة