كما كان متوقّعًا، أقرّ مجلس النواب التمديد للمجالس البلدية والاختيارية للمرّة الثالثة على التوالي، مستندًا هذه المرّة إلى "الضرورة" التي فرضتها الحرب الإسرائيلية على غزة، وجبهة "الإسناد" المفتوحة بالتوازي في جنوب لبنان، بعدما استندت في المرّتين السابقتين إلى ذريعتي الانتخابات النيابية والظروف الاقتصادية، ما جعل "الأسباب الموجبة" لتأجيل الانتخابات تبدو اليوم "أكثر إقناعًا" من العامين السابقين.


 
لكنّ "التمديد" للمجالس البلدية والاختيارية لم يمرّ من دون "معركة سياسية" إن جاز التعبير، تجلّت خصوصًا في السجال بين حزب "القوات اللبنانية" عن المعارضة من جهة، و"الثنائي الشيعي" جنبًا إلى جنب "التيار الوطني الحر" من جهة ثانية، ولو أنّ هناك من يتحدّث عن "تواطؤ ضمني" بين مختلف القوى السياسية لتعطيل الاستحقاق البلدي، بدليل أن أيّ ماكينة انتخابية لم تتحرّك طيلة الأسابيع الماضية، رغم مضيّ الحكومة بالإجراءات المطلوبة.
 
وسط هذه المواقف، كان موقف "التيار الوطني الحر" الأكثر استقطابًا للاهتمام، ولا سيما أنّ "التيار" برئاسة الوزير السابق جبران باسيل الذي كان من "شرّع" التمديد، بتأمينه "نصاب" الجلسة التشريعية للمرّة الثانية على التوالي، واجه "حملات مضادة" من جانب "القوات" خصوصًا، وإن وضعها في خانة "الشعبوية"، فهل خرج "التيار" رابحًا أم خاسرًا من جلسة التمديد، وهل من تبعات منتظرة على مستوى سائر الاستحقاقات؟!
 
التمديد "أهون الشرّين"؟
 
يرفض المحسوبون على "التيار الوطني الحر" كلّ الانتقادات التي وُجّهت إلى الوزير باسيل وتكتل "لبنان القوي" على خلفيّة التصويت إلى جانب التمديد للبلديات، وبالتالي تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية، حيث يضعونها في خانة "الشعبوية" التي لم تعد تنطلي على أحد، خصوصًا أنّ القاصي والداني يدرك أنّ الانتخابات لم تكن واردة، وأنّ أيًا من الافرقاء لم يكن مستعدًا لإجرائها في ظلّ الظروف الحالية، ولو اختار أن يجاهر بعكس ذلك لأسباب "شعبوية".
 
بالنسبة إلى هؤلاء، فإنّ موقف "التيار" اختصره الوزير باسيل حين كان واضحًا بقوله إنّ الخيار لم يكن بين إجراء الانتخابات أو تأجيلها، وإنما بين التمديد للبلديات أو الذهاب إلى انتخابات "لن تحصل"، وبالتالي فالخيار كان عمليًا بين "التمديد والفراغ"، ولذلك فإنّ "التيار" اختار التمديد على الفراغ، لأنه يعتبر أنّ الفراغ في المؤسسات، ولا سيما البلديات، أكثر من خطير، علمًا أنّ هذا الموقف أيضًا هو كان المُنطلق الذي استند إليه في العام الماضي.
 
أما الحديث عن انتخابات "جزئية" كان يمكن أن تحصل، بحيث تُستثنى مناطق الجنوب حيث تدور مواجهات عسكرية من الانتخابات البلدية، لتُجرى بعد انتهاء الاعتداءات الإسرائيلية، فلا يجد صداه لدى "التيار"، ولو وُجِدت "سابقة" في العام 1998، لأنّ ما يجوز إبان الاحتلال لا يسري على سائر الظروف، ولأنّ هذا الخيار يقضي على "المساواة" بين البلديات، حيث تختلف ولايتها بين منطقة وأخرى، وهو ما لا يمكن أن يستقيم.
 
"مقايضة" يريدها باسيل؟
 
يرفض المحسوبون على "التيار" منطق المعارضة، الذي يعتبرونه "شعبويًا"، حيث يعتبرون أنّ التسليم به كان يمكن أن يزيد على التعقيد تعقيدًا، وبالتالي فإنّ ما فعله "التيار" لم يكن "طعنة للديمقراطية" كما حاول البعض أن يصوّرها، بل "إنقاذًا لها"، ولذلك يعتبر "العونيون" أنّ معارضيهم يحاولون "اقتناص الفرصة" لتسجيل النقاط في مرمى "التيار" لأهداف سياسية ومصلحية، أبعد ما تكون عن "المصلحة الوطنية" في هذه الظروف الدقيقة.
 
لكنّ ما يقوله "التيار" لا يبدو مقنعًا لكثيرين، خصوصًا في صفوف المعارضة، التي تقول أوساطها إنّ تطوّع باسيل لتشريع التمديد للبلديات، ليس مردّه الخوف من "الفراغ"، كما يقول، خصوصًا أنّ الحكومة تقول إنّها جاهزة، ووزير الداخلية يقول إنه جاهز، ولكنّ سببه الخوف من الانتخابات في هذه المرحلة، خصوصًا أنّ تقديرات "التيار" قبل استطلاعات الرأي، تشير إلى "تراجع في الشعبية" يخشى باسيل أن "تفضحه" الانتخابات.
 
أكثر من ذلك، ثمّة من يتحدّث عن "مقايضة" على خطّ التمديد، في إيحاء إلى أنّ باسيل قبض "ثمن" تصويته إلى جانب "الثنائي الشيعي" رغم توتر العلاقات بينه وبين "حزب الله"، علمًا أنّ هناك من يقول إنّه "حصل عليه سلفًا" في انتخابات نقابة المهندسين، فيما يرى آخرون أنّ تبعاته ستشمل الاستحقاق الرئاسي أيضًا، في ظلّ حوار بدأ "ينضج" بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قد تبدأ نتائجه بالظهور في الأيام القليلة المقبلة.
 
قد لا تكون الإجابة على سؤال إن كان باسيل قد خرج "رابحًا أم خاسرًا" من جلسة التمديد حاسمة. فبحسب "العونيّين"، الرجل "رابح" لأنّه تفادى "الفراغ" في المؤسسات، وابتعد عن "الشعبوية". لكن بحسب آخرين، فإنّه "خاسر" لأنّه "تموضع" بعكس إرادة الشارع المسيحي خصوصًا، وأعطى "خصومه" مادة للهجوم عليه. لكن بين هذا وذاك، يبقى "الحسم" مؤجّلاً برأي كثيرين، لحين معرفة ما حقّقه الرجل من "مكاسب" خلف الطاولة ربما! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: خصوص ا

إقرأ أيضاً:

جلسة طارئة لإعادة المنتخب

محمد الساعدي

لست هنا لأجل جلدٍ أو عتاب، ولا لأحمل صفات ناقدٍ محسوب على الساحة الرياضية. أنا مجرد مشجعٍ عُماني تغلي في داخله غيرة الوطن، ويتوارث حُب المنتخب كما يتوارث الأهالي رائحة البحر وصوت الأمواج في مدنهم الساحلية. نحن- أبناء هذا الوطن- نحلم بعودة كرةٍ كانت يومًا  متنفس للجماهير  العمانية.يومها أذكر المعلّق الكبير يوسف سيف علق على أحدى مباريات المنتخب. يقول: “منتخب عمان  لا يعرف الرجوع إلى الخلف…”.

فما الذي تغيّر؟

كيف تحوّل منتخب كانت المنتخبات العربية تحسب له ألف حساب، إلى منتخب يفقد بريقه، وتتسلل إليه الأخطاء في الدقائق الأخيرة كأنها لعنة ثابتة لا فكاك منها؟

لماذا تراجع ذلك الفريق الذي قدّم علي الحبسي ورفاقه نموذجًا للإصرار؟

اليوم لا نملك رفاهية الانتظار؛ ولذلك نحتاج خطة طوارئ، لا تمشي على استحياء، ولا تخشى أن تهدم من أجل أن تبني، ولا تتردّد في إعادة كل شيء إلى نقطة البداية من أجل مستقبل أوضح وأمتن.

أولًا: لجنة طوارئ وطنية لا مجاملة فيها. نعم، نحن بحاجة إلى لجنة استثنائية تضم خبراء محليين، ومدربين سابقين، ونجومًا حملوا قميص المنتخب بعرق وجهد، إضافةً إلى عقليات إدارية تُجيد اتخاذ القرار.

هذه اللجنة لا تكون شكلية ولا ورقية، بل تعمل في الميدان، وتشخّص المشكلات، وتضع جدولًا زمنيًا واضحًا، وتقدّم تقريرًا شهريًا للرأي العام.

ثانيًا: البحث عن المواهب، ليس فقط من مسقط وصحار وصلالة؛ فالمواهب الحقيقية قد تكون في ملعب ترابي في المضيبي، أو في ساحة المدرسة في محوت، أو في شاب من صور يركل الكرة كما يركل البحر أمواجه نحو الشاطئ.

إننا نحتاج مشروعًا وطنيًا للطواف في المحافظات، لاكتشاف جيل جديد قادر على أن يكتب سطرًا جديدًا في تاريخ المنتخب.

ثالثًا: معالجة عقدة الدقائق الأخيرة؛ إذ إن أكبر نزيف يصيب المنتخب هو غياب التركيز في اللحظات الحاسمة.

وهذا يحتاج إلى:

       •      مدربين متخصصين في الإعداد الذهني.

       •      تمارين مكثفة على سيناريوهات “آخر خمس دقائق”.

       •      تطوير اللياقة البدنية بحيث لا يسقط اللاعب قبل صافرة النهاية.

فكم مباراة خسرناها لأن الدقيقة الـ90 كانت خصمًا إضافيًا علينا؟!

رابعًا: إعادة صناعة المهاجم العُماني؛ فمُنذ سنوات ونحن نسمع أن منتخبنا ينقصه “اللمسة الأخيرة”. والحقيقة أن التهديف ليس موهبة فقط، بل علم يُدرّس:

       •      تدريبات تسديد يومية

       •      محاكاة لحالات انفراد

       •      تدريبات على اتخاذ القرار تحت الضغط

       •      مباريات داخل التدريب تُمنح فيها نقاط إضافية لمن يسجّل

وبدون مهاجم قوي، تظل كل الخطط مجرد كلام جميل.

خامسًا: الاستعانة بالخبرات السابقة ولو لفترة محدودة؛ حيث إن جيل 2007- 2010 لم يكن مجرد لاعبين؛ كانوا مدرسة في الروح والإصرار.

وجودهم اليوم، عبر المحاضرات، والبرامج المشتركة، والدعم النفسي، قد يُعيد بعضًا من ذلك البريق المفقود، وينقل خبرات لا يمكن لأي كتاب تدريبي تقديمها.

سادسًا: صناعة دوري أقوى، أو صناعة منتخب رغم ضعف الدوري؛ فإن كانت حجة بعض الوسط الرياضي هي ضعف الدوري، فدعونا ننظر للعالم.

فمثلًا منتخب فلسطين، رغم الظروف القاسية وقلة الإمكانات، قدّم ملحمة في كأس العرب.

إذن المشكلة ليست في الإمكانات؛ بل في الإرادة.

ويمكن تشكيل منتخب قوي حتى من دوري غير مثالي، عبر برامج معسكرات منتظمة، ورفع الجودة الفردية للاعبين، وخلق ثقافة تنافس جديدة.

وأخيرًا.. الكرة العُمانية تستحق الكثير، ونريد عُمان التي كانت تفرض حضورها.

مقالات مشابهة

  • الشعبية «التيار الثوري» تدعو لوقف إطلاق نار إنساني فوري
  • المعلوف على لوائح التيار؟
  • شمال الدلتا للكهرباء تعلن فصل التيار غدًا بمناطق كفر الشيخ للصيانة الدورية
  • الهلال والنصر والاتحاد والأهلي… خطط استراتيجية منتظرة لاقتناص صفقات عالمية
  • كهرباء المنوفية: فصل التيار الكهربائي عن منطقة المحكمة بالشهداء غدًا
  • باسيل في ذكرى جبران تويني وفرنسوا الحاج: أرواحهم ما زالت تقاتل فينا
  • باسيل: على الحزب الاعتراف انه لم يعد قادرا على حماية لبنان
  • انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة العبور السبت المقبل للصيانة
  • النائب أندريه العزوني ينتقد سياسات الحكومة والبنوك والفائدة
  • جلسة طارئة لإعادة المنتخب