خطر يتهدد مستقبل اليمن.. تصاعد "مخيف" لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
وصل مؤشر الأمية الأبجدية في اليمن قبل اندلاع الحرب الأخيرة إلى 45 في المئة، وتوقع خبراء خلال سني الحرب وصول المؤشر إلى 65 في المئة؛ فيما يؤكد آخرون أن المؤشر صار أكبر في ظل صعوبة الحصول على مؤشرات دقيقة، مع استمرار ارتفاع مؤشرات تسرب الأطفال من المدارس إلى أرقام كبيرة جدًا؛ وهو ما يصبح معه مستقبل اليمن مهددًا بما يضمن استمرار تجدد الحرب، وربما توطينها هناك لعقود؛ إذ أن جيلا سينشأ مهدر الحقوق؛ وستكون علاقته بالمستقبل سلبية؛ ما يعني أن كارثة الحرب الحقيقية في اليمن اليوم هي، في حقيقتها، تصاعد مؤشرات تسرب الأطفال من التعليم؛ لأسباب مرتبطة بثنائية العنف والفقر.
والتحذير هنا هو «أن جيلاً كاملاً معرض لخطر التخلف عن الركب؛ مع ما يترتب على ذلك من عواقب طويلة الأمد على تعافي البلاد وتنميتها».
وهنا نقول إن من أبرز تداعيات الحرب العبثية في اليمن، هو تصاعد مؤشرات تسرب الأطفال من التعليم وعدم التحاق أعداد كبيرة منهم بالمدرسة؛ وهو ما أكدته تقارير حديثة؛ الأمر الذي يمثل تفخيخًا لمستقبل البلاد؛ باستهدافها في أهم أدوات ومفاعيل صناعة الغد؛ وبالتالي ضمان بقاء البلد ضعيفًا، مهدر الطاقات، مفرغًا من قوى البناء والإعمار والتطوير، ليبقى معتمدًا على غيره.
وسجلت أحدث التقديرات وجود 4.5 مليون طفل خارج المدرسة، مع دخول البلد العام العاشر من الحرب، وكشفت أن ثلث الأسر، التي شملها استطلاع، أبلغت أن لديها طفل على الأقل تسرب من المدرسة، مع احتمالية تسرب الأطفال النازحين من المدرسة بمقدار الضعف مقارنة بأقرانهم، وأن الرسوم المدرسية الشهرية وتكلفة الكتب جعلت التعليم بعيد المنال بالنسبة للكثيرين، وفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة «إنقاذ الطفولة» في 24آذار/مارس الماضي.
فيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونسيف» في تقرير بتاريخ 10 نيسان/أبريل بعنوان «ردم الفجوة التعليمية بين الأطفال النازحين بسبب النزاع في اليمن» وفقاً للمسح العنقودي متعدد المؤشرات لعام 2023 أن «طفلا من كل أربعة أطفال في سن التعلم الأساسي لا يذهب للمدرسة، فيما يتوجب على أولئك الذين بمقدورهم الالتحاق بالمدرسة التعامل مع مشكلة اكتظاظ الفصول الدراسية، وكذا المعلمين المثقلين بالأعباء وغير المؤهلين».
وقالت يونسيف «وسط النزوح والظروف الاقتصادية القاسية، يلجأ أغلب الأطفال غير الملتحقين بالمدارس للانخراط في عمالة الأطفال أو في الأعمال المنزلية من أجل البقاء وإعالة أسرهم، ما يزيد من صعوبة تعويض سنوات التعليم الضائعة».
فيما ذكر تقرير منظمة «إنقاذ الطفولة» أن ثلث الأسر التي شملها الاستطلاع في اليمن لديها طفل واحد على الأقل تسرب من المدرسة في العامين الماضيين، على الرغم من الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2022 واستمر وضع خفض التصعيد عقب انفراط الهدنة، ومع ذلك، في حين انخفضت معدلات الضحايا، أفاد ثلاثة أرباع الطلاب (76 في المئة) أن شعورهم بالأمان لم يتزايد، حيث أشارت 14 في المئة من الأسر إلى العنف كسبب مباشر للتسرب من المدارس.
وقد أدى العنف المستمر والاقتصاد المنهار في اليمن إلى دفع ثلثي السكان إلى ما دون خط الفقر، ونزوح ما يقدر بنحو 4.5 مليون شخص أو 14في المئة من السكان، وقد نزح معظمهم عدة مرات.
وطبقًا لمنظمة «إنقاذ الطفولة» فإن الأطفال النازحين معرضون أكثر من غيرهم للتسرب من المدارس، وفي حين أن العودة إلى المنطقة الأصلية تقلل من تعرض الأطفال النازحين داخلياً للتسرب من المدارس بنسبة 20 في المئة؛ فإن استمرار انعدام الأمن يمنعهم من العودة إلى ديارهم.
وذكرت المنظمة أن «الرسوم المدرسية الشهرية وتكلفة الكتب المدرسية تجعل التعليم بعيد المنال بالنسبة للكثيرين، حيث أفادت 20 في المئة من الأسر أن هذه الرسوم لا يمكن تحملها. وقال أكثر من 44 في المئة من مقدمي الرعاية والأطفال الذين شملهم الاستطلاع إن الحاجة إلى دعم توليد دخل أسرهم كانت السبب الرئيسي وراء التسرب من المدارس».
طوارئ تعليمية
وقال محمد مناع، المدير القطري المؤقت لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن: «بعد تسع سنوات من هذا الصراع المنسي، نواجه حالة طوارئ تعليمية لم يسبق لها مثيل. يجب أن تكون آخر النتائج التي توصلنا إليها بمثابة دعوة للاستيقاظ، وعلينا أن نتحرك الآن لحماية هؤلاء الأطفال ومستقبلهم.
وعلى الرغم من أن الهدنة قللت من بعض أعمال العنف، إلا أنها لم تحقق على الإطلاق الاستقرار الذي تحتاج إليه العائلات بشدة لإعادة بناء حياتها. قبل كل شيء، تحتاج العائلات في اليمن إلى وقف رسمي لإطلاق النار».
وأضاف: «لا يمكننا أن نترك أطفال اليمن، الذين لا يتوقون إلى شيء أكثر من الأمان وفرصة التعلم يغيب عن بالهم مستقبل مليء بالاحتمالات. يستحق كل طفل في اليمن أن يكبر في ظل الأمن، والحصول على التعليم الجيد، والأفق المليء بالوعد. وكلما طال انتظارنا، أصبح من الصعب تحقيق تأثير طويل الأمد».
وحذرت المنظمة من تأثير أزمة التعليم على أطفال اليمن ومستقبلهم. وقالت: إن تأثير أزمة التعليم على أطفال اليمن ومستقبلهم عميق. وفي غياب التدخل الفوري، فإن جيلاً كاملاً من البشر معرض لخطر التخلف عن الركب، مع ما يترتب على ذلك من عواقب طويلة الأمد على تعافي البلاد وتنميتها.
ودعت جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك السلطات اليمنية والدول المانحة والمؤسسات والجهات الإنسانية الفاعلة، إلى معالجة هذه التحديات بشكل عاجل. ويشمل ذلك الالتزام بعملية سلام متجددة، وضمان حماية المدارس والطلاب، وزيادة التمويل للتعليم، وتوسيع نطاق التدخلات المتكاملة لحماية الطفل.
تأثر 2500 منشأة تعليمية
وقد أدت الحرب إلى تأثر ما لا يقل عن 2.500 منشأة تعليمية بالحرب. ولا يزال الأطفال في اليمن يدفعون ثمن هذه الحرب، بما في ذلك حياتهم.
وفي بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات (9 أيلول/سبتمبر) ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن خُمس المدارس في اليمن مغلقة بسبب الصراع المسلح الذي يعصف بالبلد منذ 9 سنوات.
وأشارت اللجنة إلى أن قطاع التعليم في اليمن يعاني أزمة حادة، إذ تشير الإحصائيات إلى أن منشأة تعليمية واحدة على الأقل من كل أربع منشآت تعليمية دُمرت أو طالَها ضرر أو استُخدمت لأغراض غير تعليمية، خلال سنوات الصراع الطويل.
وكانت اللجنة قد حذرت في تقرير مماثل في ذات المناسبة عام 2022 من أن حرمان الأطفال من التعليم على مدى سنوات ستكون له تبعات سيئة على المدى البعيد، نظرًا للأهمية التي يكتسيها التعليم، والدور المهم الذي يلعبه في مساعدة اليمن على التعافي والنهوض به بعد انتهاء الصراع.
وكانت منظمة «يونسيف» قالت إن أكثر من 4 ملايين طفل يمني بحاجة إلى دعم للحصول على التعليم، وإن 20 في المئة من المدارس الابتدائية والثانوية بجميع أنواعها مغلقة.
وقالت المنظمة، أيضًا إن مدرسين وطلابًا لقوا حتفهم أو أصيبوا في حين كانوا يتلقون التعليم أو يُدرّسون في مدارسهم أو في طريقهم إليها، بينما اضطر آلاف المدرسين إلى ترك عملهم بسبب عدم صرف رواتبهم.
كما أجبرت الأخطار والآثار الاقتصادية التي يخلفها النزاع آلاف الأسر على التوقف عن إرسال أبنائها إلى المدارس، خاصة الفتيات.
وينص القانون الدولي الإنساني على ضرورة أن تكفل أطراف النزاع اتخاذ جميع التدابير الضرورية لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
فيما أفاد تقرير سابق لمنظمة «إنقاذ الطفولة» عام 2021 أن واحد من كل خمسة أطفال شملهم الاستطلاع واجه حادثًا أمنيًا في طريقه إلى المدرسة، ما يعرض حياته وتعليمه للخطر. وتشمل هذه الحوادث عمليات الاختطاف أو محاولات الاختطاف، وتصاعد العنف، والمضايقات من قبل الغرباء.
وتحدثت تقارير أنه في السنوات الخمس الماضية، تعرضت أكثر من 460 مدرسة للهجوم، بما في ذلك التي وقعت في مرمى النيران المتبادلة. وكما ذكرنا آنفا فقد تضررت أكثر من 2.500 مدرسة، أو استخدمت كملاجئ جماعية للعائلات النازحة، أو احتلتها الجماعات المسلحة.
وقالت «إنقاذ الطفولة»: «الأطفال الذين تحدثنا إليهم يرسمون صورة قاتمة للغاية. يجب أن تكون المدارس ملاذات آمنة وليست مناطق حرب. اخترقت المدفعية الأسقف، ونصف الجدران المهدمة، وتحولت الفصول الدراسية إلى ركام، وهو ما تعنيه المدرسة للعديد من الطلاب في اليمن».
«لقد أبطلت الحرب عقودًا من المكاسب التعليمية للأطفال اليمنيين. ولا يمكننا أن نسمح بأن يتعرض تعليم الأطفال لمزيد من المخاطر. الأطفال هم مستقبل هذا البلد، وعلينا التأكد من حماية تعليمهم» وفقًا للمنظمة.
الأطفال الذين فروا من منازلهم بسبب العنف هم أقل عرضة للعودة إلى المدرسة مقارنة بالأطفال الآخرين. وأفاد ما يقرب من 75 في المئة من الأطفال النازحين أن المدارس في مسقط رأسهم تعرضت للهجوم، وأفادت التقارير أن أكثر من 40 في المئة من المدارس علقت الدراسة لأكثر من عام. ويعيش العديد من هؤلاء الأطفال، الآن، في مخيمات النازحين، حيث لا يمكنهم الحصول على التعليم.
وحتى في المناطق التي لم تتضرر فيها المدارس، فإن الخوف من الهجمات وتجنيد الأطفال في المدارس يثني الآباء عن إرسال أطفالهم إلى الفصول الدراسية.
ماذا تعني هذه الأرقام؟
كان لابد من إعادة قراءة هذه الأرقام والمؤشرات التي تكشف واقع الخراب الذي لحق بالعملية التعليمية تحت نير الحرب في اليمن؛ ليس على مستوى المباني والمرافق بقدر ما نريد قراءتها على مستوى الخطر الحقيقي؛ وهو تأثيرها على حاضر ومستقبل اليمن؛ باعتبار المستقبل هو نتاج أطفال وطلاب المدرسة اليوم. فكيف سيكون عليه حال مستقبل اليمن في ظل ما صار إليه حال تسرب الأطفال من المدارس؟
يؤكد رئيس منظمة «سياج» لحماية الطفولة في اليمن، أحمد القرشي، خطورة الوضع الذي أفرزته الحرب على صعيد معاناة أطفال اليمن، وخاصة على صعيد التسرب من التعليم، وعدم الالتحاق بالمدرسة.
وقال لـ«القدس العربي»: حسب تقديرات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات فإن أكثر من أربعة ملايين طفل يمني خارج المدارس، وهؤلاء ممن هم في سن التعليم، والعدد مرشح إلى أن يصل إلى ستة ملايين طفل.
واعتبر أن «هذه تمثل كارثة؛ لأن هذا العدد يمثل تقريبًا أكثر من نصف الأطفال الذين هم في سن التعليم الأساسي والثانوي في اليمن. وهذه إشكالية خطيرة؛ لأنها لا تهدد فقط حاضر الأطفال بل ومستقبلهم ومستقبل البلد؛ فالمشكلة لا تتعلق فقط بحقوق الطفل في التعليم، ولكنها تمس، أيضًا، بمستقبل البلد اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وأمنيًا وعلى صعيد الوحدة الداخلية بالنسبة لليمن فيما بعد الحرب.
المشكلة المترتبة على عدم حصول الأطفال اليوم على التعليم، ستستمر تلازمهم مدى الحياة؛ لأنهم سيكونون أشخاصًا أميين، أو غير متعلمين في المستقبل القريب، وهذا كما أسلفت سيؤثر على مختلف مناحي الحياة، وخاصة في بلد ممزق تنهشه الحرب منذ قرابة عشر سنوات» حسب القرشي.
وتابع: «وبالتالي فإن عدم التحاق الأطفال بالتعليم اليوم سيجعل من الصعب على هؤلاء الأطفال في المستقبل أن يكونوا جزءًا من عملية التنمية وإعادة الإعمار وبناء السلام في اليمن ما بعد الحرب. وهذه مرحلة ستكون بالغة الحساسية، ولن تقل خطورة وأهمية عن هذه المرحلة. إذا كنا اليوم نتحدث عن المساعدات الطارئة والغذاء والمأوى فإننا في المستقبل سنتحدث عن الأمن والاستقرار والتنمية، وهذا سيكون بعيد المنال».
تعكس المؤشرات الأخيرة لتسرب الأطفال اليمنيين من التعليم المخاطر المحدقة بمستقبل البلد؛ لأن الكثير من حقوق الإنسان مرتبطة بالتعليم. يوضح القرشي: الذي فقد تعليمه لن يستطيع أن يعيش بشكل جيد في المستقبل؛ لأن التعليم هو عماد الحياة. الكارثة الأكبر أن هذا الانتهاك أو هذا الفقد للحق هو لا يمثل تهديدًا لحق الإنسان ولحق هذا الطفل فقط، ولكنه يمثل تهديدًا لمستقبل اليمن برمته؛ لأن أربعة ملايين شخص أو أكثر من خمسة ملايين شخص سوف ينضمون إلى قافلة الأمية المرتفعة جدًا في اليمن، وهؤلاء يُفترض أن يكون البلد معتمدا عليهم فيما بعد الحرب، لكنهم لن يكونوا أشخاصًا قادرين على المشاركة في الإنتاج وبناء السلام والتنمية وإعادة الإعمار.
هذه إشكالية كبيرة سوف تجعل هؤلاء الشباب في مستقبل تحمل المسؤولية صيدًا سهلًا للجماعات المسلحة والجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية وغيرها؛ نظرا لأنهم غير متعلمين. هذا التهديد سيلحق ضررا بالمنظومة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية في البلد. وستمثل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين والإقليمي على مستوى الملاحة الدولية وعلى مستوى الاستقرار؛ لأن استقرار اليمن ينعكس على استقرار المنطقة برمتها. وبالتالي نحن أمام كارثة متعددة الأطراف، وليست المسألة محصورة فقط في أطفال يفقدون حقهم في التعليم. هؤلاء الذين يفقدون حقهم في التعليم سيكونون كارثة على اليمن وعلى المنطقة في المستقبل، وفقا للقرشي.
واستطرد: «نحن نرى مآلات ما وصل إليه اليمن اليوم في ظل الاحتراب رغم أن الذين يشاركون في هذه الحرب نالوا حظًا من التعليم والتثقيف والاستقرار النفسي والعاطفي، ومع ذلك نجد أن وضع اليمن الآن كارثي؛ فما بالك إذا كان هذا الوضع سيكون في ظل أشخاص تعرضوا لكافة صنوف الانتهاكات والجرائم خلال العشر السنوات من الحرب، وما زالوا يتعرضون لها، ثم لم ينالوا حظهم من التعليم، هؤلاء سيكونون غير قادرين على تحمل المسؤولية؛ لأنهم أميون في بلد فقير مدمر بسبب الحرب».
ويعتقد القرشي «أن ما يحصل في هذا الشأن يصب في خدمة الأجندة التي تسعى إلى أن يظل اليمن ممزقًا وضعيفًا ومتخلفًا، وغير قادر على القيام بشؤونه أو أن يتعافى بشكل جيد مما ألحقته به الحرب خلال عشر سنوات».
«هناك سياسة ممنهجة تستهدف تجهيل الأطفال حتى الذين هم ملتحقون بالمدارس؛ فهؤلاء لا ينالوا حقهم في التعليم، نحن أيضا أمام نسبة ضبابية من الذين هم محسوبين بأنهم ملتحقون بالتعليم، لكنهم في الحقيقة لا ينالون تعليمًا حقيقيًا» حسب القرشي.
الأسباب والعوامل
وهنا يؤكد رئيس مؤسسة «سياج» لحماية الطفولة أن المشكلة لا تقتصر على مَن لم يلتحقوا بالمدرسة، بل أيضًا على مَن هم ملتحقون بالتعليم.
وقال: «هذه الحرب أدت إلى أن الجميع يعاني، وكثير من الناس الآن غير قادر على أن يذهب بأطفاله إلى المدارس. هؤلاء الأطفال يتسربون ويذهبون إلى أسوأ أشكال عمالة الأطفال والتجنيد والاستغلال الجنسي والزواج المبكر والأعمال ذات الخطورة البالغة على صحة وكرامة وحياة الأطفال بشكل كبير جدًا. وهذه ستكون ندوب وعاهات نفسية وثقافية واجتماعية ستلازمهم مدى الحياة للأسف الشديد. وستلقي بظلال بالغة السوء على اليمن لعقود قادمة للأسف».
وأضاف «إن الاحتراب من أبرز العوامل التي ساهمت في تصاعد مؤشرات التسرب من التعليم في اليمن في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى حالة النزوح. لدى اليمن زهاء خمسة ملايين شخص نزحوا خلال العشر السنوات الماضية، سبعين في المئة منهم من أطفال ونساء. هؤلاء الأطفال غالبيتهم لم ينالوا حقهم في التعليم.
وأشار إلى أن الذين ذهبوا إلى المدارس سواء من النازحين أو غيرهم من أطفال اليمن في ظل التمزق، وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية لا يتلقون تعليمًا؛ فإما أن يكون المدرسون غير متوفرين، أو المنهج غير متوفر، أو تم التلاعب بالمناهج الدراسية، أو تم استخدام المدارس والمراكز الصيفية لأغراض وأجندة بعيدة عن التعليم، أو لا تخدم العملية التعليمية بقدر ما تخدم أجندات سياسية وأيديولوجية وفكرية من شأنها خدمة الاحتراب واستمرار حالة الحرب أكثر من خدمة العملية التعليمية؛ وهذا لا يقتصر على جماعة بعينها فقط؛ لأنه يتم من خلال المدارس والمراكز الصيفية والإذاعات المدرسية والمناهج الدراسية التي تم تحريفها وتجريفها للأسف الشديد، تغذية ثقافة الانقسام، والعنصرية، والتخوين، والعدوانية، وعدم تقبل الآخر، بمعنى أنها لا تخدم التعايش والسلام في اليمن».
منظمات المجتمع المدني
أما دور منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بالأطفال سواء اليمنية أو المنظمات الدولية بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة يعتقد القرشي «أن الكل يعترف بأن هناك قصورا فادحا في خدمات حماية حقوق الطفل، وفي مقدمتها الحق في الحياة والأمان والتعليم والصحة، وخدمات الرعاية الاجتماعية. هذه الخدمات تكاد تكون منعدمة، وما هو متوفر منها هو متوفر بشكل بسيط جدًا في عواصم بعض المحافظات، وربما يكون منحصرًا على صنعاء وعدن وبعض المحافظات، وهي خدمات بسيطة، لكن لا تجد هذه الخدمات متوفرة في أغلب المحافظات اليمنية».
ودعا منظمات المجتمع المدني المعنية بالأطفال إلى إيجاد برامج حقيقية قادرة على أن تنتزع اليمن مما هو فيه. وقال: أعتقد أن دور منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات الدولية حاليًا، ضعيف جدًا؛ لأسباب عديدة، من ضمنها محدودية التمويل، وعدم وجود رقابة حقيقية على هذا التمويل، وعدم توجيه واستيعاب المنح بشكل حقيقي من قبل المؤسسات الحكومية اليمنية، أو في الفساد المستشري والكبير جدًا، الذي يذهب بنسبة كبيرة من أموال المساعدات الإنسانية إلى غير مستحقيها، بما في ذلك ما يتم نهبها ومصادرتها من مواد عينية كأغذية وأدوية وأموال أيضًا. خلال عشر سنوات تكونت شبكات مصالح أضرت بمنظومة العمل الإنساني ومنظومة العمل الحقوقي، ونحن الآن نجني ثمارها».
المعالجات
ويرى أحمد القرشي أن «كل المعالجات ستكون قاصرة في ظل انعدام وجود سلام حقيقي ودولة أو حكومة مسيطرة، ولديها الامكانات والقدرة وباسطة نفوذها، وتمارس صلاحيتها على التراب الوطني بالكامل، هناك استجابة لكنها تكون معالجة ترقيعية وغير مجدية إلى حد كبير، لأنها لا تعالج أساس المشكلة. لكن حتى ذلك الحين يفترض أن لمنظمات المجتمع المدني دور كبير جدًا، ولا نتجاهل دور الحكومة التي يفترض أن تكون قادرة على أن تقدم التسهيلات للأسف الشديد».
وأردف: أرجو أن نكون قادرين خلال المستقبل القريب والسنوات المقبلة، أن نقدم معالجات وحلولا حقيقية. يفترض أن تكون العملية التعليمية في اليمن بعيدة عن الحرب وبعيدة عن الصراع، يفترض توفير بيئة تعليمية تعزز اللحمة الوطنية والتعايش والسلام وتنبذ العنف والتطرف والعنصرية والكراهية. هذه كلها يجب أن تكون متوفرة. نحن بحاجة إلى أن تكون هناك حزمة معالجات، وليس فقط مجرد أننا نوفر معلما أو معلمة هنا أو هناك رغم أن هذا مهم، ولكن نحن بحاجة إلى أن تكون هناك معالجات شاملة لنستطيع الإحاطة بالداء بقدر المستطاع».
مما سبق؛ نخلص إلى أن اليمن يغرق في أتون التمزق والتشظي؛ وهو الواقع الذي قاد إليه ويكرّسه اختلال واقع التعليم، وما ترتب ويترتب عليه من قصور في الوعي المدني، وما نتج وينتج عنه من بيئة غير مستقرة ملتهبة بالعنف وتغذي الفقر، ومهيئة لتسرب الطلاب واستغلال التعليم وتوظيفه سلبيًا بما يعزز ثقافة الانقسام والكراهية والبطالة بأشكالها؛ وهي ثقافة تكرّس عجز القدرات، وبالتالي وانطلاقًا من الواقع اليمني الراهن فمؤشرات تسرب الأطفال من المدارس خلال الحرب تؤكد تراجع مساهمة جيل كامل في البناء والإعمار المستقبلي لليمن، واحتمالية تحول هذا الجيل إلى إعاقة حقيقية تكرّس التخلف والجريمة، التي قد تتجاوز اليمن للمنطقة؛ وبالتالي فاليمن في حاجة ماسة ليس لإيقاف الحرب عاجلا فقط وإنما أيضا لإقرار سلام حقيقي يفضي إلى دولة مدنية حديثة؛ يصبح التعليم ضمن أولوياتها، التي تعالج من خلالها، جوهر التخلف، وفق استراتيجية تدرك جيدًا أهمية التنوع والتعايش، وما يتطلب ذلك من معرفة وثقافة وتعليم يستوعب احتياجات المستقبل، بموازاة إعادة الاعتبار لثقافة الولاء للوطن واحترام المواطنة؛ ما لم يحصل فالمستقبل سيكون عبارة عن حلقات متجددة من الصراع؛ لأن بؤر الصراع وثقافة القوة والكراهية ما زالت حاضرة كعنوان للتخلف والجهل؛ وهي الثنائية التي تمثل جذوة محرقة الحرب.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أطفال التعليم الأمم المتحدة حقوق منظمات المجتمع المدنی الأطفال النازحین حقهم فی التعلیم الأمم المتحدة إنقاذ الطفولة الأطفال الذین هؤلاء الأطفال مستقبل الیمن أطفال الیمن على التعلیم فی المستقبل فی المئة من من التعلیم من المدارس بما فی ذلک على مستوى أطفال فی فی الیمن الیمن فی أن تکون تسرب من أکثر من ذلک من إلى أن
إقرأ أيضاً:
15 طالبًا حد أدنى وحوافز للمعلمين.. ”التعليم“ تطرح القواعد التنظيمية لفصول ومدارس الموهوبين-عاجل
طرحت وزارة التعليم عبر منصة ”استطلاع“ مشروع القواعد التنظيمية لفصول ومدارس الموهوبين، وذلك بهدف إرساء إطار تنظيمي واضح يضمن اتساق العمل وجودته وعدالته في تقديم الخدمات التعليمية للطلبة الموهوبين، ويتيح لإدارات التعليم فتح هذه الفصول بمختلف نماذجها وفقًا لمعايير معتمدة.
بيئة تعليمية متمايزة تلبي احتياجات الموهوبين
أخبار متعلقة فتح القبول في السنة التأهيلية للصم وضعاف السمع بجامعة طيبةحالة الطقس.. رياح مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من 5 مناطقتقوم فكرة فصول الموهوبين على تجميع الطلبة ذوي القدرات العالية في فصول دراسية ملحقة بمدارس التعليم العام، ويُقدم لهم تعليم متمايز من حيث المناهج وأساليب التدريس، بما يتيح لهم التعمق في المواضيع بوتيرة تناسب قدراتهم، وتطوير إمكاناتهم ضمن بيئة محفزة على الإبداع والتفكير النقدي.
وتهدف هذه الفصول إلى تطوير المعارف والمهارات والسمات الشخصية للطلبة، بما يتواءم مع رؤية المملكة في إعداد جيل منافس عالميًّا. وتتميز بتقديم برامج إثرائية متنوعة، تعزز الجوانب العقلية والمهارية والبحثية للطلبة، وتربطهم بمؤسسات أكاديمية وتخصصية داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى دعم مشاركتهم في المنافسات المحلية والدولية.
هيكلة تنظيمية دقيقة للفصول
تُعرف فصول الموهوبين، بحسب الوثيقة، كوحدة تنظيمية تتبع المدرسة الملحق بها تلك الفصول، وتخضع للإشراف الفني من إدارة تنمية القدرات في إدارات التعليم. وتنقسم النماذج المطروحة إلى نوعين رئيسيين: فصول الموهوبين العامة، وهي تحت إشراف كامل من إدارة التعليم، وتخدم الطلبة من ذوي القدرات العقلية المرتفعة المصنفين وفق مقاييس الوزارة، وفصول الموهوبين التخصصية، التي تُدار بالشراكة مع جهات مختصة «كالمؤسسات الأكاديمية أو الثقافية أو التقنية»، وتستهدف الطلبة الموهوبين في مجالات أدائية أو فنية أو تقنية.
ضوابط صارمة لفتح الفصول وإغلاقها
وفقًا للضوابط التنظيمية، يُفتتح فصل للموهوبين عند توفر عدد لا يقل عن 15 طالبًا ولا يزيد عن 20، فيما يُغلق إذا قلّ عدد الطلاب عن 12 لمدة عامين متتاليين. ويُعد فصل الموهوبين ضمن ميزانية المدرسة، وتقوم الجهة المختصة في إدارة التعليم بإعداد خطة البرامج وسياسة القبول.
بيئة تعليمية متطورة ومتطلبات متكاملة
شددت وزارة التعليم على ضرورة توفر بيئة مدرسية ملائمة لفصول الموهوبين، بدءًا من توافر مقر مناسب مجهز بالتقنيات الحديثة، ومبنى حديث مكتمل المرافق، ووصولًا إلى توفير النقل المدرسي والخدمات التعليمية والصحية والإدارية والأمنية. كما ألزمت الجهات المشاركة في الفصول التخصصية بتجهيز الأدوات والمرافق التي تخدم البرامج المقدمة.
ومن اللافت أن الفصول التخصصية تعامل معاملة المدارس الخاصة من حيث الصلاحيات التقنية، ما يتيح لها استخدام منصات تعليمية متنوعة بما يحقق جودة العملية التعليمية.
تشكيلات إدارية بتأهيل خاص
تشمل التشكيلات المدرسية لفصول الموهوبين منسقًا ومعلمًا مخصصًا، يتم اختيارهما وفق ضوابط دقيقة، أبرزها الأداء الوظيفي المرتفع، والخلفية العلمية، وحضور الدورات التدريبية المتخصصة في مجال رعاية الموهوبين، والاطلاع على برامجهم وخدماتهم. وتُعطى الأولوية للمعلمين الحاصلين على رخصة مهنية سارية من هيئة تقويم التعليم والتدريب.
ويحتفظ مدير المدرسة بصلاحية استبدال معلم فصل الموهوبين إذا لم يُحقق مستوى الأداء المطلوب، أو تعارض أداؤه مع مستهدفات الفصل.
حوافز تحفيزية للمعلمين والمنسقين
شملت القواعد التنظيمية مجموعة من الامتيازات والحوافز التي تهدف إلى جذب الكفاءات وتقدير جهودها. فالمعلم يُعفى من الإشراف اليومي والمناوبة وحصص الانتظار، ويحظى بأولوية المشاركة في الفعاليات الدولية، وتُخفض أعباؤه التدريسية وفقًا لخبرته وتخصصه. أما منسق الموهوبين، فيُعفى من الأنشطة الإدارية، بما يُمكّنه من التركيز على دعم الطلبة ومتابعة البرامج.
سياسة قبول شفافة تستند إلى أدوات دقيقة
نظمت الوثيقة سياسة قبول الطلبة في فصول الموهوبين لتكون شفافة وعادلة، حيث تُبنى على نتائج مقاييس معتمدة، إلى جانب أدوات أخرى مثل سجل الإنجازات، المقابلات الشخصية، استمارات الترشيح، وتوصيات المعلمين. وتكلف المدارس لجانًا خاصة للمفاضلة، مع التزامها بخطة توعية شاملة للطلبة وأولياء أمورهم.
كما أتاحت الوزارة إمكانية انتقال الطلبة المستوفين للشروط مع بداية أي فصل دراسي، بينما أعطت المدارس الحق في استبعاد الطالب إذا لم يُظهر التقدم المطلوب، رغم تطبيق الخطط العلاجية والإثرائية.
مناهج إثرائية وخطط مرنة
أكدت وزارة التعليم على ضرورة التزام المدارس بتطبيق الخطط الدراسية المعتمدة من المركز الوطني للمناهج، مع إمكانية تقديم برامج إثرائية مرخصة، وزيادة عدد الساعات التعليمية بحسب الحاجة. ويشمل ذلك تطبيق استراتيجيات تعلم مرنة، ودعم مهارات التفكير العليا، وتقديم خدمات مثل التسريع الأكاديمي، والتلمذة في مجالات متخصصة، والإرشاد النفسي والاجتماعي.
مؤشرات أداء ومتابعة مستمرة
تخضع فصول الموهوبين لمتابعة دقيقة من إدارات التعليم، وتُعد تقارير أداء سنوية تُرفع للجهات المختصة في الوزارة. ويُفضل أن تكون المدارس المحتضنة لفصول الموهوبين مصنفة ضمن مستويات الأداء المتقدمة أو المتميزة. وتُوضع خطط علاجية عند رصد انخفاض في تحصيل الطلبة أو ضعف في الإقبال على هذه الفصول.
وفي حال الحاجة إلى إغلاق فصل موهوبين، تُقدم الجهات المختصة مبرراتها إلى مدير التعليم لدراستها والبت فيها، بما يضمن عدم تأثر مصلحة الطلبة.
وضمن جهود وزارة التعليم في رعاية الطلبة الموهوبين، طرحت الوزارة تنظيما شاملا لمدارس الموهوبين بهدف إلى تطوير قدراتهم وتقديم بيئة تعليمية محفزة تواكب احتياجاتهم المتقدمة، وتسهم في إعدادهم للمنافسة على المستوى المحلي والعالمي.
مدارس بفلسفة خاصة
تقدم مدارس الموهوبين خدمات تعليمية للطلبة الذين تم تصنيفهم وفق معايير معتمدة من الوزارة، باستخدام مناهج مرنة وأساليب تدريس مبتكرة تعتمد على التفكير الإبداعي والتعلم القائم على التقنية. وتستهدف هذه المدارس تعزيز القيم، وتطوير المهارات، وربط الطلبة بالمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية، مع التركيز على البرامج الإثرائية والبحث العلمي.
اختصاصات وأنواع المدارس
تنقسم مدارس الموهوبين إلى نوعين: مدارس عامة تشرف عليها إدارات التعليم وتخدم الطلبة ذوي القدرات العقلية العالية.، أو مدارس تخصصية تشرف عليها جهات مشاركة بالإضافة إلى إدارات التعليم، وتخدم الطلبة في مجالات متنوعة كالرياضة والفنون والعلوم والتقنية.
وتشمل مهام المدرسة تقديم الرعاية الأكاديمية والاجتماعية والنفسية، والتأهيل للمسابقات المحلية والدولية، إضافة إلى تمكين الطلبة من التسريع الأكاديمي وفق السياسات المعتمدة.
معايير وضوابط دقيقة لافتتاح المدارس
تنص القواعد التنظيمية على افتتاح مدرسة واحدة لكل مرحلة تعليمية في كل إدارة تعليم، شريطة استيفاء عدد طلاب لا يقل عن 60 طالبًا في السنة الأولى. كما تسمح اللوائح بدمج المراحل الدراسية في مبنى واحد وفق الطاقة الاستيعابية، وتشترط توافر البنية التحتية الحديثة والخدمات المساندة كالنقل المدرسي والأنظمة التقنية.
ويتم إغلاق المدرسة إذا قل عدد طلابها عن الحد الأدنى بعد ثلاث سنوات من التشغيل.
كوادر مؤهلة ومفاضلة دقيقة
تشدد الضوابط على اختيار مدير المدرسة ومعلميها وفق معايير دقيقة تشمل الأداء المهني والخبرة السابقة في التعليم ورعاية الموهوبين، إلى جانب اجتياز المفاضلة وحضور البرامج التطويرية. ويمنح المعلمون في هذه المدارس امتيازات متعددة منها تخفيض النصاب التدريسي، والإعفاء من المناوبة والندب، وأولوية الترشيح للمشاركات المحلية والدولية.
سياسة قبول شفافة
تخضع عملية القبول في مدارس الموهوبين إلى سياسات واضحة تعتمد على اجتياز المقاييس المعتمدة، ومقابلات شخصية، وسجلات الإنجاز، وتوصيات المعلمين. وتشارك الجهات التخصصية في وضع معايير القبول للمدارس التخصصية، مع التأكيد على تكافؤ الفرص وشفافية الإجراءات>
كما يحق للمدرسة استبعاد الطالب الذي لا يحقق التقدم المطلوب رغم تقديم الخطط العلاجية.
أساليب تدريس متقدمة وخطط فردية
تعتمد مدارس الموهوبين على خطط دراسية خاصة صادرة من المركز الوطني للمناهج، مع إمكانية إضافة برامج إثرائية مرخصة. وتشمل الأساليب المقدمة خدمات الإرشاد الأكاديمي والنفسي، والتلمذة، والتسريع الأكاديمي، والخطط الفردية لتلبية الفروق الفردية.
وتتمتع المدارس بصلاحيات موسعة تشبه المدارس الخاصة في تحديد ساعات العمل والتقويم الدراسي بما يتماشى مع مصلحة العمل.
التزامات ومؤشرات أداء
تلتزم المدارس بتحقيق مؤشرات أداء عالية في التصنيفات الوطنية، وترفع تقارير سنوية للوزارة. وفي حال تدني الأداء، تُلزم الجهات المختصة بوضع خطط علاجية، أو رفع مبررات الإغلاق إن استدعى الأمر.
شراكات ودعم متعدد الجهات
تتعاون إدارات التعليم مع جهات حكومية وخاصة وغير ربحية لدعم مدارس وفصول الموهوبين، بينما تشارك الجهات التخصصية المشرفة على المدارس في تطوير المناهج وتوفير أدوات التعليم وتدريب الكوادر.