يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائيليين أوهام تحرير الرهائن وهزيمة حماس
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
يحلل رونين بيرغمان في مقال نشره الأحد في صحيفة يديعوت أحرونوت المشهد السياسي الإسرائيلي في ظل استمرار الضغوطات على حكومة نتنياهو بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس.
في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يقول الخبير الإسرائيلي في الشؤون العسكرية والأمنية، رونين بيرغمان، إن تقديم الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو عملية اجتياح رفح على أنها ستحقق هدفي الحرب، وهما القضاء على حماس واستعادة الأسرى، ليس سوى أوهام.
ويقول بيرغمان، إن وزير الدفاع يوآف غالانت كان قد قال قبل اجتياح خان يونس إن الهجوم سيخدم استعادة الأسرى واغتيال يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة. وبعد الهجوم لم تغير حماس مواقفها وتبين زيف الادعاء أن الضغط العسكري هو الحل، حسب بيرغمان. ولم تستطع إسرائيل العثور على يحيى السنوار.
ويتابع بيرغمان، أنه إذا مضى الجيش الإسرائيلي قدمًا واجتاح رفح، فإنه قد لا يجد أي محتجز إسرائيلي هناك حيًا: "قد لا يكون لدينا أسرى أحياء إذا هاجم الجيش رفح وحينها لن يكون لدى نتنياهو ما يبيعه للإسرائيليين".
نتنياهو "مرعوب ومتوتر".. وواشنطن تحاول منع "الجنائية الدولية" من إصدار مذكرة اعتقال ضدهويضيف المحلل الإسرائيلي، أن المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل يعلمان أن ساعة "انكشاف بيع الأوهام للإسرائيليين اقتربت، بعد أن ضللوا المجتمع على مدار أشهر طويلة، واليوم نحن أمام مفترق طرق، فإما الصفقة أو رفح".
ويتابع بأن الجمهور "سيعلم أن الحكومة والأمن تعاملوا معهم كما السحرة والمشعوذين عبر استخدام آلهة للإلهاء والدجل، والإعلام إحدى أدوات ذلك".
والأحد، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت مجددًا أن إسرائيل "ملتزمة بالقضاء على حماس وإعادة الرهائن". وقال غالانت خلال زيارة لقاعدة "بالمخيم" العسكرية: "نحن نعمل على هاتين المهمتين، وأنا مصمم على إنجازهما معاً، مهما طال الزمن، ولكن يجب علينا تنفيذ هذه المهمة".
إسرائيل بدأت "بالنزول عن الشجرة"يقول بيرغمان، إن نتنياهو باع الوهم للإسرائيليين على مدار الأشهر الماضية بأن الضغط العسكري سيسهم في استعادة الأسرى، وهذا ما لم يحصل. بل حماس هي التي لم تغيّر مواقفها منذ العرض الذي قدمته قبل 5 أشهر وإسرائيل هي التي بدأت بالنزول عن الشجرة، حسب المحلل.
سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن اجتياح رفح فلا يحق لحكومتكم الاستمرارويضيف بيرغمان، أن مسؤولًا إسرائيليا أخبره أن ثمن الصفقة الذي سيتحتم على إسرائيل دفعه آخذ في الارتفاع مع مرور الوقت.
حتى أن الجيش الإسرائيلي، حسب بيرغمان، غيّر موقفه من فصل شمالي القطاع عن جنوبه من خلال ممر فاصل. فبعد أن كان من أشد الداعمين للخطوة، بات الجيش يطالب بإلغاء الفصل.
المصادر الإضافية • يديعوت أحرونوت
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث "عدوان الإمارات" لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية ويعاقب عليها بالسجن 15 عامًا بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تنسوا حماس إسرائيل حركة حماس رفح - معبر رفح صفقة هدنة بنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى مظاهرات إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى مظاهرات إسرائيل حركة حماس رفح معبر رفح صفقة هدنة بنيامين نتنياهو إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى مظاهرات بنيامين نتنياهو الشرق الأوسط قصف إعصار روسيا السياسة الأوروبية یعرض الآن Next اجتیاح رفح
إقرأ أيضاً:
إسرائيل على خط النار.. خطة احتلال غزة تفجّر إدانات دولية وكوريا الشمالية تدين وترامب يلمّح ونتنياهو يخطط
في خضم تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، فجرت خطة إسرائيل المعلنة لاحتلال كامل قطاع غزة موجة من الإدانات والجدل الدولي، حيث تباينت المواقف بين حذر أمريكي، وإدانة قاطعة من كوريا الشمالية، وتحذيرات خبراء استراتيجيين من تداعيات كارثية قد تمتد خارج حدود القطاع. وبينما تواصل إسرائيل تبرير خطتها تحت ذريعة القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن، تتصاعد الأصوات المحذرة من أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي، وتهدد بإشعال المنطقة من جديد.
كوريا الشمالية.. "انتهاك صارخ للقانون الدولي"أصدرت وزارة خارجية كوريا الشمالية بيانًا شديد اللهجة، وصفت فيه إعلان إسرائيل نيتها السيطرة على غزة بالكامل بأنه "عمل إجرامي يخرق القانون الدولي بشكل واضح".
وجاء في البيان وفق ما نقلته وكالة الأنباء الكورية أن غزة "جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المعترف بها دوليًا"، وأن أي محاولة لتغيير وضعها السيادي أو السكاني "لن يُسمح بها تحت أي ظرف".
وأكدت بيونغ يانغ أن الخطوة الإسرائيلية ستزيد من حدة الأزمة الإنسانية في القطاع، وستؤدي عمدًا إلى زعزعة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وطالبت تل أبيب بوقف هجومها المسلح فورًا والانسحاب الكامل من غزة، مذكّرة بأنها لم تعترف يومًا بإسرائيل، فيما تربطها علاقات تاريخية وثيقة مع فلسطين.
رسائل دبلوماسية وتعزيز للعلاقات مع فلسطينفي خطوة متزامنة مع موقفها الرسمي، بعثت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون-هي، رسالة تهنئة إلى وزيرة الخارجية الفلسطينية الجديدة فارسين شاهين، أعربت فيها عن أملها في "تطوير العلاقات الودية وتعزيز التعاون الثنائي" بين البلدين، ما يعكس رغبة بيونغ يانغ في إظهار دعم سياسي ومعنوي واضح للقضية الفلسطينية.
ترامب.. تذكّروا 7 أكتوبرعلى الجانب الأمريكي، اتخذ الرئيس دونالد ترامب موقفًا حذرًا خلال مقابلة مع موقع "أكسيوس"، حيث تهرب من إعلان دعمه أو رفضه الصريح للخطة الإسرائيلية، مكتفيًا بالقول: "تذكّروا 7 أكتوبر"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل.
وبحسب الموقع، فإن تصريحات ترامب بدت كأنها تلمح إلى تفهم مبررات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ضرورة زيادة الضغط العسكري على حماس. وأكد ترامب أن "استعادة الرهائن في الوضع الحالي أمر بالغ الصعوبة"، وهو ما فُسر على أنه تبرير ضمني لاستمرار العمليات العسكرية، حتى دون إعلان دعم مباشر لاحتلال غزة.
معارضة داخلية إسرائيلية وتحذيرات عسكريةالمفارقة أن الخطة التي يتبناها نتنياهو تواجه اعتراضات من بعض القادة العسكريين الإسرائيليين أنفسهم، الذين يخشون أن أي عملية شاملة في غزة قد تعرض حياة الرهائن المحتجزين لدى حماس للخطر.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن التخطيط لاحتلال غزة وإجلاء المدنيين قد يستغرق عدة أسابيع، وهو ما يمنح فرصة لمحاولة التوصل إلى اتفاق تبادل رهائن أو وقف لإطلاق النار قبل بدء الهجوم.
كشف ترامب أنه أجرى مكالمة "جيدة" مع نتنياهو، أكد فيها الأخير أن هدف العملية هو "القضاء على ما تبقى من معاقل حماس في غزة، وإطلاق سراح الرهائن".
في المقابل، يرى مراقبون أن مثل هذه الأهداف المعلنة قد تخفي أجندة سياسية أوسع، تشمل تغيير موازين القوى في القطاع وإعادة رسم خريطته السكانية.
في موازاة التحركات العسكرية، عقد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اجتماعًا في جزيرة إيبيزا الإسبانية مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب والإفراج عن جميع الرهائن.
ويرى محللون أن هذه الاجتماعات قد تمثل نافذة أخيرة للحل السياسي قبل أن تتدحرج الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة واسعة النطاق.
اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، وصف الخطة الإسرائيلية بأنها "جريمة سياسية وعسكرية مكتملة الأركان" بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنها تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. أوضح السيد أن هذه الخطوة ليست إلا محاولة لفرض أمر واقع جديد عبر القوة العسكرية، بهدف القضاء على أي أفق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
أضاف السيد أن إسرائيل تطبق سياسة "الأرض المحروقة" في غزة، عبر تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية، ما يخلق بيئة طاردة للحياة ويدفع السكان نحو النزوح القسري.
اعتبر أن هذه الممارسات تحمل أبعادًا تطهيرية، تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية والسياسية للقطاع.
حذر السيد من أن احتلال غزة بالكامل سيخلق بيئة خصبة لتصاعد العنف، ويمنح التنظيمات المسلحة مبررات لتوسيع دائرة المواجهة، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها. كما أشار إلى أن أي عملية عسكرية شاملة ستخلف خسائر بشرية كبيرة، وتعرض إسرائيل لضغوط دولية غير مسبوقة، خاصة مع تصاعد الأصوات الغربية المطالبة بوقف الدعم العسكري والسياسي لها.
وأكد أن القانون الدولي واضح في رفض الاستيلاء على الأراضي بالقوة، وأن استمرار الاحتلال يفتح الباب أمام ملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية، وربما فرض عقوبات أو إجراءات ردعية عليها.
تقف غزة اليوم أمام منعطف تاريخي خطير، حيث تتصارع على أرضها مشاريع الاحتلال ومبادرات الوساطة، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر من حياتهم ومستقبلهم.
وفي ظل استمرار الانقسام الدولي بين مؤيد ضمني وحذر، وبين رافض قاطع ومدين، يظل السؤال المطروح.. هل ستنجح الضغوط السياسية في وقف عجلة الحرب قبل أن تكتمل فصول الخطة الإسرائيلية، أم أن المنطقة ستنحدر نحو جولة جديدة من الدم والدمار؟