وفى يوم السبت 25 نوفمبر2023 التقى الرئيس السيسى بنائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا ووزير خارجية البرتغال بحضور وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، وقد صرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى بأن الجانبين السلوفينى والبرتغالى رحبا بالهدنة الإنسانية مثمنين الدور المصرى القيادى استراتيجيًا وإنسانيًا على امتداد الأزمة منذ اندلاعها يوم 7 أكتوبر الماضى، والذى كُلل من خلال الوساطة المشتركة بالتوصل إلى الهدنة وتبادل الإفراج عن الأسرى والمحتجزين، بالاضافة إلى دور مصر المقدر فى إجلاء الرعايا الأجانب من القطاع (5).

فى هذا الوقت حذر وزير الخارجية البريطانى الجديد «ديفيد كاميرون» إسرائيل فى أول مقابلة صحفية بعد توليه منصبه، أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) من أنها لن تعيش فى أمان، ما لم تكن هناك سلامة وأمن واستقرار طيلة الأمد للفلسطينيين (6).

كان عدد شهداء الصحافة والإعلام الذين سقطوا جراء العدوان الصهيونى قد وصل فى هذا الوقت إلى67 صحفيًا وإعلاميًا، وأعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينية أن هناك عددًا آخر من المفقودين، بينما يوجد 31 شخصًا أسيرًا اعتقلتهم سلطات الاحتلال (7).

ومع اشتداد الأزمة وتصاعد التوتر بين إسبانيا وإسرائيل على خلفية العدوان على غزة، ففى الوقت الذى أعلنت فيه بلدية برشلونة قطع كل علاقاتها المؤسسية مع إسرائيل، استدعت الخارجية الإسبانية السفير الإسرائيلى وطلبت منه توضيحات حول بيان وصف فيه تصريحات رئيس الوزراء الإسبانى بأنها تدعم الإرهاب.

كانت عملية تبادل الأسرى قد أوشكت على الانتهاء، وفى هذا الوقت توجه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى بالشكر إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على جهوده المبذولة وفريق عمله والتى تكاملت مع الجهود المصرية لإتمام التهدئة فى قطاع غزة.

وتلقّى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا فى نفس اليوم من رئيس وزراء هولندا، الذى أشاد بالجهود المصرية للوصول إلى الهدنة الإنسانية فى القطاع، واتفق الجانبان على أهمية تركيز الجهود فى الوقت الجارى على تمديد الهدنة مع العمل على التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والتحرك العاجل لإدخال القدر المطلوب من المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالى غزة بما يمهِّد لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

كان معبر رفح يشهد العمل المتواصل على مدى الساعة، لادخال الشاحنات الضخمة المحمَّلة بالمساعدات إلى أهالى غزة.

وفى يوم الإثنين 27 نوفمبر التقى الرئيس السيسى برئيسة المجر خلال زيارتها إلى مصر، مؤكدًا على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإدخال أكبر قدر من المساعدات الإغاثية بما يلبى احتياجاتهم المعيشية.

ومن وجهتها ثمنت رئيسة المجر التطور المستمر فى العلاقات بين البلدين، وأشادت بالدور المصرى فى صون الاستقرار والسلام بالشرق الأوسط، معربة عن تقدير بلادها لجهود مصر سواء فى العمل الدءوب على تسوية أزمات المنطقة أو على المستوى الدولى فى مختلف المحافل ذات الصلة، وقد اتفق الطرفان على ضرورة العمل على التهدئة وإدانة استهداف جميع المدنيين مع رفض التهجير القسرى والتشديد على أهمية عدم توسع الصراع إقليميًا (8).

وكانت مصر وقطر قد نجحتا فى تمديد هدنة غزة الإنسانية يومين آخرين وذلك بعد انتهاء هدنة الأيام الأربعة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وذلك بعد إعلانها العمل على قائمة جديدة للأسرى تمهيدًا للإفراج عنهم.

استمرت الجهود المصرية عبر توظيف كافة الآليات لوضع حد للعدوان الإسرائيلى واستمرار الهدنة وتبادل الأسرى لعدة أيام أخرى، وفى هذا الوقت وتحديدًا فى 28 نوفمبر 2023، سافر الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية إلى قطر وذلك لاستكمال الوساطة، حيث تزامن ذلك مع وصول ويليام بيرنز رئيس المخابرات المركزية الأمريكية إلى الدوحة قبل أيام من زيارة أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكية المرتقبة إلى المنطقة، وكذلك الحال وصول رئيس الموساد الإسرائيلى.

فى هذا الوقت قال الأمين العام للأمم المتحدة «جوتيريش» فى كلمة قبيل الاحتفال باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى: إن الفلسطينيين يعيشون أحد أحلك العصور فى تاريخهم داعيًا لوقف دائم وإنسانى لإطلاق النار مع ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط لإنقاذ حياة المدنيين (9).

ومع استمرار العدوان الإسرائيلى حدث تمرد داخل إحدى فرق الجيش الإسرائيلى والتى كانت ضمن القوات البرية الإسرائيلية، فبعد ساعات من إقالة قائدين إسرائيليين بتهمة التراجع عن الاشتباك مع مقاتلى المقاومة الفلسطينية فى غزة كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن أن قرار الجيش الإسرائيلى بإقالة القائدين أدى إلى ما يشبه التمرد داخل إحدى الفرق العسكرية.

وأوضحت الصحيفة أنه بسبب هذا القرار رفض نحو نصف الجنود والضباط ضمن الكتيبة المعنية العودة إلى الخدمة احتجاجًا على فصل القائدين. وكان الجيش الإسرائيلى قد قرر إقالة ضابطين، هما قائد سرية ونائبه على خلفية انسحاب تلك السرية من إحدى المعارك العنيفة التى اندلعت مع عناصر من الفصائل الفلسطينية التى حاولت التصدى للتوغل البرى الإسرائيلى شمال قطاع غزة (10).

وفى هذا الوقت، ومع انتشار حرب الكراهية ضد الفلسطينيين فى الغرب والولايات المتحدة، أطلق رجل أمريكى النار على 3 طلاب جامعيين من أصل فلسطينى كانوا فى نزهة فى ولاية «فيرمونت» الأمريكية فأصيبوا بجروح خطرة فى نهاية نوفمبر 2023، وهو هجوم تم التحقيق فيه بوصفه «جريمة كراهية» محتملة (11).

فى هذا الوقت قال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه غضبًا عميقًا داخل البيت الأبيض وخارجه، بسبب دعمه إسرائيل وتضامنه الشديد معها منذ بدء الحرب في غزة.

وأشار التقرير إلى أنه، بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب، دعا بايدن مجموعة صغيرة من الأمريكيين المسلمين البارزين، إلى البيت الأبيض يوم 26 نوفمبر لمناقشة «الإسلاموفوبيا» في أمريكا، وكان المشاركون صريحين جدًا معه بشأن معارضتهم موقفه من الحرب.

وأخبر المشاركون بايدن أن تأييده ودعمه إسرائيل، بعد هجمات 7 أكتوبر الماضي، كانت بمثابة «إذن للقصف الإسرائيلي على غزة»، وقالوا إن بيان الرئيس، الذي شكّك في عدد القتلى بين الفلسطينيين، كان «مُهينًا»، كما لفتوا إلى أن الطعن المميت للطفل الفلسطيني المسلم وديع الفيومي، الذي يبلغ من العمر 6 سنوات، في شيكاغو كان مجرد نتيجة مدمّرة لتجرد مجتمعهم من إنسانيته.

وأشار الحاضرون إلى أن هذه الجلسة الخاصة، التي كان من المقرر أن تستمر 30 دقيقة، امتدت إلى أكثر من ساعة، لكن المجموعة غادرت دون تحقيق أهم هدف لها، وهو تلقي وعد من بايدن بالدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة (12).

خلال الزيارة الثالثة التى قام بها وزير الخارجية الأمريكى بلينكين إلى إسرائيل بدا متفائلًا، حيث قال: إن الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة «حماس» تؤتي أُكُلها وإن الولايات المتحدة تأمل في استمرارها، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأضاف، خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: إن واشنطن تركز على المساعدة في ضمان تحرير الرهائن الذين نقلوا إلى غزة خلال هجوم 7 أكتوبر، الذي تقول إسرائيل إن «حماس» قتلت خلاله 1200 شخص وخطفت 240 آخرين. وقال هرتسوغ إن نحو 150 رهينة لا يزالون في غزة.

وأوضح بلينكن: «شهدنا خلال الأسبوع الماضي تطورًا إيجابيًا للغاية هو عودة الرهائن إلى ديارهم ولم شملهم بأسرهم. هذا يجب أن يستمر اليوم، كما أنها (الهدنة) مكَّنت من زيادة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المدنيين الأبرياء في غزة والذين هم في أمس الحاجة لها».

وقال: «بالتالي فإن هذه العملية تؤتي أُكُلها، ونأمل أن يتسنى استمرارها».

فى هذا الوقت توصلت إسرائيل وحماس عبر الوسطاء إلى تمديد الهدنة ليوم سابع، إلا أن الأمور تعقدت بعد ذلك لأسباب عديدة متعلقة بالجانبين.

وكانت مصر قد نفت مزاعم عن وصول القصف الإسرائيلى إلى أراضيها يوم 31 نوفمبر 2023، حيث أكد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات عدم صحة ما تم تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعى بزعم وصول القصف الإسرائيلى فى قطاع غزة إلى الجانب المصرى من معبر رفح.

من جانب آخر كان أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب والإفراج عن المحتجزين والقضاء على «حماس»، وفقًا لـ»وكالة أنباء العالم العربي».

واتهم جندلمان عبر منصة «إكس» حركة «حماس» الفلسطينية بخرق الهدنة المؤقتة، زاعمًا أنها «لم تفِ بواجبها بالإفراج عن جميع النساء المختطَفات، وأطلقت صواريخ على المواطنين الإسرائيليين».

وأضاف: «عند العودة إلى القتال نؤكد أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب، والإفراج عن مختطفينا والقضاء على (حماس)، والضمان بأن غزة لن تشكل أبدًا تهديدًا على سكان إسرائيل».

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن أنه سيستأنف القتال ضد حركة «حماس» في قطاع غزة، بعد دقائق من انقضاء اليوم السابع من الهدنة بين الطرفين.

وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان، أن «حماس» خرقت الوقف العملياتي وأطلقت النار على الأراضي الإسرائيلية.

الهوامش

5 - صحيفة الأهرام القاهرية: 26/11/2023

6 - هيئة الاذاعة البريطانية (بى بى سى): 26/11/2023

7 - وكالة الأنباء الفلسطينية(وفا): 25/11/2023

8 - صحيفة الأهرام القاهرية: 27/11/2023

9 - صحيفة الأهرام القاهرية: 28/11/2023

10 - صحيفة يديعوت احرنوت: 28/11/2023

11 - وكالة اسوشيتدبرس: 28/11/2023

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة لإطلاق النار قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تطورات اليوم الـ229 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة

غزة - صفا

دخلت عملية "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ229، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

واستأنف جيش الاحتلال يوم الجمعة الأول من ديسمبر/ كانون الأول عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية استمرت سبعة أيام.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 35647 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 79852، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.

ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1400 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 600 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 6000 جريح.

وفيما يلي آخر تطورات الأحداث:

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ231 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الاحتلال يؤكد توجيه 4 تحذيرات قبل طوفان الأقصى ونتنياهو يكذّبه
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد توجيه 4 تحذيرات قبل طوفان الأقصى ونتنياهو يكذّبه
  • خلافات بين الإدارة الأمريكية وعضو بمجلس الشيوخ.. اتهامات غير مباشرة لبايدن بتمويل إيران.. والسيناتور كروز يدعي مساهمة واشنطن في عملية "طوفان الأقصى"
  • تطورات اليوم الـ230 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • صاحبة فيديو «التهوية على الطالبات» تكشف لـ«الوطن» سبب موقفها الإنساني
  • ترحيب وغضب وتشكيك.. هذه ردود الفعل تجاه اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية
  • كيف كانت ردود الفعل على اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بفلسطين؟
  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات
  • تطورات اليوم الـ229 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة