عين ليبيا:
2025-07-04@08:57:42 GMT

نتابع الأحداث.. الكذب خيانة

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

المتابع للأحداث في وطننا العربي يصاب بنوع من الانفصام، والانفصام هو فهم الواقع بشكل غير طبيعي ولا منطقي لاضطراب عقلي أو نفسي، ما يجري من أحداث في وطننا الكبير خاصة القضايا الأساسية مثل السياسة والأخلاق والسلوك ويشمل ذلك جميع التعاملات الخاصة بالفرد، بين الناس بعضهم مع بعض وبين الناس والدولة بمؤسساتها والناس هنا أفرادا وجماعات هو شيء محير مع وجود بعض الاستثناءات هنا وهناك والاستثناء بالطبع لا يقاس عليه؟، فانظر معي في علاقاتنا الاجتماعية وهذا إلى حد ما بعيدا عن الدولة وهنا أتحدث عن محيط الفرد الذي يملك التصرف فيه نجد أن في عموم علاقاتنا تنتشر خصائص بعيدة كل البعد عن قيمنا الدينية قبل الاجتماعية مثل الكذب ولدور الكذب المهم في تغيير وتدمير الأفراد والمجتمعات اخترته هنا حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا”، فالكاذب من كثرت كذبه لن يصدّق الصادق بل لن يصدق أحدا ويكون في شك دائم في أمره كله وهذا ما يعرف في وقتنا بالمرض النفسي، وقد يلجأ الإنسان إلى الكذب لتزيين الحديث وجعله جذابا للسامع أو الكذب على آخر لشيء في نفسه كالتشويه وغيره فتفسَد العلاقات وتنتشر الخلافات وقد يصبح الكذب عادة يمارسها الكذّاب في وقت الحاجة وغير الحاجة، ومن الكذب أيضا شهادة الزور وكم بيننا من لا يعير الشهادة اهتماما فيرمي الناس بهتانا فيضيّع حقوق الناس!.

نحن مجتمع يجب ألّا يجتمع فيه إيمان وكذب في قلب رجل مؤمن منا فحين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيكون المؤمن كذّابا؟ قال: لا”، كما أوضح أيضا أن الكذب من آيات المنافق فالإنسان العاقل الراشد الحكيم تمنعه مروءته من الكذب على الناس، يقول الشاعر: لا يَكذِبُ المرءُ إلَّا من مهانتِهِ *** أو عادةِ السُّوءِ أو من قِلَّةِ الأدَبِ ** لبَعضُ جيفةِ كَلبٍ خَيرٌ رائحةً *** من كَذْبةِ المرءِ في جِدٍّ وفي لَعِبِ.

في عصرنا انتشر الكذب ولم نعد نستحي أن نكذب على الملإ فيخرج بعضنا على شاشات الإذاعات أمام الملايين ليكذب ثم يكذب ثم يكذب ويزور الحقائق في سبيل غرض زائف وزائل من مال أو شهرة أو تملق لإرضاء حاكم هكذا يتخلى كثيرٌ منا على دينه وقيمه الاجتماعية التي ورثناها أبا عن جد من عهد الجاهلية إلى الإسلام فكيف نتركها للكذب أليست جديرة بالإهتمام؟ يا من يكذب، أيصلح حال الوطن بكاذب على الشاشة يسوق قولا أو فتوةً أو رأي ضال مضل؟ أيصلح مجتمعنا بأكاذيب تزين الظلم وتزخرفه بقوالب متعددة؟ أم تصلح مجتمعاتنا بالصدق وقول الحق؟.

لقد كثر المادحين للظلم والظالمين وكثرة الإشادة بمناقبهم حتى ظن العاقل أنه مجنون!!! نسينا أن الضنك والقسوة والمشاكل التي نعيشها مفتاحها الصدق فكيف نستطيع حل مشاكل تواجهنا بالكذب؟ وكيف نُصلح حالنا ونحن نتودد ونتقرب إلى صاحب الجاه والمال والسلطة بالكذب وتزييف وقلب الحقائق. إن ظاهرة الكذب في مجتمعاتنا أمر مقلق ومدمر لنا فحريٌّ بنا التوقف عندها والمحاولة الجادّة لعلاجها والتخلص منها، فمتى نقف عن الأكاذيب والتسويق للباطل مهما كانت سطوته ونفكر كم من الباطل صار بأكاذيبنا حقا شائعا بين الناس وكيف ضاعت بلداننا بسبب الكذب، فالكذب شرًّ يهدم حياتنا ويخرب مجتمعاتنا؟ والله يقول: “إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ” النحل:105. أختم قائلا يا أمة محمد أنظروا ماذا قال هرقل ملك الروم لأبي سفيان سائلا إياه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: “أوكنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبا سفيان: لا، فقال هرقل: فما كان ليدع الكذب على الناس ويذهب فيكذب على الله”؟! أيكون لنا درسا للتغيير؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

من أين يستمد هؤلاء جرأتهم على الإساءة إلى الإسلام في تركيا؟

أوقفت قوات الأمن التركية في مدينة إسطنبول، مساء الاثنين، صحفيين في مجلة "ليمان" الساخرة، بسبب رسم كاريكاتوري يسيء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والنبي موسى عليه السلام. وجاء توقيف رسام ذاك الكاريكاتير ورئيس تحرير المجلة ومدير تحريرها بناء على طلب النيابة العامة التي فتحت تحقيقا فيه بتهمة الإساءة إلى القيم الدينية، وسط مظاهرات شعبية واسعة خرجت للاحتجاج على الكاريكاتير الذي نشرته المجلة الساخرة، وللمطالبة بإغلاق المجلة ومعاقبة القائمين عليها.

الأوساط السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الجماعات الإسلامية، استنكرت ما قامت به المجلة، مؤكدة أن الإساءة إلى القيم والرموز الدينية لا تدخل ضمن حرية التعبير. وذكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، أن السلطات الأمنية والقضائية تحركت فورا بخصوص الجريمة، وصادرت المجلة، وبدأت الإجراءات اللازمة، قائلا: "واجبنا الأساسي هو حماية ذكرى نبينا الحبيب وإرثه الثمين الذي أنار دربنا وملأ قلوبنا بالرحمة". كما صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن مرتكبي جريمة الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم سيُحاسبون حتما أمام العدالة، مشددا على أنهم سيواصلون بحزم مكافحة كل العقليات التي تحاول إثارة الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين في الداخل والخارج.

كثير من المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري لا يتفقون مع ما جاء في بيان المجلة وما ذكر رئيس الحزب حول معنى الكاريكاتير، بل يرون أن الرسام يسخر من النبيين الكريمين، عليهما الصلاة والسلام، إلا أنهم في ذات الوقت يدافعون عن تلك الإساءة بدعوى حرية التعبير
مجلة ليمان أصدرت بيانا ادَّعت فيه بأن رسام الكاريكاتير لم يرسم النبي صلى الله عليه وسلم، بل رسم طفلا فلسطينيا قتل في قطاع غزة في قصف إسرائيلي. إلا أنها في ذات البيان ذكرت مجلة شارلي إيبدو وشبَّهت الانتقادات الموجهة إلى المجلة التركية كتلك التي وجّهت إلى المجلة الفرنسية بسبب نشرها رسوما مسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وإضافة إلى هذا التناقض، سِجِلّ المجلة يشهد أن ما ذكرته في البيان حول وجود سوء تفاهم ليس صحيحا، لأن أعدادها السابقة مليئة بالرسوم المسيئة إلى الإسلام والمسلمين. كما أن الرسام الذي رسم ذاك الكاريكاتير آراؤه ضد الإسلام والمسلمين والقضية الفلسطينية معروفة ومسجلة في منشوراته بمواقع التواصل الاجتماعي، وأنه وصف حركة حماس في إحدى تغريداته بـ"تنظيم إرهابي"، ووصف الإسلام في أخرى بــ"أكبر خازوق أكله الأتراك".

خلافا لموقف أغلبية المواطنين، دافع رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، عن المجلة المعنية، وكرر ما ذكرته المجلة في بيانها، وهاجم منتقديها، مدَّعيا بأن الرسم الكاريكاتيري الذي أثار غضبا شعبيا، ليست فيه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الفنان رسم الوضع في قطاع غزة، وأن محمدا الملتحي المرسوم في الكاريكاتير يشير إلى طفل صغير في غزة اسمه محمد. ومن المؤكد أن هذا التفسير الذي تم اختلاقه على عجالة بعد الاحتجاجات الغاضبة، بعيد كل البعد عن ما يشير إليه الرسم الكاريكاتيري بوضوح، وهو حرب بين اليهود والمسلمين، كالحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، وأن النبيين الكريمين محمد وموسى عليهما السلام تم رسمهما على أنهما نبي المسلمين ونبي اليهود، ولا توجد أي إشارة إلى قطاع غزة في أي مكان للكاريكاتير.


كثير من المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري لا يتفقون مع ما جاء في بيان المجلة وما ذكر رئيس الحزب حول معنى الكاريكاتير، بل يرون أن الرسام يسخر من النبيين الكريمين، عليهما الصلاة والسلام، إلا أنهم في ذات الوقت يدافعون عن تلك الإساءة بدعوى حرية التعبير، وأن تركيا علمانية وليست مسلمة، وأن غير المسلمين لا يجب عليهم احترام نبي المسلمين.كان هؤلاء يتمتعون في "تركيا القديمة" بنوع من الحصانة في إساءتهم إلى الإسلام والمسلمين، واستفزاز مشاعر المواطنين المتدينين، تحت مسمى الأعمال الفنية، ولم تتم محاسبتهم على ما يقومون به، بل وكانوا يُشجَّعون على ذلك من قبل القوى العلمانية المتطرفة التي كانت تفرض وصايتها على الإرادة الشعبية. كما خالف رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، ما ذهب إليه أوزل، فقال في تعليقه على الرسم الكاريكاتيري الذي اعتبره مسيئا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وملايين المواطنين، إن حرية التعبير يجب أن لا تتحول إلى وسيلة لنشر الكراهية.

إساءة المجلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعادت إلى الأذهان تلك الرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، والأحداث المتعلقة بها، والنقاشات الساخنة التي دارت حولها، إلا أن جرأة المجلة التركية على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة أكبر بكثير من جرأة المجلة الفرنسية، لأنها تصدر في بلد يشكل المسلمون فيه الأغلبية الساحقة. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "من أين يستمد هؤلاء جرأتهم على الإساءة إلى الإسلام والمسلمين؟".

كان هؤلاء يتمتعون في "تركيا القديمة" بنوع من الحصانة في إساءتهم إلى الإسلام والمسلمين، واستفزاز مشاعر المواطنين المتدينين، تحت مسمى الأعمال الفنية، ولم تتم محاسبتهم على ما يقومون به، بل وكانوا يُشجَّعون على ذلك من قبل القوى العلمانية المتطرفة التي كانت تفرض وصايتها على الإرادة الشعبية. ولذلك، دأبوا على استهداف مبادئ الإسلام ورموزه ومعتقد المجتمع المسلم وقيمه. ولعلهم يواجهون لأول مرة حزما من السلطات الأمنية والقضائية، كما أنهم يرجون أن تقف الدول الغربية إلى جانبهم بحجة الدفاع عن حرية التعبير، وأن يحصلوا على مزيد من التمويل الأجنبي السخي لأعمالهم الرخيصة تحت مسمى دعم تلك الحرية المزعومة؛ لأنهم بتلك الأعمال يخدمون المشاريع التي تستهدف أمن البلاد واستقرارها، وتحاول إثارة الفوضى والحرب الأهلية فيها، وتسعى إلى عرقلة الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى هدف "تركيا الخالية من الإرهاب".

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • فعل نهى عنه النبي يوم الجمعة.. احذره
  • "تأسٍ بالأنبياء".. "السديس" يوضح فضل يوم عاشوراء وأحكام صيامه
  • الإفتاء الأردنية : صيام عاشوراء سنة مستحبة ولو وافق يوم السبت
  • هل يستحق البائع العربون إذا لم يتم البيع؟.. الإفتاء تجيب
  • موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء وقصتهما وهل يجب صوم يوم قبله أو بعده؟
  • هل يجب تبييت النية في صيام تاسوعاء و عاشوراء؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذان
  • من أين يستمد هؤلاء جرأتهم على الإساءة إلى الإسلام في تركيا؟
  • ماذا يقول المسلم في أذكار المساء؟.. 13 كلمة لقضاء الديون ومنع الفقر
  • موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر