تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات حادة إثر تصريحاته بشأن استخدام قدرات فرنسا النووية للدفاع عن دول الاتحاد الأوروبي، واتهمه السياسيون الفرنسيون بتهديد أمن البلاد.

ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة النووية

وكتبت مارين لوبان، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني، على موقع "إكس": "لقد تحدثنا عن ذلك، لكنه نفى، لقد كذب.

ماكرون يريد مشاركة رادعنا النووي مع الاتحاد الأوروبي. لا تدعوه يفعل ذلك!".

بدوره، أعرب زميلها عضو الحزب، عضو البرلمان الأوروبي تييري مارياني، عن رأي مفاده أن ماكرون "يصبح خطرا وطنيا" بمثل هذه السياسة، واقترح أنه بعد الأسلحة النووية، يمكن لرئيس الدولة "أن يمنح الاتحاد الأوروبي عضوية دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وقالت ماتيلد بانوت، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب "فرنسا الأبية": "هذا جنون وخطوة غير مسؤولة على الإطلاق، تزيد من خطر الصراع النووي في أوروبا. هذا الموقف يتناقض مع العقيدة النووية الفرنسية، التي بموجبها لا نؤمن بالمظلة النووية. لن نؤجج نيران الحرب النووية من أجل دولة أخرى".

وأشار بيان أوسع أصدره حزبها يوم الأحد إلى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تشير إلى استعداد فرنسا "للمشاركة في التخطيط النووي لحلف شمال الأطلسي".

وقال رئيس القائمة الانتخابية للحزب الجمهوري في الانتخابات الصيفية المقبلة للبرلمان الأوروبي فرانسوا كزافييه بيلامي لقناة "سي نيوز" التلفزيونية إن "الجمع بين الردع النووي وشركائنا الأوروبيين يعد "فكرة جيدة" زائفة للدفاع عن أوروبا، كما أنه يشكل تهديدا حقيقيا وخطيرا لسيادة فرنسا وأمنها. لا ينبغي لرئيس الدولة أن يقول مثل هذا".

ووفقا له، فإن نشر "المظلة النووية" لتشمل دول الاتحاد الأوروبي الأخرى سيكون بمثابة "خيانة" للفرنسيين، بالنظر إلى حجم الأموال التي استثمرتها البلاد في تطوير التكنولوجيا، بالإضافة إلى أن استخدام الأسلحة النووية وعامل الردع مرتبطان بالقوة النووية، وخصوصيات صنع القرار على مستوى الدولة، والتي تختلف بالنسبة لجميع دول الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أنه إذا تم اتخاذ قرار استخدام الأسلحة الفرنسية على مستوى الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك سيضعف فرنسا نفسها.

وكتب زعيم حزب الوطنيين فلوريان فيليبو على منصة "إكس" داعيا مواطنيه إلى المطالبة باستقالة الرئيس: "هذا في الواقع مقتل فرنسا! ومن الواضح أنه عمل من أعمال الخيانة العظمى"، ولدعم موقفه، نشر تصريحات للزعيم الأول للجمهورية الخامسة، الجنرال شارل ديغول، مفادها أنه "إذا كان على فرنسا أن تخوض حربا، فيجب أن تكون حربها هي"، وأيضا "إذا توقف الدفاع عن فرنسا عن أن يكون جزءًا من البنية الوطنية وبدأ في الخلط أو الاندماج بشيء آخر، فسيكون من المستحيل الحفاظ على الدولة".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت، إنه يفضل فتح مناقشات حول الدفاع الصاروخي والأسلحة البعيدة المدى والأسلحة النووية، بمشاركة الدول التي تمتلكها أو التي تمتلك أسلحة نووية أمريكية على أراضيها. وذكر في هذا السياق أن "فرنسا ستحافظ على خصوصية عقيدتها، لكنها مستعدة للمساهمة بشكل أكبر في الدفاع الأوروبي".

وفي عام 2020، سبق أن طرح ماكرون فكرة الردع النووي الأوروبي بقيادة بلاده ولم تقبل ألمانيا هذا الاقتراح، وفي عام 2022، دعت باريس مرة أخرى إلى إجراء مناقشات مع برلين بشأن هذه القضية، قائلة إن الاقتراح لا يزال قيد الدراسة.

وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تظل فرنسا الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية. وبحسب الأرقام الرسمية، تمتلك باريس حوالي 300 رأس حربي تحت تصرفها. وتستخدم فرنسا الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات وصواريخ كروز التكتيكية التي تطلق من الجو كمركبات توصيل.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي الاسلحة النووية باريس حلف الناتو مارين لوبان الاتحاد الأوروبی الأسلحة النوویة

إقرأ أيضاً:

سوناك: العالم بات أقرب إلى التصعيد النووي أكثر منه في أي وقت مضى

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يوم الاثنين، إن العالم أقرب إلى التصعيد النووي منه في أي وقت مضى منذ أزمة الصواريخ الكوبية قبل أكثر من 60 عاما.

قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات "الناتو" موجهة عمليا ضد روسيا بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية مدفيديف يكشف الغرض من المناورات بالأسلحة غير الاستراتيجية ويحذر بريطانيا وفرنسا

وزعم رئيس الوزراء البريطاني، في كلمة ألقاها في مركز الأبحاث "Policy Exchange"، أن "السلوك المتهور" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل الجميع أقرب إلى "التصعيد النووي الخطير أكثر مما في أي وقت مضى منذ أزمة الصواريخ الكوبية".

وتحدث سوناك عن عدد متزايد من التهديدات التي تواجه بريطانيا نفسها، مشيرا إلى أنشطة "محور الدول الاستبدادية مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين" الذي يُزعم أنه يسعى إلى تقويض القيم البريطانية.

وأشار أيضا إلى الصراع في الشرق الأوسط، الذي يتم خلاله قصف السفن البريطانية في البحر الأحمر، واتهم الصين مرة أخرى بشن هجمات إلكترونية على أعضاء البرلمان البريطاني.

من جانبها حذرت روسيا باستمرار من أن إمدادات الأسلحة الغربية إلى كييف تتعارض مع التسوية، كما أنها تجعل دول الناتو شريكة بشكل مباشر في الصراع و"تلعب بالنار".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بشكل مباشر في الصراع، بما في ذلك ليس فقط من خلال توفير الأسلحة، ولكن أيضا من خلال تدريب قوات كييف في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى.

كذلك أكد الكرملين أن إرسال الدول الغربية للأسلحة إلى كييف لا يسهم في إطلاق مفاوضات وسيكون له تأثير سلبي، مشيرا إلى أن ذلك يطيل أمد الصراع ويؤدي إلى تدمير أوكرانيا.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • ماكرون يؤكد نية فرنسا تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا
  • ماكرون يؤكد مجددا لزيلينسكي تصميم فرنسا تقديم كل الدعم لأوكرانيا
  • “اختر فرنسا”.. مايكروسوفت تتعهد باستثمار 4 مليارات يورو لتطوير مراكز بيانات في فرنسا
  • إسبانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية يوم 21 أيار الجاري وتضع فرنسا في موقف صعب
  • مايكروسوفت تتعهد باستثمار 4 مليارات يورو في فرنسا
  • سوناك: العالم بات أقرب إلى التصعيد النووي أكثر منه في أي وقت مضى
  • الخارجية الإيرانية: لا تغيير بعقيدينا النووية ونرفض استخدام الأسلحة النووية
  • طهران تؤكد تمسكها بعقيدتها النووية وتعارض استخدام الأسلحة الذرية
  • حديث إيراني جديد يخص امتلاك السلاح النووي.
  • كمال خرازي: إيران قد تغير عقيدتها في امتلاك السلاح النووي إذا تعرضت للتهديد