سودانايل:
2024-05-20@07:51:55 GMT

اختلاف كلاب الصيد من حظ الأرنب.!!

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

هنالك مثل من دارفور يقول:(اختلاف كلاب الصيد من حظ الأرنب)، لقد انكشف الخلاف الكبير بين قائد الجيش ونائبه من جهة، ومساعده ومليشيات الحزب البائد من الجهة الأخرى، وسبق أن أعلن مساعد القائد موقفه الداعم للإخوان المسلمين المختطفين لقرار القوات المسلحة، الدامجين لكتائبهم الإرهابية في المؤسسة العسكرية، هذا الخلاف يؤكد على أن المشعلين الحقيقيين لنار الحرب، هم هؤلاء الاخوانيون المسيطرون على مؤسسات الأمن والاستخبارات في البلاد، الذين لم تستطع لجان التفكيك والإزالة من تنظيف هذه الأجهزة الحكومية من وجودهم الهدّام فيها، وقد مضى وقت الحكم الانتقالي دون أن ينالهم صارم القانون الحاسم ولا مهند الشرعية الثورية الصارم، إلى أن جاء السيف البتّار – الدعم السريع – فقام بواجب الإزالة عملياً، بعد ان أطلق المتطرفون الطلقة الأولى، فلحقهم قصاص الرب بحد هذا السيف البتّار، ومن محاسن الصُدف وتصاريف الأقدار أن دبّ الخلاف بين الجناحين، الذين كتما غيظهما تجاه بعضهما البعض إلى حين، ثم انفجرت الصدور بما حملته من أثقال، وتحركت ترسانة الطيران المسيّر لتدك حصون بعضهما البعض، والعامل الفاعل والمشهود في عوالم انهيار الامبراطوريات، هو التفتت الداخلي الذي يصيبها فيتشقق جدرانها ثم تنهار، كما هو جارٍ الآن من تدحرج سريع لكرة منظومة جيش الحزب الثيوقراطي، إذ أنه ليس هنالك ما هو أفيد لدعاة التغيير والتحرر والانعتاق من وجود هذا العامل الفعّال، فمع تقدم قوات الدعم السريع العاملة بجد على تجريف قلاع الظلم والإرهاب، تتفاقم الخلافات الداخلية لأمراء حرب أبريل المتدثرين برداء الصحابي الجليل البراء بن مالك، وذلك لما للضغوط الدولية من أثر كبير في اجبار بعض قادة الجيش لكي يجنحوا للسلم.


اختلاف كلاب فلول النظام البائد يجعل أرنب الشعب المسكين في مأمن من عسف الدويلة القديمة، ويكشف الغطاء الزائف للطغمة اليائسة المحاولة إكساب الحرب طابعاً وطنياً، فهذا التباعد بين الخطين المشعلين للحرب يجعل من الاستحالة بمكان نجاح مشروع الحرب، ويوقف طموح المهووسين باستعادة امبراطورية الفساد والإفساد، التي لم يتمكن المدنيون في عهد الانتقال من كسر شوكتها، لتجذّر عروقها في أرض السودان، بعد أن قضت أكثر من ربع قرن وهي تنفّذ مخططاتها القذرة العابرة للحدود، والمساندة للجماعات والأحزاب المتطرفة مثل حزب الله وحركة الجهاد، وطالبان وتنظيم القاعدة وداعش وجبهة الإنقاذ الجزائرية، فالمردود الإيجابي الكبير العائد على عموم أفراد الشعب من تنظيف مفاصل الدولة، من هذا السوس الناخر في أحشاء الوطن، يتمثل في تحويل مسار صرف وإنفاق موارد الدولة إلى الداخل، ولجم قنوات الفساد الناهبة للثروات الوطنية المهرّبة إلى خارج حدود الوطن، إنّ أكثر ما أضر بالدولة السودانية إبّان تمكن وتمكين جماعة الإخوان المسلمين، هو جعل البلاد بؤرة من بؤر الإرهاب الدولي، بإيواء الجماعات المعروفة عالمياً بإضرارها بالسلم والأمن الدوليين، وهذا الاحتضان لأفاعي العالم بالضرورة يعني استنزاف موارد الدولة، بصرفها على هذه المنظمات الضالعة في ارتكاب جرائم الحرب، والعاملة على زعزعة الأمن والاستقرار العالميين، ومن الجرائم المشهودة لمنظمات مافيا الإرهاب الدولي تفجير سفارتي الولايات المتحدة بكينيا وتنزانيا، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك بالعاصمة الإثيوبية، وتوفير الملاذ الآمن لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وإيواء المجرم الفنزويلي كارلوس المتهم في جرائم قتل وخطف.
كان لابد لبلد مثل السودان منكوب بحكم جماعة الاخوان المسلمين، أن يشهد حرباً ضروساً تقضي على الأخضر واليابس، لحقيقة أن مشاريع الحكم الخالطة للدين بالسياسة دائماً وأبداً تورث الشعوب المتساهلة في قضاياها المصيرية، الحروب العبثية والفوضى وتدمير البنى التحتية والتشريد والتجويع، وتجارب هذه المشروعات السياسية المتخذة من الدين وسيلة لامتطاء صهوة حصان السلطة تكون نهاياتها مأساوية، لأنها قائمة على الميتافيزيقيا وبعيدة كل البعد عن الواقعية، فهي أطروحات لا تعير بالاً لاستحقاق الناس للأمن والصحة والعيش الكريم والتعليم والتقدم التقني، فتجعل من البلدان التي تحكمها سجون كبيرة يقبع بداخلها الأبرياء والمسحوقون من عامة الناس، ويسطو على حياتها العامة الساسة الدجالون والحكام المشعوذون وضاربو الرمل وقارئو الفناجين، والتجربة الإنسانية عبر التاريخين القديم والحديث ملأى بمثل منظومات الحكم هذه – طالبان وحزب الله وحماس والحوثيين والخمينيين، التي جعلت من سماوات وأراضي هذه البلدان مشتعلة بنيران الحرب، وفي المقابل هنالك العالم السعيد غير مكفهر الوجه، الذي لا يعد الحكام فيه شعوبهم جنات عرضها السماوات والأرض، وإنّما يجبرونهم على دخول الأسواق المحلية والعالمية، ليعرضوا بضائعهم، ويشجعونهم على الانخراط في مضمار التنافسية الموصلة لتصدر مؤشرات الجودة العالمية، وأخيراً سوف تقام في السودان مؤسسات الدولة الحديثة، بعد أن تم تصفير العداد، وسيكون للسودان وزيراً للمالية لا يشكو عجزه لأبواب السماء المفتوحة، ووزيراً للدفاع يعتمد الرادار لا العين المجرّدة في رصد اختراقات الأجواء.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

(الذوق) فى الفن والأدب

كثيراً ما نسمع أو نقرأ عبارة (إنه اختلاف الأذواق) من أحد الذين لم ينفعل برواية أو فيلم أو أغنية، مبرراً عدم الانفعال هذا بتلك العبارة (اختلاف أذواق).

فهناك من لا يطيق غناء أم كلثوم، أو ينزعج من شعر شوقى، أو تضجره رواية لمحفوظ أو ماركيز، وعلى الفور، ومن باب الأدب، يعلن هؤلاء الرافضون: صحيح أن أم كلثوم عظيمة ومحفوظ عبقرى وشوقى شاعر فذ، لكننى لا أحب أعمالهم... إنه (مجرد اختلاف أذواق).

الحق أن كلمة (الذوق) فى دنيا الأدب والفن فى حاجة ماسة إلى شرح وتفصيل وتفسير وتحرير. ولنبدأ هكذا: مم يتكون الذوق؟ وكيف؟ وما الفرق بين (الذوق العام)، (والذوق الرفيع)؟.

فى ظنى أن (الذوق) بصورة عامة يتشكل من عدة عوامل أبرزها: حساسية الإنسان فى التعامل مع الآداب والفنون، فهل ولد المرء مزوداً بحساسية خاصة تجاه عالم الإبداع، أم أنه ولد محروماً من تلك الحساسية اللطيفة؟ هل جيناته تتفاعل بيسر مع الموسيقى والكلمة واللوحة، أم أنها لا تتأثر بهذه الأمور؟.

العامل الثانى يتمثل فى مستوى ثقافة الفرد، والمدى الذى بلغه فى التحصيل المعرفى منذ كان طفلاً، وهل وهبته المقادير نعمة النشأة فى بيئة اجتماعية (الأسرة/ المدرسة/ المجتمع) تحترم الآداب والفنون وتثمن دورها فى إسعاد الناس وإغناء أرواحهم أم لا؟.

أما العامل الثالث، فيتجلى فى قدرة المرء على تطوير مهاراته فى استقبال الفن والأدب، والانفعال بهما والتأثر بما يقرؤه ويراه وينصت إليه من كلمة ومشهد ولوحة وأغنية.

ولأضرب لك مثلاً... هل الصبى الذى يبلغ 11 عاماً يملك القدرة على استيعاب قصيدة لشوقى والتمتع بأبياتها؟ بالتأكيد لا، لأن خبراته الحياتية ومحصوله اللغوى لا يسمحان له باكتشاف عبقرية الفن الشعرى، الأمر نفسه يتكرر إذا تحدثنا عن إنسان محروم من نعمة الإنصات إلى الموسيقى بتنوعاتها الخلاقة، لذا نراه ينفر من غناء عبدالوهاب وأم كلثوم وتزعجه موسيقى بيتهوفن وموزارت.

أما الإنسان الذى اكتفى من الروايات بمجموعة من الأعمال التى تخاطب الفتيان وعقولهم البسيطة وخبراتهم الحياتية المحدودة، فظنها هى الأمثل، وتوقف عن القراءة بعدها، فلن يطرب لمحفوظ ولن يسعد بماركيز.

لذا يمكن القول إن (اختلاف الأذواق) عبارة تصلح نسبياً فى مسائل الطعام والأزياء، رغم أن مستوى الثقافة يتحكم أيضاً فى تلك الأمور.

لكن عند الحديث عن الأدب والفن، علينا أن ننتبه جيداً، إذ إن الأمر مرتبط بمستوى الثقافة العامة لدى المتلقى، علاوة على مدى علاقته وعمقها بالآداب والفنون.

أما الأمر البالغ الأهمية، فهو الدور الذى يلعبه الترويج/ التسويق فى فرض ذوق أدبى أو فنى معين على الغالبية، خاصة فى الأعوام الأخيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك ويوتيوب وانستجرام وواتساب وغيرها. إذ نرى أعمالاً أدبية وفنية محدودة القيمة وفقاً لمعايير (الذوق الرفيع)، لكنها شائعة بمنطق (الذوق العام البسيط) الذى يروج لمقولة (اختلاف الأذواق).

ما العمل إذن؟

أظن أن الأمر فى حاجة إلى مقال آخر.

 

مقالات مشابهة

  • محمد مخبر.. من رئاسة صندوق "ستاد للاستثمار" إلى سدة الحكم في إيران
  • (الذوق) فى الفن والأدب
  • وسيط الحرب: "لا اختلاف" في محادثات إيصال المساعدات إلى السودان
  • عاصفة سياسية جديدة بين نتنياهو وغالانت!
  • نصيحةٌ إلى إخواني المسلمين
  • عائلات الأسرى بغزة تطالب بتنحي نتنياهو وتهدد بتصعيد حراكها
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: يجب إزاحة نتنياهو فورا من الحكم
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يُفشل التوصل لصفقة تبادل
  • الشعار.. صرخة الأحرار
  • ???? (التيك توكر) السوداني والذي يدعي محمد تحول لانثى شكلا باسم (جوان الخطيب)