رشان أوشي: ماذا لو أكل “كباشي” التفاحة؟
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
تكمن المشكلة المزمنة التي يعاني منها السودان في غياب المحاسبة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقضايا كبرى في مستوى دخول حرب مدمرة، وغض الطرف عن تمدد جيش مواز يمول أجنبياً، من يحاسب صاحب القرار الخطير، بل الأخطر في تاريخ السودان منذ قيامه، والمتمثل في التهاون مع كثير اخطاء ، حتى إدخال البلد في حرب تبدو نتائجها معروفة سلفاً، في هذا العالم المتوحش الذي ليس فيه من يردع مرتكبي الانتهاكات والتجاوزات لأنهم يقاتلون بالوكالة عن سادة العالم.
ضج الرأي العام خلال الأيام السابقة بآراء حول مواقف عضو مجلس السيادة الانتقالي، ونائب القائد العام للجيش “شمس الدين كباشي”، كانت حالة هياج مستعرة، رأيت من الحكمة انتظارها حتى تخمد، حتى ادلو بدلوي حول موضوع الجدل.
استندت تلك النقاشات بين الكتاب وصناع الرأي العام، على رحلة المنامة، هذه الهجمات المتبادلة بدأت منذ وقت طويل، حتى سابق على تلك الرحلة، وما تلاها من مواقف.
هناك حرب إعلامية جارية منذ وقت طويل؛ والهجمة الأخيرة كانت من مساراتها بعد أن ترددت أصداء لقاء المنامة، حينها وجد تيار داخل الدولة ضالته، وقصد ضرب شعبية الجنرال “كباشي”، وخاصة داخل المؤسسة العسكرية، وفجأة انتقل ذلك التيار عبر الاصطياد في المياه العكرة إلى معسكر “المقاومة والممانعة” بعد أن كان راعياً لمعسكر “المهادنة”، أنه مستعد لإحباط تصاعد شعبية “كباشي” مهما كان الثمن غالياً.
لسنا في مقام الدفاع عن الجنرال فهو لا يحتاج لذلك، وإنما توضيح للأمور التي اختلطت في أذهان صناع الرأي من كبار الكتاب.
سنسرد مواقف الرجل عبر روزنامة قصيرة…
يوليو/ ٢٠٢٣ م، “لا بديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة” من جنوب كردفان، حسم الجنرال “كباشي” الجدل حول الاتفاق الإطاري الذي كان يدور داخل قيادة الدولة ولكنه غير معلن، بينما طفا إلى السطح الصراع العسكري_المليشي_المدني، وأبلغ “كباشي” الجميع أن أي محاولة لابتلاع الجيش وإغراقه وبالمليشيات دون إجراءات الدمج والتسريح المتعارف عليها دولياً هي محاولة فاشلة.
يوم ١٣/ مايو/ ٢٠٢١ م، وقتها كانت ” الفشقة ” مشتعلة، قال الجنرال “كباشي” من الخطوط الأمامية: “تم رفض المبادرة الإماراتية في زيارة البرهان إلى الإمارات وإن كانت الإمارات تريد حل النزاع مع إثيوبيا فعليها أن تنصح الإثيوبيين بوضع علامات الحدود.
ردا على محاولة” بن زايد “استغلال الوضع عندما طرحت” الإمارات “مبادرة للاستثمار في أراضي” الفشقة “وإدارتها، نصت على:” رغبة الإمارات في انسحاب الجيش السوداني إلى وضع ما قبل نوفمبر/ ٢٠٢٠ م، وتقسيم الفشقة بنسبة 40 % للسودان و40 % للإمارات و20 % للمزارعين الإثيوبيين تحت إدارة مشروع استثماري تقيمه الإمارات في المنطقة الحدودية_. 10/ 05/ 2021.
يوم ١٣/ ديسمبر/ ٢٠٢٢ م، تم توقيع الاتفاق المبدئي بين حكومة السودان وشركة مواني “أبو ظبي” لإنشاء ميناء ابوعمامة، ناهض الجنرال “كباشي” المشروع الاستعماري، وتصدى لمحاولة الإمارات وأد ميناء “بورتسودان” الذي رفض السودانيون استثمارها فيه، بإنشاء ميناء مواز بمواصفات متطورة، حتى يخرج الميناء الوطني عن الخدمة ويصبح غير مرغوب بالمقارنة مع إمكانيات ميناء “ابوعمامة”.
نعود إلى أزمة “المنامة”، إن كان ” الكباشي ” قد التقى قادة الدعم السريع بالمنامة، بلا شك لم يخرج من السودان متخفياً دون علم رئيس مجلس السيادة وبقية الأعضاء، إذا تلك الخطوة متفق عليها من الجميع، وباركها القائد العام نفسه.
حرب السودان جرت كما جرت، واتسعت كما اتسعت، ولكن فصلاً للمواجهة المباشرة بات ينتظر اللحظة، و «اللقطة» الكبرى، لكي تنطلق مسيرة الطموحات الشخصية والتنافس على الجمهور.
لن تتوقف الحملة الموجهة ضد الجنرال “كباشي”، وكل ما حدث مسبقاً كان “بروفة”، لأن من يضع خط النهاية في التصعيد لن يتوقف، حتى ينطفئ بريق ” الكباشي “، لأن ذلك البريق يجعله في الظلام دوماً.
لا بد وأنه الآن يشعر بالسرور لأنه تسامح مع تفريغ طاقة غضب شعبية كبيرة لعل الأزمة كلها تنفرج بعد ذلك.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
“النقد الدولي” يتوقع نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.2 بالمئة 2025
الولايات المتحدة – رفع صندوق النقد الدولي، امس الثلاثاء، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025 إلى 3.2 بالمئة مقارنة بـ3 بالمئة في توقعاته السابقة، مع الإبقاء على توقعاته لعام 2026 مستقرة عند 3.1 بالمئة.
وحذر الصندوق في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي (WEO)، من أن الاقتصاد العالمي يواجه “مرحلة تكيف صعبة” مع واقع اقتصادي جديد يتسم بعدم اليقين وتقلبات السياسات.
وأضاف أن الاقتصاد العالمي يعيد ترتيب نفسه في ظل سياسات جديدة أعادت رسم خريطة التجارة والاستثمار.
وأشار إلى أن بعض الإجراءات القصوى المتعلقة بزيادة الرسوم الجمركية جرى التخفيف منها بعد اتفاقات وتسويات لاحقة، إلا أن “البيئة العامة تبقى متقلبة”، في وقت بدأت فيه العوامل المؤقتة التي دعمت النشاط الاقتصادي في النصف الأول من العام.
وأوضح التقرير أن رفع التوقعات يعكس مرونة الأداء الاقتصادي في النصف الأول من العام، مشيرا إلى أن النمو العالمي سيبقى في منحى تراجعي، من 3.3 بالمئة في 2024 إلى 3.2 بالمئة في 2025، ثم إلى 3.1 بالمئة في 2026، مع نمو الاقتصادات المتقدمة بنحو 1.5 بالمئة، والاقتصادات الناشئة والنامية بما يزيد قليلا على 4 بالمئة.
ولفت إلى أن التضخم العالمي سيواصل التراجع بمعدلات متفاوتة، مرجحا أن يظل أعلى من المستهدف في الولايات المتحدة، مع ميل المخاطر نحو الارتفاع، فيما يبقى ضعيفا في مناطق أخرى.
وحذر الصندوق من أن المخاطر لا تزال تميل إلى الاتجاه السلبي، مشيرا إلى أن استمرار حالة عدم اليقين، وتوسع السياسات الحمائية، وصدمات عرض العمالة قد تضعف وتيرة النمو، إلى جانب المخاطر المالية المحتملة والتصحيحات في الأسواق وتآكل قوة المؤسسات.
ودعا التقرير صناع القرار إلى استعادة الثقة من خلال سياسات اقتصادية “موثوقة وشفافة ومستدامة”، مؤكدا على ضرورة الجمع بين الدبلوماسية التجارية والتعديلات الماكرو اقتصادية، وإعادة بناء الاحتياطيات المالية، والحفاظ على استقلالية البنوك المركزية.
ورفع الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي إلى 2 بالمئة لعام 2025 و2.1 بالمئة لعام 2026، كما رفع توقعاته لمنطقة اليورو إلى 1.2 بالمئة للعام الجاري وخفضها إلى 1.1 بالمئة للعام المقبل.
وفي الاقتصادات الناشئة، أبقى توقعاته لنمو الصين عند 4.8 بالمئة هذا العام و4.2 بالمئة العام المقبل، بينما رفع توقعات الهند إلى 6.6 بالمئة في 2025، وخفضها إلى 6.2 بالمئة في 2026.
الأناضول