لجريدة عمان:
2024-06-16@09:31:20 GMT

الصحافة في يوم حريتها العالمي

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

الصحافة في يوم حريتها العالمي

يحتفل العالم الجمعة باليوم العالمي لحرية الصحافة في لحظة تمر فيها المهنة بتحديات وجودية صعبة سواء على مستوى الحرية أو على المستوى الوجودي لها ليس فقط في بلدان العالم الثالث وإنما في الدول التي تعتبر نفسها قمة الديمقراطية والحرية وذروتها.

وإذا كان العالم، لأسباب تاريخية كثيرة ومتعددة، ينظر إلى الصحافة العربية وصحافة العالم الثالث باعتبارها لا تملك مساحة الحرية التي تملكها الصحافة الغربية وبشكل خاص صحافة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ فإن هذه النظرة تشظت كثيرا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ووصلت إلى مرحلة الكسر الواضح خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

. وهذا التشظي أو الكسر لم يكن أمام شعوب العالم الثالث فقط، بل صار واضحا ومحسوسا أمام الشعوب الغربية نفسها التي تشتكي اليوم من قيود كثيرة على الحرية والديمقراطية بشكل عام. إن صحافة العالم الغربي، رغم مهنيتها، إلا أن مصداقيتها سقطت وتشوهت كما لم تتشوه من قبل خلال حربي أوكرانيا وغزة.. وليس ذلك على مستوى قتل الصحفيين فقط، فهذا ديدن الحروب مع الفارق بين كل حرب وأخرى، ولكن أيضا، على مستوى سرد الحقيقة وتعدد الآراء والروايات.

إن أحد أهم الجرائم الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني خلال حربه على قطاع غزة كانت جريمة استهداف الصحفيين وقتلهم والتنكيل بهم بهدف إسكات صوت الراوي الذي يروي للعالم جرائم الاحتلال البشعة، والإبقاء على الرواية الإسرائيلية المكتوبة في الثكنات العسكرية أو تلك التي خضعت لتحرير الرقيب العسكري كما هو الحال في تغطيات كبريات وسائل الإعلام العالمي التي اعترفت بعضها بالحقيقة.

ومن يتابع وسائل الإعلام العالمية سيقف على أساليب تغطيتها للحرب الروسية الأوكرانية التي توجه فهم القارئ وتحاصره حتى لا تصله إلا الرواية الغربية للحرب ومجرياتها، وما زالت كل وسائل الإعلام الغربي تُعرّف هذه الحرب بأنها «الغزو الذي يشنه الرئيس بوتين على أوكرانيا»، وبعيدا عن أي موقف من طرفي الحرب فإن القارئ الغربي مستلب فهو لا يجد إلا رواية واحدة متطابقة في كل وسائل الإعلام حول حرب روسيا وأوكرانيا، وإلى حد كبير حول الحرب على غزة.. والأمر نفسه فيما يتعلق ببناء الصورة الذهنية التي ترسم عن إيران أو عن المسلمين والعرب في تلك الصحف والقنوات الفضائية.

لقد تجاوزت الكثير من صحف العالم الثالث الصحف الغربية في قدرتها على تقديم الكثير من الروايات حول هذه الحروب ودون تدخل من رقيب عسكري أو سياسي وفضحت المعايير المزدوجة التي يقوم عليها النظام العالمي ومؤسساته.

بل إن الصحف الغربية الكبرى سقطت في المهنية أيضا عندما لم تستطع أن تعتذر عن التضليل الذي مارسته عندما كُشفت الحقائق كما حصل بشأن روايات قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء يوم 7 أكتوبر.. ولن تعتذر عن التضليل اللغوي الذي تستخدمه كل يوم في توجيه المصطلحات المتعلقة بالحرب على غزة. ورغم أن الحروب والصراعات الدولية أحد أكبر مآسي الصحافة وأوسع مقابرها حيث لقي أكثر من 135 صحفيا حتفهم خلال 7 أشهر في غزة وحدها إلا أن التحديات الجديدة التي تواجه الصحافة أَعْقد من ذلك بكثير. إن ثورة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والإعلام تهدد وجود الصحافة كما لم تهددها الثورة التكنولوجية من قبل، فالكثير من الوظائف في الصحافة والإعلام مهددة بالاختفاء خلال خمسة أعوام فقط وفي مقدمة تلك الوظائف وظيفةٌ مثل وظيفة كاتب هذه الافتتاحية التي صار بإمكان الكثير من النماذج التوليدية أن تكتب مثلها، وكذلك وظيفة مذيع الأخبار، وصانع المحتوى المقروء والمكتوب، ومصمم الجرافيك، ومصمم الصور، والمترجم، وحتى صانع الأفلام، وعالم الدبلجية في الأفلام والحوارات.. إلخ.

إذا كان الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام في بداياته الأولى فإنه قد خطف الأنظار بشكل كبير جدا، وهذه البدايات الأولى تشير إلى معالم المستقبل القريب حيث سيكون لكل فرد في المجتمع صحيفته الخاصة المصممة بناء على اهتماماته القرائية والإخراجية، ولكل فرد نشرة أخباره الخاصة المصممة كذلك بناء على تفضيلاته للأخبار ونوعها ونطاقها الجغرافي، بل أيضا وتوجهاتها الفكرية والأيديولوجية ومستوى اللغة الذي يناسبه سواء لغة أدبية أو لغة علمية أو حتى لهجة عامية. وكل هذا لن يحتاج من صاحب الصحيفة أو مالكها إلا إلى نموذج إلكتروني واحد ومجموعة خوارزميات تحدد اهتمامات القارئ.

كل هذه التحديات: تحديات الحرية والمصداقية والمهنية وتحديات ثورة الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى جهود كبيرة من القائمين على الصحافة والإعلام ليس في العالم العربي وحده وإنما في العالم أجمع فدور الصحافة ومكانتها لن تتغير وإن تغيرت أدواتها ووسائلها ولذلك هي في أمسّ الحاجة إلى الحماية والعناية والتطوير والأمر نفسه يصدق على الصحفيين أنفسهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم الثالث وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

الخطيب: أبواب المملكة مفتوحة للاستثمارات في القطاع السياحي

ريو دي جانيرو : واس

 أكد معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب خلال مشاركته في قمة الأولوية والمقدمة من مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، ترحيب المملكة العربية السعودية بالمستثمرين الدوليين للاستثمار في قطاع السياحة السعودي، مشيراً إلى الفرص الواعدة المتوفرة في ظل التطور الكبير الذي يشهده القطاع السياحي في المملكة.

 وقال معاليه خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن القمة: “استثمارات المملكة في قطاع السياحة تعد ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030، وواجهنا تحديات متعددة في مسيرة انتقالنا من اقتصاد يركز على النفط إلى اقتصاد متنوع يركز على السياحة، ونجحنا في إيجاد فرص هائلة لها صدى عالمي”.

 وأشار إلى أن السياحة تعد قطاعًا مهمًا للاقتصاد العالمي، ويتوقع تقرير حديث صادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أنه بحلول عام 2034م، سيشكل قطاع السفر والسياحة 11.4% من الاقتصاد العالمي، ويسهم فيه بحوالي 16 تريليون دولار.

 ولفّت الخطيب إلى برنامج الممكنات الاستثمارية في القطاع السياحي الذي أطلقته الوزارة، يلعب دورًا مهمًا في تعزيز مكانة المملكة السياحية العالمية من خلال تعزيز الاستثمار المستدام، ويسهم في تسهيل رحلة المستثمرين، والحد من العقبات التي تواجههم.

 وأضاف: “أبواب المملكة مفتوحة للأعمال التجارية، ونحرص على توفر بيئة مواتية للمستثمرين الدوليين، وتهدف التسهيلات الاستثمارية إلى جعل ممارسة الأعمال التجارية في المملكة الأكثر كفاءة والأقل التكلفة”.

 وأكد وزير السياحة، التزام المملكة بتحقيق السياحة المستدامة من خلال المركز العالمي للسياحة المستدامة (STGC) الذي يعزز الانبعاثات الصافية الصفرية ويحافظ على البيئة، منوهاً إلى أنها تحرص على إقامة شراكات وثيقة مع البلدان في جميع أنحاء العالم، ومن الأمثلة على ذلك مذكرة التفاهم التي وقعتها المملكة مع البرازيل في عام 2022م.

 وأشاد معاليه، بالعلاقات المتميزة التي تجمع المملكة مع البرازيل، مبيناً أن البلدين يتعاونان في عددٍ من المجالات أبرزها الطاقة، مرحباً بتعزيز الشراكة بين البلدين في القطاع السياحي.

 وأوضح الخطيب أن المملكة تعمل على تعزيز البنية التحتية المتعلقة بإنشاء وتوسعة المطارات، مشيراً إلى أن برنامج الربط الجوي يهدف إلى زيادة المسارات الجوية إلى المملكة، مبيناً أن التأشيرة الإلكترونية أسهمت في استقبال المملكة لأكثر من 27 مليون سائح من الخارج خلال العام الماضي 2023م.

 وفي نهاية الجلسة استقبل رئيس جمهورية البرازيل لولا دا سيلفا معالي الخطيب، وعددًا من كبار المسؤولين السعوديين، وذلك على هامش أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار.

مقالات مشابهة

  • عزوف كبير عن شراء الأضاحي في الضفة الغربية
  • نقابتنا بيتنا الشرعي
  • لماذا تأخّر حسم الجنجويد في الجزيرة؟!
  • بوتين: الولايات المتحدة قوضت أسس الاستقرار العالمي ولا تفهم مدى خطورة تصرفاتها
  • 1.6 مليون شخص يتضررون يومياً بأغذية غير آمنة
  • في اليوم العالمي.. تعرف على فوائد التبرع بالدم
  • ميدفيديف: الغرب مزدهرًا بسبب سحب الموارد من الجنوب العالمي
  • وزير السياحة: المملكة ترحب بالمستثمرين الدوليين في قطاع السياحة
  • برنامج الأغذية والبنك الإفريقي يعززان إنتاج القمح في السودان
  • الخطيب: أبواب المملكة مفتوحة للاستثمارات في القطاع السياحي