أبوظبي (الاتحاد)
أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة «تقرير الأثر» لبرنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين تحت عنوان «مستقبل العمل: انتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين في الإمارات العربية المتحدة»، والذي يسلط الضوء على أبرز نتائج البرنامج المبتكر الذي أطلقته «الهيئة» عام 2021، وتأثيراته الإيجابية على صعيد المؤسسات والقوى العاملة والأطفال والمجتمع، ودوره كذلك في ترسيخ أفضل الممارسات الخاصة بتمكين الوالدين العاملين ضمن بيئات العمل المستقبلية.


جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي تم بمشاركة عدد من ممثلي المؤسسات الحاصلة على علامة الجودة في الدورتين السابقتين، وحضور كل من هدى الهاشمي، رئيس الاستراتيجية والابتكار الحكومي بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وطارق بن هندي، شريك مؤسس في «غلوبال فينتشرز»، ولوسي د أبو، المدير التنفيذي لشركة توغيذر، وعمر خان، رئيس مركز الدراسات والبحوث التجارية في غرف دبي، والدكتورة صليحة أفريدي، اختصاصية علم النفس ومؤسس لايت هاوس أرابيا، وتضمن مجموعة من النقاشات والتطلعات حول مستقبل العمل وانتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين على مستوى الدولة، بما يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة للدولة في تحقيق ازدهار المجتمع، وترسيخ الاستقرار الأسري، وتعزيز الاستدامة.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: الرياضات التراثية تحظى بأهمية تاريخية واجتماعية لدى شعب الإمارات رئيس الدولة: الاستثمار في الشباب المؤهل أولوية رئيسية

سياسات عمل مرنة 
يسهم البرنامج في تمكين الآباء والأمهات العاملين من تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، وضمان حصول أطفالهم على أفضل سبل الرعاية والاهتمام، وتنفيذ سياسات مرنة في مكان العمل، وتعزيز رفاهية الموظفين، وتمتين الروابط الأسرية، وصولاً إلى تشجيع الموظفين على زيادة المشاركة والإنتاجية، وتعزيز رفاهيتهم ومستويات الاحتفاظ بهم، وزيادة قدرة المؤسسة على استقطاب الكفاءات والمواهب المختلفة، وتقليل الفجوة بين القطاعين الحكومي والخاص، بما يتعلق بسياسات العمل والمزايا المقدمة للوالدين، وتعزيز جاذبية العمل في القطاع الخاص للمواطنين، وتشجيع المؤسسات على تبني ثقافة الابتكار في بيئة العمل، وخلق بيئات عمل مستقبلية مبتكرة، والعديد من التأثيرات الإيجابية.
ويستعرض التقرير نتائج التحليل الشامل الذي تم إجراؤه على طلبات المشاركة ونتائج استطلاعات رأي الموظفين المقدمة من المؤسسات المشاركة من جميع أنحاء الدولة، وذلك في إطار الدورة الثانية للبرنامج التي انطلقت في الفترة من نوفمبر 2022 إلى مايو 2023. ويسلط الضوء على أهداف برنامج علامة الجودة، والدروس المستفادة والرؤى التحليلية المستنبطة من البرنامج، وأهم الإحصائيات والبيانات والأرقام حول الدورة الثانية من البرنامج التي تضمنت 75 مؤسسة مشاركة من 23 قطاعاً مختلفاً، وما يقارب 10000 مشاركة في استبيانات الموظفين من جميع أنحاء الدولة، مما أثر بشكل إيجابي على حياة أكثر من 48000 طفل، ونحو 1500 طفل من أصحاب الهمم.
ويكشف التقرير أيضاً مجموعة من الاتجاهات المهمة التي تقود انتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين، ويقدم شرحاً مفصلاً عن الأثر الإيجابي والمزايا المقدمة للمستفيدين من البرنامج بدءاً من المؤسسات وأفراد الأسرة والمجتمع ككل.
ويبرز «تقرير الأثر» أهمية سياسات وأطر العمل الداعمة للوالدين في ترسيخ دور المؤسسات في رسم ملامح مستقبل اقتصادي واجتماعي أكثر إشراقاً وازدهاراً، من خلال الارتقاء بواقع العمل إلى مكان أكثر مرونة يمكّن العاملين من تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، ويسهم في تحقيق النتائج المرجوة من البرنامج.

تحقيق الرفاه المجتمعي
أشاد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بالنجاح الذي حققه البرنامج منذ انطلاقته، مؤكداً أن النتائج التي تم تحقيقها تعكس نمو البرنامج والإقبال الكبير من قبل المؤسسات العاملة في الدولة على اكتشاف أهمية بيئات العمل الداعمة للوالدين والمشاركة في البرنامج، وصولاً إلى إحداث تغيير ملموس في ثقافة العمل داخل مختلف المؤسسات في الدولة، وتشجيعها على تبني أفضل الممارسات الداعمة للوالدين والمشاركة الفاعلة في تحقيق الرفاه المجتمعي.
وقالت سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في حديثها إلى وسائل الإعلام: «نحن فخورون اليوم بالمرحلة التي وصلنا إليها منذ إطلاق برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، والتجاوب الكبير من المؤسسات المستهدفة والتي تتمتع بوعي عالٍ ورؤية طموحة حول أهداف البرنامج ودوره في رسم ملامح بيئات العمل المستقبلية. وتعكس النتائج والإحصائيات المطروحة في التقرير دور البرنامج في إيجاد بيئات تمكّن الأفراد من التفوق مهنياً، وتحقيق التوازن على صعيد العمل والحياة الأسرية، بما يواكب توجيهات قيادتنا الحكيمة ويحقق أهداف وتطلعات البرنامج».
وأضافت: «يكمن أحد المخرجات المهمة للتقرير في إلقاء الضوء على عدد من التأثيرات الإيجابية لأماكن العمل الداعمة للوالدين والتي لا تقتصر على الوالدين العاملين وأطفالهم فحسب، بل تقدم مجموعة من الفوائد المهمة للمؤسسات والمجتمع الأوسع نطاقاً. وتتفق هذه الرؤية مع إيماننا في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بأن ضمان رفاه الأسر والأطفال هو طموح شامل يؤثر على كل جانب من جوانب مجتمعنا واقتصادنا. ولذا، فجميعنا مستفيدون من ذلك».

برنامج علامة الجودة 
وفقاً للطلبات التي تلقتها «الهيئة» في الدورة الثانية، فإن 31 مؤسسة من أصل 75 مؤسسة قد بدأت بشكل استباقي في تحسين سياساتها أو تفكر بشكل فعال في مثل هذه التغييرات نتيجة لمشاركتها في برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين. ويؤكد هذا الالتزام المتزايد بين المؤسسات بإيلاء الأولوية لاحتياجات الآباء العاملين، مدعوماً بمشاركتها في برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين.
ووفقاً لهذه المؤسسات، فإن أهم المجالات التي أجرت فيها تحسيناً لسياساتها بسبب المشاركة في برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين تمثلت في إضفاء نسبة 39% من المؤسسات طابعاً رسمياً على الممارسات وتحويلها إلى سياسات. واعتماد نسبة 35% من المؤسسات سياسات عمل مرنة، و35% من المؤسسات عملت على تحسين مرافق الرضاعة أو ساعاتها، فيما عملت 22% من المؤسسات على تحسين إجازة الوالدية، بما في ذلك زيادة مزايا إجازات الأمومة والأبوة، ومزايا الإجازة الوالدية الخاصة، ومزايا الدعم في مراحل الإجازة.

أهداف استراتيجية
يكشف التقرير عن عدد من الاتجاهات المهمة التي تقود انتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين في جميع أنحاء الدولة، والتي تتضمن بروز التحول من الاعتماد على المزايا التي تقدمها المؤسسات للموظفين إلى المرونة الحقيقية والاختيار والتركيز الشامل على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، وتزايد التركيز على قوة القيادة التنظيمية في دفع التغيير، والتفاني الاستباقي لضمان النجاح على المدى الطويل من خلال تضمين الممارسات الجيدة في السياسة المستدامة، حيث أفاد ما يقرب من نصف المؤسسات التي تقدمت بطلبات للمشاركة في الدورة الأولى من برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، بأنها بدأت بشكل استباقي في تحسين سياساتها أو تفكر جدياً في إجراء تغييرات جوهرية نتيجة لمشاركتها في البرنامج.
وحسبما يبيّن التقرير، فإن الرحلة نحو تعزيز أماكن العمل الداعمة للوالدين هي بمثابة مسعى تطلعي ونهج عملي. كما يبرز التقرير الأهداف الاستراتيجية لبرنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، والتي تجسد الالتزام بتشكيل مستقبل لا يكون فيه التكامل بين العمل والحياة الأسرية مجرد تطلع، بل حقيقة واقعة، وتسعى إلى إعطاء الأولوية للأسرة والطفل وإعادة تعريف مكان العمل والارتقاء به من خلال توفير المرونة والدعم النفسي وتوسيع نطاق الشمولية للأفراد العاملين مما يلبي حاجاتهم كوالدين وبالتالي إحداث تغيير حقيقي ودائم لصالح الجميع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة الإمارات ذياب بن محمد بن زايد هیئة أبوظبی للطفولة المبکرة تحقیق التوازن من البرنامج من المؤسسات بین العمل

إقرأ أيضاً:

هيئة تنظيم الأعمال الخيرية تناقش مع مؤسسات خيرية خاصة سبل دعم جهود التنمية الوطنية

عقدت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية اجتماعا تنسيقيا مع رؤساء عدد من المؤسسات الخاصة الخيرية في الدولة، وذلك لمناقشة سبل تعزيز الشراكة المؤسسية وتكامل الأدوار بين الهيئة وهذه المؤسسات، بما يخدم تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، ويرسخ دور القطاع الخيري كشريك فاعل في التنمية المستدامة.
ويأتي هذا الاجتماع، في إطار التوجهات الوطنية لتعزيز دور القطاع الثالث ضمن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر (2024 - 2030)، وبالأخص في سياق تحقيق النتيجة الاستراتيجية الرابعة "مجتمع متماسك".
وأكد السيد إبراهيم عبدالله الدهيمي المدير العام لهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، خلال الاجتماع، أهمية تطوير الأداء المؤسسي للمؤسسات الخاصة الخيرية، ورفع كفاءتها التنظيمية بما يتوافق مع متطلبات الحوكمة والشفافية، مشيرا إلى أن هذا التطوير يعكس توجهات استراتيجية قطاع العمل الخيري والإنساني (2025 - 2030)، والتي تهدف إلى تمكين المنظمات الخيرية من أداء أدوار أكثر استراتيجية ومؤثرة محليا ودوليا.
ونوه إلى أن عددا من المؤسسات الخاصة الخيرية في الدولة قد استكمل متطلبات التحديث المؤسسي والتنظيمي بنجاح، مما مكنها من مباشرة أنشطتها بكفاءة، وبما يعزز من قدرتها على تلبية الاحتياجات المجتمعية ضمن بيئة عمل منظمة وآمنة مبتكرة تسهم في بناء القدرات المجتمعية، وتعزيز ثقافة التعايش والتسامح، بالإضافة إلى الالتزام بمعايير الشفافية والإفصاح ومساءلة الأداء، والعمل بالتكامل مع الجهات الحكومية والمجتمعية.
وأشاد المدير العام لهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، بمستوى التعاون الإيجابي الذي أبدته المؤسسات الخاصة الخيرية في التفاعل مع التحديثات التنظيمية التي أقرتها الهيئة، لافتا إلى أهمية المشاريع الاستراتيجية التي أطلقتها الهيئة مؤخرا، أبرزها مشروع "سندي" لتنسيق المساعدات الداخلية، والذي يعد منصة رقمية رائدة تسهم في تنظيم عمليات الدعم والمساعدة للمستفيدين على مستوى الدولة، بما يحقق الإنصاف والتكامل بين مختلف الجهات.
وأكد الدهيمي، التزام الهيئة بدورها التمكيني والتنظيمي، واستمرارها في دعم بناء القدرات المؤسسية للمؤسسات الخاصة الخيرية، وتعزيز قدراتها على تحقيق الأثر الاجتماعي والإنساني المنشود، ضمن إطار من الشراكة الفاعلة والمساءلة والتميز المؤسسي، وتسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
ولفتت الهيئة في سياق متصل، إلى أهمية متابعة نتائج مؤشر بيئة العمل الخيري الصادر عن "جامعة إنديانا"، والدفع نحو توفير بيئة قانونية وتنظيمية محفزة ومستقرة تسهم في نمو وازدهار المؤسسات الخاصة الخيرية.
جاء هذا الاجتماع، ضمن جهود الهيئة الرامية إلى ضمان التزام القطاع الخيري في الدولة بالمعايير الدولية، ولاسيما تلك الصادرة عن مجموعة العمل المالي (FATF)، المتعلقة بتعزيز نظم الرقابة للحد من مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب في القطاع غير الربحي.
وشكل أيضا فرصة لتسليط الضوء على الدور المحوري المنتظر من المؤسسات الخاصة الخيرية في تعزيز التماسك المجتمعي في قطر، كما حددته استراتيجية التنمية الوطنية، لا سيما فيما يتعلق بترسيخ الهوية الوطنية، وتمكين الفئات الأولى بالرعاية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والانتقال من العمل الخيري التقليدي إلى التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • شرطة أبوظبي تنفذ ورشة «المسؤولية المجتمعية»
  • النيابة العامة في أبوظبي تطلق حزمة خدمات ذكية
  • هيئة تنظيم الأعمال الخيرية تناقش مع مؤسسات خيرية خاصة سبل دعم جهود التنمية الوطنية
  • وزير الإعلام ونائبه يطلعان على مستوى الانضباط الوظيفي بعدد من المؤسسات والوسائل الإعلامية
  • «بلدية أبوظبي» تدعو شركات البناء للالتزام بأوقات العمل خلال الصيف
  • "الأكاديمية السلطانية" تطلق برنامج "مستقبل إدارة رأس المال البشري"
  • الشباب والرياضة بالغربية تطلق البرنامج التدريبي لتعلم لغة الإشارة
  • تقرير دولي: أكثر من نصف عدد عمالة الأطفال بالعالم في أفريقيا
  • ما هي علامة قبول الطاعة؟.. عالم أزهري يجيب
  • تقرير:العراق ضمن الدول العشرة التي تهيمن على المشهد العالمي للموارد الطبيعية