الاضطرابات السياسية في فرنسا: مستقبل ماكرون على المحك وسط تزايد شعبية لوبان
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
في خطابه الأخير حول مستقبل أوروبا، دق الرئيس إيمانويل ماكرون ناقوس الخطر، محذرا من احتمال زوال الاتحاد الأوروبي ما لم يتحول إلى قوة عسكرية. ومع ذلك، يواجه ماكرون نفسه وضعا سياسيا محفوفا بالمخاطر في فرنسا، حيث أصبحت رئاسته على المحك وسط تصاعد الدعم لحزب التجمع الوطني اليميني بزعامة مارين لوبان.
وفقا للجارديان، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم كبير لحزب الجبهة الوطنية بزعامة لوبان على حزب النهضة الوسطي المؤيد لأوروبا بزعامة ماكرون في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة.
إن رئاسة ماكرون، بعد مرور عامين فقط على ولايته الثانية، شابتها بالفعل تحديات، بما في ذلك الافتقار إلى الأغلبية البرلمانية والتهديدات المستمرة بطرح اقتراحات بحجب الثقة. ويُنظر إلى الانتخابات الأوروبية المقبلة على أنها اختبار حاسم لماكرون، لأنها تمثل آخر تصويت وطني قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2027، حيث من المتوقع أن تقوم لوبان بأقوى محاولتها للوصول إلى السلطة حتى الآن.
وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها ماكرون لتأكيد زعامته على المسرح الأوروبي، فإن مشاكله الداخلية لا تزال قائمة، والتي تفاقمت بسبب المشاكل الاقتصادية في فرنسا والديون المتصاعدة. وقد أدى أسلوب الرئيس الشخصي للغاية في الحكم إلى نفور الناخبين، الذين حملوه المسؤولية عن عدد لا يحصى من القضايا، من الصعوبات الاقتصادية إلى المخاوف الأمنية.
وتؤدي الانقسامات الداخلية داخل حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون إلى زيادة تعقيد المشهد السياسي في ظل استمرار الصراعات لوضع اللمسات الأخيرة على قائمة المرشحين للانتخابات المقبلة. ومن ناحية أخرى، يستفيد منافسون سياسيون آخرون، مثل رافاييل جلوكسمان من الحزب الاشتراكي، من نقاط ضعف ماكرون، فيجتذبون الناخبين الساخطين من مختلف ألوان الطيف السياسي.
وبينما يتصارع ماكرون مع التهديد المتمثل في ارتفاع شعبية لوبان، تواجه الأحزاب الرئيسية الأخرى، بما في ذلك حزب الجمهوريين المحافظ، تحديات خاصة بها. إن المشهد السياسي في فرنسا يتطور بسرعة، حيث يعبر الناخبون عن خيبة أملهم في الأحزاب التقليدية ويبحثون عن بدائل.
وفي حين أن رؤية ماكرون الطموحة لأوروبا قد تقدم بصيصاً من الأمل لمستقبله السياسي، فإنه يظل من غير المؤكد ما إذا كان ذلك سيكون كافياً لإنقاذ رئاسته في مواجهة الضغوط الداخلية المتصاعدة. وبينما تستعد فرنسا للحظة محورية في مسارها السياسي، فإن نتائج الانتخابات الأوروبية سوف تشكل بلا أدنى شك المشهد السياسي في البلاد لسنوات قادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
ترامب يوقّع قانون خفض الضرائب وتقليص الإنفاق «الأكثر شعبية في تاريخ أمريكا»
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، توقيعه رسميًا على مشروع قانون خفض الضرائب وتقليص الإنفاق الحكومي، مؤكدًا أنه أصبح الآن قانونًا نافذًا في البلاد، واصفًا إياه بأنه “الأكثر شعبية في تاريخ الولايات المتحدة”.
وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض عقب التوقيع، قال ترامب: “هذا القانون هو الأكثر شعبية سواء بين العسكريين أو المدنيين، إنه القانون الأكثر شعبية على الإطلاق”، في إشارة إلى الدعم الواسع الذي يحظى به داخل القواعد الجمهورية، وفق تعبيره.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد أقر مشروع القانون يوم الخميس الماضي بأغلبية ضئيلة بلغت 218 صوتًا مقابل 214، بعد أن صوّت عليه مجلس الشيوخ بالإجماع يوم الثلاثاء، ليُحال بعد ذلك إلى البيت الأبيض لتوقيعه من الرئيس.
ويتضمن القانون الجديد تخفيضات واسعة في الضرائب، بالإضافة إلى تقليص كبير في الإنفاق الحكومي، لا سيما على برامج شبكات الأمان الاجتماعي. كما يلغي جزءاً من سياسات الطاقة النظيفة التي أطلقها الرئيس السابق جو بايدن، ويوجه التمويل نحو أولويات مثل تشديد الرقابة على الهجرة غير الشرعية.
وبحسب مراقبين، استغل ترامب نفوذه داخل الحزب الجمهوري من خلال جلسات ضغط مكثفة في البيت الأبيض ولقاءات غير رسمية في ملاعب الغولف لإقناع النواب الجمهوريين المترددين بدعم المشروع، خاصة في ظل انقسامات داخل التيار المحافظ بين مؤيدين للتخفيضات وبين معارضين لها خشية تفاقم العجز في الميزانية.
وواجه المشروع معارضة من بعض الجمهوريين المعتدلين، خصوصًا في الولايات المتأرجحة، والذين أعربوا عن مخاوفهم من تأثير التخفيضات على برنامج “ميديكيد” الصحي المخصص للفئات ذات الدخل المحدود.
ويُعد هذا القانون من أبرز إنجازات إدارة ترامب على الصعيد الاقتصادي، وسط توقعات بأن يترك تأثيرًا ملموسًا على الميزانية الفيدرالية، وسياسات الضرائب، وبرامج الإنفاق الاجتماعي خلال الفترة المقبلة، كما يُنتظر أن يكون ورقة محورية في حملته الانتخابية المقبلة.