الثورة نت:
2025-07-03@12:12:24 GMT

أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

 

اتجهت السياسات العالمية إلى تحطيم الأسس السليمة التي تحمي المجتمعات الأخرى، وحظي المجتمع الإسلامي والعربي بالنصيب الأوفر من تلك السياسات التي وصلت إلى حد إملاء الأسس والمبادئ كوصفات يجب أن تنفذها الحكومات والدول من أجل نيل رضا قوى الهيمنة من اليهود والنصارى وغيرهم من الدول التي امتكلت شوطا متقدما في الثروة والتصنيع وغيرها من المجالات وليس غربيا أن تمارس تلك الدول نفوذها وتفرض شروطها على غيرها من الدول، لكن الطامة الكبرى أن تعمل الدول المتخلفة (النامية) على التطبيق لتلك الإملاءات مع علمها الأكيد أنها تحطم أساسات النهوض لصالح الأعداء الذين يهدفون إلى إطالة انحطاط الآخرين واستمرار النفوذ والهيمنة لهم، لأن المصلحة هي التي تحركهم وفقا للقاعدة السياسية الشهيرة (لا عداوة دائمة، ولا صداقة دائمة، بل مصلحة دائمة) بالإضافة إلى المذهب الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة).


لقد أدى النهوض الاقتصادي لدول شرق آسيا وتحطيم الاستعمار السياسي والاقتصادي لمعظم الدول هناك إلى أن أصبح العالم الإسلامي ساحة للصراع، فالكل يسعى إلى الظفر بأكبر قدر من الثروات خاصة بعد أن تم تقاسم الأرض والثروات والإنسان بين القوى العالمية، وأيضا تم منح الاستقلال الصوري للبلدان التي غادرها الاستعمار بعد اندلاع الثورات العربية، فالاستعمار خرج بجنوده وأسلحته، لكنه مازال يملك القرار السيادي من خلال العاملين معه والذين أصبحوا هم صناع القرار ورجال الأنظمة المتسلطة والحاكمة رغم اختلاف أشكال وأنواع أنظمة الحكم من قطر إلى آخر، وهو أسلوب خبيث يهدف إلى تلافي الإخفاقات التي تمت خلال فترات الصراع بين الأمة العربية والإسلامية والقوى الاستعمارية، سواء رفعت شعار الصليب والحروب الصليبية أو رفعت شعار التتار أو المغول، وهي شواهد متوالية على أن الضعف والفرقة والشتات كلما وصلت إلى أوجها جاء، المتربصون يمارسون دور الوصاية والولاية، فإذا نهضت الأمة وعادت إلى مصادر عزها ومجدها انسحبوا وأجلوا أمنيات البقاء حتى وهن وضعف آت، وذلك وفق سنة التدافع التي ذكرها القرآن الكريم قال تعالى “إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” آل عمران (140).
فحينما تمسك المسلمون بمصادر عزهم المتمثلة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، حكموا العالم وامتد نفوذهم من الأندلس (اسبانيا والبرتغال) إلى القوقاز وأواسط آسيا الصغرى ومن الأناضول شمالا حتى مجاهل افريقيا، ولما تفرقوا جاء الاستعمار وقسم البلدان وأعاد كتابة التاريخ والمناهج وجعلها تخدم مصالحه وتوجهاته، وكلما رأى بادرة للنهوض وتجاوز الأوضاع القذرة التي أوجدها، سارع إلى ممارسة سطوته وسلطانه لوأد تلك المبادرات المخلصة والقضاء عليها وفق تصنيفات أعدها، وسيناريوهات رسمها لاحتواء الفرقة والشتات وتجاوز حالات الضعف والتخلف، سواء باستخدام القوة والقتل والإجرام وارتكاب أبشع وأقذر الجرائم في حق الشعوب العربية والإسلامية أو باستخدام القوة الناعمة أو ما تعرف بالحرب الناعمة التي تهدف إلى مسخ هوية الأمة، بإفساد الأخلاق والمبادئ والقيم وبذلك يتم تحقيق الانتصار دون الاستعانة بالأسلحة والجنود وشن الحروب، وضمان تحقيق الانتصار بأقل الوسائل كلفة وقيمة.
صحيح أن الأسلحة جاهزة والجيوش مستعدة، لكن الرهان الأكبر هو على الحرب الناعمة التي تعتمد على جيوش المراكز والمعاهد المتخصصة في دراسة الإنسان والسيطرة على رغباته وميوله وأخلاقه وعاداته ومبادئه وقيمه، وهي الركائز الأساسية التي تبني شخصية الإنسان وتحدد توجهاته وتعمل على صياغة الإنسان الذي يسهل السيطرة عليه، فإذا تم ذلك هنا يأتي دور الجيوش لتستولي على الأرض ونهب الثروات، كما فعل سابقاً بتحطيم العراق وأفغانستان، من خلال الحصار والتجويع، وجيوش العملاء والخونة الذين تم استخدامهم لتمهيد الطريق أمام الأسلحة والجيوش.
إن تحصين الشباب وإيجاد وعي إيماني يعتمد على المصادر الأساسية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، هو الأساس لمواجهة التحديات التي تهدف إلى السيطرة على الأمة واستغلالها، من خلال اختراق الشباب وتزييف الوعي لديهم وتسطيح الثقافة، لأنهم يمثلون المستقبل ونصف الحاضر، ومن هنا تكمن أهمية استغلال العطلات الصيفية، ووضع البرامج التنموية في كل المجالات، ثقافة وعلماً وأدبا وسلوكاً، فالفضاء المفتوح الذي يتحرك وينشط فيه الأعداء ويمتلكون فيه تجربة كبيرة وإمكانيات هائلة، لكنهم لا يمتلكون رسالة ولا منهجاً سوى السير على خطوات إبليس في إغواء الناس والتحريش بينهم ومحاولة جرهم إلى المعاصي والبعد عن هدى الله سبحانه وتعالى ” ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ” الأعراف الآية “170”، فإذا ابتعد الشباب والمجتمع عن هدي القرآن، فإنه لا شك سيقع في فخ الشيطان، وكلما اقترب من الله ابتعد عن خطوات الشيطان التي أصبحت اليوم منهجاً للقوى العالمية المتربصة بالأمة الإسلامية وتسعى جاهدة لنشر كل الموبقات من خلال الفضاء المفتوح وانعدام الرقابة ابتداء من البيت والمدرسة والجامع ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكما يقال في الأمثال إن الإناء الفارغ يملؤه الهواء، والعقول الفارغة من هدى الله وهدى رسوله الأمين وآله الطيبين الطاهرين، سوف تملؤها الثقافة الهدامة والوعي الزائف الذي يترك الأمة نهبا لكل التوجهات المنحطة والتي تمثل عائقا أمام التوجه نحو المستقبل وتجاوز حالات الضعف والهوان، وهو ما يريده ويرجوه أعداء الأمة الذين حطموا القوة والوحدة الإسلامية، بنشر الأكاذيب ثم أتوا بالجيوش واستثمروا ذلك الانحطاط نهبا للثروات وتحكما بالبشر ونشرا للرذيلة والموبقات، وهو ما يجب أن يعيه الشباب وصناع القرار حتى يتم تدارك الانحدار وإعادة توجيه الأمة إلى مصادر عزها ومجدها وذلك التزاما بقوله تعالى ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له

لم يذكر يوم عاشوراء باسمه في القرآن الكريم، لكن وردت الأحداث المتعلقة به، وهي نجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون، في عدة مواضع قرآنية، يعتقد أن هذه الحادثة وقعت في يوم عاشوراء.

في سورة البقرة: "وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون" (آية 50).

في سورة الأعراف: "فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم... وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها..." (آيتا 136–137).

في سورة القصص: "فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم..." (الآيات 39–42).

في سورة إبراهيم: "وذكرهم بأيام الله" (آية 5) حيث فسّرها العلماء بأنها تشمل نجاتهم من فرعون.

عاشوراء في السنة النبوية

ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه، لما فيه من شكر لله على نجاة موسى عليه السلام. وقال: "أنا أحق بموسى منكم". 

كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" رواه مسلم.

موعد يوم عاشوراء لعام 2025 وما فضل صيامه؟ما الحكمة من صيام يوم عاشوراء .. وهل صامه النبي؟أفضل الأعمال يوم عاشوراء.. 3 عبادات عظيمة أوصى بها النبيهل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا؟.. دار الإفتاء تجيب

فضل صيام عاشوراء
ونوهت بأن فضل صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله، مستشهدة بما روي عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» أخرجه مسلم في "صحيحه".

صيام يوم عاشوراء منفردا دون تاسوعاء
نبهت الإفتاء على أنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع، خروجا من الخلاف.


يوم عاشوراء
أوضحت أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله الحرام المحرم، وصيامه ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسنة الفعلية والقولية، ويثاب فاعل هذه السنة بتكفير ذنوب سنة قبله كما مر من الأحاديث.

حكم صيام تاسوعاء
واستطردت: ولكن يستحب صيام تاسوعاء مع يوم عاشوراء؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أخرجه مسلم في "صحيحه".

طباعة شارك يوم عاشوراء فضل صيام عاشوراء صيام يوم عاشوراء منفردا دون تاسوعاء حكم صيام تاسوعاء

مقالات مشابهة

  • المملكة ترسم ملامح الحلول العالمية لأزمات الجفاف وتؤكد أهمية الابتكار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية
  • غزّة .. كربلاء العصر
  • عاشوراء في اليمن.. روح الحسين تتجدد في صمود شعب يواجه طغاة العصر
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • جامعة القاهرة تنظم مؤتمر "مستقبل تكنولوجيا النانو".. منصة بحثية لمواجهة تحديات التنمية
  • تحديات متزايدة لأزمة الهجرة غير النظامية في تونس
  • مدبولي: أهمية صياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر ومنخفض التكلفة
  • مدبولي: التحديات التي تواجه الدول النامية تهدد الاقتصاد العالمي بأسره
  • الأسرة والمجتمع في فكر المسيرة القرآنية