الحرة:
2025-12-12@22:19:00 GMT

هل هناك فجوة صحية بين النساء والرجال؟ دراسة تجيب

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

هل هناك فجوة صحية بين النساء والرجال؟ دراسة تجيب

وجدت دراسة حديثة بشأن الفجوة الصحية بين الجنسين، أن النساء يعشن فترة أطول من الرجال، ولكنهن يعانين من اعتلال صحتهن لسنوات أطول، وذلك في نتائج رأى خبراء أنها تشير إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لتعزيز صحة المرأة.

وعلى الصعيد العالمي، هناك فروق كبيرة بين النساء والرجال فيما يتعلق بالصحة، مع تقدم محدود في سد الفجوات الصحية على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفقا للدراسة التي فحصت تأثير الأسباب العشرين الرئيسية للأمراض في العالم.

 

ونُشرت النتائج في مجلة لانسيت للصحة العامة، ونقلت صحيفة "الغارديان" أبرز نتائجها.

ووجد الباحثون أن الحالات غير المميتة التي تسبب المرض والإعاقة، مثل المشاكل العضلية الهيكلية ومشاكل الصحة العقلية واضطرابات الصداع، تؤثر بشكل خاص على النساء. 

وفي الوقت ذاته، يتأثر الرجال بشكل غير متناسب بالحالات التي تسبب الوفاة المبكرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي والكبد وكوفيد-19 وإصابات حوادث السير.

تستمر الاختلافات الصحية بين النساء والرجال في النمو مع تقدم العمر، مما يترك النساء بمستويات أعلى من المرض والإعاقة طوال حياتهن، حيث يمِلن إلى العيش لفترة أطول من الرجال.

وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة، الدكتورة، لويزا سوريو فلور، من معهد قياسات الصحة والتقييم (IHME) بجامعة واشنطن: "يُظهر هذا التقرير بوضوح أن التقدم العالمي في مجال الصحة على مدى الـ 30 عاما الماضية كان غير متكافئ".

وأضافت أن "النساء، رغم أنهن يعشن لفترة أطول من الرجال، فهن يقضين سنوات أكثر في حالة صحية متدهورة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال هناك تقدم محدود في الحد من الأمراض والإعاقات التي تصيب النساء، مما يستدعي ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالحالات غير القاتلة التي تؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة، لا سيما في مراحل العمر المتقدمة. وبالمثل، يعاني الذكور من عبء أكبر ومتزايد من الأمراض ذات العواقب المميتة".

وتتضمن الدراسة أيضا دعوة للدول لتعزيز الإبلاغ عن بيانات الجنس والنوع الاجتماعي. 

وقالت  سوريو فلور: "التوقيت مناسب لهذه الدراسة والدعوة إلى العمل - ليس فقط بسبب مكان وجود أدلة الآن، ولكن لأن كوفيد-19 ذكّرنا بشكل صارخ بأن الاختلافات بين الجنسين يمكن أن تؤثر بشكل عميق على النتائج الصحية".

وأشارت إلى أن إحدى النقاط الرئيسية التي تسلط عليها الدراسة الضوء هي كيف تختلف الإناث والذكور في العديد من العوامل البيولوجية والاجتماعية التي تتقلب وتتراكم أحيانا بمرور الوقت، مما يؤدي إلى اختبارهم للصحة والمرض بشكل مختلف في كل مرحلة من مراحل الحياة وعبر مناطق العالم. 

وذكرت أن التحدي الآن هو تصميم وتنفيذ وتقييم طرق لمنع ومعالجة الأسباب الرئيسية للإصابة والوفيات المبكرة بطريقة مراعية للجنس والنوع الاجتماعي، منذ سن مبكرة وعبر مجموعات سكانية متنوعة.

وحللت الدراسة التفاوتات في الأسباب العشرين الرئيسية للمرض والوفاة بين الرجال والنساء، عبر الأعمار والمناطق. 

ومن بين الحالات التي تم تقييمها، أشارت النتائج إلى أن أكبر الأسباب وراء معاناة النساء من الأمراض تتمثل في آلام أسفل الظهر والاضطرابات الاكتئابية واضطرابات الصداع واضطرابات القلق واضطرابات العظام والعضلات ومرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى وفيروس نقص المناعة البشرية. 

ووجدت الدراسة أن هذه الحالات تساهم في المرض والإعاقة طوال الحياة على عكس أنها تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

وقالت المؤلفة المشاركة الرئيسية للدراسة، غابرييلا جيل: "من الواضح أن احتياجات الرعاية الصحية للمرأة يجب أن تمتد إلى ما هو أبعد من المجالات التي أعطتها أنظمة الرعاية الصحية وتمويل البحوث الأولوية حتى الآن، مثل الاهتمامات الجنسية والإنجابية".

وأضافت "الحالات التي تؤثر بشكل غير متناسب على الإناث في جميع مناطق العالم، مثل الاضطرابات الاكتئابية، تعاني من نقص حاد في التمويل مقارنة بالعبء الهائل الذي تفرضه، حيث لا تُخصَّص سوى نسبة صغيرة من الإنفاق الحكومي على الصحة عالميا للحالات الصحية العقلية".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟

نشرت صحيفة “جيروزالم بوست”٬ عن دراسة إسرائيلية جديدة شملت أكثر من مئتي حلم في أثناء النوم جرى توثيقها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أن الإسرائيليين ما زالوا يعيشون صدمة ذلك اليوم والحرب التي تلته حتى أثناء النوم، حيث تزدحم أحلامهم بصور الموت والشعور بالذنب والوحدة ومعاناة إعادة البناء.

ونشرت الدراسة في مجلة "البحوث التطبيقية في جودة الحياة" تحت عنوان "عندما تعجز اللغة، تتحدث الأحلام: البحث عن المعنى في أعقاب الصدمة الجماعية"، وشاركت في إعدادها الدكتورة بينيت روسو–نتزر من كلية أشفا الأكاديمية، والدكتورة هيليت إيريل–برودسكي، والبروفيسورة أوريت تاوبمان–بن–آري من جامعة بار إيلان. 

واعتمد الباحثون منهجا نوعيا وظاهراتيا لتحليل 203 روايات أحلام جُمعت مباشرة بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر والحرب الإسرائيلية التي تلته، بهدف تفكيك الطريقة التي يحاول بها الإسرائيليون فهم الصدمة الوطنية عبر أحلامهم.

وتصف الدراسة الأحلام بأنها "ساحة وجودية" يحاول فيها الأفراد التعامل مع ما تهدم داخلهم من افتراضات تتعلق بالأمان والأخلاق والانتماء، بعد صدمة جماعية هزت المجتمع الإسرائيلي بأكمله في لحظة واحدة. 

وتظهر التحليلات أن كثيرا من الأحلام تتمحور حول التوتر بين الحياة والموت، إذ تحتوي بعض الأحلام على صور واضحة للتهديد والفقدان والضعف، تعكس أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر ومشاهد الحرب، فيما تحمل أحلام أخرى رموزا للبقاء والاستمرارية والتشبث بالحياة رغم كل شيء.

وتبرز كذلك في الأحلام مشاعر قوية من الذنب والمسؤولية؛ فبعض الحالمين يتصارعون مع أسئلة عما كان يمكنهم فعله أو ما كان ينبغي عليهم فعله في ذلك اليوم، بينما يواجه آخرون قضايا أخلاقية أوسع أثارتها الحرب والدمار. ويصف مؤلفو الدراسة وجود معركة نفسية مستمرة داخل تلك الأحلام تتعلق باستعادة الإحساس بالفعل والقدرة والسيطرة، في عالم أصبح فجأة غير آمن وغير قابل للتوقع.

وتشير روايات كثيرة إلى شعور عميق بالعزلة والوحدة، وهو ما يعكس أثر الصدمة العاطفية والاجتماعية التي أعقبت الهجمات، فيما تكشف روايات أخرى عن شوق شديد للارتباط والاعتراف والانتماء، وكأن أصحابها يبحثون عمن يرى آلامهم ويقف إلى جانبهم وسط عدم اليقين. 


كما تكشف الدراسة تدرجا واضحا في بنية الأحلام بين الفوضى وإعادة بناء السردية، إذ تأتي بعض الأحلام مجزأة ومليئة بصور مبعثرة متصلة بالأخبار أو ساحات القتال أو مشاهد العنف، بينما تبدأ تلك الشظايا في أحلام أخرى بالترابط تدريجيا لتشكل قصة يمكن سردها، حتى وإن ظلت هشة وغير مكتملة، في محاولة لإعادة بناء عالم داخلي تفتت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتؤكد الدراسة أن الأحلام ليست نشاطا عشوائيا، بل مساحة رمزية تتوسط بين التجربة الفردية والسرديات الوطنية والثقافية، بما في ذلك التصورات الإسرائيلية واليهودية حول الهوية والمجتمع والإيمان والتضحية. وبالنظر عن قرب إلى هذه الأحلام، يمكن تتبع كيف يحاول الإسرائيليون إصلاح إحساسهم بالذات والغاية بعد كارثة وطنية هزت دعامات الحياة اليومية.

ومن منظور سريري، يدعو الباحثون المعالجين النفسيين الذين يعملون مع المتضررين من أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر والحرب إلى التعامل مع الأحلام بوصفها جزءا مركزيا من العلاج، إذ قد تظهر فيها للمرة الأولى أشكال من الضيق العميق مثل الأذى الأخلاقي، وانهيار النظرة إلى العالم، والأسئلة الوجودية المتعلقة بالحياة والموت، خصوصا حين تعجز اللغة في الحياة اليومية عن التعبير عنها. 

ويرى الباحثون أن استكشاف محتوى الأحلام يمكن أن يساعد على تحقيق ما يصفونه بـ"الإصلاح الوجودي"، وهو عملية تدريجية تهدف إلى استعادة المعنى والاستقرار الداخلي.

وتأتي هذه الدراسة في ظل ما يصفه باحثون آخرون بأنه أزمة غير مسبوقة في الصحة النفسية في الاحتلال الإسرائيلي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تشير البيانات إلى ارتفاع حاد في اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق بين السكان، مع قلق متزايد بشأن الآثار طويلة الأمد على الجنود والناجين والنازحين وأسر الضحايا. 

وفي هذا الإطار، تشير الورقة البحثية إلى أن الليل أصبح ساحة أخرى للصراع والشفاء المحتمل، إذ لم يعد النوم بالنسبة لكثير من الإسرائيليين ملاذا من قسوة الواقع، بل مسرحا يعاد فيه ما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه، وتطرح أسئلة مؤلمة حولها، وتنسج ببطء في محاولة—وإن كانت غير مكتملة—لبناء تصور جديد عن الذات والحياة.

ويخلص الباحثون إلى أن تفحص الأحلام بدقة قد يفتح أمام الأطباء والمرضى طريقا مختلفا إلى الجروح الأخلاقية والوجودية التي خلفتها الهجمات، ويساهم في العمل الطويل وغير المكتمل لإعادة بناء المعنى في ظل صدمة لم تزل آثارها حاضرة في اليقظة كما في الأحلام.

مقالات مشابهة

  • مصر تحت صدمة جرائم قتل ست الحبايب وسط فجوة حماية مخيفة
  • توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
  • دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • دراسة: حمض الفوليك ضروري للوقاية من مشكلات القلب لدى النساء
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!
  • أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟
  • العنف ضد النساء والأطفال.. وباء خفي يفتك بالصحة العالمية
  • أخطر 5 أخطاء صحية ترتكبها النساء بعد سن الأربعين دون قصد