الجزيرة:
2025-12-12@13:20:53 GMT

شاهد.. سندريلا على جدار خيمة في رفح

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

شاهد.. سندريلا على جدار خيمة في رفح

غزة- على جدار خيمة، يبدأ محمد الخضري عرض فيلم كرتوني، وقد تجمع من حوله عشرات النازحين جلهم من الأطفال، وبينهم بالغون أنهكتهم الحرب الدائرة منذ 7 شهور في غزة، ويبحثون عن لحظات فرح من وسط الدم النازف وأكوام الركام والدمار.

يبدأ العرض وتظهر سندريلا على جدار خيمة مصنوعة من أكياس مساعدات تقدمها "اليونيسيف"، ويتفاعل معه الأطفال بالضحكات، وصراخ يشق عتمة الليل في خيام مظلمة لا تتوفر فيها أبسط حقوقهم.

ووجد الخضري في جهاز عرض مرئي صغير نزح به من مدينة غزة إلى مدينة رفح، فرصة لرسم البسمة على وجوه الأطفال وإدخال الفرح إلى قلوبهم، عبر مبادرة فردية طوعية يطلق عليها "سينما المخيم"، ويتنقل بهذا الجهاز بين مخيمات النازحين المنتشرة في مدينة رفح يعرض أفلاما كرتونية مخصصة للأطفال.

ويقول للجزيرة نت "كلنا بحاجة للفرح، ولذلك تجد كبارا يشاهدون الصور المتحركة مع الأطفال ويتفاعلون معها".

سندريلا على جدار خيمة في رفح (الجزيرة) عزل أجواء الحرب

لنحو نصف ساعة يستمر العرض المرئي لأفلام الكرتون، ويشعر معها الخضري بسعادة غامرة وهو يلمس الفرح في عيون الحاضرين ويرى تفاعل النازحين، أطفالا وكبارا، ممن يعيشون واقعا مترديا في خيام لا تتوفر بها مقومات الحياة الأساسية.

وتؤوي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر أكثر من مليون نازح أجبروا على هجر منازلهم في مدينة غزة وشمال القطاع، ومدينة خان يونس المجاورة، ويعيشون في خيام ومراكز إيواء لا تتوفر بها الكهرباء، بعدما دمرت قوات الاحتلال محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع وحرمت 2.2 مليون نسمة من الكهرباء.

ورغم بساطة ما يقدمه الخضري إلا أنه يشعر بالرضا بتحقيقه الهدف الذي يسعى إليه بالتفريغ النفسي عن الأطفال، وعزلهم ولو لوقت قصير عن أجواء الحرب المرعبة، ومشاهد القتل والتدمير.

وهذا ما أظهرته الطفلة زينة الزقزوق النازحة مع أسرتها من مدينة غزة وتقيم في خيمة غرب مدينة رفح. وقالت للجزيرة نت "من زمان ما شفنا تلفزيون، والله فرحت كثيرا بسندريلا والصور المتحركة".

تفاعل كبير من الأطفال مع مبادرة محمد الخضري لنصب سينما في المخيم (الجزيرة) لحظات فرح

ويقول تفكير حمد مدير "مخيم القدس" الذي يضم نازحين جُلهم من بلدة بيت حانون في شمال القطاع، للجزيرة نت "أطفالنا بحاجة إلى لحظات فرح ولو عابرة تنسيهم ويلات الحرب".

ومثل هذه المبادرات -بحسب حمد- مهمة جدا لأطفال شردتهم الحرب مع ذويهم في الخيام ومراكز الإيواء، واغتالت كل حقوقهم، وقد ابتعدوا عن التعليم بعدما دمرت غالبية مدارسهم، وحرمتهم حتى الحق في اللعب، الأمر الذي ترك آثارا على صحتهم النفسية.

وتقول الطفلة ريم مصلح، النازحة مع أسرتها من بلدة بيت حانون للجزيرة نت "هذه أول مرة منذ 7 شهور نشاهد فيها أفلاما متحركة، ومنذ مغادرة بيتنا لم نشاهد التلفزيون".

وتتمنى هذه الطفلة أن تتوقف الحرب وتعود إلى مدرستها وبيتها في بلدة بيت حانون، وسط أجواء من الترقب تسيطر على النازحين في رفح بانتظار نتيجة المباحثات غير المباشرة التي تتوسط بها مصر حاليا بين المقاومة والاحتلال للتوصل إلى اتفاق تهدئة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات للجزیرة نت مدینة رفح

إقرأ أيضاً:

تحولت لمخيم إيواء.. الجامعة الإسلامية بغزة تستأنف التعليم بين النازحين

غزة- كل ركن في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، تحوّل إلى شيء آخر يخدم بقاء النازحين، حيث الخيام المتكدسة في ساحاتها، والممرّات التي تحولت إلى أسواق صغيرة على هيئة بسطات من الخضار والمعلبات.

وفي الجامعة الأكبر بقطاع غزة، عُلقت أحبال الغسيل على واجهات حجرية متفحّمة، وانتشر أطفال يلهون بين دمار الأبنية ويصنعون من الحطام لعبة أو أرجوحة، في تشوّه صادم لوجه المكان الذي كان يوما من أرقى المؤسسات التعليمية في فلسطين عامة.

هكذا، صارت مباني الجامعة الإسلامية المتداعية، بفعل القصف، مخيّما كبيرا للنازحين، يعلو فوق ذاكرة سُحقت، في مشهد يشبه رقعة من نكبة آتية من الزمن الرمادي، تمتدّ من بوابتها حتى آخر ركن في حرمها.

عشرات الطلبة يتابعون محاضرتهم وجاهيا في إحدى القاعات المرممة بالجامعة الإسلامية (الجزيرة)محاولات النهوض

في ثوب المكان المتشح بالسواد، ثمة رُقع بيض تتجسد في قاعات جديدة تم ترميمها ولم يجفّ دهانها بعد، فيها مقاعدُ مصفوفة، وسبّورات على مقاس الحائط الكبير، وتجهيزات متواضعة تمكّن الطلبة من حضور المحاضرات وجاهيا.

5 قاعات فقط يتناوب عليها أكثر من 3500 طالب وطالبة، يخطون العتبة الأولى من حياتهم الجامعية لأول مرة بعد حرمان من التعليم امتدّ عامين، حيث تبدأ الجامعة الإسلامية التعليم الوجاهي لطلبة السنة الأولى في بعض التخصصات العلمية.

تلمعُ أعين الطلبة المنتشرين في أروقة "المخيم"، كمن وجد نافذة أخيرة للحياة ليلتقط أنفاسه منها، ويحتضنون كتبهم كأن الورق سيرمّم ما تمزّق فيهم خلال عامين من الإبادة.

الجامعة الإسلامية تفتتح أبوابها للتعليم الوجاهي رغم اكتظاظها بالنازحين (الجزيرة)التعافي بالجامعة

يمسك والدُ الطالبة بسمة خالد بيدها كما لو أنه يعيد توجيه طفلة فقدت الطريق، تمشي الفتاة بخطوات مترددة، تشبه بهيئتها المرتبكة من تدخل يومها الأول في المدرسة، لكنها هنا تدخل أوّل يوم في حياة جديدة بلا أمّها وشقيقتيها اللواتي فقدتهم في قصف على جباليا (شمال القطاع) خلال الحرب.

إعلان

تفضح عينا والد بسمة خوفه عليها كأنها النجاة الوحيدة المتبقية له، فيما تلتفت إليه كل بضع خطوات كأنها تخشى أن يفلت منها ثانية كما أفلتت منها عائلتها.

قدمت بسمة إلى الجامعة، الواقعة غربي مدينة غزة، من منطقة جباليا في شمالها، واستغرق الطريق معها أكثر من ساعة ونصف، سارت مسافات طويلة لتصل إلى المفترق لتجد عنده وسيلة لتقلّها.

ترى بسمة أن بدء مشوارها الجامعي قد يكون باب الشفاء الوحيد المفتوح أمامها، وتقول للجزيرة نت "ربما أنجو من الفراغ القاتل، ومن التفكير الذي لا يتوقف ومن الكوابيس التي لا تزال تلاحقني". واختارت الفتاة تخصّص التمريض، وهي رغبة والدتها الشهيدة التي كانت ترى فيها قلبا مهيَّأً لمداواة الناس.

الطالب أحمد الجدبة اختار دراسة التمريض لأنه تخصص "الرحمة" (الجزيرة)تخصص الرحمة

أمّا الطالب أحمد الجدبة، الذي اختار تخصص التمريض أيضا، فيحمل دافعا مختلفا تماما، أقنعته الحرب بأن يكون ممرضا، فمشاهد الممرضين وهم يركضون نحو المصابين، كانت درسا كاملا في معنى الإنسانية، ويقول للجزيرة نت "إنه تخصّص الرحمة".

كان مشهد الدمار في الجامعة صادما بالنسبة لأحمد، حيث تخيّلها كما كان يراها على الإنترنت وفي صور أقاربه، حيث المباني الشاهقة، والقاعات الواسعة، والحرم الجامعي الأضخم والمساحات الخضراء، وأناقة المكان الذي يذكّر بهيبة العلم.

"انهارت كل الصور التي كنت أحتفظ بها للمكان بمجرد عبوري البوابة، كنت أتمنى أن أرتاد الجامعة بشكلها البديع"، يقول أحمد، غير أنّ ذلك الانطباع القاتم تلاشى حين وصل إلى القاعة الجديدة، وبدأ بالإنصات للأستاذ الذي يقف أمامه يُلقّنه الحلم الذي جمّدته الحرب.

يسكن الجدبة في منطقة الزرقا قريبا من الحدود الشرقية لمدينة غزة، وهي التي لا تزال تُشبه جبهة الحرب المفتوحة خاصة مع حلول الليل، لكنه ينطلق صباحا دون خوف إلا من هواجس تلاحقه وزملاءه من عودة الحرب وتوقف أحلامه وآلاف الطلبة عن التحقق.

الطالب براء العسيلي يعبر عن حماسته ببدء التعليم الوجاهي لتحقيق حلمه بأن يصبح مهندسا (الجزيرة)

ومن قاعة دراسية مرممة، يخرج طالب الهندسة براء العسيلي منتشيا. يقول للجزيرة نت بكل حماسة "لقد وضعت قدمي على عتبة طموحي، أريد أن أصبح مهندسا قدّ الدنيا".

يوضح العسيلي أن الحرب أوقفت كل مخططات الشباب في غزة وطموحاتهم، وأن الشوق للدراسة كان جارفا، وقرر أن يدرس الهندسة لأنه يرى في هذا التخصص فرصة عمل أوسع، لكنه يشتكي من ارتفاع أسعار المطبوعات وانعدام الكهرباء والإنترنت، وهو ما يهدد دراسته التي تحتاج إلى أبحاث ومتابعة مستمرة، الأمر الذي سيدفعه لقطع مسافات طويلة لشحن حاسوبه أو لالتقاط إشارة إنترنت.

الجامعة الإسلامية تعرضت لقصف عنيف خلال العدوان على غزة أدى إلى دمار شامل في كافة كلياتها (الجزيرة)تحدي الخراب

وراء مكتب صغير، يجلس رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور أسعد أسعد، ويقول للجزيرة نت إن العودة للتعليم الوجاهي كانت قبل شهر من اليوم حلما بعيد المنال، لكن الجامعة تحدّت الخراب لتكون أول من يقرر فتح أبوابها لاستقبال الطلبة من جديد.

إعلان

استصلحت الجامعة جزءا من مبنى أسمته "فلسطين"، وآخر من مبنى "إرادة"، لتصبح القاعات الخمس في المبنيين فضاءات حياة جديدة لطلبة كليات الطب، والهندسة، والتمريض، وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الصحية، والأقسام العلمية في التربية، إضافة إلى الشريعة والقانون.

ويؤكد أسعد للجزيرة نت أن 3500 طالب وطالبة يتلقون تعليما وجاهيا اليوم، فيما يستفيد نحو 12 إلى 13 ألفا من التعليم الإلكتروني، لتبقى المعرفة متاحة للجميع، سواء كانوا داخل الحرم أو خارجه دون أن يفقدوا فرصتهم في التعلم.

عودة تدريجية

يلفت أسعد إلى وجود خطة طارئة للعودة التدريجية للتعليم الوجاهي وتوسعته لكافة المستويات الدراسية، لكنها تستلزم فتح مبانٍ أخرى ما تزال تكتظ بالنازحين حتى اللحظة.

وهو تحد يقف في وجه توسعة التعليم الوجاهي، يضاف إليه تحد يعاني منه الطلبة يتمثل بشح المواصلات وتكلفتها العالية إن توفرت، الأمر الذي دفع إدارة الجامعة لافتتاح مركزين لها في المحافظتين الوسطى والجنوبية لتخفيف عبء الوصول للطلبة ممن يقطنون في تلك المناطق.

ولأن إسرائيل قتلت قرابة 70 موظفا عاملا في أقسام الجامعة، 30 منهم من الكادر التعليمي، فقد حاولت الجامعة تعويض هذا النقص من خلال الاستعانة بالمتطوعين من داخل غزة وخارجها، ومن أساتذة كبار فوق 65 عاما عادوا للتدريس تطوعا.

كما دمرت وأصابت بشكل بالغ 13 مبنى، وقضت على بناها التحتية بشكل كامل، ورغم كل هذا يقول أسعد "شوهت الحرب شكل الجامعة، لكنها لم تمس إصرارنا وإرادة طلابنا العنيدين الذين يقطعون ساعات للوصول إلى مقاعدهم".

وبلغ عدد طلبة الجامعة الإسلامية قبل الحرب 17 ألفا و500 طالب وطالبة، موزعين على 86 برنامجا لطلبة البكالوريوس و43 برنامجا لطلبة الماجستير و10 برامج دكتوراه و5 برامج دبلوم موزعة على 11 كلية علمية وإنسانية.

مقالات مشابهة

  • المنخفض يعمّق جراح غزة.. 7 شهداء بالبرد وانهيار الجدران على خيام النازحين / شاهد
  • تقدم تدريجي.. روسيا تعلن السيطرة على مدينة سيفيرسك شرق أوكرانيا
  • شتاء قاس وخيام بالية.. عربي21 ترصد معاناة النازحين في غزة (شاهد)
  • وفاة مواطن إثر انهيار جدار نتيجة سيول الأمطار غرب مدينة غزة
  • وفاة طفلة رضيعة بردا في غزة.. والأمطار تغرق خيام النازحين (شاهد)
  • وفاة طفلة بردا في غزة.. والأمطار تغرق خيام النازحين (شاهد)
  • 19 قتيلا في انهيار بنايتين متجاورتين في مدينة فاس المغربية (شاهد)
  • 19 قتيلا في انهيار بنائين في مدينة فاس المغربية (شاهد)
  • أزمة في مدينة فاس المغربية بعد انهيار منزلين .. وأنباء عن ضحايا ومصابين | شاهد
  • تحولت لمخيم إيواء.. الجامعة الإسلامية بغزة تستأنف التعليم بين النازحين