سرايا - كتب الصحفي في موقع "ميدل إيست آي" ريحان الدين أن المسؤولين الإسرائيليين يساورهم قلق متزايد من أن المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار مذكرات اعتقال بحق قادتهم على خلفية الجرائم التي ارتكبوها خلال الحرب المستمرة على غزة.

وذكر -في مقالة بالموقع البريطاني- أنه في حال وُجهت اتهامات ضد القادة الإسرائيليين، فإن ذلك سيحد من أسفارهم ويضع الداعمين الغربيين في "موقف حرج".



ورغم أن المحكمة الدولية لم تؤكد تلك التهم بعد، فإن الوزراء في الحكومة الإسرائيلية تحدثوا علنا في الآونة الأخيرة عن تلقيهم رسائل تهديد.

وأدلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -ببيان مصور في وقت سابق هذا الأسبوع- أدان فيه الإجراء المحتمل للجنائية الدولية ووصفه بأنه "شائن" وقال إنه لن يردع إسرائيل في عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

ويسود اعتقاد بأن الاتهامات ستوجه على الأرجح لنتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، وفقا لتقارير إعلامية متعددة.

ومع أن إسرائيل ليست عضواً بالمحكمة فإن الإسرائيليين يمكن أن يمثلوا أمامها للتحقيق معهم في الجرائم المرتكبة بالأراضي المحتلة، والتي تشمل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، باعتبار أن دولة فلسطين تتمتع بعضوية المحكمة منذ عام 2015، بحسب المقال.

ونقل المقال عن المدعي العام للجنائية الدولية، كريم خان، في أكتوبر/تشرين الأول، أن المحكمة مختصة أيضا بالجرائم التي ارتكبتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إسرائيل، وبجرائم الإسرائيليين في قطاع غزة خلال الحرب الحالية.

وذكر الكاتب المقيم في لندن أنه لم يتضح بعد طبيعة القضايا التي ستنظر فيها المحكمة بالضبط فيما يختص بالمسؤولين الإسرائيليين. لكن خبراء بالقانون الدولي صرحوا للموقع بأن التهم يمكن أن تتضمن مزاعم بتجويع متعمد وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية للقطاع والهجمات المباشرة الموجهة ضد أهداف غير عسكرية مثل المستشفيات، فضلا عن المعاملة اللاإنسانية للمعتقلين الفلسطينيين.

ومع أن احتمال تقديم القادة الإسرائيليين للمحاكمة في لاهاي ضئيل، إلا أن مذكرات الاعتقال -من وجهة نظر كاتب المقال- سيكون لها تأثير ملموس يتجاوز الرمزية والإضرار بالسمعة.

فإذا وجه الاتهام للمسؤولين الإسرائيليين، فإن ذلك سيعني فرض قيود على أسفارهم من وإلى الدول الأعضاء في المحكمة الدولية البالغ عددها 124 دولة، كما ذكر ميدل إيست آي.

وقال إيتان دايموند من مركز دياكونيا للقانون الإنساني الدولي في القدس -للموقع- إن "الدول الأعضاء ملزمة قانونا بالتعاون الكامل مع المحكمة، بما في ذلك اعتقال من صدرت بحقهم مذكرة اعتقال".

وأضاف "إسرائيل والمسؤولون الإسرائيليون المعنيون لا يتمنون أن توفي تلك الدول بالتزاماتها".

وأوضح أن المحكمة الدولية لا تملك قوة عسكرية لفرض الاعتقالات، وتعتمد على الدول الأعضاء للوفاء بالتزاماتها القانونية بصفتها موقعة على نظام روما الأساسي.

وأشار إلى أن دولا أعضاء قد أخلت في الماضي بهذا الالتزام، فقد امتنعت كل من جنوب أفريقيا والأردن عن اعتقال الرئيس السوداني السابق (المتهم) عمر حسن البشير خلال زيارته للبلدين، مما أثار حفيظة الجنائية الدولية وجماعات حقوقية.

ولكن في حال حدوث مثل هذا الاحتمال الآن -كما يقول دايموند- فإن ذلك سيضع إسرائيل والدول الأعضاء بالجنائية -التي ستبت في ما إذا كانت ستسمح بدخول مسؤولين إسرائيليين متهمين إلى أراضيها- في موقف حرج.

وتابع الكاتب القول إنه في حال صدور مذكرات اعتقال إسرائيلية، فمن المرجح أن يوجه الاتهام لقادة حماس أيضا، لدورهم في الهجوم المباغت على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الدول الأعضاء أن المحکمة

إقرأ أيضاً:

800 خبير قانوني بريطاني يطالبون حكومة بلادهم بفرض عقوبات على “إسرائيل”

الثورة نت/وكالات دعا أكثر من 800 محامٍ وأكاديمي وقاضٍ كبير متقاعد، بما في ذلك قضاة سابقون في المحكمة العليا، الحكومة البريطانية بفرض عقوبات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي ووزرائها، وأن تفكر أيضًا في تعليق عضويتها في الأمم المتحدة للوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية الأساسية. ورحب هؤلاء في رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بالبيان المشترك الذي أصدره الأسبوع الماضي مع زعيمي فرنسا وكندا، والذي حذّر فيه من استعدادهم لاتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد الاحتلال، وحثّوه على التحرّك فورا، لاتخاذ إجراء عاجل وحاسم لتجنّب تدمير الشعب الفلسطيني في غزة. وقال الموقعون على الرسالة، ومن بينهم قاضيا المحكمة العليا السابقان اللورد سامبشن واللورد ويلسون، وقضاة محكمة الاستئناف وأكثر من 70 من قضاة المحكمة العليا، إن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي تُرتكب في فلسطين. وجاء في الرسالة أن “هناك أدلة متزايدة على ارتكاب إبادة جماعية، أو على الأقل هناك خطر جدي من حدوثها، مسلطة الضوء على التعليقات الأخيرة التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش، الذي قال إن الجيش الإسرائيلي سيمحو ما تبقى من قطاع غزة”. وأشار الموقعون لستارمر، إلى أن “جميع الدول، بما فيها المملكة المتحدة، مُلزمة قانونا باتخاذ جميع الخطوات المعقولة في حدود سلطتها لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها؛ وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؛ ووضع حد لانتهاكات الحق في تقرير المصير، لقد فشلت إجراءات المملكة المتحدة حتى الآن في الوفاء بهذه المعايير.. إن فشل المجتمع الدولي في احترام القانون الدولي فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة يُسهم في تدهور مناخ دولي من انعدام القانون والإفلات من العقاب، ويُعرّض النظام القانوني الدولي نفسه للخطر، يجب على حكومتكم التحرك الآن، قبل فوات الأوان”.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. المحكمة الرياضية الدولية ترفض طلب بيراميدز بتعليق الإعلان عن بطل الدوري
  • المحكمة الرياضية الدولية ترفض طلب بيراميدز بتعليق قرار إعلان بطل الدوري
  • 800 قانوني بريطاني يطالبون بعقوبات على إسرائيل.. خطر الإبادة الجماعية حقيقي
  • 800 خبير قانوني بريطاني يطالبون حكومة بلادهم بفرض عقوبات على “إسرائيل”
  • موقع بريطاني: اليمنيون أهانوا أمريكا وأجبروا ترامب على الاستسلام
  • 800 محام وقاض بريطاني يطالبون ستارمر بفرض عقوبات على إسرائيل ويتهمونها بـ"الإبادة الجماعية" في غزة
  • أكثر من 800 قانوني بريطاني يطالبون حكومتهم بفرض عقوبات على إسرائيل
  • كاتب إسرائيلي: احتمال إلغاء مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت فرصة ذهبية لنا
  • نهاد حجاج: المحكمة الرياضية الدولية من الممكن ان تؤجل الإعلان عن بطل الدوري
  • نهاد حجاج: المحكمة الرياضية الدولية من الممكن ان تؤجل الإعلان عن بطل الدوري لحين الفصل في القضية