باريس- توجه الفريق القانوني الدولي المكلف بتمثيل ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفلسطين إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أمس الأربعاء، لتقديم مذكرة قانونية شاملة بشأن جرائم إسرائيل التي ترتكبها في غزة.

وتتعلق المذكرة القانونية التي تم تقديمها إلى مكتب المدعي العام لدى المحكمة بوضع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبجريمة الإبادة والتجويع في القطاع المحاصر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حقوقيون دوليون ينتقدون العقوبات الأميركية على ألبانيزيlist 2 of 2انطلاق التحقيق في مصير أبناء المعتقلين السوريينend of list

وبحضور رئيس قسم التحقيقات في مكتب المدعي العام وعدد من المعاونين المكلفين بالتحقيق والتحليل تم طلب إصدار مذكرات اعتقال جديدة ضد مسؤولين عسكريين وسياسيين إسرائيليين، كما تم تسليط الضوء على ممارسات الترهيب والتهديدات التي تتعرض لها الجنائية الدولية في الفترة الأخيرة.

مذكرات جديدة

وأوضح عضو الفريق القانوني عبد المجيد مراري أن الاجتماع كان مهما وتميز بالصراحة والوضوح والمهنية، إذ قدم كل طرف الملاحظات والمرافعات.

وقال مراري في حديثه للجزيرة نت "قدّمنا مذكرات مرتبطة بشكل أساسي بملف أسرى الحرب والمعتقلين على خلفية المظاهرات والاحتجاجات، فضلا عن ملف التجويع ودور "مؤسسة غزة الإنسانية" في التجويع كجريمة حرب وكسياسة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي".

وفي كل شكاية طالب الفريق القانوني بإصدار مذكرات توقيف بحق 11 اسما من الشخصيات العسكرية والسياسية، مع توفير الأدلة التي تثبت تعرّض المعتقلين والأسرى للتعذيب والإذلال والانتهاكات الخطيرة التي ترقى إلى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتضمنت الشكوى الخاصة بالتجويع مذكرات توقيف ضد 10 أسماء من العسكريين والسياسيين الذين حرضوا وساهموا وأمروا بهذه الجريمة التي تعد مكونا من مكونات جريمة الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى أعضاء من "مؤسسة غزة الإنسانية"، لأنهم يتحملون المسؤولية المباشرة على عمل هذه المؤسسة في القطاع المحاصر، وفق مراري.

إعلان

أما بالنسبة للأدلة والتوثيقات فقد اعتمد الفريق القانوني على شهادات حية مسجلة بالفيديو أو مكتوبة لعدد من الضحايا، سواء من أهالي الضحايا في ملف المجاعة أو من أهالي الأسرى والمعتقلين أو الأسرى أنفسهم، وفق معايير المحكمة الجنائية الدولية.

كما تم إدراج تقارير دولية أممية ومؤسسات حكومية فلسطينية وتقارير رسمية على مستوى وزارات الخارجية لعدد من الدول.

مراري (الثالث يسار): اعتمدنا على شهادات حية مسجلة بالفيديو أو مكتوبة من الضحايا وأهاليهم (الجزيرة)

 

سابقة قضائية

وتركز المذكرة القانونية المتعلقة بملف الأسرى على وضع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها وتطال حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حرمانهم من الدفاع عنهم والاحتجاز التعسفي والمعاملة غير الإنسانية والتعذيب.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير في القانون الدولي أن هذه المذكرات تأتي استمرارا لما سبق في إطار تعزيز وتثمين الملفات السابقة، باستثناء ملف الأسرى لأنه يعد سابقة قضائية، إذ يتم إدراجه لأول مرة في الجنائية الدولية بعد أخذ موافقة كل الأطراف الفلسطينية والمؤسسات المدنية الفلسطينية المعنية بهذا الملف.

وأضاف مراري "استغرق العمل عليه عاما كاملا نظرا لكل العناصر التي يحتوي عليها والمسؤولية التي تقع على عاتقنا لتقديمه كما يجب لأنه ملف ذو أولوية كبيرة، ولهذا السبب حظي أيضا باهتمام كبير من الفريق القانوني ومن قبل المحكمة التي أشادت بالجهد الذي قمنا به".

ويتكون ملف الأسرى من أكثر من 100 صفحة، ويتضمن توثيقات وأدلة وشهادات حية واستمارات ملأها الأسرى والأسيرات وعائلاتهم بشكل مباشر.

وعن منهجية عمل الفريق القانوني، يتم الاعتماد على توثيقات الخبراء والمتعاونين الموجودين على عين المكان -سواء في غزة أو الضفة الغربية– مع الفريق المكون من محامين وقضاة ووكلاء عامين للنيابة العامة بفضل الخبرة التي يتمتعون بها في مجال التوثيق ولمنحه الصبغة القانونية والمصداقية والقبول لدى الجنائية الدولية.

الفريق القانوني المكلف بتمثيل ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وفلسطين من أمام مقر الجنائية الدولية بلاهاي (الجزيرة) ماذا بعد؟

وفي نهاية اجتماع أمس الأربعاء بمقر المحكمة في لاهاي قدّمت الجنائية الدولية وعودا للفريق القانوني الدولي بدراسة كل المذكرات القانونية وتحليل الأدلة التي تتضمنها، وسيكون من حق المحكمة أن تتواصل مع الفريق من أجل استكمال أي ملف ترى أنه بحاجة إلى المزيد من العناصر أو المعلومات.

كما سيتم التعاون مع الجنائية الدولية لتمكينها من التواصل المباشر والاستماع إلى موكلي الفريق القانوني الذي قدّم شهاداتهم، وفق المعايير المعتمدة داخل المحكمة، والتي تضمن السرية وحماية الشهود والضحايا.

وأشار المحامي عبد المجيد مراري مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "أفدي" لحقوق الإنسان إلى الإصرار الكبير الذي عبّرت عنه المحكمة فيما يتعلق بالاستمرار في عملها رغم التهديدات والتضييقات، و"هي أمور أخذت حيزا كبيرا في النقاش".

وتابع "عندما سمعنا ما تعانيه الجنائية الدولية وما تتخوف منه في المستقبل دفعنا إلى تعزيز تعاملنا وإعلان تضامننا مع المحكمة وتأكيد استمرارنا في المضي قدما في هذا المشوار القضائي مع هذه الجهة التي تتعرض للترهيب وتهديد إغلاق الحسابات البنكية، فضلا عن التهديد الجسدي وغيرها من الممارسات الخطيرة جدا".

يذكر أن هذا التحرك القانوني يأتي في إطار ما بدأه الفريق القانوني المؤلف من جمعيات حقوقية وأكثر من 500 محامٍ من كل أنحاء العالم بقيادة المحامي الفرنسي الراحل جيل دوفير الذي يعتبر "مايسترو" مذكرات اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات حريات الجنائیة الدولیة الفریق القانونی ملف الأسرى

إقرأ أيضاً:

بعد إيداع نجل محمد رمضان.. ما مصير مستقبله القانوني؟

قضت محكمة مستأنف الطفل بمدينة 6 أكتوبر، إيداع نجل محمد رمضان دار رعاية لمدة أسبوع وقضت عدم جواز نظر المعارضة في واقعة التعدي التي جرت داخل نادٍ رياضي شهير في كمبوند نيو جيزة بمدينة 6 أكتوبر.

 القرار أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة هذا الإجراء ومدته، وتأثيره على أسرة الفنان الشهيرة ومستقبل نجله، ويوضح صدى البلد وفقا لقانون الطفل، كل التفاصيل القانونية بشأن هذا الامر فيما يلي:

إيداع نجل محمد رمضان دار رعاية لمدة أسبوعبعد التصالح.. اليوم الحكم في معارضة نجل محمد رمضان على إيداعه دار رعايةمحمد رمضان ينعى ضحايا حريق سنترال رمسيس: اللهم ارحمهم وصبر قلوب أحبابهممصطفى حدوتة: كلماتي لم تسبب أزمة لمحمد رمضان| فيديومصير مستقبل نجل محمد رمضان 

ووفقًا للمادة 7 من قانون الطفل المصري، فإن إيداع الأطفال في مؤسسات الرعاية يُعتبر تدبيرًا احترازيًا، وليس عقوبة جنائية، ويهدف إلى إعادة تأهيل الطفل وإصلاح سلوكه.

يُعتبر الإيداع تدبيرًا مؤقتًا يخضع للمراجعة الدورية كل شهرين.

ينتهي الإجراء عند بلوغ الطفل سن 21 عامًا كحد أقصى.


وكانت محكمة الطفل بأكتوبر اليوم الخميس، نظرت معارضة نجل الفنان محمد رمضان في اتهامه بالتعدي على طفل داخل نادي نيو جيزة على حكم إيداعه دار رعاية.

تقدم المستشار أحمد الجندي، دفاع نجل الفنان محمد رمضان، لهيئة المحكمة بما يفيد بتصالح موكله مع أسرة الطفل في واقعة مشاجرة "علي"، نجل محمد رمضان، مع الطفل "عمر" داخل نادي نيو جيزة وتنازلهم عن الدعوى.

وأقر المستشار أحمد مختار، دفاع أسرة الطفل المجني عليه، بالتصالح والتنازل عن الدعوى أمام المحكمة.

طباعة شارك محكمة مستأنف الطفل نجل محمد رمضان مستقبل نجل محمد رمضان قانون الطفل المصري

مقالات مشابهة

  • السودان يطالب المحكمة الجنائية الدولية بإضافة عناصر من دول خارجية إلى التحقيق لدورهم في التحريض على الحرب
  • عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين بمجازر جديدة للعدو الإسرائيلي بقطاع غزة
  • المحكمة الجنائية الدولية: أدلة على استمرار ارتكاب جرائم حرب في دارفور
  • الجنائية الدولية: هناك أدلة على استمرار ارتكاب جرائم حرب في دارفور
  • تنظيمات مدنية تتجه نحو المحكمة الدستورية والأمم المتحدة للطعن في تعديلات المسطرة الجنائية
  • بعد إيداع نجل محمد رمضان.. ما مصير مستقبله القانوني؟
  • النائب العام يحرك الدعوى ضد أسامة المصري ويطلب مساعدة قضائية من “الجنائية الدولية”
  • النيابة العامة تحقق مع أحد الضباط في وقائع مرتبطة بأمر قبض صادر عن المحكمة الجنائية الدولية
  • الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق قادة طالبان بتهمة اضطهاد النساء