تفاوتت القراءات لمدلولات تصريحات وزير الدفاع التركي يشار غولر التي أكد فيها انفتاح أنقرة على الحوار مع النظام السوري، ولا سيما تأكيده أن بلاده "لا تطمع في أراضي أحد"، في إشارة منه إلى ما يمكن اعتبارها نقطة الخلاف الأبرز، التي أعاقت مسار التطبيع مع النظام السوري، أي اشتراط الأخير سحب القوات التركية من سوريا.



وفي لقاء مع وسائل إعلام تركية، اشترط غولر على النظام قبل استئناف الحوار إجراء "انتخابات مستقلة"، قائلاً: "على النظام السوري قبول الدستور وإقامة انتخابات حرة ومستقلة، إذا فزت (مخاطباً رئيس النظام السوري بشار الأسد) فسنلتقي بك أو بمن يفوز"، وأضاف أن تركيا "تحترم الحدود الإقليمية لجميع جيرانها، وأنها لا تطمع في أراضي أحد".

محاباة روسيا
ويقرأ الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو، في تصريحات الوزير التركي "محاباة من تركيا لروسيا راعية مسار التطبيع".

ويقول لـ"عربي21": "أنقرة تقول إنها لم تغلق باب الانفتاح والحوار مع النظام، لكنها رفعت سقف شروطها التي تبدو مستحيلة القبول والتحقيق من قبل النظام السوري، وهذا يعني استحالة تطبيع العلاقات مع النظام السوري في ظل الوضع الراهن".

وأضاف أوغلو أن رفع السقف من أنقرة يأتي رداً على شرط النظام المتعلق بسحب القوات التركية من الأراضي السورية، الذي لم ولن يقبل به الجانب التركي، وبالتالي أنقرة تسوق شروطها التي يستحيل تلبيتها من قبل النظام السوري.

وعقد أول لقاء رسمي بين النظام السوري وتركيا على مستوى وزراء الدفاع في العام 2022، وبعدها بعام اجتمع وزراء خارجية النظام وتركيا بحضور الوزير الروسي، لكن هذا المسار الذي رعته روسيا تعثر، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل شهرين عن "استحالة التطبيع بين تركيا والنظام السوري بسبب الظروف الحالية".

ووفق معلومات مسربة من اللقاءات التي حصلت، طالب النظام السوري بانسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية، أو جدولة الانسحاب على الأقل، وهو ما ترفضه أنقرة لحسابات متعلقة بالتنظيمات التي تصنفها "إرهابية"، والخشية من تدفق موجات جديدة من اللجوء إلى أراضيها.

بدوره، يصف الكاتب والباحث السياسي التركي طه عودة أوغلو تصريحات غولر الأخيرة بـ"اللافتة للغاية من حيث دلالاتها وتوقيتها"، ويقول لـ"عربي21": "الواضح أن تركيا ترفع سقف شروطها مقابل شروط النظام التعجيزية".

ويوضح أن تركيا باشتراطها إجراء انتخابات "حرة" في سوريا، قبل استكمال الحوار مع النظام السوري، إنما هي ترمي الكرة في ملعب اللاعبين الأساسيين أي روسيا والولايات المتحدة.

ووفق عودة أوغلو، فإن تصريحات وزير دفاع تركيا تأتي في ظل مرحلة من الفتور تعتري العلاقات بين أنقرة وموسكو، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تأجيل اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من مرة، مضيفاً: "بالتالي تريد تركيا إنعاش علاقتها مع روسيا من خلال مسار التطبيع مع النظام السوري، ومن جانب آخر هي تريد كذلك التحدث إلى الولايات المتحدة".



تأكيد الموقف التركي في سوريا
أما الباحث في "مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية" فراس فحام، فيرى أن تركيا تريد من خلال تصريحات وزير الدفاع التركي، وتحديداً إشارته إلى ضرورة إجراء انتخابات في سوريا، أن تعيد التأكيد على موقفها في سوريا، وهو الحل السياسي الذي يشارك فيه جميع السوريين، والذي يحفظ لسوريا وحدتها.

ويقول لـ"عربي21": "بطبيعة الحال لن يتحقق الحل السياسي إلا وفق انتخابات يشارك فيها كل السوريين، وبعد ذلك يمكن أن تتحاور أنقرة مع الحكومة التي نجحت في الانتخابات".

ويشير إلى أن تركيا الضامنة للمعارضة، لا تستطيع أن تتجاوز هذه الحالة، وتقوم بفتح علاقات مع النظام السوري، وهي التي تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، مختتماً بقوله: "الكل يعلم أن هؤلاء لن يعودوا إلى سوريا ما لم يتحقق الحل السياسي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا الأسد تركيا سوريا الأسد تركيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع النظام السوری أن ترکیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

حاول الهرب بأوراق مزورة.. سوريون يحتفون بضبط أبرز طياري الأسد

وحاول نفوري، وهو من مدينة النبك في ريف دمشق وقائد اللواء 17 الجوي السابق، الهروب خارج البلاد باستخدام أوراق مزورة، لكن السلطات ألقت القبض عليه وهو متوارٍ في أحد الأبنية السكنية بمدينة حلب.

وبحسب الوزارة، فإن نفوري كان مدير إدارة العمليات الجوية ورئيس أركان القوى الجوية بالنظام المخلوع، وارتبط اسمه بتنفيذ غارات جوية خلفت مجازر بحق المدنيين، بما فيها استهداف مسقط رأسه النبك.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الأمن السوري يعتقل عميدا سابقا متهما بجرائم حرب في حمصlist 2 of 4وسيم الأسد في قبضة الأمن السوريlist 3 of 4من القمة إلى الهاوية.. القصة الكاملة لرامي مخلوفlist 4 of 4موفق نظير حيدر المسؤول عن "حاجز الموت" بدمشقend of list

وتشير وسائل الإعلام السورية إلى أن اللواء 17 الجوي -الذي قاده نفوري- كان من أكثر الألوية مشاركة في قصف المناطق التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة، مما يجعله متورطا في جرائم حرب واسعة النطاق.

ورصد برنامج شبكات (2025/7/29) تعليقات سوريين على هذا الإعلان، حيث كتب مصطفى "كم طفل يتمت كم بيت دمرت؟ كرمال الأسد؟ تركك وهرب وأنت عالإعدام قريبا وهو عايش أحلى عيشة".

وغرد أبو صالح "بدنا الضيافة تبعو تكون مرتبة شاغل مناصب واخد رتبة لواء لو مالو جزار ما اخد هيك رتبة".

لا وقت للتأخير

في حين أكد عماد ضرورة الإسراع في ملاحقة باقي هذه العناصر قائلا "إن لم تستطع وزارة الداخلية حصر جميع أمثال هؤلاء فقد فشلت.. الوقت والظرف لا يسمح بالتأخير".

بينما طرح أبو ماري تساؤلا لافتا "سؤال محيرني ليش فلول النظام يلي يمسكهم الأمن العام تلقاهم طالعين مبتسمين عشو فرحانين؟".

وتأتي هذه العملية في إطار جهود السلطات السورية المستمرة لملاحقة فلول النظام المخلوع، حيث أعلنت في مايو/أيار الماضي القبض على 3 طيارين آخرين في ريف دمشق.

وتؤكد الداخلية أن هذه العمليات تستند إلى معلومات استخبارية موثوقة، وتستهدف عناصر متوارية في مناطق ريفية ومراكز حضرية، في إطار اتخاذ إجراءات حازمة ضد المتورطين في جرائم وانتهاكات جسيمة.

ومن المقرر أن يُقدم نفوري إلى القضاء المختص لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه، وسط ترقب سوري واسع لمحاكمة عادلة تحقق العدالة للضحايا وذويهم.

إعلان 29/7/2025-|آخر تحديث: 20:32 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • إيران تشترط تعويضات قبل استئناف المفاوضات مع واشنطن
  • رئيس ديوان المحاسبة يلتقي نظيره التركي في أنقرة
  • وزير الخارجية السوري يترأس وفداً إلى موسكو
  • حاول الهرب بأوراق مزورة.. سوريون يحتفون بضبط أبرز طياري الأسد
  • تركيا تشترط الاستخدام الكامل لخط كركوك-جيهان في اتفاقها مع العراق
  • «جوجل» تقر بفشل نظام التنبيه الزلزالي الخاص بها خلال زلزال تركيا 2023
  • غوغل تعترف بفشل نظام التحذير من الزلازل خلال كارثة زلزال تركيا في 2023
  • غوغل: نظام التحذير من الزلازل أخفق في إنقاذ الملايين خلال كارثة تركيا