اليوم 24:
2024-05-20@05:59:10 GMT

تحديات الذكاء الإصطناعي وآليات التوجيه

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

مما لا شكّ فيه، أصبح الذكاء الاصطناعي الشغل الشاغل لغالبية دول العالم (من بينها المغرب الذي يتجه إلى إحداث مدن ذكية في المستقبل)؛ لإدراكها أن العالم يتجه نحو حقبة جديدة من التكنولوجيا، ستغيّر حياة البشرية والطريقة التي تعيش وتعمل بها في عدد كبير من المجالات والقطاعات المختلفة، مع الإقرار في نفس الوقت بأن مخاطر هذا التوجه لا تزال مجهولة أيضًا.


وقد دخل العالم فعليًا مرحلة جديدة عنوانها السباق في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لكن إذا لم يتم وضع قواعد ناظمة لهذا السباق؛ فإنّه قد يخرج عن السيطرة، ويهدد دولا بكاملها؛ لأنه يثير العديد من المخاطر والتهديدات الأمنية والأخلاقية؛ نتيجة الاعتماد المتزايد والمفرط لهذه التقنية التي ستنهي دور الإنسان في إدارة حياته.
والذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات المعلوميات يركز على إنشاء آلات يمكنها أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء بشريا، تتضمن هذه المهام التعرف على الأنماط وحل المشكلات والتعلم والتخطيط واتخاذ القرار وغير ذلك، حيث يهدف الذكاء الاصطناعي إلى محاكاة الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري باستخدام الخوارزميات والنماذج الرياضية لمعالجة البيانات وأداء المهام الإدراكية.
يشمل الذكاء الاصطناعي طرق التعلم الآلي والخلايا الاصطناعية والتعلم العميق والمنطق والتحليلات التنبؤية والعديد من التقنيات الأخرى.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات مثل الرعاية الصحية والتمويل والنقل والأمن والتسويق والألعاب والروبوتات والتعرف على الصور والترجمة الآلية والمزيد، ويالتالي نستخلص أن الهدف من الذكاء الاصطناعي هو إنشاء أنظمة ذكية يمكنها أداء المهام بشكل مستقل والتكيف مع السيناريوهات الجديدة دون تدخل بشري.
ويطرح استخدام الذكاء الاصطناعي العديد من التحديات والمخاوف التي يجب معالجتها لضمان تطويره ونشره بطريقة أخلاقية ومسؤولة و فيما يلي بعض التحديات الرئيسية في استخدام الذكاء الاصطناعي.
لنبدأ بالتحيز والتمييز. اذ يمكن لأنظمة الذكاء الإصطناعي إعادة إنتاج وتضخيم التحيزات في البيانات التي يتم تدريبها عليها  مما قد يؤدي إلى قرارات تمييزية وغير عادلة.
أما بالنسبة للأمن والخصوصية، يمكن أن تكون أنظمة الذكاء الإصطناعي عرضة للهجوم والتلاعب، ومعالجة كميات كبيرة من البيانات تثير مخاوف تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات.
لدينا أيضا تحدي المسؤولية والمساءلة ولذلك فإن تحديد المسؤول في حالة الفشل أو الضرر الناجم عن نظام الذكاء الإصطناعي يثير أسئلة قانونية وأخلاقية معقدة.
وهناك أيضا مسألة التأثير على التشغيل فالأتمتة بواسطة الذكاء الإصطناعي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في سوق العمل واختفاء بعض الوظائف، الأمر الذي يتطلب التفكير في التدريب وإعادة المهارات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مفهوم الأخلاق ضروري لأن الذكاء الاصطناعي يثير أسئلة أخلاقية مهمة تتعلق باتخاذ القرارات المستقلة  والخصوصية، والمراقبة، والتلاعب بالرأي العام وما إلى ذلك.
ضرورة وضع إطار تنظيمي

من الضروري وضع إطار تنظيمي مناسب لتأطير تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي لضمان امتثالها للمعايير الأخلاقية والقانونية.
من خلال معالجة هذه التحديات بشكل استباقي ، يمكن لمجتمع الذكاء الإصطناعي العمل على تطوير أنظمة أكثر إنصافا وشفافية وأمنا وخضوعا للمساءلة من شأنها أن تفيد المجتمع ككل.
وللتغلب على التحديات التي يواجهها الذكاء الإصطناعي لا بد من مراعاة عدة جوانب. وفيما يلي بعض التوصيات:
وينصح بتحسين جودة البيانات لأن الذكاء الإصطناعي يعتمد بشكل كبير على البيانات التي يتم تدريبه عليها، لذلك من الضروري ضمان جودة البيانات المستخدمة وتنوعها وتمثيلها زيادة على الشفافية وقابلية التفسير. كذلك من المهم جعل القرارات التي تتخذها أنظمة الذكاء الإصطناعي مفهومة وقابلة للتفسير ، خاصة في المجالات الحساسة مثل الصحة أو العدالة.
وفيما يخص ضمان الأمن والخصوصية يجب تصميم أنظمة الذكاء الإصطناعي بطريقة تضمن أمن البيانات وسريتها، لحماية الخصوصية وتجنب مخاطر القرصنة أو التلاعب.
إن تشجيع التعاون بين الجهات الفاعلة في الصناعة والباحثين وصانعي السياسات والمجتمع المدني يبقى أمرا ضروريا لوضع معايير ولوائح ملائمة للذكاء الإصطناعي.
وأخيرا من الأهمية بما كان تعزيز الممارسات الأخلاقية والمساءلة في تطوير واستخدام الذكاء الإصطناعي، مع مراعاة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية.
باتباع هذه التوصيات، من الممكن التغلب على التحديات التي يواجهها الذكاء الإصطناعي وتعزيز تنميته المسؤولة والمفيدة اجتماعيا.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أنظمة الذکاء الإصطناعی الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

سدايا تنظم ورشة عمل لبحث أخلاقيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع عدد من الجهات الحكومية

نظمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ورشة عمل بعنوان “أدوات حوكمة الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة عدد من ممثلي الجهات الحكومية؛ بهدف تعزيز المعرفة والتطبيق الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم حوكمة البيانات؛ وذلك بمدينة الرياض.

وتضمنت الورشة تقديم عروض ونقاشات قادها خبراء في الذكاء الاصطناعي والبيانات، حيث ركزت الورشة على مفاهيم الذكاء الاصطناعي، والتعريف بحوكمة البيانات إلى جانب تسليط الضوء على الأنظمة والسياسات المتعلقة بحوكمة البيانات في المملكة، وشرح مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته،وتعميق فهم أخلاقيات ومبادئ استخدام الذكاء الاصطناعي وكيفية تطبيقها، والتعريف بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

اقرأ أيضاًUncategorizedالكلية التقنية التطبيقية بأبها تنظم معرض الموهبة والابتكار وملتقى ريادة الأعمال

وشددت الورشة على أهمية تعزيز الحوكمة الفعالة للبيانات والأنظمة التقنية لدى الجهات، وذلك من خلال تعزيز الجهود بين “سدايا” والجهات الحكومية لمواكبة جميع التطورات العالمية في هذا المجال، ودعم وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصة في ما يتعلق بتطوير اقتصاد رقمي مستدام ومعزز بأحدث الحلول التقنية، وتطوير القدرات البشرية لتحقيق تنمية مستدامة ومسؤولة في المجال التقني.

وتأتي الورشة في إطار جهود سدايا في تعزيز التعليم والتوعية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، ورفع الوعي وتأهيل الكوادر في هذا المجال، عبر تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة؛ من خلال برامج متخصصة وفق أحدث الممارسات العالمية.

مقالات مشابهة

  • أكثر 10 وظائف مطلوبة في 2024.. مطورو البرامج والتطبيقات في المقدمة
  • جوجل على وشك تغيير الإنترنت بالكامل
  • مديرية الأمن تكشف عن إعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للحد من الجريمة
  • إنطلاق فعاليات اليوم العلمي لاستخدام الذكاء الاصطناعي بالبحيرة
  • توظيف الذكاء الاصطناعي للحد من الجريمة
  • دور الذكاء الاصطناعي في إدارة المشاريع
  • سدايا تنظم ورشة عمل لبحث أخلاقيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع عدد من الجهات الحكومية
  • سدايا تنظم ورشة عمل لبحث أخلاقيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. أوروبا تعتمد أول اتفاقية دولية لحقوق الانسان
  • تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي