تلويح قطر بإغلاق مكتب حماس.. هل يؤدي لاختراق في صفقة الرهائن؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
ينتظر الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) رد حماس على مقترح ينص على وقف القتال لمدة 40 يوما وتبادل رهائن بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وفي حال التوصل الى اتفاق، فسيكون الأول منذ الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر وأدت إلى الإفراج عن 105 رهائن، من بينهم 80 إسرائيليا، مقابل 240 أسيرا فلسطينيا.
وراوحت المفاوضات مكانها لأشهر، ويعود ذلك جزئيا إلى مطالبة حماس بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وكذلك بسبب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المتكررة عن شنّ هجوم بري على مدينة رفح بجنوب غزة.
ووصل مفاوضون من حماس إلى القاهرة، السبت، لإجراء محادثات مكثفة بشأن هدنة محتملة في حرب غزة ربما تتضمن إعادة بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس إلى إسرائيل.
وفد حماس وصل إلى القاهرة قادما من مقر الحركة في قطر التي تسعى بالتعاون مع مصر للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار..
وتجري محادثات القاهرة اليوم في الوقت الذي تراجع فيه قطر دور الوساطة الذي تضطلع به، وفقا لمسؤول مطلع على تفكير الدوحة.
وقال المسؤول إن قطر قد تغلق المكتب السياسي لحماس لديها، وليس لديه علم ما إذا كانت الدوحة ستطلب من وفود الحركة المغادرة في حال إغلاق المكتب.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قالت، الجمعة، إن الولايات المتحدة "طلبت من قطر إبعاد قيادات حماس من أراضيها"، حال "عرقلت" الحركة اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المختطفين لديها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي، قوله إن "واشنطن أبلغت الدوحة بأن عليها طرد حماس لو استمرت الحركة في رفض وقف إطلاق النار مع إسرائيل"، وهو الاتفاق الذي تعتبره إدارة الرئيس جو بايدن، مسألة حيوية لخفض حدة التوترات في المنطقة.
فهل تتجه حماس بعد التلويح بإغلاق مكتبها في الدوحة، للموافقة على صفقة الرهائن أم أن القرار في النهاية لقادة الحركة في الداخل، وعلى رأسهم قائد حماس في غزة يحيى السنوار، الذي يعتبر العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر.
يقول الباحث المختص في الدراسات الأمنية والاستراتيجية عامر السبايلة إن "من يعتقد أن حماس الدوحة قادرة أن تنجز أي صفقة فهو مخطئ".
ويضيف السبايلة أن "الحرب في غزة تسببت في انقسامات داخل الحركة"، مشيرا إلى أن "مكتب قطر أعطي الفرصة ليثبت قدرته على حسم بعض الصفقات لكنه فشل في ذلك".
ويرى السبايلة أن "هذا يشير إلى وجود خلافات عميقة في وجهات النظر وفي كيفية عقد الصفقات وشكلها والتي باتت تختلف بين أذرع حماس نفسها".
السبايلة يتابع بالقول: "اليوم هناك براغماتية واضحة من قبل مكتب الدوحة الذي بات مستوعبا لحجم الضغوطات التي تواجه قطر دوليا".
"أما الموجودون في أنفاق غزة فيعتقدون أن الحرب وصلت لمراحلها الأخيرة وبالتالي يسعون لتضخيم المطالب، لأن ورقة الرهائن بيده وبالتالي عدم موافقة من هم على الأرض في غزة على شكل الصفقة أدى لإفقاد مكتب الدوحة لقيمته السياسية"، وفقا للسبايلة.
في 25 أبريل أوردت وكالة رويترز تصريحات لمسؤول أميركي كبير قال فيها إن القرار يتوقف على "شخص واحد" هو يحيى السنوار قائد حماس في غزة.
وجاءت تصريحات المسؤول الأميركي تعليقا على بيان صادر من الولايات المتحدة و17 دولة أخرى طالبت فيه حركة حماس بإطلاق سراح الرهائن من المرضى والجرحى وكبار السن باعتباره سبيلا لإنهاء الأزمة في غزة.
ويدعو اقتراح الرهائن الذي تم طرحه في وقت سابق من هذا العام إلى إطلاق سراح الرهائن المرضى وكبار السن والمصابين في غزة مقابل وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يمكن تمديده للسماح بإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي هذا الإطار يقول الباحث الأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين أن "الجميع في إسرائيل يعرفون أن من يحكم في غزة ومن لديه القدرة على البت بموضوع الرهائن هم كتائب القسام ويحيى السنوار".
ويضيف كوهين لموقع "الحرة" أن جميع قادة حماس في الخارج من أمثال "خالد مشعل وإسماعيل هنية وأسامه حمدان ليس لديهم الكثير من التأثير" لإتمام أي صفقة.
وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أشارت إلى أن مصير محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بات معتمدا على اثنين من "الصقور" هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والسنوار.
وأوضحت الصحيفة أن حسابات الرجلين لا تتركان مجالا كبيرا للتسوية، وتشكلان تحديا لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن والوسطاء الآخرين في الوصول لوقف إطلاق نار وتحرير المحتجزين في غزة.
وبحسب ما ذكر مفاوضون عرب يتعاملون مع السنوار للصحيفة، فإنه قائد حماس في غزة يعتقد أن بإمكانه الصمود، حتى لو شنت إسرائيل هجوما على مدينة رفح جنوبي القطاع.
وقال الوسطاء المشاركون في المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار، إن هدف السنوار الأساسي هو إطلاق سراح المئات أو الآلاف من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب وضمان بقاء حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) في السلطة.
وأشار التقرير إلى أن السنوار من المتوقع ألا يقبل بأي اتفاق لا يشمل مسارا موثوقا لإنهاء الحرب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی الولایات المتحدة إطلاق سراح لوقف إطلاق حماس فی فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحية: غزة تعيش كارثة إنسانية وحماس ترفض الوصاية وتؤكد الالتزام بوقف إطلاق النار
أكد خليل الحية، رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، أن الشعب الفلسطيني يواجه أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي وما وصفه بـ«حرب الإبادة الجماعية» التي امتدت لسنوات.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ38 لانطلاقة حركة «حماس»، أوضح الحية أن عدد الشهداء تجاوز 70 ألف فلسطيني، لافتًا إلى أن آخرهم القائد البارز في كتائب القسام رائد سعد، الذي قُتل في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة مساء السبت.
ووصف الحية الأوضاع المعيشية في القطاع بأنها «كارثية»، موضحًا أن عشرات الآلاف من السكان يعيشون في العراء وسط البرد الشديد والسيول، في ظل نقص حاد في المياه والغذاء والدواء، واستمرار الحصار وتدمير البنية التحتية.
وشدد على أن «حماس»، بالتنسيق مع الفصائل الوطنية الأخرى، ملتزمة التزاما كاملًا باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مؤكدا رفض الحركة لأي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب الخارجي على الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن دور مجلس السلام، الذي يرأسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقتصر على رعاية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والإشراف على إعادة إعمار غزة، مشددا على أن أي وجود لقوات دولية يجب ألا يتجاوز هذا الإطار أو يتدخل في الشؤون الداخلية للقطاع.
كما دعا الحية إلى الإسراع بتشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين لتولي إدارة شؤون غزة، معلنًا استعداد «حماس» الكامل لتسليم المهام الإدارية في مختلف القطاعات لهذه اللجنة.
وفيما يتعلق بسلاح الحركة، أكد الحية أنه «حق مشروع تكفله القوانين الدولية»، مشيرًا إلى انفتاح الحركة على مناقشة أي مقترحات بهذا الشأن، شريطة ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة.
حماس: نرفض الوصاية والانتداب
وفي بيان منفصل بمناسبة ذكرى الانطلاقة، أكدت حركة «حماس» التزامها بجميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، متهمة الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة خرق الاتفاق بشكل يومي، وافتعال ذرائع للتهرب من استحقاقاته.
وطالبت الحركة الوسطاء والإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل وإلزام حكومتها بتنفيذ بنود الاتفاق، ووقف الانتهاكات المتكررة، وفتح المعابر، لا سيما معبر رفح في الاتجاهين، إلى جانب تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية.
كما شددت على أن عملية «طوفان الأقصى» تمثل محطة مفصلية في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات لفرض الوصاية أو إعادة هندسة قطاع غزة، أو تمرير مخططات التهجير.
وأكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني وحده من يملك حق تقرير مصيره، واختيار من يحكمه، والدفاع عن نفسه، وصولًا إلى إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.