استكشاف مستقبل الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
رضوان مزاحم **
حقَّق الذكاءُ الاصطناعيُّ خطوات هائلة في السنوات الأخيرة، مع ظهور تقنيات جديدة ومبتكرة على أساس منتظم. تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه على تغيير الطريقة التي نعيش ونعمل بها، وتُحدث ثورة في الصناعات في جميع المجالات. من الرعاية الصحية والتمويل إلى النقل والتصنيع، للذكاء الاصطناعي تأثير عميق في الطريقة التي نقوم بها بالأشياء.
من السيَّارات ذاتيَّة القيادة إلى المساعدين الشخصيين الأذكياء، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل في مجموعة متنوعة من التطبيقات، وهو مستعد لتغيير طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.
أحد أكثر التطورات إثارة في الذكاء الاصطناعي هو ظهور التعلُّم العميق، والذي يسمح للآلات بالتعلُّم والتكيُّف بطرقٍ لم يكن من الممكن تصوّرها في السابق. فمن خلال التعلّم العميق، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل كميّات هائلة من البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة، مما يؤدّي إلى عمليات أكثر دقّة وكفاءة.
ولكن ليس فقط التكنولوجيا نفسها هي التي تصنع الموجات؛ فالعوائد المالية المحتملة من الذكاء الاصطناعي تجذب الانتباه أيضاً. حتى إن بعض الخبراء قارنوا إمكانات الذكاء الاصطناعي بالاندفاع نحو الذهب في القرن التاسع عشر؛ حيث يتدفق المستثمرون للدخول إلى الطابق الأرضي للشيء الكبير التالي.
وتماماً مثلما أدَّى اكتشافُ الذهب إلى زيادة في التنقيب والتعدين، فإنَّ إمكانية تحقيق الأرباح من الذكاء الاصطناعي تجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم. ومثلما كانت الحال في الذهب، فإن المتبنِّين الأوائل سيحصدون أعظم المكافآت؛ لكن الأمر لا يتعلق بالمال فقط.
فالذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على تغيير العالم الذي نعيش فيه بشكل جذري، وأولئك الذين يتبنُّونه سيشكّلون المستقبل بطرقٍ لا يمكننا تخيُّلها حتى الآن.
لذلك؛ لا تفوِّت هذه الفرصة التي تأتي مرة واحدة في العمر؛ ادخل إلى الطابق الأرضي من ثورة الذكاء الاصطناعي، وانضم إلى صفوف المبتكرين ذوي التفكير المستقبلي الذين سيشكِّلون المستقبل.
** كاتب لبناني مختص بالذكاء الاصطناعي والتجارة الرقية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عائدات AT&T تتضاعف نتيجة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي
في وقت أصبحت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تسيطر على مشهد التكنولوجيا – من Galaxy AI إلى Apple Intelligence – يبدو أن شركات الاتصالات بدورها تراهن بقوة على هذه الثورة، وعلى رأسها شركة AT&T التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهدافها التشغيلية والمالية.
عائد مضاعف واستراتيجية تقود إلى توفير 3 مليارات دولاربحسب تصريحات الشركة، فإن كل دولار استثمرته AT&T في الذكاء الاصطناعي التوليدي عاد عليها بعائد مضاعف، في خطوة تعكس النجاح الفعلي لهذه الاستثمارات.
وتستهدف الشركة تحقيق وفورات مالية تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا بحلول نهاية عام 2027، عبر دمج حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها.
دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مستويات العملتحدث آندي ماركوس، كبير مسؤولي البيانات والذكاء الاصطناعي في AT&T، لمجلة Forbes، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكرًا على الفرق التقنية، بل أصبح جزءًا من سير العمل اليومي في كافة أقسام الشركة.
ومنذ انضمامه إلى AT&T عام 2020، يقود ماركوس استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تشمل الخدمات الموجهة للمستهلكين، والأعمال، والوظائف الداخلية.
وحتى الآن، أكمل أكثر من 50,000 موظف تدريبات رسمية على الذكاء الاصطناعي، بينما تُشغّل الشركة أكثر من 600 نموذج من نماذج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي ضمن بيئاتها الإنتاجية، وتُراجع آلاف حالات الاستخدام الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
تطبيقات عملية تعزز الكفاءة وتحسّن تجربة العملاءتشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي في AT&T مجالات مثل كشف الاحتيال، منع المكالمات المزعجة، تحسين عمليات التوزيع الميداني، وأداة موظفين تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي تحمل اسم Ask AT&T.
وتهدف هذه التطبيقات إلى رفع كفاءة العمل الداخلي وتحسين تجربة العملاء على حد سواء.
وتُدار هذه الجهود من خلال إطار حوكمة صارم وتعاون بين الأقسام المختلفة، مع التركيز على سلامة البيانات، لا سيما وأن الشبكة تنقل يوميًا نحو 900 بيتابايت من البيانات، ما يستدعي إدارة مسؤولة وحذرة.
المرحلة القادمة: أنظمة ذكية تتخذ قرارات ذاتيةتُخطط AT&T للدخول في المرحلة التالية من تطوير الذكاء الاصطناعي، وهي الأنظمة العاملة ذاتيًا (Agentic Systems)، والتي يُمكنها اتخاذ قرارات بشكل مستقل. ويرى ماركوس أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي لا سقف لها، مؤكدًا أن الشركة تواكب هذه التطورات بتفاؤل مدروس.
تحذيرات من فقاعة محتملة في سوق الذكاء الاصطناعيورغم التفاؤل الذي تبديه الشركات، تزداد التحذيرات من جهات متعددة بشأن فورة الذكاء الاصطناعي في الأسواق.
يرى بعض المحللين أن شركات التكنولوجيا اليوم مبالغ في تقييمها بشكل يُذكّر بفقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، مع ارتفاع في نسب السعر إلى الأرباح، واستثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية والمواهب، دون خارطة طريق واضحة أو نهاية محددة.
ومع اشتداد المنافسة العالمية، هناك قلق متزايد من أن حمى الذهب الخاصة بالذكاء الاصطناعي قد تنتهي بانفجار اقتصادي مؤلم، إن لم يتم توجيه هذه الاستثمارات بحكمة.